أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مختار قنديل - الاسلام دين ودنيا وليس دين ودولة















المزيد.....

الاسلام دين ودنيا وليس دين ودولة


محمد مختار قنديل

الحوار المتمدن-العدد: 3601 - 2012 / 1 / 8 - 10:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


" لم يكن محمد " ص " يهدف لإنشاء دولة " ..
عندما نمسك اقلامنا لنخط كتابا عن نشأة الاسلام السياسي فإننا بالضرورة سنعود بالتاريخ الي الوراء الي المقومات الاجتماعية والاخلاقية للامة الاسلامية في بدايات نشأتها والتي جعلت منها حضارة متقدمة وواسعة الانتشار .
فلا نعتقد ان الاسلام كحضارة جاءت بحد السيف أو بالعنف ولكن جاءت عن طريق تطبيق القيم الدينية المثلي التي جاءت في كتاب الله العزيز وهذا لم يكن فقط في الدين الاسلامي فقد جاءت اليهودية والمسيحية واضعة مثل هذه القيم في داخلها قيم تسعي للارتقاء بالبشرية ككل إلي ان جاء محمد " ص " وعمل علي تطبيق هذه القيم ونشرها في العالم كافة عن طريق الدعوة للحرية والعدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص والمساواة بين البشرية .
تمثل دعوة محمد " ص" أو يمثل الاسلام اشياء شبيه مما ندعو لها الان _ وان لم تك هي ذاتها _ وهي الديمقراطية والاشتراكية وكانت احدي هذه الوسائل التي تخدم علي الهدف الاسمي وهو الارتقاء بالبشرية هي البيعة التي تستدعي الاجماع بين عامة المسلمين علي تنصيب الامام ويرجع ذلك الي قول رسول الله " ص " " من مات وليس في عنقه بيعه فقد مات ميته الجاهلية " ، وقوله أيضا " " من بايع أماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع فإن جاء آخر ونازعه فاضربوا عنق الآخر " ، وقول أبو بكر " رضي " " الا أن محمد قد مات ، ولابد لهذا الدين ممن يقوم به " ، وأن كانت الآراء اختلفت حول الخلافة وهل هي من الاسلام فهناك الكثير ممن اقروها كنظام حكم في الإسلام والبعض قال لا ومن هؤلاء ابن حزم الظاهري وعلي عبدالرازق ولعل تلك النقطة قد حلها ابن خلدون في كتاباته بمحاولة البعد عن القول بكون الخلافة جزء من الاسلام ام لا ولكن ما يعنينا هنا هو كون الخلافة اصبحت نظام حكم في الإسلام .
ومن ناحية الواقع أن الناظر الي اجتهادات المسلمين في علم السياسية فقد يجد أنها اقل العلوم برع المسلمين فيها ويرجع هذا الي كون الدولة في الاسلام مزيج بين الشريعة الاسلامية واساليب حكم الامبراطوريات التي عاصرت الدولة الاسلامية في نشأتها في البداية ، فقد جمعت الدولة الاسلامية بين نقيضان وهما المركزية ومعها الشوري
ولكن النفس البشرية اعتادت الا تعتاد علي شيء فعملت علي الانحراف عن البيعة واستغلالها واستغلال الدين للوصول الي الاستبداد تحت ستاره مع الأخذ في الاعتبار تذكرهم لقيم الاسلام المثلي والعادلة ولكن برعوا في التلاعب بها والحديث عنها بطريقة تجعلنا نتقبلهم ونوافق علي ما يفعلونه دون الرجوع الي تفسير افعالهم واصبحت هذه البيعة وسيلة لوصولهم الي الحكم وتولي الخلافة .
ولكن يظل السؤال القائم من اين اتت النظرية السياسية في الاسلام ؟
اشرنا من قبل ان رسول الله ص لم يكن يهدف لإنشاء دولة اسلامية ولكن من اين اتت الدولة ومن اين جاء الاعتقاد بان الاسلام دين دولة ؟ هذا السؤال يفرض نفسه علينا ولكن نظن ان الكثير يرفضنا عندما نتساءل هل الاسلام دين ودولة ؟
بداية الامر قام محمد ص بالعديد من الحروب لا يمكن لنا ان نقول عليها سوي حروب دفاعيه صد قريش واليهود وان كان في بعض الاحيان قد اتجه الي البدأ بالحرب والهجوم ولكن هذا كان من واقع الدفاع فكما تعلمنا ان الهجوم هو خير وسيلة للدفاع فكل من قرأ في الدين الاسلامي وسماحته لا يستطيع ان يقول انه دين محرض علي العنف والقوة ولعل ما يمكن ان نحتج به علي ذلك هو قوله الله تعالي " لا اكراه في الدين " وقوله ايضا " وقاتلوا الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا ان الله لا يحب المعتدين " وتحمل الحرب في طياتها تنظيم وادارة وقيادة فلا بد من منظم ومدير وقائد وهذا بكل ما يحمله من مسئوليات قد حملها الرسول ص علي نفسه كما حمل علي نفسه مسئولية الدعوة ونشر دين الله ملتزما بما قاله الله تعالي وامر به من قواعد وسبل للمعاملات وسلوك التسامح مع الاخرين بل كان محمد ص يبحث عن روح العصر وعن مساعدة الاخر واكبر دليل علي ذلك ما فعله مع المهاجرين بإعطائهم ارض من بني النضير .
