أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - المقاومة والصمود















المزيد.....

المقاومة والصمود


إياد أبازيد

الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 11:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مدى أربعين عاماً من المقاومة والصمود الكاذبين، لم يحقق أزلام النظام السوري أي انتصار يذكر، سوى الخيانة والتآمر على الوطن، وتسليم الجولان للمحتل اليهودي وتنصيب أنفسهم حرساً لحدوده، وفي بداية القرن الحالي وبالتحديد عام 2007م قام المحتل اليهودي باختراق الحدود السورية، ووصلت طائراته إلى عمق المدن السورية، وقصفت في دير الزور – ما قيل أنه مفاعل نووي– وعادت وحلقت فوق قصر الأسد الابن لمدة ثلاثة ساعات، دون أن يجرؤ الابن على إطلاق أي قذيفة نحو الطائرات الحربية، ثم عادت إلى قواعدها سالمة، واكتفى أسد المقاومة الابن بالقول بأنه سيرد في الوقت المناسب، مع احتفاظه بحق الرد طبعاً!!
والأخطر في هذا الواقع محاولة إظهار دول الصمود المزعومة بالبطولة حتى وإن كانت كلاماً فقط!! من أجل بهرجة العداء وتمويه الحقائق وزيادة التضليل – حتى وإن كان شأنها في هذا شأن بقية دول الاعتدال الأخرى– فالمطلوب هو إظهار هذه الدول بأنها تعادي الغرب وتقاطع اليهود، من أجل استقطاب إرادة الشعوب العربية و الإسلامية وسيطرتهم عليها وتحجيمها، في الوقت الذي تجري فيه العلاقات على أتمها بين الطرفين!!
إلى أن جاءت الثورات العربية وخصوصا الثورة السورية فكشفت ما كان يراد له أن يبقى طي الكتمان، وفضحت العلاقات الخفية بين الغرب وأمراء الطوائف، وكشفت تواطؤا الغرب وسكوته عن المجازر التي تجري في سوريا طيلة أشهر الثورة المباركة، بل وإعطائه الفرصة للمجرم الأسد فرصة تلو أخرى، من اجل محاولة إخماد شعلة الثورة السورية المباركة، وتوجيهه تهم الخيانة – الغارق بها من رأسه إلى أخمص قدميه– إلى شعبه، ووصفه بالعمالة بالتآمر، إذ كان المفترض أن لو كان الأمر مؤامرة مقصود منها الإطاحة بالأسد الابن، أن يتدخل الغرب لإنقاذ هؤلاء الذين حركهم – كما يزعم الخائن الأسد– من أجل تحقيق ما زعم أن الغرب يسعى إليه!! بينما كانت الحقائق على أرض الواقع تؤكد أن الغرب يقف إلى جانب الأسد الابن تاركين الشعب السوري نهباً للقتل والإبادة.
و نرى اليوم الثورة السورية المباركة و بعد شهورها العشرة، و بعد آلاف الشهداء، وعشرات الآلاف من الجرحى والمعتقلين وغيرهم من المفقودين واللاجئين والنازحين. الثورة التي بدأت بها مجموعة أطفال من درعا، بالكتابة على جدران مدرستهم “الشعب يريد إسقاط النظام” ولم تنتهي حتى اللحظة. ثورة تحمل بين طياتها إرادة السوريين جميعاً في التغيير والتحول إلى الديمقراطية، والعيش في وطن تسوده الكرامة والحرية.
لكن في المقابل يبدو أن الثورة السورية دخلت في غياهب نفق مظلم، فالثورة مستمرة، والقتل يستمر ويتزايد. النظام السوري لا يوفر أي سلاح إلا ويقصف ويقمع به المتظاهرين السلميين، مستهدفاً بذلك حتى المدنيين العزل المتواجدين داخل بيوتهم، بفعل دباباته ومدافعه التي سكتت عقوداً عديدة في جبهة الجولان. وها نحن نسمع أزيز الرصاص وأصوات انفجارات أسلحته، في درعا و حمص و إدلب و حماة، وغيرها من مدن سوريا المحتلة بفعل جيش النظام وفرق الموت وكتائب الشبيحة المرتزقة التابعة له.
إن المتابع للشأن السوري يحتار حقاً في ماهية حل هذه الأزمة الإنسانية، فلا توقف النظام عن القتل، ولا اعترف بوجود مشكلة بالأساس، بل يصر على روايته الخرقاء، بأنه يحارب مسلحين قدموا من دول الجوار، تدعمهم دول عربية وأجنبية، للنيل من مواقف سوريا الوطنية تجاه القضايا العربية والقومية! وهذه الشعارات متهالكة بفعل الزمن وحقيقة النظام السوري الذي باع الجولان، وصمت عن الكثير من الإنتهاكات التي قامت بها إسرائيل في عقر داره. النظام الذي يلعب بكل أوراقه الإقليمية محاولاً تشتيت الأنظار عن ما يجري في سوريا، بمعية أنصاره في لبنان والعراق وإيران وغيرها من الدول الداعمة لطغيانه.
