أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - ياسمين ((ضحية الفصل العشائري))














المزيد.....

ياسمين ((ضحية الفصل العشائري))


منى حسين

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 22:07
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ياسمين فتاة تبلغ من العمر ثلاث وعشرين عاما بيضاء البشرة جميلة رشيقة القوام (هزيلة) ألتقيتها قبل ما يقارب الشهرين في أحد المحاكم العراقية، كانت متهمة بالخيانة الزوجية، لكن الحقيقة كانت قصتها غريبة، حيث أجبرت ياسمين على ترك دراستها وهي في المرحلة ماقبل الأخيرة لأنهاء مرحلة الأعدادية، اي في الصف الخامس الأعدادي، لتتزوج من أحد أقربائها (أبن خالتها) نزولا عند رغبة ابيها، وكانت المفاجأة وتحديدا في ليلة زفافها حيث صرح لها زوجها بأنه عاجر جنسيا وأطلعها على تحاليل طبية تؤكد عجزه الجنسي التام، لكنه ظل يترجى ويتوسلها أن تكتم الموضوع حفاظا على سمعته كذكر داخل مجتمع الذكورية، ووافقت ياسمين لأنها برئية ولم تقدر عواقب تلك الأمور، وبعد مرور اقل من سنة وجدت نفسها متهمة بجريمة الخيانة الزوجية من قبل زوجها الفاشل جنسيا، هنا أنتفضت ياسمين منتقمة لوضعها وتقدمت للمحكمة بطلب الأنفصال عن طريق محامي أوكلت له قضيتها، وقد طلب المحامي من هيئة المحكمة عرضها على لجنة طبية للتأكد من كونها لازالت عذراء، وكذلك عرض زوجها على لجنة طيبة لدعم أدعائها، وقد جائت نتائح الفحوصات الطبية لتؤكد عذرية ياسمين وصحة أدعائها حول عجر زوجها الجنسي التام. الى هنا حصلت ياسمين على حريتها حيث منحها القاضي ورقة الطلاق، وطوت ياسمين صفحة الم مريرة عانت من ويلاتها ماعانت، عادت ياسمين الى بيت ابيها هذه المرة عذراء مطلقة يملؤها الحزن والخراب، أرادت ترتيب نفسها وحياتها من جديد، طلبت من ابيها ان تعود الى دراستها لكن الأب المتشدد رفض منحها حق الحياة وأثبات وجودها وللمرة الثانية.
بقيت على أتصال مع ياسمين وقبل ايام قليلة أتصلت بي وقالت أن عائلتها تعرضت الى مشكلة تسبب فيها أخيها، وهذا الأمر حسم عن طريق جلسة عشائرية حيث وجب على أبيها دفع دية (فصل عشائري) للعائلة المتضررة بسبب أخيها، وكان الحكم العشائري يقتضي أن يدفع أبيها أما مبلغ من المال تم تحديده أو أمراة من نساء العائلة كتعويض عن الضرر الناتج عن المشكلة. ونتيجة للوضع المادي الغير جيد لأبيها وأنقاذا لأستهتار أخيها الذكر قرر أبوها أن يدفع بها كتعويض (فصلية) لحل المشكلة.
هذا النوع من التعسف والذي يطلق عليه فصلية هو مرحلة أبشع من العبودية فالمرأة في هذه الحالة يتم أمتلاكها بشكل تام من قبل العائلة التي حصلت عليها كدية، حيث يتم سلبها كرامتها وانسانيتها ووجودها بالكامل، تعيش بقية حياتها ذليلة رخيصة لا توجد لها أي قيمة أجتماعية او أنسانية لانها أتت حلا بائسا لمشكلة عشائرية، وبالمقابل ستدفع ياسمين الثمن بسلسلة أنتقامات من كرامتها ووجودها من قبل العائلة التي أمتلكتها، لان تلك العائلة ستنتقم منها يوميا بإذلالها واهانتها، تخيلوا اي حياة هذه ستكون لياسمين وامثالها مع انها ليس لها يد في هذه المشكلة سوى انها ملك لأبيها ولعائلتها، وهي نفس العائلة التي بتت في قرار تركها للدراسة وتزويجها ثم منحها كدية لحل مشكلة عشائرية ارتكبها الذكر. اين القوانين التي تحمي قضية ياسمين وامثالها من بناتنا ونسائنا، متى تطوي القوانين ملفات العشائر التي تهين النساء وتذلها لتؤدي بها في النهاية أما الى اليأس والإذلال أو الإنتحار أو الهرب. وجميعها حلول فيها خسائر فادحة ونهايات مؤلمة ومهينة.
ياسمين الأن في حالة نفسية صعبة أنها في حالة انهيار تام وليس أمامها من خيار سوى أما أن تعيش بقية حياتها مهانة وذليلة مع عائلة ستأخذها كدية لما يسمونه (فصلية). وأما أن تهرب من ابيها وعشيرتها وأهلها أو أن تنتحر وجميع الخيارات تلك فيها نهاية لها ولأنسانيتها.
ماذا تفعل ياسمين الأن؟؟؟ وملايين من النساء امثالها الى متى تبقى هذه المجتمعات تحمي الذكور وتدافع عنها الى متى تبقى قوانين هذه المجتمعات صماء وعمياء أمام قضية المرأة الى متى تبقى مذابح التخلف العشائري تذبح بناتنا في وضح النهار وبشكل علني وقبيح.
عزائي لكي يا ياسمين ولكل شابة مصوب على حياتها سهم الذبل والسم، لأن حياتها بيد أبيها وأخيها، بيد ولي الأمر القاسي المتعسف الذي يدفع بها ثمن لحماية أخيها الذكر أو حماية نفسه عند أرتكابهم جريمة اجتماعية.
ملاحظة: أحتفظ بالأسماء والأماكن والعناوين.
ياسمين الأن بحاجة الى حل ودعم وسند أنساني لأنقاذ حياتها.

