أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جاسم عبدالله صالح - مذابح عابدي الإله أكبر بحق الأقليات الدينية والعرقية في سوريا عبر التاريخ الجزء الثالث (مذابح دمشق، تموز 1860 )













المزيد.....

مذابح عابدي الإله أكبر بحق الأقليات الدينية والعرقية في سوريا عبر التاريخ الجزء الثالث (مذابح دمشق، تموز 1860 )


جاسم عبدالله صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 21:26
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


نعود لأستكمال سلسلة المذابح الوحشية التي قاموا بها رعاع التعصب النازيون ...
1- الجزء الأول ( الأرمن )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=288773
2- الجزء الثاني (الآشوريون/ السريان/الكلدان )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?t=0&userID=4517&aid=289360
3- الجزء الثالث ( مذبحة حلب سنة 1850 )
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=290096

وبعدها نُكمل على الشكل التالي :

5 - مذابح اليهود
6 - مذابح العلوية
7 - مذابح الدروز

مذابح سنة 1860 لم تكن فقط في دمشق بل حصلت أيضاً في لبنان ( لم تكن وقتها مُنفصلة عن سوريا كما الأن ) ولنفس الأسباب " التعصب والهمجية " وليس كما يروجون لها أحفاد القتلة المجرمين بأنها " مؤامرة خارجية " !!
وكانت مذابح لبنان تسبق مذابح دمشق وأذكر منها :

1 - مجزرة دير القمر بخدعةٍ درزية في تشرين الأول سنة 1841 وحصار قصر بشير الثالث. امتدت المجزرة إلى مناطق وبلدات عدة خاصةً أن الموارنة كانوا غير متحدين.

2 - مجزرة 1845 باشتراك القوات التركية التي كانت تمنع المسيحين من القدوم لحماية المناطق المجاورة وتقوم بتسليمهم بعد نزع السلاح إلى الدروز حيث امتدت المجازر إلى أكثر من خمسين بلدة.

3 - انتهت المعركة في خريف 1845 وتمّ تدمير الوحدة السياسية والتنظيم الإقطاعي في الجبل خاصةً عند المسيحيين، وأصبح تحت سيطرة الباشا أو الوالي العثماني بحيث أن السياسة العثمانية كانت تشجع الفوضى والمعارك حتى يكون لديها العذر من أجل إلغاء المؤسسات الموجودة وإنهاء الحكم الذاتي في الجبل

4 - مجزرة دير القمر، حزيران 1860، حيث تمّ نزع السلاح من قبل المتسلم التركي ومن ثم هجم الدروز على السكان العزّل وذبحوهم وأحرقوا البلدة.

5 - مجزرة الدامور أيار 1860: تبعتها مجازر عدة في بيت مري، صيدا حاصبيا وزحلة

وهذه الأحداث المؤسفة راح ضحيّتها 11 ألفاً من المسيحيّين ماتوا قتلاً و 4 آلاف هلكوا جوعاً، وتشرّد منهم مائة ألف !!
وكانت الخسارة في الأملاك أربعة ملايين جينه إسترليني ذهبي إلى جانب اعتناق قرى بأكملها للإسلام في الجليل الأعلى وصيدا وصور هربًا من الإبادة كما فتحت الأحداث باب الهجرة المسيحية من الشرق.(تاريخ الكنيسة في الشرق، مجموعة مؤلفين، المطبعة الكاثوليكية، غوساط 1998، ص.322 )
قدر المؤرخ جيمس لويس فارلي (ت. 1823)، أن الأضرار بلغت حوالي 326 قرية و-560 كنيسة و-28 مدرسة، و-42 دير و-9 مؤسسة دينية

ولكني سأتكلم عن دمشق فقط ونترك مذابح لبنان لمقال منفصل :

نظمت جماعات شبه عسكرية درزية ومسلمة المذابح بالتواطؤ من السلطات العسكرية العثمانية، استمرت ثلاثة أيام (9-11 تموز)،[1] قتل خلالها 25,000 مسيحي بما في ذلك بعض أفراد البعثات الأجنبية بها كالقنصل الأمريكي والهولندي(2) تم في هذه الفترة حرق الكنائس والمدارس التبشيرية.
بدأت مجزرة العام 1860، في دمشق، في اليوم التاسع من شهر تموز. يومها لجأ عدد كبير من المسيحيين إلى الكنيسة المريمية، بعدما سدّت دونهم منافذ الهرب، وكان بينهم مَن قدم من قرى حاصبيا وراشيا، حيث كانت المذبحة قد وقعت وأودت بحياة الكثيرين، وكذلك من قرى الغوطة الغربية والشرقية وجبل الشيخ.