الامر الذي جعله يحكم فصيل كبير او امة دون قواعد ولا قانون وضعي دون اسس سابقة يحكم بروح ما قاله الله وما تحدث عنه الله سبحانه وتعالي من عدل ومساواة وحرية ومن هنا لعب الرسول ص دور المنظم وحاكم الامة وهذا ما فرض عليه ضرورة ترك نظام يحكم الجماعة في حالة رحيله الي الرفيق الأعلى ونظرا لما كان يقوم به من ادارة في الحروب وتنظيمها وتنظيم الحياة اعتقد البعض بكون الاسلام دين ودولة .
ومن هنا نجد رسول الله محمد في موضعين موضع الرسول المرسل لكافة البشرية وموضع القائد والزعيم السياسي ولعل هناك العديد من الادلة علي ذلك تتمثل في الشوري الاسلامية لرسول الله في امور الحكم والحروب مع اصحابه بعكس الامور الدينية التي كانت وحي منزل لا جدال فيه .
ولعلنا نذكر من هذه الامور التي تثبت صحة كلامنا _ الي حد ما _ ما حدث في بدر عندما كان الرسول ص مع اصحابه وكانوا بحاجة الي الماء فقال له " الحباب بن المنذر وكان عليما بالمكان " يا رسول الله أرأيت هذا المنزل ،أمنزلا انزلكه الله فليس لنا ان نتقدمه او نتأخر عنه ، ام هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فقال محمد : بل هو الرأي والحرب والمكيدة ، فقال يا رسول الله ان هذا ليس بمنزل فانهض بالقوم حتي نأتي ادني ماء من القوم فننزل ثم نغور ما وراءه من القلب ثم نبني عليه حوضا فنملاءه ماء ، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون ولم يلبث محمد حين رأي صواب ما اشار به صاحبه أنم قام ومن معه فاتبع رأيه ، معلنا الي القوم انه بشر مثلهم وان الرأي شوري بينهم وهو لمن حسنت شورته . "
حقا لا يمكن لا احد ان ينكر علي الاسلام وسماحته وعظمته كونه دين ولكن نستطيع ان ننكر عليه كونه دولة فالإسلام ان صح التعبير دين ودنيا فلو كان الاسلام دين ودول واتاح الله الشروي فلما كانت هذه الشوري في نظام ارتضاه الله ويريده لنا في الحكم فلو كان الاسلام يحتوي في طياته علي دولة فلما كانت المشوري في كل امور الحكم فلما لم ينزل الله قواعد وخطط سياسية تفدينا كما انزل قواعد وخطط دعوية ملزمة تفرض علينا اذا امنا بالقرآن تقبلها ؟!
فالمشورة في الاسلام في الامور الدنيوية بلغت كامل ذروتها فلم تكن هناك اسس حاكمة ، بل عمل رسول الله ص ان يضع تلك الاسس التي جاءت لإدارة الحياة آنذاك عن طريق مشاورة اصحابه والعمل في كثير من الاحيان بما جاءوا به من اراء فلو كان فرض او سنة مؤكده النظام الذي سار عليه الرسول ص وانه يندرج تحت قوله وما بنطق عن الهوي " فلما لم يأتي كحديث يتقبله الصحابي دون رأي ودون عمل بما قالوه ووضعوه من اراء ؟
وهل تغير في بعض الاوقات سياسة الرسول تجاه امر سياسي ما ؟
لا يستطيع احد ان يجزم بانه لم يحدث فكان لكل شيء وقته ولكل حرب اسلوبها وطريقتها ،فالسياسة بطبعها شيء متغير يتغير طبقا للظروف .
فقد كان محمد رسول الله يهدف بالأساس الي نشر الدعوة التي بلغها الله له في البشرية كافة وللعالمين كافة ولو كان يهدف الي انشاء دولة لوضع شكل لنظام واسس الحكم ولا يجوز لاحد ان يحيد عنها شعره ولا يجوز ان نغير من اسلوب اتيان الصحابة لو كانت هناك اسس ثابته فالخلافة وان كانت قائمة علي اساس دعوي بالأساس فإن الخليفة كان بالأساس له وظيفتين وظيفة دينية تتمثل في حماية العقيدة ونشرها ووظيفة زمنية تتمثل في ادارة الحياة السياسة ولعل هذا ظهر بوضوح في اختلاف الادارات بين الصحابة وان كانت جميعها تقع تحت مظلة الخلافة

