أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الشوك - صيحات مغترب














المزيد.....

صيحات مغترب


رضا الشوك

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 11:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كان الوطن ولا يزال يخضع للهدم ، تختفي أحياء وتحل محلها أخرى ، ومع الأيام يتبدل شكل الحياة ليأخذ نماذج وصور يسمونها عصرية بلغة اليوم ، وإذا حصل لك الحظ الألتقاء بالوافدين من الوطن ، يقولون لك : لو عدت الى مدينتك فلن تتعرف عليها ، كل شئ تغيّر فيها ، الناس ، البيوت ، الشوارع ، الأسواق وحتى الأشجار ، وبعد هذا الخراب تشردت القطط والكلاب وفرّت الطيور من أوكارها وأنقطع التزاور بين الناس . وبدافع بُعد البين تصورتُ ، كيف ستكون مدينتي ومحلتي التي رأيت فيها نور الحياة . وفي هذا التيه المديد المتواصل أصبحت دون إرادتي ، عابر سبيل مجهول الهوية ، أتخبط في الحيرة للحظات طويلة تشعرني بأن ذكرياتي عن وطني أصبحت من رواسب الماضي البعيد .
كان الحكام على أمتداد الزمن مشغولون في بحثهم عن الخلود . فهم يتميزون عن غيرهم بالبؤس الأخلاقي وأنعدام الوعي بأهمية الماضي وكل ما له علاقة بالتراث . إن هؤلاء خاضوا معركة الحاضر كغرباء أو أعداء لكل من سبقهم فتخلوا عن الماضي والحاضر والمستقبل.
إن ما يزيد من قلقي هو أني أصبحت أرى وبوضوح ، الأحقاد تنتشر بين الناس كالوباء الذي لا يميز بين الأجناس والأديان والمذاهب ، إنه وضع تمتزج فيه المرارة بالحزن ، وتنامي الشعور بالعداء القبيح بين الناس مصحوباً بالإحتقار الإجتماعي المنافي للأخلاق والقيّم النبيلة التي تُميّز شعب وادي الرافدين على أمتداد الأزمان .
إن ما يحصل في بلاد ما بين النهرين منذ سنين خلت ، يعطي الإنطباع أن مخططا إرهابيا صُمِم بإمعان ودقة متناهية مزودا بالمال والسلاح والمعلومات اللوجستية من جهات ومنظمات من داخل وخارج الحدود متخفية وراء شعارات ومواقف ، ظاهرها حق وباطنها باطل ، وهذه الفئات هي غريبة عن شعبنا أنها تعودت منظر الدم ، فأصبحت من القتلة المحترفين الخارجين عن القانون ، لأنها في الأساس تعرضت الى عملية سلب لأنسانيتهم ، فتخلوا عن القيم المنافية للطبيعة البشرية ، لقد لجأوا الى التخزين في أول الأمر ثم الى المقايضة وبعدها تحولوا الى القتل ، وهذه عملية فلسفية : تستوجب قتل كل شئ من أجل أي شئ .
أنني لا أثير نقطة ذات علاقة بالتركيب البشري ، علما أن هناك وحوشا تكتفي بمجرد أن تمتلئ بطونها. وهناك صور أكثر واقعية تلُح علي وتقول : إن بطون هؤلاء المصابون بالهلوسة كانت يوما ما بحجم الكرة الأرضية والآن تبدو وكأنها بحجم الكون ، لن يأكلوا الأرض فحسب بل سيأكلون القمر إذا تيسر لهم ذلك . وقد يجدون على سطح المريخ ذلك المكان النموذجي ، إما لإقامة تجاربهم النووية أو لزراعة الأفيون إشباعا لشراهتهم التي تفوق التصور البشري ، رغم كل ما نفعله رافعين أصواتنا عاليا بالإدانة والإستنكار لهذا النهج الإجرامي المنافي لما ورد في الكتب السماوية المقدسة والأعراف الإنسانية .
إن صيحات أبناء الرافدين بات يُسمع صداها في كل أرجاء المعمورة مُرددة : في بلاد الإرهاب ووعود المسؤولين يموت الأنسان جوعا ..!!! رغم أن البعض يلاحق الحياة وأوهامها لاهثا وراء اللحظات المضيئة التي تَصوَرها بريق أمل في بزوغ فجر جديد يُطل على أرض الرافدين ليعيد لها مجدها وهويتها التاريخية التي لا تزال خالدة في ذاكرة شعوب العالم .
معروف عن الإنسان أنه لا يتذمر من شئ إلا إذا كان واعيا لحقوقه ، فالعبد في عهد الرق لم يتذمر مهما قسى عليه سيده ، ولكنه حين أدرك أنه إنسان كغيره من الناس حتى أنفجر مطالبا بحقوقه وقد يُشعل ثورة عارمة ، كما فعل سبارتاكوس . فالوعي تجاه الظلم يثير الأنسان أكثر من مما يثيره الظلم نفسه .
من يتابع مسيرة شعب بلاد ما بين النهرين منذ فجر التاريخ الى تأسيس الدولة العراقية الحديثة ، يرى أن كل الذين أستغلوه وأذلوه ، أستقروا في النهاية في مزبلة التاريخ ، لم ينفعهم لا مالهم ولا سلطانهم . وعندما تلتحم الصفوف وتزول المناطق الرمادية عندها يمكن القول أن أولى بشائر النصر قد لاحت ليبقى العراق عزيزاً حراً على أرضه مهما أناخ عليه الزمن ، فهو لم ولن يكون لُقمة سائغة في أفواه أعدائه ما دام أبناؤه يرتوون من مياه دجلة والفرات . وقد صدق من قال " قد تصبح الأمنيات حقائق وهذا ليس مستحيلا " ....!!!



#رضا_الشوك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحلة مغترب
- تناقص الأوكسجين في الجو
- رياح التغيير في الوطن العربي
- هل الحكم الديمقراطي فيه منافع للناس
- حول مظاهرات - جمعة الغضب - في العراق
- ايام الغضب في الوطن العربي
- ثقافة الخوف
- الذهنية العربية
- الفن في حياة الناس .
- مقارنة بين العلم والفن
- من تاريخ الفكر البشري
- حول انتخابات مجالس المحافظات
- نهاية العالم
- مع قهوة الصباح لعام ٢٠٠٩
- مع قهوة الصباح
- العزل السياسي إجرء تعسفي معادي للديمقراطيه
- الديمقراطية في العالم العربي ورياح التغير .
- نشأة الكتابة العربية
- التصحر الســــياسـي
- العنف والاعنف


المزيد.....




- رئيس وزراء فرنسا: حكومتي قاضت طالبة اتهمت مديرها بإجبارها عل ...
- انتخاب جراح فلسطيني كرئيس لجامعة غلاسكو الا?سكتلندية
- بوتين يحذر حلفاء أوكرانيا الغربيين من توفير قواعد جوية في بل ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 13 ...
- رئيس جنوب إفريقيا يعزي بوتين في ضحايا اعتداء -كروكوس- الإرها ...
- مصر تعلن عن خطة جديدة في سيناء.. وإسرائيل تترقب
- رئيس الحكومة الفلسطينية المكلف محمد مصطفى يقدم تشكيلته الوزا ...
- عمّان.. تظاهرات حاشدة قرب سفارة إسرائيل
- شويغو يقلّد قائد قوات -المركز- أرفع وسام في روسيا (فيديو)
- بيل كلينتون وأوباما يشاركان في جمع التبرعات لحملة بايدن الان ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الشوك - صيحات مغترب