أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خليل كلفت - كتابى -من أجل نحو عربىّ جديد- فى نقاط أساسية بقلم: خليل كلفت















المزيد.....

كتابى -من أجل نحو عربىّ جديد- فى نقاط أساسية بقلم: خليل كلفت


خليل كلفت

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 23:17
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    



1: بعيدا عن فقه اللغة العربية القديم الذى شغل نفسه بسؤال ميتافيزيقىّ هو: اللغة اصطلاح أم توقيف، مع ترجيح الموقف التوقيفىّ باعتبار العربية لغة أهل الجنة، ينطلق بحثى من منجزات القرنين التاسع عشر والعشرين عن اللغات وأصولها ومجموعاتها، والتى تتجه إلى اعتبار أن الإنسان الكرومانيونىّ نشأ منذ حوالى مائة ألف عام فى مكان واحد بلغة واحدة انتشرت مع انتشاره على وجه الأرض ثم تمايزت فى العزلة المحتومة رغم الانتشار فى تلك الأزمنة. ومن تلك اللغة الواحدة نشأت كل لغات الأرض، السابقة والحالية، بمختلف مجموعاتها. أىْ أن ذلك السؤال الميتافيزيقىّ القديم الذى ما يزال يتردد صداه إلى اليوم وما يزال يسيطر على عقول الكثيرين يجد عندى إجابة اصطلاحية تطورية لنشأة اللغات وصيرورتها بما فى ذلك لغتنا العربية، بالإضافة إلى فكرة الأصل الواحد للغات. واللغة التى هى أداة تواصُل البشر وفكرهم وإبداعهم محاكاةٌ خلاقةٌ لحياة البشر وإذا نظرنا إلى المعجم فإننا نجده انعكاسا مباشرا لهذه الحياة فهو يسمى أشياءها وأفكارها وأفعالها وأحداثها، إلخ.، ولهذا تكون قادرة على التعبير عنها. ورغم اختلافات ألفاظ مختلف اللغات فإنها تسمى نفس الأشياء وتعبر عنها، بل إنها حتى من الناحية اللفظية والصوتية والدلالية اشتقاقات من لغات سبقتها مع التجديد اللغوى المتواصل فى المعنى والمبنى.

2: وينطبق هذا على النحو. ولأن الحياة البشرية متناظرة بوجه عام فى كل مكان وزمان فإن النحو الذى يتناول عناصر أحداثها من خلال عناصر الجملة واحد فى كل اللغات. وأود تأكيد أن وحدة النحو فى كل لغات البشر ترجع ليس إلى الأصل الواحد المشترك للغات بل إلى تناظر الحياة البشرية. وإذا كان كل حدث ينطوى على عناصر مثل الحدث أىْ الفعل وفاعل الحدث ومفعوله ومكانه وزمانه والهدف منه وغير ذلك فإن لبنات بناء الجملة هى العناصر والوظائف النحوية التى تعبر عن هذه العناصر فى أحداث الحياة. ويُوحى الاختلاف الهائل فى الألفاظ بين اللغات (رغم الإحصاءات المعجمية التى توضح المشترك الواسع النطاق بينها) بأن النحو أيضا مختلف، إلا أن التركيز على مفهوم النحو باعتباره بناء الجملة يوضح أن النحو واحد فى كل اللغات وليس من باب المصادفة أن كل نحو فى العالم يتحدث عن بناء الجملة بنفس العناصر القليلة من فعل وفاعل ومفعول به وظرف ومتممّ للفاعل أو للمفعول به، وعن الأشكال المتقاربة فى اللغات لتحقيق هذه العناصر (مثلا: الفاعل اسم أو ضمير أو إلخ.).

3: يلحّ إنتاجى النحوىّ على التمييز بين النحو الموضوعىّ المنطقىّ الكامن فى صميم اللغات والنحو الوضعىّ أىْ نحو النحاة، وعلى هذا الأخير ينصبّ نقدى وله أيضا عظيم احترامى. وبالتالى فإن محاولتى لتطوير النحو لا تمسّ حقائق اللغة والنحو كما تعيش بهما الجماعة الناطقة بهذه اللغة بل تعمل على تصحيح بعض المفاهيم الأساسية فى نحو النحاة، أىْ النحو العربى التقليدىّ، مع التأكيد على أن أخطاء هذا الأخير مماثلة بوجه عام لأخطاء كل نحو تقليدىّ فى كل لغة.

