أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم الجنابي - الهاشمي أم الهامشي ومعضلة النخبة السياسية في العراق المعاصر















المزيد.....

الهاشمي أم الهامشي ومعضلة النخبة السياسية في العراق المعاصر


ميثم الجنابي
(Maythem Al-janabi)


الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 13:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد أثارت "قضية الهاشمي" زوبعة جديدة من غبار الخراب السياسي والاجتماعي. وخلطت من جديد أوراق المقامرة والمغامرة الحزبية المعجونة بمختلف هواجس ووساوس نفسية الانحطاط التي تميز مرحلة الانتقال الصعبة والمعقدة للعراق من زمن الدكتاتورية إلى تاريخ الدولة الاجتماعية.
وإذا كان حدوث هذه المشكلة قد تزامن مع مرحلة خروج القوات الأمريكية المحتلة من العراق، فلأنه يعكس طبيعة النفسية والذهنية التي تميز الهاشمي والتيار الذي ينتمي إليه بشكل عام، وضعف النخبة السياسية وفسادها المعنوي في ظروف العراق الحالية، بشكل خاص. ذلك يعني أن "قضية الهاشمي" هي أولا وقبل كل شيء قضية النخبة السياسية، كما أنها قضية الهامشية الاجتماعية والسياسية والثقافية التي سادت وهيمنت في تاريخ العراق الحديث. وبالتالي، فإنها قضية صراع القديم والجديد، وصراع تقاليد السلطة الحزبية وفكرة الدولة والمجتمع.
وإذا كان الصراع الحالي يتخذ في مظاهره صراع المالكي – الهاشمي، فلأنه يعكس من حيث الجوهر التوجهات المتناقضة بين فكرة الدولة والشرعية والمستقبل التي يمثلها المالكي، وبين نفسية السلطة والمؤامرة والماضي التي يجسدها الهاشمي. وليس اعتباطا أن تلتف "العراقية" التي لا نرى فيها غير عرق الحمية الحزبية والجهوية والطائفية، مع"الكردستانية" الممثلة النموذجية لفكرة العرق والقومية الصغيرة الضيقة. بمعنى التقاء غرماء الأمس قبيل وبعد الانسحاب الأمريكي من العراق. وهو التقاء يعكس أولا وقبل كل شيء نفسية وذهنية "الأقلية"، بمعنى العيش والعمل والتفكير بمعايير الماضي والجزئية والحزبية، وبالضد من فكرة الدولة العامة والفكرة الوطنية العامة والمستقبل العام. وهذا بدوره جزء من مرحلة الانتقال، أي الصراع بين تركة خربة هائلة ومستقبل لم تتحدد معالمه بعد، لأنه جزء من صراع دموي وأموي!
وإذا كانت "قضية الهاشمي" من بين أكثر القضايا إثارة في بداية الانسحاب الأمريكي وانتهاء مرحلة الاحتلال الأجنبي للعراق، فلأنها تمثل بصورة نموذجية ما ادعوه بالاختلاف والتناقض الحاد بين فكرة الزمن والتاريخ في صيرورة الأمم وكبقية تمثلها أو انعكاسها في سلوك النخب السياسية. والهاشمي هو ممثل فكرة الزمن. بمعنى أن للهاشمي (كظاهرة وحالة) زمنه الخاص، أي انه بلا تاريخ! الأمر الذي يجعل منه نموذجا كلاسيكيا للهامشية التامة، أي الكيان الذي لا يمكنه الاندماج في تيار الحركة الكبرى للوجود الاجتماعي من جهة، والمهموم بمهمة تهشيم الوجود من جهة أخرى. والسبب يكمن في أن هذا النمط من الذهنية والنفسية والفعل هو أسلوب حياتها ووجودها! وليس مصادفة أن ينتقل الهاشمي في مجرى سنوات قليلة من "الإسلامية" إلى "العراقية"، ومنهما إلى الاحتماء بالقوى الكردية العرقية، أي إننا نقف أمام هبوط سريع ومريع من الفكرة العامة إلى الجزئية. وهو سلوك يعكس نفسية وذهنية الهامشية. من هنا إمكانية انحطاطها الدائم. ومنة الممكن تتبع هذا الانحطاط بوصه جزء من زمن المغامر والمقامرة السياسية.
وقد بدأ ذلك بكمية ونوعية "الانحراف" في سياسة "الحزب الإسلامي" الذي ترأسه الهاشمي في بداية الأمر، وبالأخص تجاه إشكاليات العراق الكبرى. فقد تحول من "علياء الإسلام" إلى حضيض الطائفية السياسية المتشنجة. وفي هذا التحول كانت تنعكس أولا وقبل كل شيء خراب الفكرة الدينية حالما تصبح جزء من السياسة المحترفة في ارتهانها لنفسية الغريزة المقيدة بحب السلطة والجاه. فقد كان "خطابه السياسي" يتسم قدر كبير من الطائفية المبطنة التي جرى كبحها لفترة زمنية بأثر سقوط الطائفية السياسية (السنية) التي عبثت في العراق لأكثر من سبعة عقود متتالية. واتخذ ذلك في بداية الأمر صيغة مهاجمة "الطائفية الشيعية" و"الجمهورية الإسلامية الإيرانية". ولاحقا العداء العلني للتشيع تحت غلاف الدفاع عن مصالح العراق والعروبة. وهو غلاف كاذب، وذلك لان الدفاع عن العراق والعروبة بهذه الصيغة كان يفترض إعلان فكرة القومية العربية والفعل بأحد نماذجها المناسبة لتقاليد "الحزب الإسلامي".
فعندما نتأمل مختلف نماذج الخطاب السياسي "للحزب الإسلامي" عندما كان الهاشمي في رئاسته، فان من الصعب العثور فيه على أية كمية "إسلامية"، اللهم باستثناء الهجوم على التشيع والشيعة!! ذلك يعني أن الهاجس القائم وراء انتقاد الأحزاب الشيعية ليس تذليل النزوع الطائفي المتراكم فيها بوصفه الرد السياسي على كمية التراكم الطائفي في مجرى "بناء" الدولة العراقية الحديثة، بقدر ما انه كان محاولة يائسة للمشاركة فيها عبر "تمثيل" السنّة. وهو الأمر الذي جعل من الحزب الإسلامي حزبا سنيا طائفيا. وبالتالي لا يحق له الحديث باسم العراق والعراقيين والعرب ككل. وهو الخلل الذي جرت محاولة تلافيه في الانتقال من "الإسلامية" إلى "العلمانية"، ومن الجهوية إلى "العراقية". إلا أنها كانت مجرد لعبة صغيرة. وذلك لان الهاشمي يعيش دوما بمعايير الزمن العابر وليس التاريخ الثابت. فقد أجاب الهاشمي رئيس الحزب الإسلامي على أسئلة طائفية من إحدى وسائل الإعلام الكويتية مرة بالشكل التالي:

