أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واصف شنون - رجال الماضي ودولة المستقبل














المزيد.....

رجال الماضي ودولة المستقبل


واصف شنون

الحوار المتمدن-العدد: 3604 - 2012 / 1 / 11 - 08:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



فيلم (هوتيل راوندا ) الذي أنتج عام 2004 وأخرجه تيري جورج وشارك فيه ممثلون اميركيون وايطاليون وبريطانيون وجنوب أفريقيون ،هو دراما سينمائية تاريخية حزينةوآخاذة تتحدث عن مدير فندق من قبائل الهوتو يقوم بإنقاذ الاف اللاجئين وعائلته وزوجته التي اصلها يعود الى قبائل(التوتسي ) أثناء المجازر التي حدثت في راوندا في شهر نيسان / أبريل عام 1994 ، حيث قامت ميليشيات قبائل الهوتو بإستخدام (المناجل ) لتصفية 800 الف شخص من أفراد قبائل التوتسي !!،اثر سقوط نظام أقلية التوتسي الذين يشكلون 20% من نفوس راوندا بينما الهوتو يشكلون 80% ، مع أن تلك القبائل لا تتبع دين واحد بل عدة اديان من ضمنها الديانة الإسلامية التي ُيشكل معتنقوها الروانديون حوالي 5% ، لكن المجازر تمت ليست على أساس ديني او مذهبي اوعرقي بل على أساس قبلي همجي بل حقيقته سياسي ، مما جعل ذلك الشريط السينمائي ان يترشح لعدة جوائز سينمائية كبرى ، لتوثيقه الإنساني الرفيع لتلك المآساة البشرية التي هدأت في راوندا البلد الأفريقي الفقير ، حيث حوكم المسؤولين عن المجازر وتمت إدانتهم ، بينما توجهت الحكومة الحالية الآن الى الإقتصاد والتنمية والسياحة والرعاية الصحية وبناء الطرقات والمرافق الجامعية والحقول الزراعية ، حتى أني اشاهد وبإستمرار أعلاناً جذاباً جداً للمستثمرين تبثه بين الفينة والأخرى عدة قنوات عالمية كبرى من بينها - سي أن أن- .
*****
كيف هدأ شعب راوندا واستقرت دولته ، ولم يهدأ الشعب العراقي ولم تستقردولته ؟؟؟والأخير لديه الكثير من المميزات والموارد والثروات والأسباب ربما تزيد على موارد الراونديين عشرات الأضعاف ؟؟لماذا المجازر في راوندا استمرت 100 يوما متواصلة فقط !!مع صمت اوربي وعالمي مطبق !! ، بينما المجازر العراقية مستمرة حتى اللحظة مع إدانات اوربية وعربية واقليمية ودولية !!؟؟لماذا يذهب المستثمرون الى راوندا الفقيرة ولايأتي لبلد النخيل والأنهار والقباب والذهب الأسود والموارد البشرية والطاقات الإبداعية والتاريخ التليد والعمق الثقافي والحضاري والتأثير الأقليمي والدولي ....هل من حقنا أن نتساءل بحزن مثل شيوخ وعجائز المقاهي أم لا ؟؟ عارٌ علينا أن نقارن بين البلدين أو بين الشعبين !!..
*****
قبل يومين فقط تحدثت عبر الهاتف مع زميلة إعلامية ، شكت متأوهة ، قالت ثلاثة أرباع طرق وشوارع بغداد مغلقة بسبب مناسبة دينية ،يسير فيها الملايين من بغداد ومحافظات الوسط والجنوب العراقي متوجهين الى مدينة كربلاء ،ولأن الحكومة العتيدة تخاف من الإرهاب ،فأنها تأخذ احتياطاتها الأمنية بشكل مكثف وواسع لحماية ملايين (الزوار ) من المؤمنين ، مما يؤدي الى تعطيل واضح ومؤثر في مفاصل الدولة العراقية ومؤسساتها ، كذلك فانها أي الحكومة وهذه (للأسف حقيقة مريرة) مهما فعلت ، فأنها لاتستطيع ان تنقذ الجميع من شرور الإرهاب وتخطيطاتها وإصراره على الفتك بالأبرياء ،فحدثت تفجيرات في الناصرية – جنوب غرب وفي بغداد وبعض المناطق التي بات الإعلام العراقي المرئي والمسموع والمقروء لايهتم بها ، لأن الضحايا هم عدة أشخاص وليس العشرات، كي يستحق الخبر المفجع لافتة تشير الى ( خبر عاجل )!!أو (حصرياً) حيث مشاهد الدم والأشلاء والنحيب والحسرات !!، وكل ذلك لأن الحكومة تريد أن تقول لمنافسيها نحن أقوى بجمهورنا المليوني الذي يذهب للزيارات الدينية التي باتت بالعشرات سنويا،جمهورنا الذي لا يهتم لأجساد الإرهابيين وسياراتهم المفخخة ، انه جمهور يموت من أجل المقدسات لكنه في الحقيقة يموت من أجل حفنة من الأيدولوجيين الدينيين الذين لاتضيء افكارهم سوى بالظلام الدامس ، لذلك يتم تغييب وتجهيل ملايين البشر العاطفيين الذين يبحثون عن منقذ ومخلص من بيئاتهم وظروفهم القاهرة .
*****
ان رجال الماضي أو (رجال من الماضي) هم الذين يحكمون العراق منذ 2003 بإسلامييهم وعلمانييهم،ويتطلع أمثالهم الماضويين لحكم تونس ومصر الآن،رجال وصلوا عبر وسيلة واحدة فقط من وسائل الديمقراطية وهي صندوق الإقتراع وهم أعداء للديمقراطية وما تفرضه من حريات واسعة ضمن مفهومها الأساسي كأسلوب لإدارة أنظمة الدول المختلفة ، لكنهم إستخدموها كسلاح فتاك لحكم الدولة العراقية ، فهم لايفرقون بين الحزب والحكومة والدولة والحكومة والمصلحة العامة والشخصية ولايفقهون ما هو العقد الإجتماعي بين كل من الفرد والدولة والفرد والمجتمع والمجتمع والدولة ...الخ، لذلك يحكمون الدولة بالعقلية السياسية التقليدية والأيدولوجية الدينية والحزبية المتحجرة ، لذلك تحاصصوا وتقاسموا المناصب والإمتيازات ،وسط هدر اكثر من ترليون دولار خلال تسعة أعوام فقط من شفط دم الأرض – البترول ،والفشل ُيرمى روتينياً وبشكل فجّ على الإرهاب والفساد والإحتلال الأميركي ، وجميع أولئك الرجال يظهرون وهم يدينون الفساد والإرهاب بأقذع الأوصاف والنعوت ،إنهم رجال من الماضي البائس لايمكن الرهان عليهم في صناعة دولة المستقبل ، لأنهم يسمون الحياة القائمة أي حياتنا بـ( الحياة العاجلة ) بينما الموت هو (الحياة الآخرة ) الدائمة الأبدية ،لكنهم والحق يقال يبلعون الدنيا والآخرة في لقمة واحدة مذاقها رعب وقلق وجهل المواطن التابع لسلطاتهم المخيفة غير المحدودة ...!!!.