4: يخلط النحو العربى إلى يومنا هذا بين النحو والإعراب مسترشدا منذ عقود طويلة بهذا الخلط عند مجمع اللغة العربية بالقاهرة وبقية مجامع لغتنا فى باقى بلدان العالم العربىّ. والإعراب أداة للنحو للتمييز بين الفاعلية والمفعولية فى المراحل التى تكون فيها اللغة معربة. وعند إسقاط الإعراب، كما حدث فى اللغة العربية منذ القرن الثانى الهجرىّ فى الأمصار، والقرن الرابع الهجرىّ فى البادية، يحل النسق البديل للإعراب وهو نسق ترتيب عناصر الجملة للقيام بنفس وظيفة التمييز بين الفاعلية والمفعولية. ولا تمسّ محاولتى حقائق الإعراب العربىّ الموضوعىّ السليقىّ ولا تقترح أىّ تعديلات. وإنما تعمل على تبديد الخلط بين الإعراب والنحو، وتبحث (رغم أن موضوعها ليس الإعراب بل النحو) طبيعة وتطبيقات الإعراب ويوضح ضرورة الانتقال من التسميات الإعرابية للعناصر النحوية إلى استخلاص حقائقها النحوية المتصلة ببناء الجملة. كما يوضح الكثير من الاعتبارات الإعرابية الخاطئة كما يقدمها النحو العربىّ. ولا تنطوى محاولتى على أىّ معاداة للإعراب العربىّ ولا يدعو إلى إسقاطه للاقتصار على اللغة العربية الحديثة غير المعربة والتى تسمىَّ ظلما بالعامية باعتبار أن هذه الأمور لا تقرِّرها فرمانات النحاة القدامى أو الجدد بل تقرِّرها الجماعة اللغوية العربية التى قرَّرتْ الازدواج اللغوىّ الخطير القائم الآن منذ قرون طويلة ترجع بداياتها إلى ما قبل الإسلام. ومع أن الموضوع الأساسىّ لمحاولتى ليس الإعراب ولا تيسير الإعراب فقد أوضحتُ، متناولا الإعراب فى عدة فصول، كيف أن بلورة المفاهيم المتعلقة ببناء الجملة تسهم فى تيسير "فهم واستيعاب الإعراب"، كما أوضحتُ أن الإعراب سهل يسير فيما يتعلق بما الذى يستحق الرفع وما الذى يستحق النصب إلخ. وأن صعوبته النسبية تكمن فى استيعاب أدوات أو علامات الرفع والنصب والجر والجزم ليس إلا. ومن أهم عناصر تيسير الإعراب إلغاء الإعراب المحلىّ والتقديرىّ وإلغاء إعراب الخبر/المسند ومن المؤكد أننا ننفصل عن تراثنا الأدبىّ والفكرىّ إذا نحن لم نُتْقِن الإعراب، فى كل الأحوال، ومهما كان مصير الازدواج اللغوى الذى نعانيه (سواء فى اتجاه الإسقاط الشامل للإعراب أو استمرار الازدواج الحالىّ).

5: أهم نقطة بين نقاط محاولتى لإصلاح النحو العربىّ وتصحيحه وتطويره تتمثل فى إصلاح مفهوم الخبر أو المسند فى هذا النحو. ومن خلال إحياء نظرية نحوية قديمة فى النحو العربى توضح محاولتى أن الخبر أو المسند هو كل ما نثبته للمسند إليه أو ننفيه عنه، أىْ كل الجملة باستثناء عنصر المسند إليه وما يتبعه مباشرة من نعت أو غيره، وأن هذا التعدد لعناصر الخبر يبتعد به تماما عن دائرة الإعراب، لأن الإعراب يخص الكلمة المفردة المعربة وبالتالى يستبعد المبنىّ كما يستبعد مجموعة الكلمات مع استبعاد الإعراب المحلىّ، وهكذا تتبدد أسطورة رفع الخبر أو المسند. وجدير بالذكر أن فعل الكينونة بالذات هو الذى صنع مشكلة رفع ما يسمى بالخبر المفرد، وذلك بغيابه فى أغلب حالات جملة المضارع المثبت، مما خلق وَهْم وجود جملة بدون فعل. والواقع أن مشكلة مفهوم الخبر قائمة أو كانت قائمة فى النحو فى لغات أخرى وقد أشرتُ إلى ذلك فى الكتاب بمثال أو مثالين، وأكَّدتُ أن إحياء تصور عربى نحوى قديم عن متعلَّق الجار والمجرور مع صقله وتطويره كان كفيلا بحل هذه المشكلة فى النحو العربى وكذلك الأوروپى، على أن هذا النحو الأخير توصل إلى المفهوم الناجع عن الخبر وطبَّقه فى العقود الأخيرة، بينما ما يزال المفهوم التقليدىّ القديم عن الخبر سائدا عندنا.

