أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مِنْ أوجه -الأزمة- في -الربيع العربي-!














المزيد.....

مِنْ أوجه -الأزمة- في -الربيع العربي-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 15:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



"الربيع العربي" هو "الشعوب (العربية) في نهوضها، واستيقاظها، وفي تكسيرها قيود الخوف"؛ هو "ربيعها الثوري، والسياسي والديمقراطي (والتاريخي، بكثيرٍ من معانيه)"؛ وهو "الثورة (الشعبية)" التي أغْنَت ووسَّعت مفهوم (أو نظرية) الثورة؛ وكانت له "إضافة نوعية"؛ ولعلَّ خير ما في هذه "الإضافة" هو ثبوت وتأكُّد أنَّ "الخوف" هو "العدوِّ اللدود" للشعوب؛ لكنَّ هذا "الربيع (الشعبي) العربي"، والذي لا يجافيه ويعاديه، ولا يحط من شأنه وقدره وسمعته، ويسخر منه، إلاَّ عَبَدَة الاستبداد وآلهته، والمتخلِّقين بأخلاق العبيد، يمكن، إذا ما غالَيْنا وأفْرَطنا في امتداحه، وشَرَعْنا نُسبِّح بحمده، ونُقَدِّس له، أنْ يُعْمي أبصارنا وبصائرنا عَمَّا يعتريه من خلال، وعمَّا يحتاج إليه، من ثمَّ، من إصلاح.

ولقد أبانت تجربة، أو تجارب، "الربيع العربي"، حتى الآن، عن بعضٍ من وجوه "الأزمة" في "الحراك الشعبي"؛ وإنَّها لأزمة "حَسْمٍ" و"حُكْمٍ" في المقام الأوَّل؛ وهذا ما نراه واضحاً جليِّاً في إجابة الواقع عن سؤاليِّ "مَنْ يَحْسِم الصراع (وكيف يُحْسَم؟)؟"، و"إلى مَنْ يَؤول الحُكْم (الديمقراطي) بعد خَلْع وإطاحة الدكتاتور والطاغية؟".

الشعب ثار أوَّلاً على نفسه، أيْ على خنوعه واستخذائه واستكانته، وكسَّر القيود والأغلال التي رَسَف فيها زمناً طويلاً، فنَزَل إلى الشارع، واعتصم في الميادين، وبها، وأشْهَر كُفْره بالأحزاب والمنظَّمات والقيادات السياسية التي طالما ادَّعَت تمثيله، فَلَمَّا أزِفَت ساعة الخلاص، خَذَلَتْهُ، وتخلَّت عنه، مفضِّلةً الاعتصام بحَبْل "الانتهازية السياسية"، وبـ "سياسة الانتظار"، على النزول والاعتصام معه.

الميادين والسَّاحات امتلأت بالشعب الثائر على نفسه، وعلى حاكمه، وعلى "قياداته" المُدَّعية (أيْ المنتسبة) إليه؛ وامتلأ هذا الشعب بالدوافع الثورية؛ لكنَّه، ولأسباب موضوعية، لم يتمكَّن من أنْ يَسْتَحْدِث له قيادة سياسية تشبه ثورته، دافعاً وروحاً وغايةً، فظلَّ "الضغط الشعبي الثوري"، وعلى عَظَمَتِه وقوِّته وبأسه، دون "درجة الحسم"، فتولَّت المؤسَّسة العسكرية (في مصر على وجه الخصوص) عن الشعب، "مهمَّة الحسم"؛ وكأنَّها لم تَحْسِم الصراع بين الطرفين (الشعب الثائر ونظام الحُكْم الدكتاتوري) إلاَّ بما يَذْهَب بـ "الرأس" من نظام الحكم هذا، ويُحاصِر الثورة وهي في منتصف الطريق، أو على بُعْد أشبار من هدفها النهائي؛ لعلَّ "الانتخابات (البرلمانية والرئاسية)"، التي حَمَلَتْهم مصالحهم الفئوية الضيِّقة على الإسراع بها، تأتي بما يُطْفِئ نار الثورة، ونورها، من خلال إتيانها إلى الحُكْم بأحزاب وقيادات ومنظَّمات سياسية غابت عن الثورة، روحاً وجسداً، ولم تَغْرُس شيئاً من غراسها في تربتها الخصبة، لِتَحْضُر، مع ذلك، على هيئة "حكومة" و"أكثرية برلمانية"، ولتَقْطُف الثمار السياسية، زاعمةً، في مَعْرِض تبريرها، أنَّ مَنْ يَصْلُح للثورة، لا يَصْلُح للحُكم؛ وكأنَّ مصير الثوَّار، وقدرهم، يجب أنْ يظلَّ هو نفسه مصير الثائر أبي ذرٍّ الغفاري، وقدره!