الأمضاء
قلم التحرر والمساواة
لكل نساء العالم



#منى_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غشاء البكارة
- تعدد الزوجات
- حوارات عارية
- أنا وأنت
- حكومة الأسلمة في العراق تعلن عن حربها ضد النساء
- لن تسلبني كلماتي والقلم
- جهنم ستملؤها النساء!!
- أنا فقط اطالب بالحرية
- لا للعنف ضد المرأة
- علني جدا (2).. تبريرات السيد شاهر الشرقاوي
- علني جدا... الى السيد شاهر الشرقاوي
- ألبسوني ثوب العهر
- أريد أعيش
- كل عام وأنتم بخير
- قيدي في رحم امي
- محضورات شرعية
- الكأس
- لحظات الوداع
- عبودية الدم
- آبار النفط الثرية


المزيد.....




- البابا فرنسيس يغسل ويقبل أقدام السجينات في مراسم خميس العهد ...
- السعودية رئيسا للجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة عام 2025
- انتخاب السعودية لرئاسة لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة وسط ...
- -اكتشاف هام- يمنح الأمل للنساء المصابات بـ-جين أنجلينا جولي- ...
- ما حقيقة مشاركة السعودية في مسابقة ملكة جمال الكون بالمكسيك ...
- إيه الحالات اللي بتحتاج استئصال للرحم؟
- بعد خلاف حول الحجاب .. فرنسا تقاضي تلميذة اتهمت مدير مدرستها ...
- -موقف محرج-.. تداول فيديو استقبال ميقاتي لرئيسة وزراء إيطالي ...
- طفل أوزمبيك.. كيف يزيد سيماغلوتيد خصوبة المرأة وهل يسبب تشوه ...
- النساء يشاركن لأول مرة بأشهر لعبة شعبية رمضانية بالعراق


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - منى حسين - ياسمين ((ضحية الفصل العشائري))