وفي أحدى الروايات عن قس يُدعى " القديس يوسف الدمشقي" في الكنيسة المريمية (3) تقول : ثمّ في صباح اليوم التالي، الثلاثاء، العاشر من شهر تموز، حصلت على المريمية هجمة شرسة وأخذ المهاجمون بالسلب والنهب والقتل والحرق، فسقط العديدون شهداء، وتمكّن آخرون من الخروج إلى الأزقّة والطرقات. وكان من بين هؤلاء الخوري يوسف. كان متستّراً بعباءة وسار بضع مئات من الأمتار إلى أن وصل إلى الناحية المعروفة بمأذنة الشحم. هناك عرفه أحد المهاجمين وكان من العلماء، وقد سبق ليوسف أن أفحمه في جدال فأضمر له الشرّ. هذا لمّا وقع نظره عليه صاح بمَن كانوا معه: "هذا إمام النصارى. إذا قتلناه قتلنا معه كل النصارى!". وإذ صاح الرجل بهذا الكلام أدرك الخوري يوسف أنّ ساعته قد دنت، فأخرج لتوّه الذخيرة الإلهية من صدره وابتلعها. وإذا بالمهاجمين ينقضّون عليه بالفؤوس والرصاص وكأنّهم حطّابون حتى شوّهوه تشويهاً فظيعاً. ثمّ ربطوه من رجله وصاروا يطوفون به في الأزقّة والحارات مسحوباً على الأرض إلى أن هشّموه تهشيماً.

بالأضافة إلى الأخوة المسابكيون (عبد المعطي مسابكي، فرانسيس مسابكي، روفائيل مسابكي) تقول الكنيسة هم ثلاثة قديسين اخوة موارنة من دمشق(4) قُتلوا داخل كنيسة الفرانسيسكان في دمشق أثناء صلاتهم بواسطة مسلمين خلال أحداث فتنة العام 1860.(5) بالأضافة لثماني رهبان غيرهم لقوا مصرعهم داخل الكنيسة , قالوا لفرنسيس "أرسلنا الوالي لنخلّصكم ... شرط أن تُنكروا إيمانكم!". وجاء الجواب: "يستطيع الوالي أخذ المال، أمّا إيماني فلا يقدر أحد أن ينـزعه منّي!".

السبب ليس ديني فحسب بل كان " حقداً " على المسيحيين الدمشقيين فقبيل عام 1860م كانت دمشق تشكل مركزاً صناعياً كبيراً ومهماً وبالأخص في صناعة الحرير والأقمشة والمنسوجات وهذه النهضة الصناعية كانت تتطور وتواكب آخر التطورات التقنية الصناعية العالمية في ذلك الوقت، أي نظام الجاكار الميكانيكي الذي كان أول من أدخله إلى دمشق في خمسينات القرن التاسع عشر "آل بولاد" المشهورون بصناعة "حرير البولاديّة" وذلك بغية زيادة الإنتاج كماً ونوعاً . هذه النهضة الصناعية واكبها ازدهار تجاري واقتصادي كبير وتوسيع للأسواق ( تصدير الأقمشة الحريرية الدمشقية إلى القدس ومصر ودول مثل تركيا وإيران وحتى إلى أوروبا نفسها ) . وكانت مادة الحرير متوفرة وبأسعار زهيدة، وكان لقربها من المعامل والورشات أهمية اقتصادية بالغة، حيث كان ينعكس على رخص وجودة الإنتاج الدمشقي الذي اكتسب شهرة عالمية وزيادة في الطلب عليه، كما أن وجود مرفأ صيدا التجاري وقربه من دمشق أيضاً، كل هذا ساعد كثيراً على عملية الازدهار الاقتصادي لأبناء هذه المنطقة وعلى التوسع الصناعي والتجاري لدمشق .

