أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - مثقفون و مثقفون..!















المزيد.....

مثقفون و مثقفون..!


سنان أحمد حقّي

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 18:55
المحور: الادب والفن
    


مثقفون ومثقفون..!
يضع بعض الناس تعريفا للمثقف وآخرون يسحبونه على شرائح مختلفة ويختلف الباحثون حول وضع مفهوم لهذا المسمّى أو المصطلح الذي لا يقلّ عن ما يقابله من مفردة عن مفكّر!(Intellectual) ولكن بلادنا تتميّز بين كل بلاد خلق الله في نحت مفهوم بعيد عن معناه عند الأمم الأخرى، هنا في بلادنا لكي تكون مثقفا يجب أن تكتب الشعر أو القصّة أو لونا من الأدب أو النقد فحسب والمثقف مصطلح عندنا لا ينسحب على الفنان التشكيلي أو ذوي التحصيل العلمي أو السياسي أو أرباب الفكر الإقتصادي أو الطبّي أو القانوني أو الهندسي أو المهني أو الصحفي والإعلامي أو غيرها
المثقّف عندنا له سمات وملامح منها أن يحمل صحيفة كالمخبر وأن يتزيّا ببدلة أو ملابس توحي بأناقة هابطة وإن لم تكن بسيطة وبعضهم يسرّح شعره بطريقة مختلفة والبعض الآخر هذه الأيام يطلق لحيته بشكل تتجلّى فيها الحداثة أو البنيويّة وقد يتّخذ له طريقة في الكلام أو النطق أو ترديد عبارات محددة بين الوقت والآخر وله أسلوب كثيرا ما يكون مصطنعا في الحديث أو تحريك يديه فالبعض والحقّ يُقال له باعٌ في فن التمثيل
يجب أن يكون يساريّا في عقيدته أو اشتراكيا عند الحديث الصريح ولكنّه ليس بالضرورة أن يكتب أو يقرأ ما ينسجم مع عقيدته السياسيّة فتراه يتحدّث عن الحركات الإشتراكيّة وقضاياالسلام العالمي والديمقراطيّة وحريّة الشعوب ولكنّه لا يجد حرجا من أن يتمثّل منهج توماس أليوت أو عزرا باوند أو جان بول سارتر أو ألبير كامو أو جان جينيه أو سيمون ديبوفوار أو كولن ولسن أو وليم فولكنرأو بوريس باسترناك أو كافكا أو غيرهم بحجّة البناء الفنّي والأدوات المستخدمة واللغة الشعريّة ولكنهم يتناسون أن شكل الأدب ما هو إلاّ تعبير عن مضمونه
مثقفون يصح فيهم ما قاله الشاعر الروسي الكبير ماياكوفسكي من أن لوازم كتابة قصيدة هي معطف وغليون وفسحة مناسبة يتجوّل فيها الشاعر!
مثقفون يستخدمون لغة ملتوية وتُستعمل فيها بعض البهارات الخاصّة بفنون التشفير والإبهام والغموض لكي يوحون لغيرهم أنهم دون مستوى فهم ما يكتبون
ويحبّذ بعضهم بناء شئ من العلاقات العامّة خصوصا مع السلطات القائمة لكي يستطيعوا أن يكونوا مؤذين لأن بيت الشعر يقول:
إذا لم تكن ذئبا على الأرض أجردا ...كثير الأذى بالت عليك الثعالبُ
مثقفون يصلحون لجريدة الوزّة النقّاقة أو صحيفة القدر المدمدمة
التدخين سمة لا يجب أن نغفل عنها.
واللذيذ فيهم أنّه يضيع بينهم من هو مثقّف فعلا ولا بدّ من بعض التصرفات التي تدلّ على شئ من التذمّروقليل من السخط أو الضجرحتّى لو لم يكن هناك ما يدعو لذلك.
من مستلزمات مثل هؤلاء المثقفين أن يحفظوا بضعة أسماء لكتاب أجانب أو شعراء ولكن يٌشترط فيهم أن أحدا لم يسمع بهم فكلما كانت الأسماء لمغمورين كان أفضل
يقول أحد أصدقائنا الأعزاء أنه التقى أحدهم وسأله عن صحّته وأحواله فأجاب كما هي عادته : زين وما ذا أفعل هذا أنا أعيش بين الكتب وأخشى أن تسقط عليّ فأموت ميتة الجاحظ فقال له صديقنا: لكن الجاحظ سقطت عليه كتب كان قد قرأها أمّا أنت فتسقط عليك كتب يا ليتك قرأتها
وبعضهم لا يتورّع أن يتأفف أمامك ويوحي لك أن فلانا من الكتّاب إنما سرق منه فكرته واشتغل عليها قليلا وأظهرها بشكلها المنشور
مثقفون بعضهم بل كثير منهم لا يعرف للثقافة معنى سوى أن يعتبر نفسه مثقفا أولا، ثم موظفا صغيرا مهما كان أو عليك أن تشتقّ معاني المثقف من ملامحه وتصرفاته.
تعرّفت على عدد غير قليل ممن كان يقدّم نفسه أنه مخرج سينمائي ويأخذني العجب إذ أن العراق بأجمعه ليس له تراث سينمائي أكثر من مائة فيلم فقط فكيف لم نسمع به ، والألقاب حدّث ولا حرج وكنت أتمنى لو قال مخرج مسرحي لهان الأمر،فما أن يكتب أحدهم قصيدة واحدة أو اثنتين مما يكاد يُعتبر شعرا حتّى يقدّم نفسه فلان ـ شاعر وكذلك آخر ـ قاصّ ـ أو ناقد أو كاتب مسرحي أو فنان تشكيلي امّا خرّيجو تلك الأقسام في الكليات والجامعات والمعاهد فهم يشعرون أن لهم الحق باحتكار اختصاصهم وينسون أن الجواهري لم يتخرّج في كليّة أو جامعة متخصّصة بالشعر ولا الرصافي ولا الزهاوي ولا الحبوبي ولا الأخرس ولا شوقي ولا جبران ولا توجد كليّة أو جامعة يتخرّج فيها الشعراء أو كتاب القصّة ورواد القصّة عندنا كثير منهم تخرّجوا في كليّات الحقوق بل بعضهم في كليات الطب وكذلك من الفنانين من تخرّج في كليات الطب أيضا من أمثال الأطباء خالد القصاب أحد رواد الحركة التشكيليّة وعضو جماعة بغداد إلى جانب جواد سليم وكذلك علاء بشير وفلاح الجواهري وسواهم كثير
