أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام السلطة -1-














المزيد.....

المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام السلطة -1-


احمد ناصر الفيلي

الحوار المتمدن-العدد: 3603 - 2012 / 1 / 10 - 14:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ان تصعيد المواقف وجرها الى مفترق طرق في ظرف دقيق وحساس، يعد مقتلا في حقيقة العملية السياسية. فالانسحاب الامريكي في ظل عدم جاهزية القوات الامنية العراقية، تركت فراغاً امنيا لا يمكن املاءه بالتمني والبحث عن حلول لا توجد لها من ارضية سوى في مخيلة اولئك الذين يحلمون في غفلة من ازماتهم. ذلك ان القراءات الواقعية لها حساباتها الدقيقة المبنية على الواقع العياني المتحرك واتجاهات ابعاده السوقية، خاصة فيما يتعلق بالمحاور الأمنية.
استباق الامور نحو اخلاء البلاد من اية قوة اجنبية، حتى لو اقتضتها طبيعة البلاد في راهنيتها الحالية، وافتقارها الى مقود قوة تجابهة اية التحديات المختلفة تقتضي بناء مصالحة داخلية حقيقة تخلق نوعا من التجانس المبعد لاية هواجس مخيفة ومعيقة.
في ظل حلول وافتراضات ودعوات للمصالحة عبر السنوات الماضية، وتشكيل كابنية وزارية خاصة بها، حتى وكأن للحكومة مسلكاً منهجياً لحل الأزمات، لكن الامور في حقيقة سيرورتها ، لاتعد سوى مناورات سياسية غير مبرمجة تطلق زفيرها عند اشتداد حالات الخلاف والاختلاف وبروز اتجاهات في تغير موازين القوى، ومهما كانت هذه المؤشرات وتأثيراتها، فأن المنطلق الوطني يفترض طرقا في التعامل مع القوى السياسية في الداخل على نحو مغاير لها في الخارجة فطبيعة الموازين مختلفة.
ان الوضع العراقي يحتاج الى مراجعة جدية، وقراءة دقيقة لتقديمها والخروج برؤى مشتركة تبعد اسباب التناقضات التناحرية ليس من مصلحة البلاد تعميقها وترسيخها، عبر نهوج لا تطيح، الا بالاماني الوطنية وتضيع التجربة الديمقراطية وآفاقها، كونها تفتح الباب على مصراعية لا نواع الصراعات والتدخلات التي تضعف الحلول الوطنية وتجعلها محل شك دائماً مهما ترسخت اسباب يقينها.
ان دعوة الرئيس بارزاني الى عقد مؤتمر وطني يمثل مخرجاً وطنياً وتاريخياً، في فترة حساسة، كي تحد من تفاقم الاوضاع والامور، لتصبح بدلاً من الاتعاظ وتأسيس مشتركاً وطنية، الى التأسيس لتخندقات وفتح جبهات داخلية تزيد من أزمات البلاد وتجرها الى ما لا مصلحة للبلاد فيها.
أن اعادة قراءة الواقع العراقي في ضوء المخاضات الوطنية، وتحديد اطر العمل المشترك، وتشخيص كل ما من شأنه تعكير نمو المشتركات الوطنية وعوامل بناء الثقة السياسية، التي اصبحت عقد المنشار في مجرى كل المفاهمات الوطنية التي ما أن تبدأ حتى تصل الى طريق مسدود لا عودة فيه للحكمة والتعقل ، وهي ازمة المنطق العقلاني في قضية الحوار السياسي الداخلي مابين القوى السياسية التي باتت لا تعرف لطرائقة سبلاً، سوى المناكدة ومحاولة فرض فرص الكسب في الجولات، والتي حولت مسار المفاهمات الى مسار صراعي يتجاوز الافاق الوطنية في بعض محدداتها، باتجاه دوائر اضيق ترتد الى الفئوية والجهوية التي امست وبالاعلى طريق خلق نظرات عابرة قادرة على صنع المشتركات التي ما تزال مهزومة امام ساحة الجميع.
ان طبيعة البلاد وموارده وثقله ترضي كل قواة السياسية والمجتمعية، وأن خصوماته المختلفة التي لا تدور حول سبل الاستفادة منه بل لمحاولة الهيمنة على المقدرات التي لا تسر احداً. ولا ندري ما سر هذه اللعبة مع وجود شروط الاكتفاء للجميع.
ان كثير من ثروات البلاد أهدرت على مذبح كوارث نزلت بالبلاد بفعل سياسات حمقاء وعدوانية جرت الخراب الى البلاد وزعزت ثقله وقواة اجتماعياً وسياسياً واقتصادياً مبشكل قادت الى تراجع ترتبية البلاد الى حدود مخيفة. اليس من المعيب حقاً ان تعيش فئات من المجتمع العراقي تحت خط الفقر في ظل ثروات نفطية هائلة يزخر بها تكفي في حالة الحكم الرشيد الى مستوى معيشي رغيد ولائق لمختلف قطاعاته المجتمعية وتساهم في خلق قاعدة اقتصادية متينة تمتص اشكال البطالة وامراضها المزمنة التي يعاني منها العراق منذ عقود طويلة، ويدفع ثمنها باهضاً من نسجيه الاجتماعي المعطل، بفعل اثار السياسات السابقة وعدم محاولة معالجتها بعد الاطاحة بالدكتاتورية الفاشحة.
ان القوى السياسية وبدلاً من الاهتمام الجدي بهذه المصائب الضاربة بأطنابها مرابع البلاد وتربته الخصبة، وتتسابق من اجل أختزال الزمن كي تعيد الفرصة للبلاد للتوجه الحقيقي نحو سلم الحضارة والمدنية التي فوتتها السياسات الحكومية الغبية المنتمية لعهود بائدة، انخرطت في صراعات، وكأنها تريد ارجاع عقارب تواريخ سالفة اطاحت بمقدرات البلاد بناء على توجهات ايديولوجية ومصالح متعددة الاجندات، والتي لم تجلب للبلاد سوى الويل والثبور والازمات التي محقت كل الجوانب الابداعية وعنفوان المقدرة الطبيعة.
تجاوز الخلافات البائسة، والاقرار بحداثة التجربة ومخاضاتها المرة وتحديد خارطة طريق بناء على ما جرى، سبيل لتحديد اوجه التلاقي الجديد الذي باتت تفرضه المرحلة، بأشد من مرحلة انبثاق الحكومة قبل سنوات لأن التحديات المقبلة المرئية وغير المرئية تشير الى اهمية الجبهة الداخلية وضرورة تماسكها الذي لأغنى عنه كونه يمثل وجه البلاد.
ان انعقاد المؤتمر الوطني واستغلالة كفرصة تاريخية، لاعادة بناء التوجهات مطلب وطني وتاريخي من اجل ايقاف التداعيات والانتباه الى مشكلات البلاد العويصة التي لابد من الشروع ببناءها بتوافقات ومشاركات وطنية حريصة وبناءة ولتكف دورة الصراع والاختلاف.



