أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - المنصور جعفر - صورة أخرى لحالة ليبيا في إطار حرية السوق














المزيد.....

صورة أخرى لحالة ليبيا في إطار حرية السوق


المنصور جعفر
(Al-mansour Jaafar)


الحوار المتمدن-العدد: 3605 - 2012 / 1 / 12 - 00:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في الفاتح من سبتمبر 1969 قامت تنظيم الضباط الأحرار بقيادة الراحلين العميد (الفريق فيما بعد) أبوبكر يونس جابر والعقيد معمر القذافي بقيادة إنقلاب عسكري حرر ليبيا من الحكم الملكي الإقطاعي والقوات البريطانية والامريكية السادنة له.


بعد تصفية الإقطاع الملكي وطرد القوات الإستعمارية البريطانية والأمريكية فإن تلك الثورة البيضاء التي قادتها -ككل الثورات- طليعة قليلة العدد، حققت أسساً مهمة للتقدم الإجتماعي السياسي بإنهاء الحكم الإسلامي الرجعي وطائفيته العنصرية البغيضة، وتحرير الأفارقة السود الليبيين وعموم النساء الليبيات من أغلال الإستعباد والتهميش والإضطهاد التي لم يزل السود والنساء يعانون منها في كثير من الدول والمجتمعات العربية.


وفي ذات التقدم التحرري نزعت "ثورة الفاتح" ملكية الموارد العامة من الشركات والقوى الإستعمارية الاوربية والامريكية مرجعة إياها إلى سيطرة الدولة الليبية، ومن ثم تم تخديم الثروات العامة في تأسيس بنية إنتاج زراعي وصناعي وخدمات عامة متكاملة نقلت معيشة الناس من حالة البداوة إلى تخوم الحداثة وما بعدها، وبفضل الثورة السياسية والإجتماعية الإقتصادية تحولت ليبيا بين الدول الأفريقية من صحراء مقفرة إلى واحات وبساتين عاد إليها ملايين الليبين بعد مئات وعشرات السنين من التيه في أفريقيا كما لجاء إليها الملايين من أبناء دول وادي النيل وشمال أفريقيا وغربها طلباً للأمان أو للعمل والمال، الناس فيها بعيدين من العوز والتشرد والأمية والأمراض، في مراحب السكن والمياه والكهرباء والغاز والعلاج والتعليم والإنتقال (المجاني).

في المجال الخارجي نهضت ليبيا بعد حرب أكتوبر 1973 من حالة التذبذب والإضطراب التي إحتدمتها بصراعات السلطة داخل قيادتها وبصراعات القومية العربية والإسلام السياسي بعد وفاة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتولي السادات، نهضت ليبيا بقوة إلى مكافحة الرجعية العربية والإستعمار ولا يبتعد النظر عن الخطا القاتل والجريمة الكبرى التي تورطت فيها قيادة الدولة الليبية حينتلك الصراعات بإشتراكها في إغتيال قادة الحركة التصحيحية وفدائيي الحزب الشيوعي والشعب والوطن السودان (يوليو 1971) ولكن شنآن جريمة قيادة الليبيين تلك لا يمنع الإنسان الحق في سرد صمود سياسات تلك القيادة البدوية العسكرية ضد تيارات الرجعية الإسلامية وضد حداثة ديكتاتورية السوق (حرية السوق)، ومساعدتها حركات تحرر الشعوب المهمشة في جنوب السودان وفي دارفور ومقاومتهم سلطة المركز الإسلامي العنصري في الخرطوم، كما إن جرائم القذافي القمعية ضد العناصر العسكرية الإسلامية المقاتلة لا تمنع الإنسان الحق في سرد حقيقة قيام ليبيا بالتصدي للإستعمار والإمبريالية ودعمها السخي والوفي والنبيل لحركات التحرر الوطني في فيتنام وفي كل دول جنوب أفريقيا، وفي أمريكا الجنوبية كفاحاً ضد طغيان الإستعمار والإمبريالية، وكذلك دعم الليبيين لقضية تحرر الشعب الآيرلاندي ضد حلف الرجعية والإمبريالية الأنجلو أمريكية ذلك الحلف الممتد بعدوانه من آيرلاندا شمال غرب الأطلسي إلى جنوب أفريقيا مروراً بكامب ديفيد وأوسلو والمخيمات.


تآكلت ثورة الفاتح وأفل نجمها الساطع بفعل عاملين:
1- عامل الإستبداد والتذبذب الفردي تجاه سطوة السوق الداخلية والخارجية ووكالاتها ، وتأثيرات التمرد الإسلامي الداخلي المستتر والصاخب، و
2- عامل السياسات الإمبريالية ضد ليبيا بالحصار والتخريب والتسميم وعمليات العدوان العسكري وحربه الإستعمارية.

العاملان غذيا بعضهما تغذي الرجعية والإستعمار من بعض .


