أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الجزر الفلسطيني والسرير المباركي














المزيد.....

الجزر الفلسطيني والسرير المباركي


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 22:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قال الملك لير في المسرحية الشهيرة – الملك لير - لشكسبير :
" بأن الأسوأ ليس حقيقة ، الأسوأ أنه لا يزال بوسعنا القول هذا هو الأسوأ "
لقد عادت المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية ، وهذه المرة في العاصمة الأردنية عمان ، على الرغم من طريق المفاوضات الطويل الذي أصبح عبارة عن طريق مطاطي او بلاستيكي يذوب تحت نار الرفض والتعنت الإسرائيلي والتنازل الفلسطيني البطيء ، يعود دائماً ليتشكل حسب مواصفات القالب الأمريكي والإسرائيلي والقناع الأوروبي .
تعودنا على عودة المفاوضات ونثر ورود التفاؤل وأضواء الوجوه الإسرائيلية المستعدة للانقضاض على ما تبقى لنا ، ثم تعودنا على قلب الطاولات وكيف تتحول إلى خنادق كل طرف يوجه طلقاته نحو الآخر ، ولا نعرف لماذا السلطة الفلسطينية قبل المفاوضات تقوم بحشو الفرد الفلسطيني بالكلمات والخطابات الرنانة وكأن هذه المرة ستكون هي الأخيرة للحصول على كل شيء، وعلى الفلسطيني السباحة في بحيرات الآمال ، لكن سرعان ما يتبعثر الحشو في الهواء وتنفس بالونات الأحلام الملونة ، لدرجة لم تعد هذه اللقاءات والمفاوضات تهم الفلسطيني وتمنحه بطاقات اهتمام لطرق أبواب تفاؤل ، لأن على الأرض السيرك الإحتلالي لم يترك أي مساحة للحلم إلا اغتاله ، ولم تترك يده الخفية شيئاً الا وسرقه ، مع إطلاق ثعالبه وذئابه .
هذه اللقاءات والمفاوضات لا تهم الفلسطيني ما دامت النتائج لا تتحقق على أرض الواقع، الواقع الذي ينهش ويأكل ويصادر ويطرد وتتقلص الحياة أمامه ، نعترف هناك مفاهيم وافكاراً جديدة في الشارع الفلسطيني الذي يتغير أيضاً ، خاصة عندما يرى الانهيار الواسع في طروحاته السياسية ، وتقزيم رؤيته التاريخية وخضوعها إلى عمليات تقليص حادة عن طريق خبراء في قص أحلام الشعوب .
فعلى السلطة الفلسطينية تدارك الأمر ، حرصاً عليها أولاً وحرصاً على بقاء التاريخ شامخاً ، وردم الفجوة بين القادة وبين الناس الذين ينتظرون .
إسرائيل تريد دفع المفاوضات بيد وباليد الثانية دفع عملية الاستيطان و تختار التوقيت التفاوضي للتسريع في رفع وتيرة البناء الاستيطاني ، وأثناء الانشغال بوضع الميكروفونات لتسويق أخبار المفاوضات ونقلها على الفضائيات المرحبة يعلن نتنياهو إقرار بناء 300 وحدة سكنية في القدس وضواحيها ، ومع اننا تعودنا على لطمات نتنياهو وغيره من النتنياهوات ، الا أن هذه الوقاحة الاستيطانية لا تدفع الجانب الفلسطيني للخروج والاحتجاج خلال المفاوضات ، حتى أنها لا تجد الحرج للجانب الأمريكي والأوروبي ، فيكفي اللقاء وبريق الكاميرات ، اما الرئيس الفلسطيني فأصبح يذكرنا بالممثل المصري القدير " عبد الفتاح القصري " الذي يردد دائماً في أفلامه بصوته الجهوري عبارة " كلمتي مش حتنزل الارض ابداً " لكن ما أن تصرخ زوجته حتى يقول " حتنزل ، حتنزل " .
الكل يرحب ، وينشغل الجميع بعرس المفاوضات ، الاتحاد الأوروبي وأمريكا إلى الدول العربية ، الجميع يحاولون شد جزرة المفاوضات .
هناك أغنية يغنيها الأطفال عن جزرة لا يستطيع الأب قلعها من جوف الأرض فيستنجد بالأم فتأتي فتشد مع الأب لكن لم يستطيعان قلعها ، فتأتي الإبنة فيشدوا ويشدوا ولم يستطيعون قلعها ثم يأتي الابن وبعد ذلك الأقارب ثم يأتي الجيران ويبقون بالتزايد حتى يأتي الفار فيقلعها ، وهذه المفاوضات مثل الجزرة العنيدة ، الجميع يشدون وكل مرة تزداد أعداد الأيدي التي تشد ، لكن الجزرة ما زالت متشبثة . نأمل أن تبقى عنيدة ولا تخضع لأي فأر فتقلع .