وللحديث باقية في الجزء الثاني
محمد مختار قنديل



#محمد_مختار_قنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقدمة كتاب سبع ليالي سلف علي لقهوة - محمد مختار قنديل -
- اذا انتصر النبي ضاعت نبوته
- كلام في الهواء وماذا يعد ؟
- نشأة وتعريف العلمانية
- العلمانية من متناول المفكرين العرب المعاصرين
- مصر منطقة عسكرية ممنوع الاقتراب أوالتثوير
- أحزاب ولكن .. - 1 - الوفد -
- محددات السياسة الخارجية : بالتطبيق علي الولايات المتحدة الام ...
- عرض مقالة بعنوان : محددات السياسية الامريكية في الوطن العربي ...
- الكلمة المظلومة
- انتبه : الديمقراطية حرام شرعا وتسبب الوفاة
- الديمقراطية بين الاسلام والمسيحية


المزيد.....




- أحدها ملطخ بدماء.. خيول عسكرية تعدو طليقة بدون فرسان في وسط ...
- -أمل جديد- لعلاج آثار التعرض للصدمات النفسية في الصغر
- شويغو يزور قاعدة فضائية ويعلن عزم موسكو إجراء 3 عمليات إطلاق ...
- الولايات المتحدة تدعو العراق إلى حماية القوات الأمريكية بعد ...
- ملك مصر السابق يعود لقصره في الإسكندرية!
- إعلام عبري: استقالة هاليفا قد تؤدي إلى استقالة رئيس الأركان ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة تبارك السرقة وتدو ...
- دعم عسكري أمريكي لأوكرانيا وإسرائيل.. تأجيج للحروب في العالم ...
- لم شمل 33 طفلا مع عائلاتهم في روسيا وأوكرانيا بوساطة قطرية
- الجيش الإسرائيلي ينشر مقطع فيديو يوثق غارات عنيفة على جنوب ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد مختار قنديل - الاسلام دين ودنيا وليس دين ودولة