مثقفون ليس بينهم من يسعى لإتقان لغة أخرى ولا تعرّف على آداب الأمم الأخرى إلاّ عن طريق ترجمات بائسة يقوم بمحاكات تلك الترجمات في كتاباته مدّعيا الحداثة أوحتّى ما بعد الحداثة
مثقفون يجب أن يحتسوا الخمرة ويتأوّهوا ويتحسّروا لا على شئ
مثقفون يُحسنون تحسّرهم على عدم انفتاح فرص أمامهم وهم لا يحرّكون ساكنا
يزدادون حسدا يوما بعد يوم ويدفعهم حسدهم أن يسخّفوا أي عمل أو نتاج
والغريب أن معظمهم ليسوا من ذوي التحصيل الثقافي العالي وهم يقرأون بالطريقة التي يفهمون بها وتترسّخ في أذهانهم المفاهيم الثقافيّة بالشكل الذي يرغبون بسبب عدم وجود مرجعيّات يراجعونها عند وبعد مطالعاتهم المختلفة فلا تدري كيف يفهمون تلك المفاهيم
مثقفون أحلى ما فيهم أنهم مفلسون!من كلّ شئ!
قصدني أيّام الدراسة أحدهم يطلب رأيي في قصيدة كتبها فلمّا قرأتها لم أجد لها وزنا واضحا ووجدت فيها كثيرا من الأخطاء في النحو وفي قواعد اللغة فضلا عن افتقارها لأبسط أسس النقد الأدبي فلم أرغب أن أركّز على جميع النواقص لعلّي أحفظ له بعض التشجيع فذكرت له أنها غير موزونة وذكرت بعض الهفوات اللغويّة فردّ صاحبي عليّ بلهجة متحدّية: ولكن يقولون أنه يجوز للشاعر ما لا يجوز للناثر ! فحاولت أن أفهمه أن جوازات الشاعر محدودة وهي في مدّ المقصور وقصر الممدود وصرف ما لا ينصرف وما إلى ذلك فانفعل ونهض قائما وقائلا : إذا كان الأمر كما تقول إذا ما كتب أحدٌ شعرا أبداً..واضاف:(يا معوّد لا تحسقلها )*
حقّاً صدقت الآية ( الشعراء يتّبعهم الغاوون .في كلّ وادٍ يهيمون) صدق الله العظيم
والحقيقة لكل مهنة أو ( صنعة) ملحق كالملحق بجمع المذكّر السالم أو الملحق بجمع المؤنّث السالم فللأطباء ملحقون وللمهندسين ملحقون وللتجار ملحقون وللصيارفة ملحقون وللشعراء ملحقون تماما كالملحقين في السفارات
مثقفون ملحقون بالمثقفين
وكتّاب ملحقين بالكتّاب وانظروا كم تجدون مِهَنا جديدة ظهرت على ساحة الثقافة والكتابة مثل محلل سياسي، وهم على غرار محلل برامج كومبيوتر ومحلل كيمياوي .
ومثقفون لهم باعٌ طويل في توسيع الشهرة بالهدايا وتقديم الخدمات الخاصّة كما كان يفعل بعض الفنانين عندما يذهبون للقاهرة بهدف توسيع شهرتهم بواسطة هدايا وعطايا نادرة فيحملون التفاح والشاي السيلاني والتمور الفاخرة إلى بعض الملحنين والفنانين الكبار كي يوافقوا على وضع بضعة ألحان لهم حتّى وإن لم يكونوا قد سمعوا بهم من قبل.
مثقفون يقفون طوابير على أبواب الحكام لينالوا شيئا من عطاياهم
مثقفون يطالبون بمنح وعطايا
مثقفون يحبّون أن يميزوا أنفسهم عن الناس وعن غيرهم ولو بأي شئ
مثقفون لا يعرفون ما معنى مثقفين؟
مثقفون ليس لهم موقف
مثقفون يثيرون بالنفس الإشمئزاز وآخرون يثيرون الشفقة
و..
ومثقفون يضحون باستمرار
ومثقفون لا يطالبون بشئ
ومثقفون يُساقون إلى السجون والمنافي طوابير طوابير
ومثقفون يتصدّون للظلم بصدور عارية وإرادة لا تُقهر
ومثقفون لا يبالون كيف يعيشون
ومثقفون لا يفارقون الكتاب حتّى في الفراش
ومثقفون يتعلّمون كل يوم شيئا جديدا إمّا لغة جديدة أو فنّا جديدا أو علما أو صنعةً أو أيّة معرفة لم يكونوا يعرفونها
ومثقفون يشاركون إخوانهم رغيف الخبز والمأوى الذي إليه يأوون
ومثقفون ينكبّون على المعرفة والعلم والثقافة كما ينكبّ الأكلةُ على قصعتهم
ومثقفون يجيدون كلّ ما وقعت عليه أناملهم من مهارات وأدوات
ومثقفون هم من أرفع ما أنتج الفكر ولكنهم متواضعون وغير متفيهقين
ومثقفون أصبحوا يخجلون من إدراج ألقابهم وشهاداتهم العلميّة بعد أسمائهم لفرط ما فرّط المتثيقفين
ومثقفون أرفع من سمة المثقفين ولكنهم يترددون أن يصفوا أنفسهم بالمثقفين
ومثقفين هم ملائكةٌ تسير على الأرض من شدّة نقائهم وصفائهم ونزاهتهم وحبّهم لأخوانهم سواءُ كانوا من المثقفين أم من غير المثقفين
ومثقفون لا يرون أن لهم ميزة على سواهم
ولا يحبون أن يميزوا أنفسهم على غيرهم
ومثقفون هم عبارة عن كتلة من العطاء والإيثار والتسامح والتضحية والحبّ النقيّ
ومثقفون هم هداة للناس عندما تدلهمّ الخطوب وعندما يحمى الوطيس
ومثقفون هم قادة وقت لا رأي ولا مشورة تنفع الناس
ومثقفون هم ورثة حقيقيون للأنبياء والعلماء هم أبطال حين لا تجد الناس من حولها أبطالا تسير بهم إلى برّ الأمان والسلام
ومثقفون كأنهم مرسلون تكاد تصرخ بالناس أن اتّبعوا المرسلين لولا أن لا مرسلين بعد خاتم المرسلين
ومثقفون لا معنى للحياة بدونهم
ومثقفون هم زهورٌ على صدور أممهم وأنوارٌ تضئ في الآفاق دهورا حين يخبو كل أمل
ومثقفون يأتون ويذهبون ولا تعرف كيف أتوا وخرجوا وكيف مضوا واختفوا كأنهم شعاعٌ من الرحمة الإلاهيّة
بل هم حدثٌ كونيّ
سواءً كانوا شعراء أم لم يكونوا أو كانوا أدباءَ أم لم يكونوا أم كانوا فنانين أم لا أم كتـّاباً أم لا،ففي وعيهم وريادتهم إنهم مثقّفون..!
حقّاً مثقفون ومثقفون..!