السرير المباركي

السرير على مر التاريخ له عدة أشكال وألوان ، من فرشة محشوة بالقش إلى قطعه هامة تصنع من عدة مواد ، من الخشب إلى الحديد إلى الماء إلى الذهب ... الخ
هو يحملنا في الولادة وفي الموت ، وأثناء الحياة يكون وسيلة للراحة والنوم بهدوئه وكوابيسه ، بقلقه وأحلامه ، ويبقى هو الوعاء فقط ، الجسم وحده يقرر حرارة تلك الحياة وكيفية التعامل مع ساعات النوم .
لكن على مر التاريخ لم نر السرير وسيلة من وسائل التسول الأجوف إلى حد المهانة والذل ، والهبوط إلى مستوى متدن في رسم الشخصية .
الرئيس المصري حسني مبارك استنفذ التمثيل لدرجة السطحية المباركية ، فما معنى
أن يجر إلى المحاكمة بسرير طبي ، مع أن مرضه ليس من الأمراض التي تمنع الوقوف أو الجلوس على كرسي متحرك ، جميع الأطباء والذين يرونه ، يعترفون أن مبارك لا يعاني من الشلل أو قلة الحركة ، انه مريض ولكن ليس لدرجة النوم على السرير بهذه الصورة التوسلية السمجة التي تبعث على الدهشة التي تنقط اشمئزازاً ..! لماذا هذا السلوك من "رئيس" كان قوياً وقادراً ويتصرف بمصر كأنها مزرعته والمصريين كأنهم عبيد عنده ..؟! لماذا يسلك هذا السلوك الفضائي الموزع على الفضائيات بشهوة الزمن المفتوح ، في وقت يجب أن يتحلى به القائد بالقوة والجرأة حتى النهاية ...؟!
إن المحاكم التي عقدت بعد الحرب العالمية الأولى والثانية وأيضاً بعد الثورات والانقلابات في الدول العربية و الغربية لم تظهر مثل هذا السرير، الذي تحول إلى نكتة بالية تستدعي من الرئيس الكف عن الالتصاق بالسرير والوقوف جامداً مهما كانت أصعب التهم .
إن الرئيس المخلوع مبارك يتقاسم السرير مع بعض المطربات اللواتي يقمن بتصوير الأغاني الكليبات على السرير ، متمسكات بفكرة الغناء فوقه ، كأنه منصة ومسرح ، قد يكون الذين وراء حسني مبارك يشيرون عليه بالبقاء فوقه ، عوضاً عن المنصات التي فقدها ..!!



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رجل العام -بوعزيزي- بدون نار ولا عربة خضار .
- شاليط في رام الله
- انزع رأسك أيها العربي
- قصة قصيرة .. فوق البيعة .. شوقية عروق منصور
- علياء والوليد بن طلال
- الزوجة تتحدث من مالطة ...
- بقايا نشارة خشب ..
- الجد نوبل والأم توكل والابن الضائع ستيف
- قصة قصيرة .. التصريح والأفعى ..
- ليلة ابو عبد الله الكبير
- بحثت عن طارق فوجدت قبيلة من القرود
- قصة قصيرة ..امرأة من تمر هندي ..
- قصة قصيرة .. سوار تحمل حزاماً ناسفاً .. شوقية عروق منصور
- الفاجومي يدخل الحكاية
- سرير يوسف هيكل
- تجبير قدم التاريخ المكسورة ..!
- من راشيل الى اريغوني المجرم واحد
- لك يوم يا ظالم
- من طباخ الريس الى صراخ النملة
- بين إمرأة وإمرأة هناك امرأة


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - الجزر الفلسطيني والسرير المباركي