أما الجامعة العربية فقد تشطت كثيراً في منح نظام القتل في سوريا، المزيد من المهل، مبيحتاً له كافة الذرائع ليستمر في قتل السوريين، وزجهم في السجون، وقمع ثورتهم السلمية. وكأن الغرض من هذه المهل هو إعطاء المزيد من الوقت للنظام للقضاء على هذه الثورة بأي شكل أو طريقة. ولا يهم في ذلك الفاتورة الباهظة من دماء وأرواح السوريين، التواقين للحرية والعيش بكرامة كباقي شعوب الخليقة.
أما مواقف الدول العظمى في العالم، فإنها تحزن أكثر من مواقف الدول العربية كالعراق والجزائر ولبنان. فما تزال روسيا والصين والهند والبرازيل وجنوب افريقيا من أكبر القوى الداعمة للنظام، متغاضية النظر عن ما يجري في سوريا، فيستمر الثنائي الروسي الصيني بمنع أية محاولة في مجلس الأمن الدولي، من إستصدار قرار دولي يدين العنف في سوريا، ويلزم النظام السوري على وقف كافة إنتهاكات حقوق الإنسان، وسحب المظاهر العسكرية من المدن. ولا تبدي هذه الدول أية مسؤولية أخلاقية ولا قانونية تجاه المجازر التي ترتكب في سوريا، بالرغم من أن الأمم المتحدة وعن طريق مفوضيتها العليا لحقوق الإنسان، قد أصدرت تقاريرها عن القتل في سوريا، واصفة ذلك بأنها ترقى إلى جرائم ضد الإنسانية، وعلى مجلس الأمن الدولي تحويل ملف النظام السوري إلى محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، بغية محاسبة كافة المسؤولين عن هذه الجرائم وعلى رأسهم بشار الأسد وشقيقه ماهر، وكافة رموز نظامه الدموي.
إنه ليدعو إلى الإستغراب هذا الصمت الدولي عن الفظائع التي ترتكب في سوريا، فالسوريون بغالبيتهم ما عادوا يفهمون لماذا يسترخص العرب والمجتمع الدولي الدم السوري؟ في حين تحركا بسرعة كبيرة في إستصدار قرار أممي لحماية المدنيين في ليبيا، بعد أن مهدت الجامعة العربية لهذا الغطاء الدولي، الذي دفع بالأمم المتحدة ومن ثم لقوات الناتو بقصف كتائب القذافي، ومنهية بضربة قاضية نظامه الدموي. في حين تمنح الجامعة العربية المهلة تلو الأخرى للنظام السوري، وهو الذي يريد تفريغ كل الدعوات العربية له بالتوقف عن قتل المدنيين بموافقة مشروطة، ليعيد الكرة إلى ملعب الجامعة وهكذا تتناوب الجامعة والنظام السوري، تبادل الرسائل والإستفسارات، ويعيد النظام السوري جوابه بنعم ولكن.
الثورة السورية في خطر حقيقي، والنظام السوري يرتكب يومياً مجازر في حمص وحماة وإدلب ودرعا وريف دمشق وغيرها من مدن سورية المحتلة من قبل قوات الأسد وفرقة أخيه وكتائب أقاربه، في منظر يعيد للأذهان الحالة الليبية. مستمراً في إنتهاك حرمة بيوت الله، وعباده. آن الأوان لكي يلعب المجتمع الدولي دوره في حماية الشعب السوري المنتهكة كافة حقوقه الإنسانية، فالنظام السوري يواصل إرهابه بحق المدنيين، ويقتل ويعتقل ويستبيح أعراض الشعب السوري، مستخدماً الأسلحة إضافة إلى وسائل دنيئة من قبيل التجويع وقطع الكهرباء والماء والإتصالات وحصار المدن التي تحتلها قواته. إن الشعب السوري يفقد يومياً العشرات من أبنائه. الجميع اليوم يتآمر على ثورة الشعب السوري ويحاول تشويهها، ولكنهم ما دروا وما أدركوا بأن هذه الثورة التي قمعت بكل الأساليب واخسها وأحقرها كل شهورها الماضية، فصمدت واستمرت واشتعلت جذوتها كل يوم بازدياد البطش والقتل، تواقة للنصر و هو قريب , لأن التاريخ علمنا أن النصر للأوطان و الشعوب , , و قد حان الوقت و و آن الآوان لينال الشعب السوري كغيره من شعوب العالم حريته وكرامته التي فقدها منذ عقود...