وهُنا مربط الفرس، حيث أن هذه الصناعة وهذه النهضة الاقتصادية كانت بمعظمها بأيدٍ مسيحية دمشقية (6) ذلك أن نهضة العديد من الصناعات والفنون توارثتها عبر قرون العائلات المسيحية الدمشقية أباً عن جد، وكانت خبرتهم تنعكس إيجابياً على جودة ونوعية هذه المنسوجات مما جعل القاموس الفرنسي يتحدث عن دمشق كأول مدينة صناعية في الشرق بمنسوجاتها الحريرية التي كان الغرب دائم الطلب عليها. كذلك لابد من الإشارة إلى أن هذه الصناعة وخصوصاً الحريرية، كانت متمركزة في الحي المسيحي في مدينة دمشق وهو الحي الذي استهدفته حوادث 1860م بالذات .

ملاحظة :
المؤرخين المسلمين لم يذكروا هذه الحقائق كــ " أفتخار بالنهضة الدمشقية " بل كتبوها لكي يجدوا ذراعاً يستندوا به على إنّ المذبحة كانت عبارة عن " مؤامرة خارجية " لضرب أقتصاد المسيحيين السوريين الذي كان يُنافس الغرب !!

هذه الأحداث المؤسفة حصلت بدون مبرّر إذ إن المسيحيّين الدمشقيّين كانوا مسالمين وعزّل. وهوجمت الأحياء المسيحيّة نهار الاثنين 9 تموز، وبدأ النهب والحرق والتقتيل
يقول الارشمندريث اغناطيوس ديك
نورد هنا بعض الشهادات عن الأحداث:
في اليوم الذي أعلن فيه عقد الصلح في لبنان حدثت فتنة في دمشق... إذ ليس أشدّ تعصّباً من أهلها ...نهار الاثنين 9 تموز الساعة الثانية بعد الظهر هوجمت أولاً دار قنصل روسيا ثمّ أُضرمت النار في بيوت كبار تجّار المسيحيّين... إن الشوارع ممتلئة بالمتعصّبين وهم يصرخون دائماً اقتلوا المسيحيّين، أقدموا فقد سمح لنا بذبحهم، لا تبقوا على أحد" (7).

"قام بمذابح سوريّة أناسٌ أعماهم التعصّب والبغض، وشجّعهم على عملهم المجرم الحاكم التركي أحمد باشا، فهاجموا الحيّ المسيحي في 9 تموز 1860، فأحرقوه، وذبحوا، خلال بضعة أيام، الذكور الذين وقعوا بين أيديهم، وقد لعب اليهود في هذه الفتنة دوراً لئيماً، إذ كانوا يلقون الردم على المسيحيّين اللاجئين إلى الدهاليز والأوكار والآبار. إنّ ما استعمل من العنف، والوحشيّة، والأساليب الرهيبة، في هذه المذابح، قد حرّك في قلب عبد القادر الجزائري عاطفة الأخوّة الإنسانيّة النبيلة، فإنّ الأمير عبد القادر الجزائري قد أنقذ من الموت أكثر من ألف مسيحي، وحمى بعض أعيان دمشق عيالاً مسيحيّة .