- الكويت كانت معبراً للقوات التي غزت العراق وأسقطت النظام، ألم يترك هذا رواسب عند فئات من العرب السنّة تجاه الكويت؟

- لست ممن يحبون العيش في التاريخ، وإذا كان هناك شيء من الرواسب فسيزول مع الوقت!

وهي إجابة نموذجية تعكس جهل الرجل وسقم التفكير والعبارة. لكنه أجاب بدون وعي عن وعي يتمثله الحزب الإسلامي، وهو "عدم محبة العيش في التاريخ". وهي حقيقة، لان الطائفية السياسية التي ينتمي إليها الهاشمي هي "حب العيش في الزمن" فقط، وذلك لان هاجسه الوحيد والأوحد أو "الأول والآخر" فيما لو استعملنا العبارة الإسلامية، هو السلطة. ومن ثم لا معنى للحديث عن مواجهة ما اسماه "بالمخططات المشبوهة لتدمير هذه المنطقة وتدمير المشروع الإسلامي وتدمير عروبة العراق وتدمير المشروع النهضوي للعرب". وذلك لأنها "مخططات" كانت محكومة بالوعي السياسي المتخلف والانحطاط الطائفي الذي تمثله الهاشمي بوصفه قائد "الحزب الإسلامي". والقضية هنا ليست فقط في أن "المشروع الإسلامي" و"العروبة" و"المشروع النهضوي العربي" مكونات ليست من جنس واحد وليس بإمكان حزب طائفي صغير أن يرتقي إلى إدراك أبجدياتها. أما حقيقة "المشروع الإسلامي" و"العربي" و"النهضوي" للحزب الإسلامي عندما كان الهاشمي في رئاسته، فأنها لا تتعدى من حيث الجوهر استعادة "الموقع المستباح" للطائفية السياسية السنية التي ينتمي إليها. وهي حقيقة تكشف عن ملامحها حالة امتهان واحتقار فكرة الديمقراطية السياسية المعقدة في ظروف العراق الحالية للانتقال من التوتاليتارية إلى الديمقراطية، والتي تلعب القوى الطائفية والعرقية جميعا وبدون استثناء دورا خطرا في هدم أسسها. والمقصود بذلك معارضة ما يسمى بالاستحقاق الانتخابي. وهو مصطلح سخيف بحد ذاته، وذلك لان فكرة الديمقراطية وحق الانتخاب تفترض العيش بمعاييرها ونتائجها. وبدون ذلك يصبح "الانتخاب" فعلا لا معنى له. وهو عين احتقار الفكرة الدستورية والديمقراطية وحق الانتخاب، بوصفها الأساليب الضرورية لتراكم فكرة الدولة والشرعية والمجتمع المدني. وليس غريبا أن يرد الهاشمي على سؤال متعلق "بموضوع الحكومة" وتشكيلها الذي تعرض آنذاك إلى نكسة غريبة قائلا: "الفرقاء السياسيين مختلفون على المعيار الذي ينبغي تشكيل الحكومة على أساسه. فقائمة الائتلاف (الشيعي) تقول انه لا بد من احترام الاستحقاق الانتخابي بمعنى الاستحواذ على المناصب وعلى صنع القرار". بل نراه يجد في هذا "الاستحقاق الانتخابي" سبب "الاحتقان السياسي" و"التخندق الطائفي القائم حالياً". وهي صيغة نموذجية لقلب حقائق الأشياء والوقائع. والقضية هنا ليست فقط في محاولة رمي صناديق الاقتراع ونتائجها إلى سلة المهملات، بل والبحث في نتائجها عن سبب الاحتقان السياسي والتخندق الطائفي. أما في الواقع فان محاولة التنصل والخروج عن "الاستحقاق الانتخابي" هو سر الاحتقان السياسي والتخندق الطائفي المميز للحزب الإسلامي وأمثاله. وهو احتقان وتخندق كان يمكن تلمسه في كل الكلمات والعبارات التي تفوه بها الهاشمي في "حواره" الذي لا يخلو من ذل ومذلة واستجداء مادي (مالي) ومعنوي (طائفي) مع الصحافة الكويتية. فهو لم ير في كل ما يجري في العراق من أحداث دموية أكثر من "أعمال وحشية ضد بني البشر تستخدم ضد العرب السنّة لتهجيرهم. وهناك حملة تطهير مذهبي واسعة النطاق تجري بفعل فاعل وبطريقة منهجية لدفع السنّة لترك العراق وتشييع هذا البلد جملة وتفصيلاً"!! إذن بيت القصيد أو مربط الفرس يقوم في الوقوف ضد "تشييع العراق جملة وتفصيلا".
