بيان الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بخصوص جلسات الاستماع الى ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الانسان

الجمعية المغربية لحقوق الانسان

الحوار المتمدن-العدد: 1065 - 2005 / 1 / 1 - 07:33
المحور: حقوق الانسان
    

بعد تقييمه لجلستي الاستماع العموميتين الأولى والثانية، المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان

يقرر تنظيم أنشطة عمومية للمساهمة في التعريف بحقيقة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان.

كما هو معلوم نظمت هيئة الإنصاف و المصالحة يومي 21 و 22 دجنبر 2004 بالرباط، جلستين للاستماع العمومي لشهادات 12 من ضحايا الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان المرتبطة بالقمع السياسي. و على إثر ذلك عقد المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان اجتماعا استثنائيا يوم الاثنين 27 دجنبر 2004 لتقييم هذا الحدث و استشراف الآفاق بالنسبة لملف الانتهاكات الجسيمة. وقد أفرزت مناقشات المكتب المركزي الخلاصات الأساسية التالية:

1. إن المكتب المركزي إذ يذكر بشعار المؤتمر السابع للجمعية المنعقد في أبريل الماضي "من أجل دستور ديموقراطي في خدمة حقوق الإنسان و مغرب بدون انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان" يؤكد موقف الجمعية بشأن معالجة الانتهاكات الجسيمة المرتبطة بالقمع السياسي و التي تتجسد في:

- الكشف عن الحقيقة في كل ابعادها، و تحديد المسؤوليات المؤسساتية و الفردية و المساءلة والمتابعة القضائية للمسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان إعمالا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب.

- التطبيق الشامل لتوصيات المناظرة الوطنية حول الانتهاكات الجسيمة المنعقدة في نونبر 2001 والتشبث بهيئة المتابعة المكونة من الجمعية و المنظمة والمنتدى كآلية وحدوية للنضال من أجل تطبيق توصيات المناظرة.

- المواكبة النقدية و الاقتراحية لأشغال هيئة الإنصاف و المصالحة في أفق الحصول على مكتسبات ولو جزئية في مجال معالجة الانتهاكات التي تدخل في إطار اهتمامات الهيئة.

2. لقد اعتبرت الجمعية، أن جلسات الاستماع العمومية، يمكن أن تشكل لحظة قوية و إيجابية في عمل هيئة الإنصاف والمصالحة، على اعتبار أنها قد ٌٌٌٌٌٌُُُُُُُُتمكن من نقل ملف الإنتهاكات من شأن داخلي للهيئة، ومن شأن يهم فئات محدودة ــ الضحايا و المنظمات الحقوقية و السياسية ــ من المواطنين و المواطنات، إلى شأن عام يهم المجتمع ككل، و على اعتبار أن هذه الجلسات قد تشكل، إذ توفرت بعض الشروط، لحظة للكشف عن كافة الحقائق المرتبطة بالانتهاكات الجسيمة. لهذا لم تتردد الجمعية، بعد مراسلتها من طرف هيئة الإنصاف والمصالحة، في تزويدها بلائحة من الضحايا ــ نساء و رجالا ــ اقترحتم للإدلاء بشهادتهم مع التأكيد طبعا على توفير الشروط الضرورية لتمكينهم من التعبير الحر و دون قيود عن آرائهم، و من طرح المعطيات المتوفرة لديهم، غير أن جلستي الاستماع العموميتين ليومي 21 و 22 دجنبر، إذا كانتا قد مكنتا من خلال بثهما في القناة المغربية الأولى من تحسيس فئات جديدة من المواطنات و المواطنين، بجزء من الانتهاكات الجسيمة التي عرفتها بلادنا من 1956 إلى 1999. وشكلت فرصة للشروع في رد الاعتبار المعنوي لفئة من ضحايا الانتهاكات الجسيمة، فإنها اتسمت في ذات الوقت بالسلبيات و النواقص التالية:

● حرمان المشاركين في جلستي الاستماع العموميتين من حقهم في الكشف عن أسماء المسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة التي تعرضوا لها، بل إن الشهادات لم تتعرض سوى بشكل هامشي للمسؤوليات المؤسساتية عن الانتهاكات الجسيمة. فأين الحقيقة في كل هذا؟

● مدة الشهادات (20 دقيقة) كانت قليلة بل و مجحفة بالنسبة لبعض المتدخلين الذين طالت و اشتدت معاناتهم من الانتهاكات الجسيمة، مما لوحظ معه بعض الارتباك وعدم تمكن البعض من الإدلاء بمعطيات مهمة متوفرة لديه.