"في رسالة جوابية من عبد القادر إلى بعض مستوضحيه من القرّية في لبنان عن حوادث الشام، بتاريخ 18 تموز 1860، التي نشرتها " نيويورك تايمز" يقول: "في رسالتكم بتاريخ 13 الجاري، تستوضحوني عما حدث لي مسيحيّي الشام، ففي 9 تموز ابتدأت الحرب على أثر معاقبة حاكم المدينة لبعض مسلمين تعدّوا على مسيحيّين. هجم هؤلاء المسلحون مدجّجين بالسلاح على بيوت المسيحيّين، فكانوا يقتلون ويحرقون وينهبون، وكان الجنود الأتراك يعاونونهم، متظاهرين بقصد تهدئة الثورة ويجارونهم بالقتل والنهب. حاول بعض المسلّحين المسنين إيقاف الحركة، لكن قوّاد الأتراك ... كانوا يدفعونهم بجنودهم ضدّ المسيحيّين التعساء. عند رؤيتي هذا، أسرعت لآخذ تحت حمايتي هؤلاء المساكين. مصطحباً معي جزائريّ فاستطعنا أن نخلّص رجالاً وأطفالاً ... نهار الأربعاء، بحجّة ملفّقة أنّ مسلمَين وجدا مقتولين، تجدّد القتال ... بيوت المسيحيّين تحوّلت رمادا ... الذين استطعت أن أجمعهم عندي من أوربيّين ومسيحيّين، أقدّم لهم كلّ ما يلزم ... أسأل الله أن يخلّص هؤلاء النصارى من هؤلاء البرابرة". إن بوجولات ناشر هذه الرسالة، يعلّق عليها أن عدد الضحايا قد بلغ ما بين ثمانية وعشرة آلاف".

ونشرت مجلّة المسرّة عام 1913 (ص 538 ...، 582 ...، 622 ...)، تحت عنوان "ما وقع لي في حادثة سنة 1860 "مغامرات راهب شاب مخلّصي اسمه مبارك تاه عدّة أيام في ضواحي دمشق هارباً من ملاحقيه ومتصدّياً لهم وقد عُرض عليه انتحال الإسلام ليسلم فقال لهم: "إنّ اعتناقي الإسلام لا يزيدكم ولا ينقصنا وأنا متمسّك بديني". وأخيراً التقى بجندي كردي ممتطياً فرساً فاستجار به وقد أنقذه الجندي من ملاحقيه ووجّهه إلى دار عبد القادر الجزائري وقال: "إنّ جماعتك مختبئون هنا عند أمير المغاربة وهو الأمير عبد القادر الجزائري الذي له كلّ الفضل بعد الله في سلامة العدد الوافر من المسيحيّين مما يخلّد له الذكر الجميل على صفحات القلوب". ويقول الراهب الشاب"أقمت سبعة أيام في القلعة وبعد ذلك أتى فؤاد باشا (وزير الخارجية) لقمع الثوّار. زار من في القلعة ولمّا صعد إلى مجتمع الإكليروس خاطبهم بلهجة المتأثّر قائلاً: "إنّ هذه المصيبة قد أصابني منها السهم الأحد. أمّا أنتم فالأمان لكم وكلّ ما تحتاجونه أقدّمه لكم ... وبقيت بعد ذلك في القلعة 25 يوماً كان يجري علينا في خلالها رزق من قبل الوزير لكل واحد تسعة أرغفة وسبع بارة كلّ يوم ... ثمّ إنّ القوم طلبوا إلى الوزير أن يرجع كلّ منهم إلى منزله ويتعهّد أشغاله. وإنّ كثيرين من المنكوبين استماحوا الذهاب إلى بيروت وطلبوا مراكب وحماية من الجيش وكان الموكب المسافر جمهوراً غفيراً لا يقلّ عن ثلاثة آلاف نسمة (8).


