أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - أحمد زكارنه - بين أن تكون مش داري أو تكون أحمد داري














المزيد.....

بين أن تكون مش داري أو تكون أحمد داري


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 18:33
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


القاعدة الأولى لتعريف الخبر الصحفي تقول: «إذا عض كلبٌ رجلاً فهذا ليس خبراً، وأمّا إذا عضّ رجلٌ كلباً، فهذا هو الخبر»! ونحن إذ نسمع أو نشاهد أو نقرأ في بلادنا أن حكماً قضائياً اتُّخذ ضد فاسد، فهذا من المفترض – حينما يحدث - ألا يكون خبراً ذا أهميةٍ بالغة، ولكن أن نسمع ونقرأ أن حكماً قمعياً اتخذ بقطع راتب فنان مبدع، فهذا يجب أن يكون الخبر ذا الأهمية التي تستوجب التوقف والتأمل ليس فقط في دلالة الحدث، أو مفردات القرار، ولكن في الصمت أيضا.
وكي لا تكون مقدمة هذا المقال ممنوعةً من الصرف أو لربما من النشر، تعالوا لندخل إلى الموضوع مباشرة، مع الأخذ بعين الاعتبار أن الحدث هنا لا يشكل حدثا فردياً، ذا أبعاد شخصية بين شخص المسؤول والموظف المذبوح، قدر ما يشكل فاصلة حقيقية لما وصل إليه الحال في بعض مؤسساتنا، من فساد وقمع، بل وشرعنة لمثل هذا النوع من الفساد الإداري، فالماء مثلاً، ليس مكونا من الميم والألف والهمزة، ولكنه من اتحاد ذرات من الهيدروجين والأوكسجين، والفرق بين الماء والذرات هو ذاته الفرق بين واجبات الموظف وحقوقه من جهة، وبين ممارسات المسؤول وقراراته من جهات أخرى، والماء والذرة هنا مجرد مثال ينطبق على ما عداه.
القضية التي نحن بصددها اليوم، هي قضية الفنان أحمد داري الذي صال وجال بهمّه الوطني هنا وهناك، لا لينال درجةً وظيفية يستحقها، ولكن ليكافَأ بقرار نقله - الذي لم ينفذه - إلى «غينيا كوناكري» ليضع رسالة وطنه وقضيته على كل طاولة وكرسي وحائط في الأدغال إن وجدوا، وهو الموظف المقيم أصلاً في فرنسا بوصفه ملحقًا ثقافيًا في سفارتنا بباريس، ويشتغل ليل نهار على رسالة قضيته الوطنية باللغات الحية والميتة في الشرق والغرب دون الحاجة للتجول بين أدغال غينيا كوناكري، عبر تلحينه أغنيةً هنا، والتغريد بأخرى هناك وهكذا دواليك طرباً وتلحيناً ورسماً وحراكاً فاعلاً، حتى يبدو أنه وصل حدّ الازعاج لبعض المسؤولين، الذين لم يروا في حراكه الفاعل، إلا خطفاً للأضواء بعيداً عن تشدّق البعض منهم بالأقوال لا الأفعال.
والسؤال هنا.. هل يُعدّ وقف الراتب للمبدعين جائزةً على ما اقترفوا من إبداع؟! وهل كان قرار نقل أحمد داري إلى (غينيا كوناكري) على سبيل الترف أم هو شكل من أشكال العقاب على النجاح؟! هل يأتي هذا القرار في سياق مخطط الحكومة إحالة أكثر من 26 ألف موظف إلى التقاعد المبكر كما نشر مؤخراً؟! كيف يمكن لنا تفسير الصمت على مثل هكذا قرار؟! وأخيراً بالله عليكم أمِن المسؤولين من يجيبنا لم لا تختارون منا إلا المبدعين؟!
ختام القول: هذه الحادثة ذكرتني بجملة جدّ هامة سمعتها في جلسةٍ خاصة جمعتني وأحد القادة، حين استهجن انتقادي ممارسةَ بعض القادة المسؤولين لاختياراتهم أقل الكفاءات لوضعهم في مواقع مسؤولية حساسة بالقول: القائد يريد حماراً يركبه، لا غزالاً يطارد وراءه.. علماً بأن هذا المعنى له دلالات خطيرة أبعد كثيراً حتى من اختيارات القادة لمساعديهم. جدير بي إنهاء هذا المقال بالقول: إن هذا المعنى تحديداً هو ذاته الفرق بين أن تكون مش داري أو تكون أحمد داري.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرض بتتكلم عبري
- الهوية الإسرائيلية، قسراً أم انتماءً؟!
- بعيداً عن الحدود، قريباً من السقوط
- الربيع العربي.. خريف موعود
- ثورة النص، نص
- فوازير الحرّيّة في الدّروب الحلزونيّة
- وسائل شيطانية لا إعلامية
- يدان وطوقٌ واستدارة..
- المحاولة
- ضد الثورة
- حكاية فوضى
- المشهد.. بين العقد الشرعي وزيجة المتعة
- ماسونية سلام فياض وهرطقة عبد الستار قاسم
- آياتٌ من الدجلِ المبين
- انتفاضة القدس.. فاصل ونواصل
- عِلَلُ الأَنْسَنة وضمائر الأَتمَتة
- شيزوفرينا الحركات الراديكالية .. الإسلام السياسي نموذجا
- بين معارك الإنتاج وحروب الذات
- لعنة المصير
- الصياد.. والفريسة


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - أحمد زكارنه - بين أن تكون مش داري أو تكون أحمد داري