6: ولأن المفهوم الصحيح للخبر/المسند يجعله مشتملا على عناصر بناء الجملة باستثناء المسند إليه (فالخبر يشتمل على كل أو بعض عناصر الفعل والمفعول والمتمِّم والظرف) فإنه يفتح باب النحو واسعًا أمام تطبيقات نحوية ناجعة. فإذا أخذنا فى اعتبارنا هذه العناصر وكذلك أشكال تحقيق كل عنصر منها فإننا نتوصل من الجمع بين المسند إليه والمسند (الخبر) بهذا المفهوم إلى خريطة شاملة بكل النماذج الممكنة للجملة العربية التى لا يمكن أنْ تخرج عن نموذج من هذه النماذج التى تُعَدّ بالعشرات. وكما تفعل معاجم لغات أخرى فإنه يمكن إدماج هذه النماذج فى معاجمنا اللغوية فى مداخل الأفعال، الأمر الذى يجعل مستعمل مثل هذا المعجم قادرا على تكوين الجمل وفقا لهذه النماذج. وفوق البيعة، يؤدى المفهوم الصحيح للخبر كما سبقت الإشارة إلى إخراجه من دائرة الإعراب مؤديا بالتالى إلى إلغاء الجانب الأكبر مما يسمى بالإعراب المحلىّ ميتافيزيقىّ الطابع والذى عقَّد النحو والإعراب على السواء.

7: كذلك فإن إصلاح مفهوم المسند إليه ضرورىّ. والمسند إليه هو الفاعل النحوىّ (وليس الفاعل بالمعنى اللغوى) وهو يشمل بالتالى كل ما يسند إليه الفعل ويصَّرف معه أىْ ما يسمى بمرفوعات الأسماء باستثناء الخبر، فهو يشمل إذن ما يسمى بالمبتدأ والفاعل ونائب الفاعل وأسماء إن وكان وأفعال المقاربة، إلخ. ولا شك فى وجود تمييزات بين كل هذه الأشكال للمسند إليه أو الفاعل، غير أن هذه التمييزات لا تلغى حقيقة أن المفهوم الصحيح للمسند إليه ينطبق عليها جميعا. وهنا ينبغى الانتباه إلى أن الفعل بالمعنى النحوىّ يتجاوز الحدث المتعدى إلى غير المتعدى، والحدث بوجه عام إلى الحالة، وهكذا، وبالتالى فإن فاعل الفعل (المسند إليه) ينطبق عليه نفس الشيء فالفاعل النحوى يشمل فاعل الفعل اللازم كما يشمل نائب الفاعل (أىْ "فاعل" الفعل المبنىّ للمجهول)، مع أننا لسنا هنا إزاء فاعل لغوىّ حقيقىّ بل إزاء مفعول به فى الحقيقة والمعنى.

8: كذلك فإن مفهوم الجملة مضطرب من حيث تقسيمها إلى فعلية واسمية دون مبرر نحوىّ حقيقىّ. ويرجع هذا إلى أن النحاة جاءوا من عندياتهم وليس من منطق اللغة أو منطق النحو الموضوعىّ بقاعدتين ليس لهما معنى حقيقىّ هما قاعدة تقدُّم الفعل على فاعله وتأخير الفعل الذى يلى المبتدأ وجوبا. ويرجع منشأ تقسيم الجملة إلى فعلية واسمية إلى هاتين القاعدتين الخاطئتين. وعند إطلاق مكان الفعل كما تفعل اللغة ذاتها تصير كل "مرفوعات الأسماء" باستثناء المسند/الخبر مسندا إليه أىْ فاعلا. ونكون عندئذ (عند إلغاء هاتين القاعدتين، وتصحيح مفهوم الخبر/المسند، وتصحيح مفهوم المسند إليه) إزاء جملة عربية واحدة تنقسم إلى رُكْنين وحيدين هما المسند والمسند إليه وليس إلى رُكْنين أساسيين مع تكملات كما فى نحونا التقليدىّ. فالجملة العربية إذن واحدة فليست اسمية أو فعلية، ولا توجد جملة خالية من الفعل باستثناء حالة اختفاء فعل الكينونة فى المضارع المُثْبَت نتيجة للاقتصاد اللغوى لتعبيره عن الكون العام، ولها ركنان وحيدان هما عنصر المسند إليه أىْ الفاعل النحوىّ للفعل فى الجملة والمسند/الخبر الذى تمثله العناصر الأخرى. وبناء هذه الجملة هو موضوع علم النحو تماما كما أن بناء الكلمة هو موضوع علم الصرف.