إنّ حالة المسيحيّين كانت في غاية التعاسة فالأوبئة الفتّاكة والمجاعة الغاشمة قضت على العديد منهم. كثيرات من النساء والفتيات سُبين أو بيع أولادهن كالعبيد لكنّ الجنود الفرنسيّين أبدوا روحاً نظامية وإنسانيّة مثلى وأشركوا المنكوبين في زادهم ورمّموا لهم بيوتهم وأخذت حكومتهم على عاتقها تربية يتاماهم.
وبينما أعيد النظر في النظام السياسي في لبنان لصيانة أمن المسيحيّين، ظلّ الوضع على حاله في المناطق الخاضعة مباشرة للسلطة العثمانية، وإذ تأخّرت التعويضات المقرّرة للمتضرّرين وتداركاً للأخطار التي كانت لا تزال تهدّد المنكوبين وجّه رؤساء الطوائف المسيحيّة في دمشق في 20 تشرين الثاني 1860 معروضاً إلى مندوبي الدول الأوربيّة لأجل أخذ التدابير الحاسمة: "نتشرف بأن نعرض أنّ النكبات التي نزلت بنا من جرّاء ذبح رجالنا وبعض نسائنا، وسفك الدماء بصورة فظيعة، لم يسبق لها مثيل في الأعصر الماضية، وإكراهنا على جحد ديننا، وهتك حرمة نسائنا، ونهب أموالنا، وحرق كنائسنا وأديارنا وبيوتنا، وقد عرفها الجميع ... لمّا كنّا أمسينا في حالة شؤم، ولم نزل محرومين راحتنا... وكان صراخ الأرامل والأيتام والايامى، ودم المذبوحين قد ملأ الأرض،
نرجوكم أن ترأفوا بعبيدكم بإنالتنا راحة تامة:
1- نطالب بدم أخواننا الذين ذبحوا بدون ذنب.
2- معاقبة الذين هتكوا حرمة نسائنا.
3- اعاضتنا جميع خسائرنا.
4- إعادة بناء كنائسنا وأديارنا.
5- ترميم بيوتنا.
6- ضمان راحتنا الآن وفي المستقبل، لأننا لا نأمن على أنفسنا وأموالنا ونسائنا وديانتنا وكنائسنا إلخ إذا لم يبق في البلاد قوّة مستمرة لحمايتنا. أرحمونا أرحمونا أرحمونا نستحلفكم بالله..."
التواقيع: رؤساء جميع الطوائف المسيحيّة الشرقيّون والغربيّون في دمشق (9).

التدخل الدولي في سوريا كان أولها أرسال قوات فرنسية للبنان :
دعت هذه الأحداث الدامية فرنسا للتدخل بعد أن تبين دعم القوات العثمانية للقوات الدرزية إما بدعم مباشر أو بنزع سلاح القوات المسيحية. أشارت فرنسا، بقيادة نابليون الثالث، إلى دورها التاريخي كحامية للمسيحيين في الإمبراطورية العثمانية بحسب أتفاقية بين الطرفين في 1523. (10) فوافق العثمانيون في 3 آب على إرسال قوة أوربية مؤلفة من 12,000 جندي لإعادة النظام.

في 5 أكتوبر 1860، اجتمعت لجنة دولية مؤلفة من فرنسا والمملكة المتحدة، والنمسا وبروسيا والإمبراطورية العثمانية للتحقيق في أسباب أحداث 1860 والتوصية بنظام إداري وقضائي جديد للبنان يحول دون تكرارها. اتفق أعضاء اللجنة أن تقسيم "إمارة لبنان" في 1842 بين الدروز والمسيحيين كانت السبب الرئيسي وراء المجازر. وبحسب ذلك تم تشكيل نظام جديد عام 1861 فصل لبنان عن سوريا ووحده على هيئة متصرفية تحت سيطرة حكم مسيحي يعين من قبل السلطان العثماني وبموافقة القوى الأوروبية، ويعاونه مجلس إداري مكون من ثني عشر عضوا من مختلف الطوائف الدينية في لبنان.

وعلى أثر التحقيقات وكشف المُدبرين للفتنة ، عيّن السلطان عبد المجيد الأول، فؤاد باشا حاكمًا على الشام مخولاً بصلاحيات استثنائية، لرأب الصدع الذي حصل في المجتمع ولتفادي أي تدخل أوروبي أكثر من ذلك، وقد قاد فؤاد باشا حملة اعتقالات بحق المتورطين بالمذابح ضد المسيحيين، فأعدم رميًا بالرصاص 111 شخصًا، وشنق 57 آخرين، وحكم بالأشغال الشاقة على 325 شخصًا ونفى 145؛ وكان بعض المحكومون من كبار موظفي الدولة في الشام، ما يدلّ على انعدام الرقابة على عمل الولايات والابتعاد عن سياسة الدولة العامة، والفساد في السلطات المحلية. (11)

قامت فرنسا بنشر قوة مؤلفة من 6,000 جندي لحماية النظام بحسب الأتفاق، تم الاتفاق على أن ترسل دول أخرى قوات إضافية حسب الحاجة. وبالرغم من إخماد العثمانيين للاضطرابات قبيل وصول هذه البعثة، فقد تمركز فيلق مشاة فرنسي في سوريا من آب 1860 إلى حزيران 1861. وصف المؤرخون هذا التواجد العسكري بكونها إحدى أول قوات حفظ سلام في التاريخ.