وفي آتون إنفراد وبالتالي ضعف القيادة الليبية وفي آتون الأزمة الإقتصادية الرأسمالية العالمية، نجح حلف كتائب العدوان الأجنبية وعصابات الإرهاب الإسلامي الليبية والتونسية والمصرية والجزائرية في الإستيلاء على الإنتفاضة الطليعية الصغيرة القليلة العدد التي حدثت في بني غازي وتحويلها خلال (سنة) من تظاهرة سلمية إلى حرب دموية شاملة نقلت الدولة الليبية من حال الإستقلال إلى حالة الوصاية الدولية عليها ونقلت ثروات ليبيا ومستقبلها إلى سيطرة الدول الأجنبية بقيام الأجانب بمطالبة الحكم الليبي الجديد بتسديد قيمة تدميرهم بنى ليبيا وبأرقام أعلى عدداً من كل أموال ليبيا الموجودة في داخل ليبيا وخارجها، مدخلين ليبيا وشعبها بعد 42 سنة من الإستقلال المفعم بالمنح والمساعدات إلى الدول الفقيرة والدول المناضلة في مسغبة الديون الدولية وفوائدها الربوية.


الموقف في ليبيا الآن ليس مجرد مشكلات بل هو أزمة أزوم لتوافق ربا الحداثة وسطوة الأصولية في تحت سيطرة ديكتاتورية السوق الدولية ملتحية بالإسلام السياسي والحصر الدعائي الإمبريالي لخيارات شعب البلاد بين الجلباب والبنطال أو بين قوس الرجعية الأشد وقوس الرجعية الأمكر!!


لا أمل في رجوع ليبيا وتفتح قراها ومدنها واحات وبساتين لليبيين وللعرب والأفارقة إلا بفضل المقاومات الصغيرة التي تومض الآن تحت رماد أفكار القومية والإشتراكية العربية ضد عُصب بنوك ومعتقلات ومجاز الإسلام السياسي وممارساته العنصرية الإجرامية البشعة في ذا البلد العربي- الأفريقي الكريم الذي جعلوا أعزة أهله أذلة.


الصراع الطبقي يأخذ شكلاً عالمياً وعسكرياً واضحاً بوضع ليبيا بالقوة في إطار حرية السوق .




قراءات أخرى
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=248579

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=4&aid=284373

http://www.ahewar.org/m.asp?i=1248



#المنصور_جعفر (هاشتاغ)       Al-mansour_Jaafar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المناضل الشيوعي المجيد: الأستاذ التيجاني الطيب بابكر
- الحلف الإسلامي الإمبريالي إلتهم الإنتفاضات
- الليبرالية تحمي النهب والإرهاب الإسلامي ضد شعب السودان
- الجنس الحضاري
- أسامة بن لادن
- الحرية للبحرين
- حرية السوق بين مؤتمرات الشعب وحرية الشعب، والعنصرية في المجت ...
- الأزمة الرأسمالية العالمية والصراع الطبقي في جمهورية مصر الع ...
- الأزمة الرأسمالية العالمية والصراع الطبقي في جمهورية مصر الع ...
- أخو الصفا: عبدالرحمن النصري حمزة
- 19 يوليو 1971
- التأثيل (1)
- نقاط في تحرير القيمة التاريخية لعَبدُه دهب
- ليبرالية الورى والدنيا في دولة الإنجليز وفئآتهم العليا(3)
- ليبرالية الورى والدنيا في دولة الإنجليز وفئآتهم العليا(2)
- ليبرالية الورى والدنيا في دولة الإنجليز وفئآتهم العليا (1)
- ليبرالية الورى والدنيا في دولة الإنجليز وفئآتهم العليا
- تقاسيم الورد على الغناء المنير
- الهامش .. بين المركزية الأوربية و المركزية الأفريقية
- ضعف مقالات كوش وقوتها


المزيد.....




- فيديو كلاب ضالة في مدرج مطار.. الجزائر أم العراق؟
- الناتو يقرر تزويد أوكرانيا بمزيد من أنظمة الدفاع الجوي
- طهران: لا أضرار عقب الهجوم الإسرائيلي
- آبل تسحب تطبيقات من متجرها الافتراضي بناء على طلب من السلطات ...
- RT ترصد الدمار الذي طال مستشفى الأمل
- نجم فرنسا يأفل في إفريقيا
- البيت الأبيض: توريدات الأسلحة لأوكرانيا ستستأنف فورا بعد مصا ...
- إشكال كبير بين لبنانيين وسوريين في بيروت والجيش اللبناني يتد ...
- تونس.. الزيارة السنوية لكنيس الغريبة في جربة ستكون محدودة بس ...
- مصر.. شقيقتان تحتالان على 1000 فتاة والمبالغ تصل إلى 300 ملي ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - المنصور جعفر - صورة أخرى لحالة ليبيا في إطار حرية السوق