9: وهناك ضرورة إصلاح مفهوم الظرف. فالنحو العربىّ يعترف بظرفىْ المكان والزمان وحدهما. غير أن الجملة تنطوى فى الخبر/المسند على جوانب أخرى غير الفعل والمفعول به وظرفىْ المكان والزمان، فهناك أسئلة كثيرة وإجابات عليها تنطوى عليها الجملة بشأن الهدف من القيام بالفعل والكيفية التى حدث بها ذلك بالإضافة إلى نواحٍ أخرى مختلفة. ومن الواضح أننا هنا أمام أظرف كما هو الحال فى كل نحو آخر. والحقيقة أن التسمية الإعرابية المتمثلة فى منصوبات الأسماء كانت تحجب حقيقة أن هذه المنصوبات باستثناء المفعول به إنما هى من الناحية النحوية أظرف تحيط الحدث الذى فى الجملة بتوضيح كل أبعاده.

10: يتمثل الهدف من الاهتمام بتصحيح وإصلاح وتجديد النحو فى التحرُّر من التمحور حول الإعراب والاتجاه إلى التحليل النحوىّ المنطقىّ للجملة، ويؤدى هذا إلى تطوير علم بناء الجملة من جميع النواحى كمهمة نحوية عامة ينبغى أنْ يقوم بها علم النحو بوصفه كذلك، فالحقيقة أن تطبيقاته تفتح الباب أمام المعالجة الآلية الناجحة للمعلومات باللغة العربية، هذه المعالجة التى تربكها الالتباسات التى يحفل بها هذا النحو، ومن الجلىّ أن أىّ لغة معرَّضة للتدهور فى هذا العصر فى غياب المعالجة الآلية للمعلومات بهذه اللغة.

11: أوضحتُ بصورة متكررة أن محاولتى لإصلاح النحو العربى إنما هى إحياء مباشر لمحاولة مجمع اللغة العربية ووزارة المعارف المصرية (وزارة التربية والتعليم بعد حركة 1952)، تلك المحاولة الكبرى التى لم يكن قد سبق لها نظير فى كل تاريخ النحو العربىّ، وقد تحطمتْ تلك المحاولة على صخرة الأصولية اللغوية-الدينية التى تعادى تطوير النحو العربىّ معاداتها لكل بحث علمىّ حرّ، غير أن نقاط ضعف تلك المحاولة سَهَّلَتْ على هذه الأصولية مهمتها. ويشتمل الكتاب على فصل كامل يستعرض محاولة المجمع ونقاط قوتها ونقاط ضعفها، والظروف التى أحاطت بتنصُّل المجمع والنظام التعليمىّ منها.

12: والإحياء وارد من باب آخر كما سبق القول وهو إحياء مفهوم متعلَّق الجار والمجرور فى النحو العربىّ القديم مع صقله وتطويره. وهذا الإحياء الأخير هو الأهم بقدر ما يتعلق الأمر بإصلاح مفهوم الخبر، وهو الأساس الحقيقىّ لانتقاد مفهوم الخبر المعلن أو الضمنىّ فى كل من محاولة المجمع والنحو الأوروپىّ.

13: يشتمل الكتاب على مناقشات لاتجاهات متنوعة للتطوير منها على سبيل المثال ضرورة التخلص من مفاهيم خاطئة مثل وجود مفعوليْن لظن وأخواتها ووجود ثلاثة مفاعيل لأعلم وأرى وأخواتهما، وضرورة تطوير مفهوم أقسام الكلام ليمتد إلى النعت والظرف والضمير وأدوات الجر وأدوات العطف بدلا من الاقتصار على التقسيم الثلاثىّ (الاسم والفعل والحرف).