الشعب الثائر (في مصر على وجه الخصوص) والذي يَزِنُ سياسياً وثورياً أكثر ممَّا يَزِنُ ديمغرافياً وانتخابياً هو الذي فجَّر الثورة، وأوقد نارها، في غياب نور نظرية ثورية لحزب سياسي يستطيع ملء "الفراغ القيادي"، وقيادة الثورة الشبابية الشعبية العفوية في مبتدأها وأساسها، وحَسْم الصراع بما يَضَع السلطة بين يديِّ الثورة؛ فَلَبِسَت "المؤسَّسة العسكرية (ومجلسها القيادي الأعلى)" لبوس "الحُكْم البونابرتي"، وتولَّت "حسم الصراع"، جاعلةً مصالحها الفئوية الضيِّقة مقياساً تقيس به "شرعية" و"وجاهة" مطالب "الحراك الشعبي"؛ وبعدما تأكَّدت أنَّها ستكون "الرَّقبة" التي تُحرِّك "الرأس" في الحُكْم الجديد سعت في مدِّ الجسور مع "أحزاب المعارَضة"، التي، وإنْ أقْعَدها جبنها السياسي، وانتهازيتها السياسية، عن اقتحام المسرح الثوري، والزَّج بقواها في المعترَك الثوري، يُمْكنها الفوز بحصَّة الأسد من أصوات الناخبين، وإقامة الدليل "الديمقراطي"، من ثمَّ، على أنَّ مَنْ يَصْلُح للثورة لا يَصْلُح للحُكم!

لقد افتقر "الحراك الشعبي"، في بلاد "الربيع العربي"، إلى "القيادة الثورية" التي في مقدورها "حَسْم الصراع" بما يسمح بنقل السلطة إلى الثوَّار أنفسهم، ويقي الشعب وثورته، من ثمَّ، شرور "المُنْقِذ"، أو "المُخلِّص"، أكان "المؤسَّسة العسكرية" أم قوى دولية وإقليمية لا تَنْتَصِر لـ "الربيع العربي" إلاَّ بما يجعله (في نتائجه النهائية) انتصاراً لمصالحها وأهدافها، والتي في مقدَّمها منع "الحريق الثوري" من أنْ يأتي على الأخضر واليابس من هذه المصالح والأهداف.

"الربيع العربي" هو حتى الآن "الشعب في محاولته الثورية الكبرى للخلاص النهائي"، والتي فيها من الجرأة والبسالة والإقدام والإعجاز الثوري ما يجعلها شبيهةً بالمعجزة؛ لكنَّ هذه المحاولة لن تتكلَّل بالنجاح إلاَّ إذا استمرَّ الشعب فيها، وظلَّ ممسِكاً مُحْتَفِظاً بهذا السلاح الجديد الذي اخترعه بنفسه، ولنفسه، ألا وهو سلاح "الحراك (والضغط) الشعبي"، متوفِّراً، في الوقت نفسه، وفي هذا المناخ الثوري، على خَلْق قيادات سياسية على مثال ثورته، وتَكْتَسِب من القدرة على حَسْم الصراع ما يكفي الشعب وثورته الدائمة شرور "البونابرتية"، وشرور "عَوْنٍ" يأتيه من "أهل النِّفاق"، إقليمياً ودولياً؛ فَلَقَد ابْتُلينا بحُكَّامٍ حَكَموا، وأمعنوا في الحُكم، بما جَعَل مصير الأوطان والدول والمجتمعات والشعوب والأُمَّة من مصيرهم هُمْ، فَنَذْهَب بذهابهم، ونبقى ببقائهم، ولو كان بقاؤهم لا يُبْقي حتى على آدميِّتنا؛ فَهْمْ، إنْ تنازلوا عن "حقِّهم" في ذبح شعوبهم، فلن يتنازلوا إلاَّ لـ "جزَّارٍ أجنبي"؛ فكفى الله شعوبنا، وفي مقدَّمها الشعب السوري، شرَّ "الجزَّارَيْن" معاً!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مِنَ -الكوزمولوجيا الدينية- إلى -الديانة الكوزمولوجية-!
- -إيران الشمشونية- قَيْد الصُّنْع!
- تسمية خادعة ل -استئناف المفاوضات-!
- -القصور الذاتي- في -فضاءٍ مُنْحَنٍ-
- الديمقراطية الطوباوية!
- الفضاء -الآخر- Hyperspace*
- معنى -النجاح- في مهمَّة -المراقبين العرب-!
- كيف نفهم -الكون-
- -معارِضون- يجب نبذهم!
- -الإصلاح- في الأردن.. طريق أخرى!
- -فلسطين- في -الربيع العربي-!
- اقرأوا هذا الكِتاب!
- -الموت- و-الحياة-!
- -ديمقراطية- أم -فسادقراطية-؟!
- -اللحظة الضائعة- في ثورة مصر!
- العقل المُثْخَن بجراح -التعصُّب-!
- -الدكتاتور المثالي- في -مرافعته الإعلامية-!
- الجريدة اليومية في عصر جديد!
- حضارة الجوع!
- -رودوس- التي تتحدَّى -الإسلام السياسي-!


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - مِنْ أوجه -الأزمة- في -الربيع العربي-!