أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مروان صباح - الأحياء يزاحمون الأموات














المزيد.....

الأحياء يزاحمون الأموات


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 20:01
المحور: كتابات ساخرة
    


الأحياء يزاحمون الأموات
كتب مروان صباح / بالتأكيد أن كسر الضوابط الأخلاقية ضد الطبيعة البشرية مما أدى لدى البعض أن يُنزهوا بأنفسهم عن ثقافة الثرثرة التى تفشت في الأونة الأخيرة بشكل مقيت وتحولت إلى نمطاً سائداً توغل في مجتمعاتنا أكثر من أي بقعة في العالم بحيث ذهبنا إلى أقصى حد ممكن ، الذي تطلب من القلة البحث الفوري عن سبل النجاة ومقاومة المفروض حتى الإستبسال كي يوفروا الحماية من الإنزلاقات في هاوية العجز الكامل للتحديات التى تتربص بالإنسان بأبعادها الأربعة .
تحريك المياه الراكدة بعد أن تعاقب عليها أجيال وراء أجيال ليست بهذه السهولة التى يعتقد محركها ، لأن السلبيات قد تجذرت بشكل يصعب إستئصالها حتى لو كان بمشرط جراحيين أخصائيين دون أن يكون الفرد قرر مسبقاً التعافي منها ، وهنا لا بد أن نشير أن ثقافات العالم تعرضت لهذه النكسات والإنحدارات إلا أنها أخذت شكلاً خاصاً عند العرب المعاصرين بحيث توسعت وتراكمت حتى التعقيد ليصبح المولود محكوم بها قبل أن تطأ قدمه على الأرض .
لا بد لهذا الفشل الذريع والإنغماس في أحواض الثرثرة أسبابه العلمية بحيث بدأ العربي يشعر بالخديعة الكبرى التى تحيط به ويدرك أن التخلص من سيكولوجيات معينه قد يكون ليس بالضرورة المذنب في تأصيلها بحيث تحولت قسراً إلى وباء إستسلم لها بإستمراء ويدفع ضريبتها من يعيش ضمن جغرافية المهزومين ، فالشعور بالهزيمة ليس تلك التى تتعلق بالمعركة أو الحرب بل التى يعجز الإنسان فعل أي شيء يفيد ذاته أولاً ثم المجتمع وتُنهي عن الصغائر ، فإذا بحثنا عن الإنسان في الدول المنتجة صناعياً نجد بأنه يتغلب على أغلب الأشياء التى تواجهه في الحياة بحيث يتعلم من خلال تربويات زرعت فيه من الدرس الأول وإنعكست بشكل واضح على سلوكه اليومي بأن عليه معالجة أي نوع من القضايا التى تجنبه أن يتحول إلى متسول طالب الإستعانة لأي خلل ، لقد تأسس الفرد بشكل شبه كلي على عدم الخضوع لأي طارىء يتقدم أمامه بحيث يصعب كسر شوكته التى جعلت منه أن يتدبر أمره من الألف إلى الياء خلال حياته اليومية .
تعرض العربي إلى أبشع ثقافات مكتسبة بعيدة عن التربويات التعليم الذي ينعكس على السلوك الحياتي لتصبح التشوهات الداخلية تُنازع بعضها البعض وتعاني من الشفاء القريب التى أعطبت ميكانزم العقلي عن وظيفته الأساسية وحجمته ليتحول إنسان صغير أمام إنتاجات الإنسان الأخر ، فتجده مازال يراوح عند طفولته التى لم يتحرر منها حتى لو بلغ من العمر ما بلغ ولأنه محكوم عليه بالمراوحة عند المراهقة لا شفاء التى صبغة حالة الإضطراب الدائم على شخصيته مما أدى إلى عجز كلي في تحدي أي قضية يواجها بحيث تراجع هذا الشعور حتى وصل إلى درجة أنه ينهار أمام خراب جهاز الرسيفر يأتي بالعالم ، الذي يجعله يذوب إحتراقاً بالإتصال تلفونياً في إستجداء الرجل الفني كي يتفضل عليه بالمجىء ليعيد له إمكانية الإستمرار لمشاهدة التلفاز ، لكن المهزوم امام جميع العقبات قد تورط بعطب إضافي من خلال كبريائه الأعمى أو كي نكون أكثر دقة ما تبقى منه ليترفع عن تتبع ذاك الفنى في عدم محاولة إلتقاط تسوية العطل وكيفية إعادة تشغيله من جديد لأن قد سيطرت عليه حالة الإضطراب للخلايا التى تتولى التفكير والإنفعال وأصبح أشبه بالأفعى التى إبتلعت أرنب وهمها الوحيد الهضم من الإختناق .
بيد أن إنتهاج طأطأة الرأس أراحت الكثير من عناء البحث وأدخلتهم في حالة العجز التى تحولت إلى مكبوتات نفسية جعلت الأغلبية العظمى تعيش على أطلال أسلافهم ويتباكون عليها في أحسن حال ، فيما تدنى مستوى التعامل مع الذات حتى ترسخت سيكولوجيات تسمى بالمخذوليين التى لا تقدم إجابات واضحة للأسئلة يحاول أن يطرحها من وقت إلى آخر بل تأتي معاكسة تماماً لما يدور في خواطر البعض من أحلام لا تتجاوز مدة إشعال عود كبريت وتنتهي كما لم يكن شيئاً من الخيال ، أصحاب هذه السيكولوجيات يتمتعون بقدرات إستثنائية من الفهلوة والإنتهازية والتفلت من أي مسؤولية حقيقية لتصبح أحياناً أسماؤهم عبئاً عليهم بل إرتكازهم الأول والأخير على مهارة النميمة التى تعزز الآنانية والرؤى الضيقة ويصبحوا هؤلاء أشبه بالموت السريري وجميع ما يرسل ويسمع من نباضات فهي كاذبة .
إضطرَ عرب الأحياء أن يقولوا لمن يزاحمون الموتى وهم أحياء ، لقد أسمعتوا لو ناديتوا الأحياء ولكن لا حياة بمن تنادون .
والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما بين نهر الرقيق ونهر الجوع ...
- إختلط حابل السخط بنابل الغضب
- عند الإمتحان يكرم المرء أو يهان
- بين المكتنزة والمتفجرة
- طواف الباحث عمن يشتري حريته
- الحمّلّ المؤكد
- ممر إجباري للإنتقال
- إختار القِصابَة على طبِّ العيون
- بين المباغت المجهول وطريق نتحسس خطاه
- إفتقار الرؤية
- تَعثُر يؤدي إلى إجهاض في المهد
- نحتاج قدر لو بيسير من البراءة
- الديون المفجعة
- بُكاء من فرط الضحك
- التورط في التقليد
- إحتراف الخديعة
- كسر الجِرار هو تعبير عصري عن رجم الشيطان
- الضحية تبحث عن جلادها
- فيتو يحلل القتل ويؤخر الحرية ...
- من لا يؤتمن على أبيه لا يؤتمن على تراب بلاده


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مروان صباح - الأحياء يزاحمون الأموات