14: مع أن محاولتى تتعلق بالنحو أىْ بناء الجملة وليس بالإعراب، خصَّصْتُ فصولا عديدة (ستة فصول كاملة) لبحث طبيعته ووظيفته وتيسيره وتخليصه من الإعراب المحلىّ وكذلك الرد على مَنْ ينكرون وجوده الأصلىّ فى اللغة العربية (قطرب وإبراهيم أنيس). وإذا كان أكثر مَنْ حاولوا فى العصر الحديث تجديد النحو العربىّ قد ركَّزوا على الإعراب وتيسيره (بعيدا عن بناء الجملة: إبراهيم مصطفى وغيره) فإن المفاهيم النحوية الصحيحة تساعد على تيسير الإعراب بصورة ناجحة. ولا شك فى أن التيسير الحقيقىّ للإعراب بعيد تماما عن محاولات بائسة لتيسير الإعراب عن طريق إلغاء ما اعتبرتْه صعوباته مثل إلغاء المثنى وغيره (كما كان يقترح أمين الخولى وغيره). ويتمثل التيسير الحقيقىّ للإعراب فى ربطه بعناصر بناء الجملة واستيعاب حقائقه والتخلص من أوهامه والتخلص فى المحل الأول من الإعراب المحلىّ والتقديرىّ، بالإضافة إلى جدولةٍ بالوسائل العصرية توضح تفاصيل علامات الإعراب بحيث يسهل استيعاب استخداماتها.

15: أشرت غير مرة إلى أن من أهداف محاولتى إلحاق علم النحو العربىّ بالثورة الحالية فى علم النحو الأوروپىّ. ولا يجب النظر إلى هذا على أنه نوع من الخضوع للمعايير الغربية والغزو الثقافىّ، خاصة وأن محاولتى تنطلق فى المحل الأول من مفهوم مهمَّش فى النحو العربى القديم، يجرى على أساسه وعلى أساس علم المنطق (المقبول لدى الجميع فيما يتعلق بمفهوم المحمول الذى يقابل فى المنطق الخبر فى النحو) نقد مفهوم الخبر فى النحو العربى السائد وكذلك مفهوم الخبر فى النحو الأوروپىّ. وعلى كل حال فإن تطوير النحو العربىّ لا يمكن أنْ ينعزل عن النحو المقارن وإنجازات العلوم اللغوية فى اللغات الأخرى تماما كما كان تطور النحو العربىّ القديم ذاته فى صلة وثيقة مع العلم الأوروپىّ القديم وغيره.

16: وبدلا من التردد أمام القوة الجبارة للأصولية اللغوية-الدينية، القادرة اليوم ربما أكثر من الأمس على تحطيم كل محاولة لإصلاح أو تجديد أو تطوير النحو العربىّ، ينبغى أنْ تكون محاولتنا لتطوير العلم كله بما فى ذلك علومنا اللغوية جزءًا لا يتجزأ كما يقال من محاولتنا لتغيير المجتمع والحياة فى الدرب الطويل للغاية نحو المجتمع المتحرر من النظام المعادى للإنسان ونحو العلم المتحرر من الخرافة.
أواخر عام 2010



#خليل_كلفت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل نحو عربى جديد (الجزء الثانى)
- من أجل نحو عربى جديد - الجزء الأول
- آدم وحواء وقصص أخرى من أمريكا اللاتينية
- حكاية سَكَنْدَرِيَّة - ما شادو ده أسيس
- العاصفة تهب (حول انهيار النموذج السوڤييتي) - كريس هارم ...
- محاضرات سياسية عن أوروپا وتركيا وأفريقيا والهند
- العقائد الدينية والمعتقدات السياسية
- إلى أين يقود علم الوراثة؟ - چان ڤايسينباخ
- ثورة 25 يناير 2011 طبيعتها وآفاقها - الجزء الثانى
- ثورة 25 يناير 2011 طبيعتها وآفاقها - الجزء الأول
- القرن الحادي والعشرون: حلم أم كابوس؟
- الذكرى الأولى للثورة تقترب والمجلس العسكرى يسير بنا على الطر ...
- الحوار بين الثورة والواقع
- مطالب وأهداف الموجة الثورية الراهنة
- موجة 19 نوڤمبر 2011 الثورية الجديدة
- مرة أخرى حول مقاطعة الانتخابات الپرلمانية والرئاسية فى مصر
- الاحتجاجات المسماة بالفئوية جزء لا يتجزأ من الثورة
- مقاطعة الانتخابات الپرلمانية والرئاسية من ضرورات استمرار الث ...
- مذبحة ماسپيرو تضع الثورة أمام التحديات والأخطار الكئيبة
- مقدمة خليل كلفت لترجمته لكتاب: -كيف نفهم سياسات العالم الثال ...


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - خليل كلفت - كتابى -من أجل نحو عربىّ جديد- فى نقاط أساسية بقلم: خليل كلفت