أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - أنا أفكر، إذاً أنا لا أصلح رئيس دولة!














المزيد.....

أنا أفكر، إذاً أنا لا أصلح رئيس دولة!


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 1065 - 2005 / 1 / 1 - 07:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أثار خبر ترشيحي لرئاسة الدولة في مصر خلال كانون الأول (ديسمبر) 2004 كثيراً من الجدل بين جميع الأوساط الشعبية والسلطات العليا السياسية والدينية، حتى أصدر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي فتواه بجواز تولي المرأة رئاسة الجمهورية، فانقسم علماء الأزهر في ما بينهم، بعضهم عارض شيخ الأزهر، وبعضهم أيده، ومنهم الأمين العام لمجمع البحوث الاسلامية الشيخ إبراهيم الفيومي، الذي أعلن تأييده فتوى الشيخ طنطاوي وأكد أن الإسلام لا يفرق في العمل بين الرجل والمرأة، وإنما يترك اختيار العمل لمدى مواءمته طبيعة كل منهما.

كلمة «طبيعة كل منهما» تفتح الباب للكثير من الأسئلة: ما الطبيعة البشرية؟ وهل هي شيء ثابت لا يتغير على مدى القرون منذ نشوء العبودية؟ وهل تختلف طبيعة الرجل عن طبيعة المرأة؟ وهل يكون الاختلاف في القدرات العقلية أم العضلية أم البيولوجية أم النفسية أم غيرها؟ وهل تختلف طبيعة المرأة الاميركية والأوروبية عن طبيعة المرأة المصرية أو العربية؟
لماذا إذاً حكمت مارغريت تاتشر بريطانيا عدداً من السنين بيد من حديد؟ كنت آراها تمشي مرفوعة الرأس شامخة بأنفها ومن حولها الحكام العرب أو غيرهم من رؤساء الدول أو الملوك أو السلاطين في ما يسمونه العالم الثالث، كانوا يسيرون خلفها منكسي الرؤوس أو بظهور محنية، أو بأنوف منكسرة، مستسلمين لقراراتها الاستعمارية الانكليزية.
ولماذا نذهب بعيداً الى ثاتشر، فها هي السيدة الأميركية كوندوليزا رايس تفعل ما فعلته ثاتشر وأكثر، وما فعلته مادلين أولبرايت، وما فعلته غولدا مائير، وما فعلته السيدة هيلاري كلينتون، وكانت زوجة رئيس الولايات المتحدة فقط، ولم تكن رئيسة الدولة.
وفي البلاد الإسلامية المجاورة وغير المجاورة حكمت النساء في دول متعددة منها أندونيسيا والباكستان والفيليبين وبنغلاديش وسريلانكا وغيرها.
وفي بلادنا العربية تتمتع النساء من زوجات الرؤساء أو الملوك أو الأمراء بسلطات كبيرة، تتساوى أحياناً مع سلطات الرئيس أو الملك أو الأمير. يكفي أن نتذكر كيف حكمت السيدة الأولى في عصر السادات في مصر، بل وكيف تتمتع السيدة الاولى اليوم بسلطات متعددة في مصر، ونراها كل يوم في الصحف وهي تترأس الوزراء، تجلس على رأس الاجتماع شامخة بسلطة أكبر من رئيس الوزراء.
هذا نشهده كل يوم، ومع ذلك يأتي إلينا بعض رجال الدين، ومنهم مفتي الديار المصرية (مفتي الجمهورية) الدكتور علي جمعة والدكتور يوسف القرضاوي، على رأس المعارضين لفتوى شيخ الأزهر، يرفضون رفضاً قاطعاً تولي المرأة منصب رئيس الدولة، لماذا أيها السادة؟ يقولون: بسبب طبيعتها الفيزيولوجية وما تعانيه طوال فترة الحيض.
الحيض؟!
يا إلهي! هل منع الحيض مارغريت ثاتشر من عملها الرئاسي؟ هل يمنع الحيض عمل الفلاحة المصرية التي تشقى في الحقل مثل الرجل من الشروق الى الغروب؟ هل منع الحيض الشابات الرياضيات في المسابقات الاولمبية من اللعب ومنافسة الرجال؟
من قال إن الحيض مرض يعطل المرأة عن العمل؟ بل إن الحمل والولادة نفسها لا تعطل النساء العاملات في الحقول والمصانع والمكاتب والسفارات العربية والاجنبية!
لا شك في أن كلمة «الحيض» تبدو شاذة بل مضحكة، حين تخرج من أفواه هؤلاء الرجال، خصوصاً أن غالبية النساء العاملات في حقل السياسة أو الانتخابات الرئاسية أو غير الرئاسية تجاوزن الخمسين عاماً من العمر، حيث لا حيض ولا يحزنون.
أما المضحك، أو الأكثر إضحاكاً، هو ما أعلنه الشيخ عبدالله مجاور أمين لجنة الفتوى في الأزهر. قال إنه يؤيد تولي المرأة رئاسة الدولة، لأن الشريعة الاسلامية لا تعارض ذلك، ولكن المهم ألا تختلي بالرجل!
يا إلهي! كيف تصبح المرأة رئيسة للدولة ولا تختلي بالرجل؟! هل تتعامل مع النساء فقط؟ ألا يمكنها وهي رئيسة دولة أن تجلس مع رئيس الوزراء او مع مسؤول آخر تناقشه في أمر من الأمور؟!
شيء مضحك فعلاً، أن نسمع مثل هذا الكلام من رجال دين يحتلون مناصب عليا في المؤسسات الدينية والمفروض أنهم يوجهون الرأي العام في بلادنا وخارج بلادنا أيضاً غير الفضائيات.
هذه كلها ليست إلا أمثلة قليلة لما استطعتُ أن أتابعه في الصحف المصرية خلال الأيام الماضية، ومنذ الإعلان عن ترشيح امرأة (نوال السعداوي) لرئاسة الدولة في مصر.
حتى النساء اللائي يتربعن فوق مقاعد السلطة الدينية في مصر، وضعن الحجاب على عقولهن (وهو أخطر من مجرد تغطية الشعر) وانسقن وراء بعض رجال الدين الذين عارضوا شيخ الأزهر. ولأن هجوم هؤلاء النسوة على شخصي أشد عنفاً من هجوم زملائهن الرجال. قالت إحداهن وهي الدكتورة آمنة نصير إنها تعترض على ترشيح نوال السعداوي لرئاسة الجمهورية لأنها تنكر الكثير من ثوابت الشريعة الإسلامية ولا تملك الأهلية أو المؤهلات لتولي هذا المنصب.
إلا أن ذلك كله يندرج (في رأيي) تحت ايجابيات الجدل الذي أثاره ترشيح امرأة لرئاسة الدولة في مصر. بل إنه الهدف الأساسي من ترشيح نفسي لهذه الانتخابات المقبلة في خريف 2005 وقد قلت في برنامجي الانتخابي ما يأتي: «الهدف من دخولي هذه المعركة الانتخابية ليس الحصول على منصب الرئيس، ولكن دعم الحركة الشعبية والجدل السياسي والفكري الذي يسعى الى تحقيق إصلاح ديموقراطي وتطور فكري حقيقي في بلادنا العربية».
ولعل أكثر ما أضحكني أن أحد المعارضين لهذه الحركة، قال: لماذا تنزل كاتبة ومفكرة الى معترك السياسة والانتخابات الرئاسية؟ وهل يحتاج رئيس أي دولة الى الفكر؟ أم الى القوة العسكرية؟
وهذا يقودنا الى السؤال: ما هي مؤهلات رئيس الدولة في أي بلد من بلاد العالم؟ مثلاً، ما هي مؤهلات رئيس الولايات المتحدة الاميركية جورج بوش، وهل يملك شيئاً من الفكر؟ وألا يجوز لي أن أقول الآن: أنا أفكر، إذاً أنا لا أصلح رئيس دولة!
("الحياة" ـ30/12)