الدكتور إياد أبازيد



#إياد_أبازيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سورية .. ثورة شعب من البداية حتى النهاية ...
- من حوران هلّت البشاير ...
- الحرية ...
- القبض على السيّد الرئيس ...
- سورية صباحك حلو ...
- احترق ليحرق الطغاة
- غموض و حيرة و تخبط ...
- صَرْخَة فيْ ضَميْر الإنْسَانِيّة .....
- الإنسان السوري ... أين حقوقه ...!!؟؟
- سورية .... إلى أين؟
- جوزيف ستالين خالد بكداش وحافظ الاسد اولاد القومية العدمي
- السوري ... أنا
- السلمية والحرب الأهلية
- سندان الثورة السورية بين المطرقة و المطارق
- أولاد حارتي ... أزاهير الرياحين
- صباح الخير سورية
- حسن الخيِّر .... قطعوا لسانه و أعدموه
- البرنامج الانتقالي لليسار الثوري في سورية
- القِدر لا يركب إلا على ثلاث
- مساء الخير يا وطني ..


المزيد.....




- -إسرائيل تنتهك قوانينا.. وإدارة بايدن لديها حسابات-.. مسؤولة ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته في محيط مستشفى الشفاء بغزة لل ...
- موسكو تدمر عددا من الدبابات الأوكرانية وكييف تؤكد صدّ عشرات ...
- مفتي روسيا يمنح وسام الاستحقاق لفتى أنقذ 100 شخص أثناء هجوم ...
- مصر.. السفيرة الأمريكية تثير حفيظة مصريين في الصعيد
- بايدن يسمي دولا عربية -مستعدة للاعتراف بإسرائيل-
- مسؤول تركي يكشف موعد لقاء أردوغان وبايدن
- الجيش الاسرائيلي ينشر فيديو استهدافه -قائد وحدة الصواريخ- في ...
- مشاهد خراب ودمار بمسجد سعد بن أبي وقاص بمخيم جباليا جراء قصف ...
- قتيل بغارة إسرائيلية على جنوب لبنان والمقاومة تقصف شبعا


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - إياد أبازيد - المقاومة والصمود