تعكس الصورة المقدمة أعلاه الحقيقة القائلة، بان الانحطاط لا يعرف حدا ينتهي إليه، لكنه يفاجئك دوما بما تعرفه! وهي مفارقة يمكن تأملها بمعايير السخرية، لولا أنها تحدث في زمن عصيب يقف أمامه العراق من اجل تجاوز مرحلة الخراب الشامل للدولة والمجتمع والفرد والروح والجسد. وهي الحالة التي استكمل الهاشمي تمثيلها بصورة نموذجية في سلوكه الذي "نقض" فيه المشروع الوطني الآخذ بالتراكم في قانون الانتخابات.
فقد كان هذا المشروع والقانون يتسم بقدر كبير من الهشاشة والضعف بسبب ضعف العراق الحالي وتحلل الدولة المركزية والنظام السياسي والقيم الاجتماعية والأخلاقية. من هنا سهولة التمرد العاصف الذي قام به الهاشمي، الذي لم يكن من الناحية الاعتبارية والفعلية شخصية ذات قيمة بالنسبة للدولة والسلطة والمجتمع! وفي هذا كانت تكمن مفارقة الحالة العراقية. بمعنى إثارة الأزمة في الوضع العراقي المتأزم وتأجيل أو محاولة تخريب انتقاله الصعب من حالة التمزق والمحاصصة والطائفية والجهوية والعرقية إلى فكرة وأسلوب العيش بمعايير الحق والقانون والدولة المركزية.
بعبارة أخرى إننا نقف أمام شخصية معلقة تعلق تاريخ العراق وتجعله يتخبط من جديد في زمن المؤامرات والمغامرات. الأمر الذي بدفع بالضرورة الأسئلة التالية: لماذا سلك الهاشمي هذا السلوك آنذاك؟ ولماذا أخذت بعض القوى تشاركه، بينما صوتت قبل فترة إلى صالح القانون نفسه (حزب البارازاني والطالباني)، ولماذا انحدرت التيارات المتشدقة بالوطنية إلى نفس المنزلق، بحيث نراها تصف سلوكه بالتعبير الخالص عن "الإرادة الوطنية" وهي التي وصفته قبل ذلك بأشنع الأوصاف (كما كان الحال عند المطلك)، ولماذا وقف القسم الآخر متأرجحا ومتذبذبا وغير واضح العبارة والسلوك (بصورة جزئية عند تيار آل الحكيم).
لقد عكس هذا الواقع أولا وقبل كل شيء طبيعة ومستوى الخلل البنيوي في النخبة السياسية العراقية، التي جسدها الهاشمي بصورة نموذجية. فالهاشمي كما أشرت أعلاه هو حالة وصورة ونموذج تمثل حالة "الاندماج" الصعبة في الصيرورة العراقية الحالية التي تهدف إلى تذليل نفسية وذهنية الطائفية السياسية. فقد أنتجت هذه الذهنية والنفسية شخصية الهاشمي وجعلته "سياسيا إسلاميا" لا علاقة له من حيث الجوهر بالإسلام وعقائده الكبرى ولا بالسياسة من حيث كونها أسلوبا لإدارة شئون المجتمع والدولة بما يتوافق ويستجيب لفكرة الحق والتطور الديناميكي. من هنا خلل الروح والجسد، والظاهر والباطن، والسياسة والحزب، والجهوية والوطنية، باختصار في كل ما كشف عنه في اللحظات الأخيرة من اليوم الأخير والساعات الأخيرة لنقض قانون الانتخابات. أي إننا نقف أمام نفسية وذهنية نموذجية للمغامرة والمقامرة والمؤامرة. أما تحذلقها بعبارات الدفاع عن حقوق "المهجرين" والأقليات المهضومة فهو زيف ما بعده من زيف، كما انه لا يخلو من جهل فاضح بحقيقة هاتين القضيتين. لكن الأمر واضح حالما يجري وضعه ضمن سياق الغاية الفعلية القائمة وراء هذا السلوك، ألا وهو استغلال اللحظة الأخيرة والإمكانية الأخيرة المميزة لسلوك من يصفه العراقيون بعبارة "يا مغرٍّب خرّب"ّ!