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- برنامج الدكتورة نوال السعداوي الانتخابى فى الترشيح لرئاسة ال ...
- الحوار المبتور عن المرأة والدين والسياسة
- الطيران فى الحلم
- إجهاض الثورة
- ورقة لم تقدم في مؤتمر المرآة والإبداع
- الباحثة عن الحب - أوراقى حياتى : الجزء الثالث
- من مفكرتى السرية عام 1947
- تضامن النساء
- نوال السعداوي في أكثر حواراتها اثارة تقول لـ- ايلاف-:أنا اهم ...
- قضايا المرأة إذ تتجلى في النهاية شأناً سياسياً
- تحرير المرأة ما بين مسلسل قاسم أمين وخطاب كولن باول... حداثة ...
- كاتبة مصرية في نيويورك : عن بوش وبلير والرومانسية والفساد وا ...
- عالم جديد ممكن . علي منصة القضاء في المحكمة الشعبية العالمية ...
- نحو فلسفة إنسانية لإحياء الضمير ج2
- نحو فلسفة إنسانية لإحياء الضمير
- نحو فلسفة إنسانية لإحياء الضمير ج1


المزيد.....




- هل قررت قطر إغلاق مكتب حماس في الدوحة؟ المتحدث باسم الخارجية ...
- لبنان - 49 عاما بعد اندلاع الحرب الأهلية: هل من سلم أهلي في ...
- القضاء الفرنسي يستدعي مجموعة من النواب الداعمين لفلسطين بتهم ...
- رئيسي من باكستان: إذا هاجمت إسرائيل أراضينا فلن يتبقى منها ش ...
- -تهجرت عام 1948، ولن أتهجر مرة أخرى-
- بعد سلسلة من الزلازل.. استمرار عمليات إزالة الأنقاض في تايوا ...
- الجيش الإسرائيلي ينفي ادعاءات بدفن جثث فلسطينيين في غزة
- علييف: باكو ويريفان أقرب من أي وقت مضى إلى اتفاق السلام
- -تجارة باسم الدين-.. حقوقيات مغربيات ينتقدن تطبيق -الزواج ال ...
- لأول مرة.. الجيش الروسي يدمر نظام صواريخ مضادة للطائرات MIM- ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نوال السعداوي - أنا أفكر، إذاً أنا لا أصلح رئيس دولة!