وللأهمية أو للرد على أدعائات بعض الشيوخ بقولهم لو كانت أبادة دينية لما تدخل " المسلم " عبد القادر الجزائري وأوقفها ( بالرغم إنه لم يوقفها ولكن كان له دور في حماية الكثير من المسيحين ) نقول لهم بأن الأمير الجزائري كان " ماسونياً " ...
لنقرأ معاً :

عبد القادر الجزائري (واسمه الكامل عبد القادر محي الدين الحسني الجزائري 1808_1883 ) أنتسابه للماسونية وانخراطه في عملها نورد النص بالفرنسية , كما ورد في المرجع.


-Dictionnaire Universel de la France-Maconnerie Hommes Illutsters
. Pays-Rits-Symboles Sous La De Daniel LiGOU Concption et realisation

DNIEL BERESENIAK ET MARIAN PSACHIN

C-COPYRIGGT 1974 BY EDITIONS DE NAVARRE ET EDITIONS DU PRISME- PRINTED IN FRANCE:

TOUS DROITS REPRODUCTION , DE TRADUCTION ,D, ADAPTATION ET, D;EXECUTION RESERVES PUUR TOUS PAYS.


اشترك في وضع مقالات هذه الموسوعة أكثر من مئة وثلاثين باحثا ماسونيا مشهود لهم بدراساتهم التجريدية وهي موسوعة ليست نادرة أو نافذة .

محفل هنري الرابع

ولد الامير عبد القادر الجزائري في مدينة مسكرة في الجزاير 1808 وتوفي في الشام عام 1883 بين الاعوام 1823 _1847 كان المناضل الاكثر شراسة للاحتلال الفرنسي للجزائر وادى هذا النضال بالحاكم الفرنسي الى عزله وهذا ما سبب له عداء نابليون الثاني وحجزه في فرنسا الى غاية 1852 عندما توجه الى تركيا ومن ثم الى الشام حيث ان تكليفه بماهم عام 1860 كان بداية انتمائه الى الماسونية .
في الاحداث الدامية التي وقعت في دمشق في تموز من العام 1860 بين المحمديين والمسيحيين , كلف عبد القادر بمهمات انقاذية ووضع تحت حمايته آلاف المسيحيين الذين لقوا الحماية تحت لواءه .
هذه البادرة قدرها نابيلون الثالث وقلد الامير وسام الشرف الفرنسي وارسلت من بعدها المحافل الماسونية كتابات شكر وتقدير له اهمها محفل هنري الرابع الذي اخذ المبادرة .

وفي 16 تشرين الاول 1860 اعترفت الماسونية في عة رسائل له بناحيته الانسانية والاخلاقية واقترحت عليه في هذه الرسائل ان يكون عضوا في الماسونية دون ان يكون عضوا مكرسا بعد , اذا ان النظام الماسوني يسمح بتكريس هكذا رجال عظماء دون ان يكونوا مكرسين وارسلت له ما يسمى بالجوهرة او الرمز المعدني عرفانا منها اليه ولم يكن وقتها في الجزائر الدولة المسلمة اكثر من ثلاثين مكرسا ماسونيا ).(12)


في تنقيبي بهذا التاريخ الدموي منذُ أن غزا المسلمين البلدان وحتى الأن لم أرى " عشرة سنين " مضت بدون مجازر يُندى لها الجبين !

وأحب أن أكرر مُلاحظتي : هذا فقط مرور على أهم المحطات في تلك المذابح والأبادات وليس مُفصلاً .