#واصف_شنون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللعنة العراقية: الحُسيّن والنفط ْ ...!!
- الخَبْل ُ الديني :محطمو الأساطير ومخترعو الخرافات
- الشابة ُ العاريّة وحرب ُالمنقباتْ
- الإمبراطورية القَطرية وأمير المؤمنين ..!!
- متفرقات..
- من سخريات القدر ..
- القذافي: سقوط الشرف الرفيع !!
- الدولة الحيوية وُمواطِنها ..!
- إسلاميون وفاسدون و نفط...
- هادي المهدي :يحمل نعشه سائرا نحو كرامته
- الجهل السعيد:آه...ونص
- الرحمة وصناعة الأمل
- هوامش قذافية...
- القفزُ الى عمق بئر الخلافات التاريخية..
- سوريا أخت ُ العراق ..
- الأوهام القاتلة
- محنة العقل والروح أم محنة القانون؟؟
- أحزان الكردية : زهرة حوشي فرج
- رؤساء العشائر العراقية – أراجيح التخلف والنهب والكسل ..
- مارقون بلا حدود


المزيد.....




- فن الغرافيتي -يكتسح- مجمّعا مهجورا وسط لوس أنجلوس بأمريكا..ك ...
- إماراتي يوثق -وردة الموت- في سماء أبوظبي بمشهد مثير للإعجاب ...
- بعد التشويش بأنظمة تحديد المواقع.. رئيس -هيئة الاتصالات- الأ ...
- قبل ساعات من هجوم إسرائيل.. ماذا قال وزير خارجية إيران لـCNN ...
- قائد الجيش الإيراني يوضح حقيقة سبب الانفجارات في سماء أصفهان ...
- فيديو: في خان يونس... فلسطينيون ينبشون القبور المؤقتة أملًا ...
- ضريبة الإعجاب! السجن لمعجبة أمطرت هاري ستايلز بـ8 آلاف رسالة ...
- لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام روسية يتحدث عن أولويات السيا ...
- بدعوى وجود حشرة في الطعام.. وافدان بالإمارات يطلبان 100 ألف ...
- إصابة جنديين إسرائيليين بجروح باشتباك مع فلسطينيين في مخيم ن ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - واصف شنون - رجال الماضي ودولة المستقبل