سنان أحمد حقّي
مهندس ومنشغل بالثقافة

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* تعبير شعبي عراقي يُقصد به البخل وهو مشتقّ من إسم حسقيل أو حزقيال وهي أسماء يتسمّى بها كثيرٌ من أبناء الديانة اليهوديّة، كما هي الحال مع إسم شايلوك.



#سنان_أحمد_حقّي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسائل ..
- المنطق الجدلي والنظريّة الفلسفيّة..!
- تعقيبا على مقال لا أغلبيّة في العراق!
- حول بابل ومسار التاريخ ومقال الأستاذ وليد مهدي !
- النمو الحضري بين النظريات والدوافع..!
- عودة إلى الهزّات الأرضيّة !
- لمحات وتأملات مع مقال الأستاذ وليد مهدي في البحث عن ملكوت ال ...
- مهدي محمد علي..توأم روحي!
- هل تلعب الجامعة العربية دورا جديدا .. !؟
- تحكيم المباني ضد الزلازل من الجوانب التصميميّة !
- من سمات القيادة المقتدرة!
- تأملات تقدّميّة في ثورات الربيع العربي
- العيافة والقيافة والفراسة والطيرة...وغيرها من طبائع العرب
- أضواء على زوايا من علم الفلسفة الأساسي ( المنطق)!
- شنو؟.. لعد تردونها طول العمر؟
- من وراء الربيع العربي
- مسافرٌ زادهُ الخيالُ
- الذائقة العروضيّة وبحور بلا حدود!
- أفارسيٌّ أم عربيٌّ هو ؟ أم هو خليج البصرة!
- في الوجود والعدم..فكرة!


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سنان أحمد حقّي - مثقفون و مثقفون..!