#احمد_ناصر_الفيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام الس ...
- تكرار النمطية التاريخية...وفرص مسك المبادره -1-
- تكريس الفقر وتداعي قضية الانسان والحرية -1-
- فلسفة الدستور...وتصورات البناء السياسي الجديد فلسفة الدستور. ...
- اشكالية الفهم ام اشكالية الثقة...في دعوة النجيفي
- التجربة السياسية وعقم الجدل البيزنطي
- العلم الكوردستاني في خانقين...وتداعيات المماطلات الحكومية في ...
- مبادرة النجيفي.. وشجون الفوضى السياسية
- السياسة الايرانية ومديات مدافع ايات الله-2-
- السياسة الايرانية ومديات مدافع ايات الله -3-
- الولع السلطوي... والعصي في العجلات ....من مجالس الاسناد الى ...
- السياسة الايرانية.. ومدايات رؤية مدافع ايات الله (1-في الخلف ...
- حكاية المائة يوم .. صراع الحقائق والاوهام -2-
- حكاية المائة يوم .. صراع الحقائق والاوهام
- التغيير وخط المواجهة الساخن... وخريف الانظمة المخجل
- انبثاق حكومة التسوية وحجم الهموم والتحديات...المواطن في آخر ...
- استهداف المسيحيين ....,زوبعة الظلام في ديار الحضارة والقيم ا ...
- الطاولة المستديرة ... كشف الغمة وهموم تشكيل الحكومة
- الانتخابات والاهواء السياسية ومركب البلاد العائم على ضفاف حز ...
- لعبة التراشق السياسي ومستقبل البلاد


المزيد.....




- هل تتعاطي هي أيضا؟ زاخاروفا تسخر من -زهوة- نائبة رئيس الوزرا ...
- مصريان يخدعان المواطنين ببيعهم لحوم الخيل
- رئيس مجلس الشورى الإيراني يستقبل هنية في طهران (صور)
- الحكومة الفرنسية تقاضي تلميذة بسبب الحجاب
- -على إسرائيل أن تنصاع لأمريكا.. الآن- - صحيفة هآرتس
- شاهد: تحت وقع الصدمة.. شهادات فرق طبية دولية زارت مستشفى شهد ...
- ساكنو مبنى دمرته غارة روسية في أوديسا يجتمعون لتأبين الضحايا ...
- مصر تجدد تحذيرها لإسرائيل
- مقتل 30 شخصا بقصف إسرائيلي لشرق غزة
- تمهيدا للانتخابات الرئاسية الأمريكية...بايدن في حفل تبرع وتر ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد ناصر الفيلي - المشهد العراقي..ديناميكية الانسحاب والتصعيد وبقايا احلام السلطة -1-