أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاطع جواد - صفحات رمادية من الذاكرة...(ظافر النهر)...12















المزيد.....

صفحات رمادية من الذاكرة...(ظافر النهر)...12


كاطع جواد

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 09:54
المحور: سيرة ذاتية
    


لم يطل مكوثنا قي منطقة حاج عمران طويلاَ إذ اُبلغنا من قبل مأمور سجن خيلان كونه كان المسئول عنا مباشرةً,إذ كانت خيمتنا بجوارهم ويفصل بينا وبين مأمور السجن الشارع فقط كذلك هو من كان يزودنا بالطعام وما نحتاجه ..أُبَلغنا بأن رفاقنا في انتظارنا في منطقة جومان(قضاء جومان الحالي),وقد ذكروا لنا أسم الرفيق (أبو سميرة) عندها أدركنا أن أبو سميرة قام بعمل ما لجمعنا من جديد سويةً وتحديد المسار الذي يجب علينا أن نقوم به..ذهبنا إلى جومان سيراًعلى الأقدام من شدة فرَحنا بالخبر وكذلك لأن جومان لم تكنْ بعيده عن خيلان, فقد وجدنا هناك من كان بانتظارنا وهو الرفيق أبو سميرة وشخص آخر لم أُشاهده من قبل, وبعد أن سلمنا على أبو سميرة قام بتقديمنا للرفيق الجديد (لا أتذكر اسمه الحركي) لكني عرفت اسمه في ما بعد بأن هذا الرفيق الجديد هو (ظافر النهر) وهو مسئول (جيش التحرير الشعبي) ...كان الوقت صباحا على ما أتذكر كان هناك متسعاَ من الوقت للذهاب إلى مقبرة الشهداء في (كلاله)حيث يوارى جثمان الشهيد (أبو جعفر) ..وبعد أن قمنا بمراسيم الزيارة قال الرفيق أبو سميرة: (أن دم الشهيد أبو جعفر لن يذهب هدراً ..وسيدفع إبراهيم علاوي ومن معه الثمن غاليا لما فعلوه )..أما الشهيد (مصير) فأننا كنا نجهل أين دفنوه وفي أي مكان قتلوه كان كل ما نعرفه إن المدعو(..)هرمن قتله طعناً بالحربة..وبعد أن قمنا بما يجب القيام به من مراسيم الزيارة عدنا لمكاننا في (جومان) ..وأثناء جلوسنا لشرب الشاي بالمكان الخارجي للفندق والذي لم يكن فندقاً بالمعنى الخاص بل كان مكاناً للمبيت وتناول الطعام وأثناء تناولنا الشاي رأينا (فاروق) وأحد الأشخاص المعروفين وانه من جماعة جلال الطالباني ,كان الرفيق ظافر يعرفه وهو من اخبرنا باسمه ,لكني لم أعدا تذكر اسمه..لا أدري لم يستعرض فاروق إمامنا بهذه الشكل الدراماتيكي رغم الحادث الذي تعرضنا له والذي كان هو الطرف الثاني و الرئيسي به بعد إبراهيم علاوي لكننا فهمنا في حينها الأمر أنه عملاً استفزازياً وليثبت لنا قوته وتأثيره في الإحداث التي تعرضنا لها ربما,لا ادري!! ....بتنا ليلتنا هناك وفي الصباح الباكر أحضر لنا الرفيق ظافر سيارة خاصة (لاند روفر) حيث كانت هذه السيارات هي الوحيدة في ذلك الوقت التي تسير في طرق كوردستان الوعرة,توجهتْ بنا السيارة إلى محافظة السليمانية لكنها سلكت طرقاً خاصة بالحركة الكوردية متحاشيةً السيطرات العسكرية إذ كانت هناك طرقاً بعيدة عن سيطرات القوات العسكرية العراقية والرصد الأمني البعثي...وصلنا إلى قضاء جمجمال ,لكننا لم ندخل مباشرة إلى القضاء , خشيةَ القوى الأمنية البعثية إذ تركنا السيارة وتوجهنا إلى المكان المحدد لنا بقيادة الرفيق( ظافر النهر).. كنا نجهل أسم ذلك المكان والذي هو في حقيقة الأمر المقر الذي يتواجد به الرفيق (ظافر)وجماعته ..كان الطريق طويلاً جداً والمنطقة خالية من الأشجار والنباتات ...في كوردستان هناك منطقتان يطلق عليهما الأهالي الأولى باسم (جوستان) والثانية (هاوين) أي بمعنى الشتاء والصيف ونحن في مناطق (هاوين)..هكذا فهمنا هذه الكلمة وقتها , وصلنا بعد منتصف النهار إلى المقر الجديد ,كان المقر يقع في قرية شبه مسكونة إذ كانت أغلب بيوتها خالية ,اُستقبلنا من قبل ثلاث من الرفاق لم أعرف منهم إلا الرفيق (بختيار).. كان بختيار هو أحد رفاقنا في كاني سبندار لكنه أنشق عن جماعة إبراهيم علاوي مثلنا تماما وكان بختيار من الرفاق الأكراد المشهورين بالشجاعة والتفاني وكذلك مهارته في الرماية إذ كان يفضله إبراهيم علاوي على الآخرين خلال سفراته إلى سوريا عن طرق زاخو..بعدها خلدنا للراحة من عناء الطريق ولتستقر نفوسنا مما عانيناه من أحداث دراماتيكيه على يد إبراهيم علاوي وجماعته ,أحسسنا بأننا وجدنا ضالتنا بهذه المجموعة الطيبة والصادقة.. كان جل ما يشغل تفكيرنا هو ما آلت إليه الأمور على يد إبراهيم علاوي خاصة اغتيال الرفيق أبو جعفر ,فقد علمنا ببعض التفاصيل من الرفيق أبو سميرة الذي كان قد أستدعي للمقر الرئيسي للبارت (بعد اغتيال أبو جعفر)وتسليمهُ جميع ما يخص أبو جعفر من أوراق ومقتنيات وكان أهمها مذكرات أبو جعفر والتي قام بكتابتها خلال احتجازه من قبل البارت ,حيث علمنا أن الشهيد أبو جعفر قام بالإضراب عن الطعام مطالباً بإطلاق سراحه وقيام البارت بمسؤوليته الأخلاقية اتجاهنا عندما كنا محتجزين في (كاني سبندار) وتأكد لنا بأن استشهاد أبو جعفر كان هو سبب الرئيسي بإنقاذ حياتنا من جماعة إبراهيم علاوي على أيدي البارت !!فأصبح دمه قرباناً لنا وديناً في رقابنا ..عودةُ للرفيق (ظافر النهر) كان الرفيق وجماعته يتدربوا مع الحركة الفلسطينية (الجبهة الديمقراطية الشعبية )وكانت هدفهم هو التدريب مع الجبهة الديمقراطية ثم العمل في العراق لإسقاط النظام باختيار الكفاح المسلح أسلوبا لذلك أي مثل خطنا (القيادة المركزية) تماماً ولذلك أنظم أبو سميرة مع ظافر وجماعته للعمل سويةً تحت أسم (جيش التحرير الشعبي) ..كان هذا هو أسم حركتنا الجديد,.كان كل مايحتاج إليه الرفاق في تلك القرية (لا أتذكر اسمها) من مؤن وأغذية يحصلون عليه من ناحية قريبة من القرية غير خاضعة للنفوذ العسكري العراقي (شبه محرره) والتي كان أسمها (قادر كرم) ..كان يتوجب علينا أن نذهب بين اليوم والثاني إلى ناحية قادر كرم تلك لجلب ما نحتاجه وكانت تظم أقارب احد رفاقنا وهو المدعو(بولا معروف) وهو احد اعظاء جيش التحرير الشعبي والمقرب من الرفيق ظافر.. وقد تعرفتُ عليه وكذلك بقية مجموعتنا وكان الرفيق من عائلة البرزنجي ألمعروفه وهي عائلة شيوعية تسكن كركوك إذ كان أسم أبوه هو(معروف البرزنجي )وكان شيوعيا مشهورا في محافظة كركوك وقد أعدم في 63 بعد انقلاب شباط الأسود على أيدي الطغمة البعثيه الفاشيه ..وأما الرفيق ظافر النهر فهو الشقيق الثاني للشهيد معين النهر الذي أستشهد في بغداد في مدينة الحرية بالتحديد حيث حوصر في بيت أخته بعد وشاية احد المنهارين وأخذ يقاوم الأمن ببسالة وروح عالية فقد قتل منه واحد وجرح اخرين ,لكن بعد جرحه ونفاذ ذخيرته تم إعدامه من قبل الفاشية البعثية دون رحمة...لم أكنْ وقتها أشعر بالراحة إذ كانت الأحداث التي مررنا في كاني سبندارقد أخذت مأخذاً من حالتي النفسية إذ بدأتُ أحس بأن العمل المسلح لا جدوى منه وأن العمل السياسي بعيداً عن أنظار العدو هو الطريق السليم ...كانت أفكاري هذه لم تتبلور بمخيلتي بعد لكن (الدّين) الذي أحس به اتجاه دماء أبو جعفر ومصير هو ماكان يمنعني من اتخذ قرار ترك العمل المسلح لإسقاط السلطة... إذ كان جل ما أريده هو محاسبة إبراهيم علاوي وجماعته. على فعلتهم تلك. وبهذا تحول صراعنا من صراع وكفاح مسلح ضد البعث إلى صراع ضد بعضنا البعض للأسف الشديد وان إبراهيم علاوي هو من يتحمل المسؤولية كاملةً .....