● توقيت البث التلفزيوني لم يكن ملائما على اعتبار أن جل الناس ــ و خاصة الأجراء ــ يكونون خارج بيوتهم في ساعة انطلاق البث التلفزيوني للجلسات. إضافة لذلك لم يتم البث على مستوى القناة الثانية ولم يتم إعادة البث في أوقات أخرى ملائمة. كما أنه لم تتم الدعاية الكافية المسبقة لجلستي الاستماع.

● عدم إشراك جمعيتنا في التحضير لجلستي الاستماع الأولى و الثانية، بل و تهميش لائحة الجمعية عند اختيار الفوج الأول من المدعوين لعرض الشهادات مما يعكس استمرار نزعة هيئة الإنصاف والمصالحة نحو تهميش الجمعية.

3. اعتبارا لما سبق إن المكتب المركزي للجمعية المغربية لحقوق الإنسان:

● يطالب بالشفافية في عمل هيئة الإنصاف و المصالحة، و بالتواصل مع سائر الهيئات الحقوقية انسجاما مع القواعد الجاري بها العمل في كافة تجارب اللجان المرتبطة بالعدالة الانتقالية و التي ترهن نجاح أعمالها بمساهمة الحركة الحقوقية في مسلسل تسوية الانتهاكات الجسيمة.

● يطالب بتدارك السلبيات و النواقص التي طبعت جلستي الاستماع الأولى و الثانية عبر تنظيم جلسات عمومية تكشف عن الحقيقة كاملة و خاصة عن المسؤوليات المؤسساتية مادامت هيئة الإنصاف والمصالحة قد استبعدت المسؤوليات الفردية في مقاربتها. كما يطالب بالإعلان دون تماطل عن برنامجها المستقبلي من حيث المضمون و من حيث التوقيت.

● و يطالب بالخصوص بتوجيه الإعلام الرسمي نحو تحسيس الرأي العام الداخلي و بشكل موضوعي بإشكاليات الإنتهاكات الجسيمة مع إشراك فعلي لكافة مكونات الحركة الحقوقية في هذا المجال بدل النزوع نحو استقطاب اهتمام الرأي العام الخارجي.

● يستنكر المحاولات الرامية إلى استعمال شهادات بعض الضحايا لتمييع المسؤولية بشأن الانتهاكات الجسيمة عبر الترويج للمسؤولية المشتركة بين أجهزة الدولة و الضحايا بدل تحميل كامل المسؤولية للدولة و لمختلف المؤسسات المرتبطة بها.

● يؤكد أن مصداقية معالجة الإنتهاكات الجسيمة لسنوات ما قبل 1999 رهينة بعدد من الإجراءات المستعجلة ومن ضمنها الإبعاد الفوري للمسؤولين عن الانتهاكات الجسيمة عن أي مسؤولية في أجهزة الدولة و جعل حد للانتهاكات الخطيرة التي تعيشها بلادنا منذ الأحداث الإرهابية ل 16 ماي و التي فضحتها تقارير الحركة الحقوقية المغربية و المنظمات الدولية لحقوق الإنسان، و رهينة كذلك بإطلاق سراح كافة المعتقلين السياسيين وباحترام الحريات العامة و الحقوق الشغلية التي أصبحت تنتهك بشكل سافر وبتواطؤ من السلطات المختصة.

● يعتبر أن المصالحة التي يتم ترديدها في كل آن و حين من طرف المسؤولين لا يمكن أن تتم على أسس سليمة إلا بربطها بالمساءلة و الحقيقة و الإنصاف و إلا إذا تم اتخاذ الإجراءات لبناء دولة الحق والقانون بدءا بإقرار دستور ديموقراطي.

● يعلن عن عزم الجمعية – بمفردها أو مع شركائها في الحركة الحقوقية – تنظيم جلسات الاستماع العمومي و أنشطة مماثلة بعدد من المناطق الغرض منها التعريف بالانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان و بالحقائق المرتبطة بها

المكتب المركزي في 27 دجنبر 2004

#الجمعية_المغربية_لحقوق_الانسان (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات