أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بهاءالدين نوري - عاصفة الثورة تجتاح العالم العربي - الحلقة الرابعة-















المزيد.....



عاصفة الثورة تجتاح العالم العربي - الحلقة الرابعة-


بهاءالدين نوري

الحوار المتمدن-العدد: 3600 - 2012 / 1 / 7 - 17:12
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


الثورات الشبابية الديمقراطية في بلدان العالم العربي مستمرة منذ قرابة السنة، وهي متباينة، من حيث نجاحاتها أو إخفاقاتها، من بلد لآخر، ومتواصلة في ظروف بالغة التعقيد. وأكبر المعوقات أمامها كان ولايزال التركة الثقيلة، اقتصادياً و سياسياًوثقافيا، التي حلفتها العهود السابقة من النواحي السياسة- الاجتماعية- الاقتصادية الثقافية- العسكرية.فالمجتمعات العربية دخلت مرحلة التطور الرأسمالي من ابوابها الخلفية وحكمت من لدن أنظمة متخلفة متمسكة بالكثير من القيم و التقاليد الإقطاعية والقبلية السابقة، فتكونت انظمة نصف رأسمالية ونصف قبلية- إقطاعية. وقد حرصت الدول الاستعمارية الغربية على تشجيع ورعاية هذه الظاهرة في البلدان العربية طوال عقود متعاقبة وحتى إنهيار الاتحاد السوفيتي، الذي كان نهاية ولو مؤقتاً للصراع بين القوتين العظميين وتعزيزاً لدور الولايات المتحدة الأمريكية في العالم. فغدا من مصلحة الدول الكبرى كلها، ومن مصلحة الشعوب العربية نفسها، وبلأخص الفئات الشبابية منها، أن يتغير الوضع إلى مايشبه الوضع في البلدان الاوربية من حيث اشاعة الحرية والديمقراطية وإنهاء الدكتاتورية الفردية والاستبداد السائد الشبيه بماكان في القرون الوسطى.
قبل الحرب العالمية الثانية، وبالأخص بعدها، علقت الشعوب العربية آمالها على انظمة الحكم العربية، التي أقيمت على أنقاض الانظمة الكولونيالية، أملة ان تحقق لها التقدم والرفاه المعيشي والحريات والحقوق الديمقراطية. وناضلت طويلاً وقدمت تضحيات جسيمة في سبيل هذه الاهداف المشروعة لكن الحكام العرب خيبوا آمالها وسلطوا على رقابها سوط الارهاب والاضطهاد ومارسوا سياسية التجويع والافساد السياسي- الأخلاقي، بدلاً من تحقيق تطلعاتها. في إعقاب ذلك فقدت هذه الشعوب الثقة بحكامها ويئست من أن يحققوا لها ماترنو إليه وآخذت تبحث عن منقذين آخرين. فهل وجدت " المنقذ الجديد"؟
على اثر انتصار الاتحاد السوفيتي على النظام الفاشي – الهتلري في الحرب الثانية والانتعاش الواسع للحركة التقدمية اليسارية وللأحزاب الشيوعية المؤيدة للاتحاد السوفيتي توجهت جماهير واسعة في هذه البلدان نحو النظام السوفيتي والحركات اليسارية المؤيدة له بأمل أن نجد فيها" المنقذ" المنشود. واستمر ذلك لسنوات دون أن يؤدي إلى نجاح يذكر في منطقة الشرق الاوسط بوجه خاص. وزاد الطين بلة عندما بدأت التجربة السوفيتية تراوح مكانها، بل تترنح وترجع إلى الوراء في ظروف التشبث بالنهج الستاليني المتخلف بعد أن أحبط الستالنيون بقيادة بريجنيف محاولات خروشوف في الخمسينات ثم محاولات كربجوف في وقت لاحق للإصلاح.. فيما تخبطت الأحزاب الشيوعية في معظم البلدان وأخذت تضعف بخطوات متسارعة ، خاصة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. وانتهى كل ذلك إلى أن تفقد هذه الشعوب كل أمل في إن تجد " منقذها" المنتظر في الحركات الشيوعية واليسارية. ما العمل إذن؟ أين هو " المنقذ"؟ البرجوازية البيروقراطية، ممثلة بزعمائها ورموزها المرتبطين بالاستعمار، قد وضعت على المحك وجربت على كراسي الحكم، والشيوعية جربت في شخص النظام السوفيتي الفاضل ولم يبق في الساحة السياسية من تتوجه إليه الانظار لعله يكون"المنقذ المنشود" سوى الإسلام السياسي، الذي وعد الناس بالجنة لا في الآخرة وحدها، بل كذلك في هذه الدنيا.
من هنا نجد التفسير لظاهرة نمو الحركات الإسلامية بشتى تياراتها خلال العقود الأخيرة من السنين. ورغم ان الكثير من المفاهيم والشعارات التي اطلقتها هذه الحركة بين الجماهير، كانت غير منتظمة وغير منسجمة مع المستوى المتقدم لتطور العلم و التكنيك والحضارة الحديثة فإن الكثير من أبناء الشعوب الإسلامية، وهي تقطن عموماً البلدان المتخلفة، تقبلوا هذه الشعارات والمفاهيم وتعاطفوا مع المنظمات الإسلامية، خصوصاً بسبب تعرض هذه المنظمات للقمع و الملاحقات المستمرة من لدن الأنظمة الرجعية كنظام الشاه في إيران ومبارك في مصر و بنعلي في تونس وغيرهم من المستبدين. وقد تعاطف الكثيرون مع الإسلاميين على قاعدة( عدو عدوي صديقي) .
وهكذا بدأ الإسلام السياسي ينمو ويشتد باسه، رغم أنه لم يمثل يوماً التطلعات والطموحات الحقيقية لشعوبها، بل كان الوجه الآخر لعملة الأنظمة الرجعية نفسها، وكان ولايزال يعبر عن طموح فئة من حملة الثقافة القديمة التي انتشرت قبل قرون في المدارس الدينية، حين لم يكن الفصل بين الدين و الدولة موضع البحث بأيّ شكل من الأشكال، بل كان شيئاً مقبولاً وظاهرة طبيعية في المجتمع، على عكس ماحدث في ظروف التطور الحضاري الحديث.
وإذا كان البعض من المثقفين يسعون إلى نيل السلطة وراء شعارات" الحرية" و" الديمقراطية" و " المساواة" و" دولة القانون" و" صناديق الاقتراع" .. ، وهؤلاء يشكلون المعسكر السياسي العلماني، فإن البعض الآخر من حملة العقلية الثقافية القديمة الموروثة من عهود الامويين والعباسيين يسعون إلى نيل السلطة وراء الشعارات والمفاهيم الدينية المقتطفة من الكتب والأدبيات القديمة، وهؤلاء يشكلون معسكرالإسلام السياسي. والمآخذ الأساسي على منهج الإسلام السياسي بشتى تياراته وتنظيماته هو أنه يتجاهل فارق الظروف بين الحاضر الجديد والماضي السحيق وينظر إلى الأمر اليوم بمنظار ما قبل قرون، دون أن يدرك بأن الحياة البشرية- الاجتماعية لم ولن تحفظ داخل مجمدة كي تبقى على ما كانت عليه قبل قرون.
وقد تصرف الكهنة المسيحيون في البلدان الأوروبية على نفس المنوال في الماضي، لكن المعلم الأكبر- واعني الحياة- قد علمهم على أن يتكيفوا مع الظروف المستجدة.
ومن البديهي ان الإسلام السياسي لم يكن قادراً على تحقيق هذا النمو والنجاحات الكبيرة لولا البيئة الاجتماعية المتخلفة التي انبثق نفسه منها. غير ان تنامي الحركة الإسلامية لم يأت فقط من التخلف الاجتماعي الموجود، بل كذلك من الدعم المادي و المعنوي الواسع، الذي قدمته دول كبيرة أو ثرية- الادارة الامريكية وحليفاتها الخليجية، التي دعمت الجماعات الإسلامية، وبالأخص منظمة طالبان وتنظيم القاعدة بزعامة بنلادن في سني الحرب ضد النظام الأفغاني وضد القوات السوفيتية التي تدخلت لصالح ذلك النظام لقد ساعدت وعززت الإدارة الأمريكية في تلك الحقبة، وبالتعاون الوثيق مع الحكومتين الباكستانية والسعودية، المنظمات الإسلامية المسلحة، وبالأخص حركة طالبان التي مثلت التيار الأكثر تطرفاً من تلك المنظمات، ودعمت وأرسلت بنلادن واعوانه من العربية السعودية إلى افغانستان، وهي كانت النسخة العربية من حركة طالبان، دون أن تنتبه واشنطن إلى أنها ستقع في البئر التي تحفرها لغيره، إلى أن وجدت نفسها، بعد سقوط النظام السوفيتي، إزاء مشكلة جدية كبرى، مشكلة الإسلام السياسي المتطرف الذي كان احد اعماله تجاه من قدموا له المساعدات السخية من المال والسلاح تنفيذ جريمة الحادي عشر من ايلول 2001 في نيويورك.
لم تكن الثورة الإيرانية في 1979 من صنع الحركة الإسلامية في إيران، بل كانت ثورة شعبية عارمة لجماهير الشعوب الإيرانية، وفي مقدمتها جماهير طهران، ضد نظام الشاه الذي آثار سخط الناس عبر عشرات السنين. ولم يكن التيار الاسلامي الجعفري أكثر من إحدى الجماعات المشاركة في الانتفاضة . ولكن الخلاف والفرقة بين المنظمات والقوى الليبرالية والديمقراطية الفعالة في الشارع ساعدت الحركة الإسلامية على استغلال نقاط الضعف لدى الآخرين وتعزيز مواقعها هي خلال السنة الأولى من الثورة، مستفيدة من شعبية الخميني كرمز لتلك الحركة، كي تستولي لوحدها على مقاليد الحكم وتنفرد به. بتعبير آخر فإن الحركة الإسلامية الجعفرية سرقت ثمار الثورة العظيمة التي صنعتها الجماهير بشتى اطيافها وقومياتها ومذاهبها.
وحدث الشيء نفه في 2011 ، اي بعد 30 عاماً من ثورة ايران، في تونس ومصر و ليبيا ويحتمل اان يحدث في اليمين و سوريا..الخ، فيما يسمى الربيع العربي، حيث قامت الشبيبة المستقلة بالثورة، بعيداً عن اي صلة بالأحزاب السياسية، وقدمت تضحيات هائلة وآلاف الشهداء ممن لم ينتموا يوماً إلى اي حزب، لكن الحركات الإسلامية في هذه البلدان هي التي قطفت الثمار لنفسها. كان من الطبيعي تماماً ان تكون الحركة الإسلامية ذات حضور ملموس في الشارع وفي صناديق الانتخابات وان تحصل على 15% أو 25% .. ولكن من غير الطبيعي ان تحصل في بلد ذي تأريخ حضاري عريق ويعج بعشرات الوف المثقفين كمصر على ثلثي أصوات الناخبين. كانت هذه مفاجأة غير منتظرة لدى المراقبين السياسيين في مصر نفسها- في المرحلة الأولى من الانتخابات- في حين أن أصحاب الثورة الحقيقية من الشباب لم يحصلوا في الانتخابات على نتائج تذكر. فبماذا يمكن تفسير هذه الظاهرة؟ لماذا أحرز الإسلام السياسي هذا الانتصار الكبير؟
لاشك في ان الساسة والكتاب يقدمون على هذا السؤال إجابات مختلفة. والموضوع يحتمل النقاش الكثير. وإذا كان لي أن أجيب في تفسير هذه الظاهرة فأنني اعزي السبب إلى مايلي:
1- لم يكن للشبان الثائرين تنظيم ولا قيادة توجه خطواتهم ولاتجارب سياسية سابقة في الكفاح الجماهيري، بل انطلقوا في الشوارع بصورة عفوية وجمعت بينهم الرغبة والإرادة في التغيير، دون ان يمكن لهم إيجاد تنظيم أو قيادة بتلك العجالة. كان بالمستطاع ملء هذا الفراغ فيما لو وجد حزب يحظى بثقتهم وثقة غالبيتهم، لكن مثل هذا الحزب لم يكن موجوداً، والمحاولات التي جرت تلقائياً لملء الفراغ لم تجد كثيراً. فالتنسيقيات كانت اضعف من أن توفر التنظيم المطلوب، وتعزز الوحدة وتبعد العنعنات و الصراعات. هذا في وقت كانت الاحزاب العلمانية الموجودة ( كحزب الوفد و التجمع و الناصريين..الخ) ضعيفة من حيث نفوذها الشعبي وحجم مشاركتها في الثورة، في حين كانت حركة الإخوان المسلمين اقوى تنظيم سياسي وصاحبة تجربة سياية تمتد إلى عشرات السنين المنصرمة، إلى عشرينات القرن الماضي حيث أسس حسن البنا هذه الحركة.
2- ان الثورة الشبابية، التي اندلعت في تونس ومصر و ليبيا.. الخ. لم تفلح في تحقيق النصر المتوج بالاستيلاء على السلطة، بل استطاعت إقصاء اكبر رموز الأنظمة السابقة وفرض وضع جديد مغاير لعهود بنعلي ومبارك و القذافي ، ولكن مع بقاء زمام الحكم في أيدي رجالات العهود السابقة أمثال رئيس الوزراء ورئيس البرلمان و رئيس أركان الجيش، الذين عينهم بنعلي نفسه سابقاً. وعندما استقال رئيس الوزراء الغنوشي في تونس فإن الحاكمين لم يجدوا من يعينونه بديلاً سوى وزير من وزراء عهد بورقيبة! وقد سقط مبارك واقرب المقربين إليه، ولكن السلطة بقيت في ايدي وزيرالدفاع الذي عينه مبارك مع كبار الضباط الذين عينهم طنطاوي نفسه. وبعد استقالة عصام شرف لم يجد طنطاوي شخصاً جديراً بكرسي رئيس الوزراء في مصر سوى كمال الجنزوري الذي كان في الماضي رئيس الوزراء في نظام مبارك! الا يدل كل ذلك على أن الثورة الشبابية في تونس ومصر لم تحقق، ولم يكن بمقدورها ان تحقق، نصراً مؤزراً، بل فرضت حلولا وسطية بقي فيها الكثير من نفوذ ومواقع النظام السابق ؟ انا لا استهين بالانتصارات التي حققتها ثورة الشباب في تونس ومصر و لا اقلل من أهمية دور الجيش في كلا البلدين لدعم الثورة والشباب، ولكن ما اسبقته حقيقة يجب أن تدرك وتفسر بها الأحداث الأخيرة. فالمشير طنطاوي تخلى فعلاً – وهو مشكور- عن رئيسه مبارك لكنه لم يتخل وليس من السهل ان يتخلى عن افكاره المتجانسة مع افكار مبارك وعقليته، و- بعد رحيل مبارك- مع أفكار الفئات التي تشبه مبارك من حيث تفكيره واسلوب عمله سواء بين الإسلاميين أم العلمانيين.
ويختلف الوضع في ليبيا من حيث تطور الاحداث إذ تحققت الانتصارات عبر صراع مسلح عنيف وطويل تكونت خلاله قيادة سياسة مقبولة من الجماهير، ممثلة في شخص مصطفى عبدالجليل والمجلس الانتقالي المؤقت، وكان ذلك من أهم نقاط القوة في الثورة، وحظي الثوار بدعم جوي فعال من حلف الناتو، الأمر الذي ساعدهم على الحسم تحت قيادة عبدالجليل العلمانية المعتدلة. لكن المشاكل لما تنته في لبيبا، إذ ان الحركة الإسلامية ، التي ساهمت في الثورة المسلحة،لم تنس استغلال كل ما يمكن استغلاله لتقوية مواقعها السياسية والعسكرية الخاصة المقرونة بطموح السيطرة على الحكم بعد إسقاط القذافي.وقد سمع الجميع التهديد العلني المنشور في وسائل الأعلام، الذي وجهه المسؤول العسكري لحركة الإخوان المسلمين في طرابلس منذرا بأنه سيسقط الحكومة إذا لم يشرك مملثو حركته بالقدر المطلوب. وان دلّ ذلك على شيء فإنما يدل على ان الاسلاميين يفكرون هناك في استخدام السلاح للوثوب إلى السلطة وان الثورة الليبية لم تزل أمام مصاعب جدية قبل ان تفلح في ترسيخ الانتصار ببناء نظام مدني ديمقراطي . وقد تشكل بقايا مؤيدي حكم القذافي، الذين فقدوا امتيازاتهم، إضافة إلى الوضع القبلي في البلاد، بعضاً من مصادر التهديد اللاحق لكن هذا التهديد لن يكون جدياً إذا لم يتمكن الإسلاميون من توظيفها في صالحهم .
ان الاهتمام الجدي اليوم بتشكيل جيش وطني ليبي قادر على حماية مكتسبات الثورة ومصالح الشعب والوطن و جهود المخلصين في بناء نظام مدني ديمقراطي حضاري، أمر بالغ الأهمية ولكن من الضروري ايلاء الاهتمام على نفس المستوى الى الأمور السياسية والإدارية والمعاشية للناس. ويتراءى لي أن من المناسب الآن ان يشكل عبدالجليل، بالتعاون مع الموثوقين المقربين منه، حزباً سياسياً ديمقراطياً يهيء نفسه من الآن للانتخابات النيابية اللاحقة. وقد تساعد شعبية عبدالجليل على لف الغالبية حول حزبه وإحراز النجاح في الانتخابات البرلمانية القادمة.. أنني لا أقدم هذه الفكرة كمسعى وراء الكسب الشخصي للرجل المناضل الذي قدر له أن يكون على رأس ثورة شعبية تكللت بالنصر في لبيبا، بل سعياً لجمع الجماهير في هذا الحزب ولتذليل الصعوبات التي سيحاول البعض خلقها أمام التحول الديمقراطي بصورة سهلة و مقبولة- أي لنيل الهدف الرئيسي الذي ثارت من اجله ليبيا، نيل نظام مدني ديمقراطي حضاري.
3- ان الحركة الاسلامية، وبالأخص جناح الإخوان المسلمين، أسندت منذ أعوام وحتى يومنا هذا بدعم مالي ومعنوي وإعلامي كبير من لدن دول خليجية ومؤسسات اقتصادية ومن حكومة طهران، بعكس الشباب الثائر والحركات العلمانية الديمقراطية في العالم العربي عامة، التي حوربت ولاتزال تحارب من قبل الأنظمة العربية و غير العربية. وإذا كان بعض الدول والمؤسسات تقدم الدعم بشكل سري وغير مباشر إلى الحركات الإسلامية فإن دولة قطر كشفت عن وقوفها إلى جانب الإخوان المسلمين ودعمها المتنوع لهم و تدخلها في الشؤون الداخلية لبعض البلدان العربية لصالح هؤلاء وخاصة في بعض الدول مثل ليبيا، حيث وصلت القضية حد التصريحات العلنية و الشكاوي المريرة من تصرفات تلك الدويلة البترولية الغنية البعيدة كل البعد عن الديمقراطية داخل بلدها.
ان أمير قطر نفسه منحاز إلى الإخوان المسلمين على صعيد جميع البلدان الإسلامية عدا دولته، أو بني وطنه من القطريين . فالقيادة العامة لحركة الإخوان المسلمين ، المسماة (هيأة علماء المسلمين في العالم) والتي يتزعمها الشيخ يوسف القرضاوي والدكتور علي القرداغي المقيمين في قطر، ومن معهما من قادة الاخوان المسلمين، يمارسون نشاطهم السياسي هناك تحت رعاية الأمير ودعمه المادي والمعنوي. وفي ظروف الثورات العربية الاخيرة تزايدت وتيرة هذا الدعم وانتقلت إلى اشكال مكشوفة، كما لاحظ الكثيرون في تطورات الثورة الليبية.
ومن ابرز أشكال الدعم القطري لحركة الإخوان كان ما قامت وتقوم به فضائية الجزيرة- وهي أنشط وابرز الفضائيات العربية، التي ساندت بقوة الثورات الشبابية العربية، وهي مملوكة بالطبع لأمير قطرومؤتمرة بأمره. وقد استبدل مديرها مؤخراً بشخص من العائلة الاميرية بهدف جعلها أكثر خضوعاً وحماساً في دعم الأسلاميين. ويرى المتتبعون لبرامج هذه الفضائية واقع ان حصة الإخوان المسلمين هي الأكبر دوماً من حيث اللقاءات والمقابلات والدعاية عامة. وهذا ما يبعث على الأسف ويستحق اللوم العنيف.
هناك نقطة اخرى لايجوز تجاهلها بصدد نتائج المرحلة الاولى من الانتخابات المصرية، وهي أن النسبة المعلنة لاتعكس واقع المجتمع المصري. فالإسلاميون حصلوا على ثلثي أصوات الناخبين ممن ادلوا باصواتهم وليس من مجموع الذين يحق لهم التصويت. ويعرف الجميع بأن المشاركين في الانتخابات المصرية كانوا، حسب البيانات الرسمية، فقط 52% أي حوالي نصف الناخبين. فالإسلاميون حصلوا على 65% من هذه النسبة . وأظن ان جميع منتسبي الإخوان المسلمين والسلفيين توجهوا إلى صناديق الاقتراع، بعكس الجمهور المؤيد للعلمانيين في المجتمع، الذين أصيبوا بخيبة الامل المريرة إزاء التوجهات الخاطئة لرئيس المجلس العسكري وصحبه ممن رفضوا طلاق النظام السابق ورفضوا الاستجابة لمطالب الثوار وأقاموا مذابح بين المتظاهرين قبيل موعد الانتخابات، الأمر الذي برد حماس شباب الثورة والكثيرين من مؤيديهم وأوجد لديهم التصور بألاّ جدوى في المشاركة في مثل هذه الانتخابات . أي قرروا في صمت مقاطعة الانتخابات !! ولو شارك المصريون بنسبة عالية، أي حوالي 80% ، كما شارك التونسيون ، لكانت نسبة النجاحات للإسلاميين اقل مما هو الآن، أي مقاربة لنسبة الإسلاميين في تونس حيث لم تتجاوز 40% من المقاعد.
وأياً كان الأمر فإن الإسلام السياسي في مصر فاز بنسبة عالية وربما فأجأ حتى أمثال الطنطاوي. لكن الإسلاميين الفائزين يتألفون من فريقين متباينين في الاتجاه. فالفريق السلفي، وهو الأصغر، لايزال متشدداً ورافضاً للديمقراطية، في حين أن تغيرات نوعية قد طرأت على الفريق الآخر و الأكبر- الإخوان المسلمين- الذين أدركوا اخيراً أن الاوان قد فات للتمسك بالنصوص والأحكام الدينية القديمة والاّ مفر من القبول بالتجديد في سلوك وسياسة الحركات الإسلامية، كما فعلت الحركات المسيحية في أوروبا في الماضي وقد كان لحركة الاخوان المسلمين في تركيا، ولجيل ما بعد نجم الدين أربكان، شرف المبادرة إلى هذا التغيير الذي جعل من هؤلاء الإسلاميين اقرب إلى تفهم روح العصر والحضارة الحديثة. ان اردوغان قدم نموذجاً جديداً للاسلام السياسي لم يعرفه تأريخ الحركات الإسلامية سابقا. ولأن الظروف قد نضجت لهذا التغيير فإن منظمات الاخوان المسلمين في البلدان العربية بدأت تتبع خطى حزب العدالة و التنمية الأردوغاني من ناحيتي الشكل و المحتوى معاً. وهذه ظاهرة ايجابية تشير إلى ان الحياة نفسها أرغمت هذا التيار الإسلامي على التخلي عن النهج العقائدي المنغلق السابق والانفتاح على القوى السياسية العلمانية وتقبل التعاون مع الآخرين من غيرالإسلاميين في اقامة الحكومات الائتلافية كما حدث في تونس والمغرب. عندما تكون الانتخابات حرة و نزيهة وتفوز فيها المنظمات الإسلامية، وهي منفتحة ومؤكدة على تمسكها بالديمقراطية والتعددية ومبدأ تداول السلطة، فإن من غير المنطقي ان يرفض العلمانيون والديمقراطيون دعوات الإسلاميين للتعاون و الائتلاف. لكن المسألة تختلف عندما يعلن السلفيون( كما أعلن رئيسهم في مصر) انهم متمسكون بتطبيق الشريعة الإسلامية في المجتمع. أي مصرون على رفض التعددية والدولة المدنية و تداول السلطة.
وحتى بالنسبة إلى الإسلاميين المتفتحين في البلدان العربية فإن من الطبيعي ان ننتظر حتى نراهم في التطبيق، لنرى ما إذا كانوا يجمعون بين الأقوال والافعال. وما إذا كانوا قد انتقلوا فعلاً إلى معسكر القوى الملتزمة بالديمقراطية وبمبدأ تداول السلطة ام يظلون- كما كانوا سابقا- ضمن قوى الردة، اي الوجه الآخر لعملة الحكام الرجعيين الذين سقطوا في مصر و تونس و ليبيا.
ومهما كان الامر فإن هذه مرحلة جديدة لم يمكن تلافيها في تطور المجتمعات الشرق أوسطية، وربما بعض المجتمعات الإسلامية الاخرى ايضاً. فالجماهير جربت الحكام السابقين على دست الحكم خلال سنوات طويلة، ويئست منهم، ولم تجرب الديمقراطيين اليساريين والشيوعيين على كراسي الحكم داخل بلدانها ولكنها رأت سقوط النظام السوفيتي بعد سبعين عاماً من قيامه. واعتبرت ذلك بمثابة تجربة لهم.. و سمعت الكثير، والكثير من وعود و دعايات الإسلاميين دون ان تجربهم على كراسي الحكم في بلدانها. وهي لاتعول كثيراً على تجربة الحكم الإسلامي الفاشل في ايران بعد(32) سنة من إقامته. لم تهتم كثيراً بحقيقة ان الإسلام السياسي قدم تجربة فاشلة في طهران إذ أخفق في تحقيق الديمقراطية والتعددية، وأصر على أسلوب احتكار السلطة واضطر على التشبث بأساليب الكبت و الارهاب لكي يستمر في الحكم. ان تجربة اردوغان تختلف حتى الآن عن التجربة الإيرانية. لكن من السابق لأوانه أن نتنبأ الآن بما سترسو عليه تجربة الإسلاميين الفائزين في انتخابات ثلاثة بلدان عربية والمحتمل فوزهم في بلدان أخرى.
ويتراءى لي ان تجربة الحكم بالنسبة للإسلاميين لن تكون في صالحهم لأنهم لن ينجحوا في تحقيق ماوعدوا به الناس. ولأنهم يحملون ذات العقلية القومية المتخلفة التي حملها الحكام اللااسلاميون في مصر وتونس والمغرب و ليبيا واليمن.. الخ طوال الفترة المنصرمة. وقد يكون ماحدث في هذه الانتخابات ذروة شعبيتهم، وستقل نسبة الأصوات التي سوف يحصلون عليها في الدورات الانتخابية اللاحقة، طبعاً مع الفارق من بلد لآخر حيث تتباين الخصائص السياسية و الاقتصادية والتاريخية، فالجماهير الشعبية ستتعلم من تجربتها الخاصة في تونس و المغرب ومصر و تتعرف على حقيقة الأحزاب التي صوتت لممثليها، وستظل التجربة احسن برهان كما يقول المثل الشعبي.
هناك مسألة اخرى حرية بأن تبحث هنا، ونحن بصدد ظاهرة النجاحات الأخيرة للاسلام السياسي في بعض البلدان العربية، واقصد مسألة تواجد شكل من الأشكال الإسلام السياسي في الحكم داخل بلدان عربية خليجية منذ عقود وحتى الآن ولنأخذ المملكة العربية السعودية، وهي أكبر الدول الخليجية نفوساً ونفوذاً وثراءاً، ونقارن بين نظام الحكم فيها وبين النظام الإسلامي في إيران ، فماذا نجد؟
1- نجد ان في طهران حاكما فوق الدستور و القوانين أطلقوا عليه اسم" المرشد الاعلى" في نظام" ولاية الفقية" وهو يشبه إلى حد الملك الذي كان يحكم قبل قرون، كما نجد في العربية السعودية حاكماً يمارس صلاحيات " المرشد الأعلى" ويمسك بين يديه بجميع السلطات في تلك البلاد، دون ان يكون هناك ما يقيد سلطانه.
2- نجد في كلا البلدين- السعودية و ايران- غياب الديمقراطية والتعددية السياسية وتشبث الحاكمين بنهج احتكار السلطة و اعتماد أساليب القمع و الملاحقات تجاه قوى المعارضة. ومن المفارقات الغريبة ان بعض الأمراء والملوك الخليجيين يساندون الثورات الديمقراطية العربية في بلدان أخرى ولكنهم لايمنحون شيئاً من الحرية والديمقراطية لشعوبهم- كما يفعل أمير قطر مثلاً.
3- تمارس السلطات الحاكمة في كلا البلدين أساليب القرون الوسطى أزاء المواطنين من قبيل قطع الأيدي و ضرب الجلدات وحتى قطع الرقاب- وهذه تصدر من رجال يحكمون بالشريعة الإسلامية ووفق احكامها.
4- أعطي نفوذ واسع في كلا البلدين لرجال الدين وذوي العمائم من مناصري النظام الاسلامي ومناصري الخلط بين الدين وبين الدولة.
5- ونجد تشابه المواقف بين النظامين في النظر إلى المرأة و التعامل معها، ففي كلا البلدين يفرض الحجاب عنوة في ظروف غياب قانون معاصر ومدني للأحوال الشخصية. وفي عصر مشاركة النساء في النشاطات السياسية و الصناعية و التجارية و تسلم العديد من النساء مناصب رئاسة السلطة و الوزارات و المراكز المتباينة الهامة في العديد من الدول الشرقية و الغربية، لاتزال المملكة السعودية تمنع النساء حتى من سياقة السيارة!! فهل نخطىء حين نقول ان لونا من الإسلام السياسي هو الحاكم في السعودية وفي البلدان الخليجية، مع بعض الاختلاف بين بلد وآخر؟ وهل لايدل ذلك على ان الأنظمة الخليجية مصدر رئيسي لدعم الحركات الإسلامية في البلدان العربية و غير العربية؟ والسبب الرئيسي وراء هذا الدعم ليس سوى تخوف الحكام الخليجيين من الديمقراطية، التي تهدد عروشهم بالسقوط، وليعلموا بأن الثورات الشبابية في طريقها إليهم والمسألة هي مسألة الوقت وحسب.
*******
ان عاصفة الثورة لن تهدأ ولن تقتصر على الأقطار التي هبت فيها، بل ستستمر ولن تنتهي إلاّ بتغيير الوضع في جميع هذه الأقطار مع فارق الزمن بين بلد وآخروالتغيير في هذه المرحلة معناه استكمال الثورة الديمقراطية واقامة مجتمعات عربية شبيهة بالمجتمعات الأوروبية من حيث نظام الحكم وتمتع الناس بالحقوق والحريات الديمقراطية،ان التطور سيتحقق بخطوات تدريجة، ويشمل جميع البلدان، ولن تسلم بلدان الخليج النفطية، التي يزعم الملوك والأمراء فيها بأن الثراء وتوزيع بعض المبالغ على المواطنين يقنع الناس إلى الأبد بالتزام الصمت والتسبيح بحمد الحكام المستبدين.
ومن الواضح ان الطريق إلى انتصار الثورة الديمقراطية في هذه البلدان قد يمّر في بعض الاقطار عبر انتصار الإسلام السياسي و تزعمه الحكومات الائتلافية، أو انفراد البعض من الإسلاميين بالحكم. لكن ذلك لايدعو إلى الخوف والقلق ولايسمح للإسلاميين بإعاقة تطور وتقدم الثورة. فالإسلام السياسي، الذي يحاول عرقلة التطور، سوف يتحطم فيما تتابع الثورة مسيرتها إلى امام. والحاكم العاقل هو من يتفهم الوضع ويساير الثوار ويرضخ لإرادتهم ولمنطق التاريخ.
- يتبع وسنتناول وضع اليمن وسوريــــا، إذا سمح لي الوضع الصحي.
بهاء الدين نوري
العراق 12/12/ 2011
ملحوظة من كاتب المقال:
- بعد انقضاء 48 ساعة على نشر هذا المقال في موقع (الحوار المتمدن) يسمح بإعادة نشره حيثما يريد القاريء.



#بهاءالدين_نوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عاصفة الثورة تجتاح العالم العربي- الحلقة الثالثة
- المالكي وعلاوي عرقلا تطور العملية السياسية
- عاصفة الثورة تجتاح العالم العربي - الحلقة الثانية -
- رسالة مفتوحة من سياسي كردي عراقي إلى رئيس الحكومة التركية رج ...
- ثورة 14 تموز 1958 كما يراها سياسي معاصر لها
- السبيل إلى إنجاح العملية السياسية لنقل العراق إلى وضع ديمقرا ...
- سيناريوهات مختلفة لحل النزاع العربي – الإسرائيلي (عرض وتحليل ...
- سيناريوهات مختلفة لحل النزاع العربي – الإسرائيلي (عرض وتحليل ...
- سيناريوهات مختلفة لحل النزاع العربي – الإسرائيلي (عرض وتحليل ...
- هل يؤدي سقوط الأنظمة الدكتاتورية في الشرق الأوسط إلى تقوية ا ...
- التوءم الثاني في طريقه ‬للحاق بأخيه صدام حسين
- تقييم حيادي للوضع في اقليم كردستان -3
- تقييم حيادي للوضع في اقليم كردستان -2
- تقييم حيادي للوضع في اقليم كردستان -1
- ماذا رأيت في سوريا؟ -2
- ماذا رأيت في سوريا؟ -1
- عاصفة الثورة تجتاح العالم العربي
- مقابلة مع الأستاذ بهاءالدين نوري
- دعوة لمناصرة المناضل (بهاءالدين نوري)
- هل اصبح العراق ساحة حرب اهلية


المزيد.....




- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟
- مقترح برلماني لإحياء فرنسا ذكرى مجزرة المتظاهرين الجزائريين ...
- بوتين: الصراع الحالي بين روسيا وأوكرانيا سببه تجاهل مصالح رو ...
- بلجيكا تدعو المتظاهرين الأتراك والأكراد إلى الهدوء
- المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي: مع الجماهير ضد قرارا ...
- بيان تضامن مع نقابة العاملين بأندية قناة السويس
- السيسي يدشن تنصيبه الثالث بقرار رفع أسعار الوقود


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - بهاءالدين نوري - عاصفة الثورة تجتاح العالم العربي - الحلقة الرابعة-