لكن القضية تختلف بالنسبة لشخص امتلك بفعل صدفة الزمن البائس احتلال موقع شكلي لرئاسة فخرية شكلية لكنها تتمتع بقدرة مؤثرة على العرقلة وقت "الضرورة" بسبب دستور مليء بالثغرات. لكنها في الوقت نفسه حالة مميزة لأولئك الذين تكونت شخصياتهم في ظل تعارض مقيت للزمن والتاريخ، أي للعابر والثابت. ومن الممكن هنا استعادة المواقف التي وضعها الهاشمي نفسه في المقابلة التي أشرت اليها أعلاه.
- الكويت كانت معبراً للقوات التي غزت العراق وأسقطت النظام، ألم يترك هذا رواسب عند فئات من العرب السنّة تجاه الكويت؟
- لست ممن يحبون العيش في التاريخ، وإذا كان هناك شيء من الرواسب فسيزول مع الوقت!
وهي إجابة نموذجية تعكس جهل الرجل وسقم التفكير عنده والعبارة. لكنه أجاب بدون وعي عن وعي يتمثله وهو "عدم محبة العيش في التاريخ". وهي حقيقة، لان الطائفية السياسية التي ينتمي إليها الهاشمي هي "حب العيش في الزمن" فقط، وذلك لان هاجسه الوحيد والأوحد أو "الأول والآخر" فيما لو استعملنا العبارة الإسلامية، هو السلطة. وقد تجسد ذلك مرة أخرى، في مغامرة الانقلاب الأخيرة، بوصفها ذروة التخريب المبطن، الذي قاده الهاشمي عل مدار سنوات من "المشاركة في العملية السياسية". إذ لم يكن تفجير الصراع ضد مركزية الدولة قبيل خروج قوات الاحتلال سوى الصيغة النموذجية لنفسية وذهنية الهامشية الخربة، أي صعاليك الهوان والمهانة!
تدفع هذه الحالة الإشكالية الكبرى التي عاني ويعاني منها العراق لحد الآن ألا وهي إشكالية النخبة بشكل عام والسياسية بشكل خاص. بمعنى أن العراق بحاجة إلى نخبة سياسية اجتماعية وليس إلى نخبة حزبية. فالنخبة الحزبية العراقية هي نخبة التمرس بتقاليد المؤامرة والمغامرة. واستقراء مواقفها وسلوكها بما في ذلك في ظروف العراق الحالية يكشف عن أن اغلبها هو تجسد نموذجي للتقلب والتغير والمداهنة والكذب والنفاق والسرقة والاحتيال والابتزاز والمصلحة الشخصية. وهي مظاهر يمكن تتبعها على نوعية وغاية الخطاب السياسي للنخب الحزبية. والاستثناءات قليلة. وهو أمر طبيعي فيما يبدو في مرحلة الانتقال من زمن السلطة إلى تاريخ الدولة. والاستثناء الأكبر والأكثر وضوحا في هذه الخارطة البائسة تعود دون شك لتيار دولة القانون وشخصية المالكي. فهو التيار الوحيد الذي يتصف بثبات كبير وتجانس نسبي على الأقل في خمس قضايا جوهرية وكبرى للعراق الحالي: الفكرة الوطنية، ونبذ الطائفية والعرقية، ووحدة الدولة والنظام السياسي، والتمسك بالقانون والدستور (رغم موقفه النقدي منه)، ومركزية الدولة. وهي القضايا التي يمكن من خلالها أيضا رؤية التراكم الفعلي في السياسة العملية القائمة على إدراك وتجسيد ثلاثة أفكار كبرى وهي المصالحة الوطنية، وتعديل الدستور، وإرساء أسس النظام السياسي الثابت والديناميكي عبر الدعوة والعمل من اجل إلغاء المحاصصة والتوافقية والشراكة، بوصفهما آلية الخراب المادي المعنوي للدولة.
إن العراق الحالي بحاجة إلى قوى سياسية تحكمها مصلحة العراق الكبرى ومبنية من حيث شخصيتها الفردية والاجتماعية على أسس الوطنية العامة والعقلانية السياسية والشرعية، وليس على طريقة الهاشمي! إن طريقة الهاشمي هو طريق الهامشي! أوله رذيلة وآخره جحيم!
***