المراجع :


1- Lutsky، Vladimir Borisovich (1969). Modern History of the Arab Countries. Progress Publishers. Retrieved 2009-11-12.
http://www.marxists.org/subject/arab-world/lutsky/ch09.htm

2- Shaw, Ezel Kural. History of the Ottoman Empire and modern Turkey, Volume 2, Cambridge University Press, 1977
http://books.google.de/books?id=AIET_7ji7YAC&printsec=frontcover&hl=de#v=onepage&q&f=false

3- عن موقع عائلة الثالوث القدوس - القدّيس الشهيد يوسف الدمشقي (+1860 م)

4- BLESSED MASSABKI, Martyrs of Damascus (d. 1860 A.D.)
http://www.maronitearcheparchy.org.cy/cgibin/hweb?-A=5112&-V=maricons

5- The Three Massabki Brother Martyrs at Damascus
http://www.genealogy.com/users/m/a/s/Charles-E-Massabki/FILE/0004page.html


6- عن كتاب تاريخ الفنون والصناعات الدمشقية تأليف يوسف توفيق بولاد ترجمة وإعداد إلياس بولاد دمشق – مطابع ألف باء – الأديب – 2003م ., بالأضافة ل قاموس الصناعات الشامية للشيخ ظافر القاسمي

7- شهادة سيريل جراهام الإنكليزي وردت في أثناسيوس حاج، الرهبنة الباسيلية الشويرية ج2 ص 173

8- المسرّة 1913 ص 623

9- 1 أثناسيوس حاج الكتاب المذكور ص 182

10- France overseas: a study of modern imperialism By Herbert Ingram Priestley p.87
http://books.google.de/books?id=BOopmtvrsOAC&pg=PA87&redir_esc=y#v=onepage&q&f=false

11- من أوربان الثاني إلى جورج بوش الثاني، أمير الصوّا، دار الينابيع، دمشق 2004، ص. 112 البلاد العربية في القرن التاسع عشر.

12- كتاب الماسونية ديانة ام بدعة من صفحة 125 -129 المؤلف : اسكندر شاهين الكتاب طبع دار بيسان . بيروت . عام 1999



#جاسم_عبدالله_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- على حزب البعث أن ينحل قبل أن يحل سوريا كلها !
- مذابح عابدي الإله أكبر بحق الأقليات الدينية والعرقية في سوري ...
- النهضة العلمانية السورية ستبدأ الأحد القادم
- عصابة إسلاموية بعثية بوطية تكتب دستور جديد لسوريا ( الديموقر ...
- مذابح عابدي الإله أكبر بحق الأقليات الدينية والعرقية في سوري ...
- رسالة مفتوحة لنقيب المحامين وعضو لجنة صياغة الدستور الجديد ل ...
- مذابح عابدي الإله أكبر بحق الأقليات الدينية والعرقية في سوري ...
- محمد يتوعد لقريش فيتحدوه أن يُثبت وعوده فيفشل فأشهر سيفه على ...
- شبيح أم عرعوري ؟ ربما منحبكجي أو مندس !
- صكوك الغفران بين القس الخرفان ومحمد رسول العربان
- مقارنة بسيطة بين محمد ويسوع أهداء للزميل المجاهد طلعت خيري
- دراسة بسيطة حول الدين السياسي وخفاياه وتأثيره على الدين نفسه ...
- أتسخرون من ليبيا يامؤيدي حزب البعث النازي ؟
- سوريا الآرامية بين تخريف العربان وتدليس البعثان ( الجزء الأو ...
- طز بالأخوان المسلمين عموماً وب زهير سالم خصوصاً
- العالم يحتقن من جديد ويُقبل على حرب عالمية ثالثة , الإسلام و ...
- لما لا يعبد المسلمين أمرؤ القيس ؟
- خواطر علماني مقهور ( الجزء الثاني )
- خرافة قلب العروبة النابض !
- ماذا لو لم تُلغى المادة الثالثة من الدستور السوري ؟


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - جاسم عبدالله صالح - مذابح عابدي الإله أكبر بحق الأقليات الدينية والعرقية في سوريا عبر التاريخ الجزء الثالث (مذابح دمشق، تموز 1860 )