#كاطع_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات رمادية من الذاكرة..(خيلان)..11
- صفحات رمادية من الذاكرة..(المعتقل)..10
- صفحات رمادية من الذاكرة..(مصير)..9
- صفحات رمادية من الذاكره..(كاني سبندار)..8
- صصفحات رمادية من الذاكرة..(ابو ليلى وفاروق)..7
- صفحات رمادية من الذاكرة..(ابو جعفر وابو سميرة)..6
- صفحات رمادية من الذاكرة..(ناوكليكان)..5
- صفحاترمادية من الذاكرة..(كوردستان)..4
- صفحات رمادية من الذاكرة..(سعيد بجاي)..3
- صفحات رمادية من الذاكرة..(أرهيف خزيعل)..(2)
- صفحات رمادية من الذاكره ...(1)


المزيد.....




- ترامب: جامعة كولومبيا ارتكبت -خطأ فادحا- بإلغاء حضور الفصول ...
- عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف منفذي هجمات سيبرانية
- واشنطن تدعو بغداد لحماية القوات الأميركية بعد هجومين جديدين ...
- رئيس الوزراء الفلسطيني يعلن حزمة إصلاحات جديدة
- الاحتلال يقتحم مناطق بالضفة ويشتبك مع فلسطينيين بالخليل
- تصاعد الاحتجاجات بجامعات أميركية للمطالبة بوقف العدوان على غ ...
- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاطع جواد - صفحات رمادية من الذاكرة...(ظافر النهر)...12