#ميثم_الجنابي (هاشتاغ)       Maythem_Al-janabi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (وصية) بليخانوف الأخيرة، أم آخر اختراعات -التكنولوجيا القذرة ...
- الفكرة الإصلاحية في (رسالة التوحيد) للشيخ محمد عبده
- شخصية ومصير - الهجويري
- التوتاليتارية وإشكالية الحرية والنظام في العراق
- التوتاليتارية والراديكالية (البعثية- الصدامية) - أيديولوجية ...
- التوتاليتارية – أيديولوجية الطريق المسدود
- نبوة المختار – قدر التاريخ وقدرة الروح!
- السياسة والروح في شخصية المختار الثقفي
- العقيدة السياسية لفكرة الثأر الشامل في العراق (الماضي والحاض ...
- فردانية المعرفة الصوفية ووحدانية العارف
- كلمة الروح وروح الكلمة في الابداع الصوفي
- النادرة الصوفية
- فلسفة الجهاد والاجتهاد الإسلامية (5-5)
- فلسفة الجهاد والاجتهاد الإسلامية (4)
- فلسفة الجهاد والاجتهاد الإسلامية(3)
- فلسفة الجهاد والاجتهاد الإسلامية (2)
- فلسفة الجهاد والاجتهاد الإسلامية (1)
- مذكرات الحصري والذاكرة التاريخية السياسية
- بلاغة طه حسين وبلاغة الثقافة العربية
- شخصية طه حسين وإشكالية الاستلاب الثقافي!


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميثم الجنابي - الهاشمي أم الهامشي ومعضلة النخبة السياسية في العراق المعاصر