توقفوا عن ابادة شعبنا

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 3599 - 2012 / 1 / 6 - 13:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

الى متى يبقى شعبنا العراقي مظلوم مستباح الدم والكرامة ؟؟؟...فمنذ سنوات وهو يتعرض للابادة الجماعية المبرمجة والمنظمة والعالم يتفرج على ذلك دون ان يحرك ساكنا وكأن المشاعر والاحاسيس قد تجمدت وشلت بل ماتت ..الابرياء من شبابنا ونساءنا واطفالنا ومن كل الفئات والاعمار وبدون تمييز بين مسيحي أومسلم او كردي أوعربي او سني او شيعي وبالذات الفقراء منهم ويوميا يقتلون وبدم بارد...عدد الارامل والثكالى واليتامى يتزايد بالالاف ولانسمع من قادتنا الشرفاء العظام الكرام غير الادانة والاستنكاروالاتفاق على التهدأة فيما بينهم ...وأما عندما يقتل امريكي او بريطاني ...او حتى حقير تافه من عنصري و متعصبي اسرائيل تقوم الدنيا ولاتقعد بدءأ باوباما ولاتنتهي عند علي الدباغ ..فهل العراقي درجة ادنى وبلا قيمة ؟؟؟او ليس هو من بني البشر ؟؟ كلنا نتذكر المرحومة الكلبة (لايكا الروسية) فقد اقام الامريكان والغرب الديمقراطي الدنيا ولم يقعدوها لان الروس الكلبة للفضاء الخارجي بصاروخ وتسببوا في موتها (كبحوث وتجارب علمية) .. هل حياة الكلبة لايكا عند السيد الامريكي او البريطاني اثمن من حياة الانسان العراقي ..؟؟؟
الاسلحة التي استخدموها في الابادة :-
لقد استخدموا كل انواع الاسلحة المحرمة والغير محرمة ... العلنية والسرية في قتل العراقيين ..من اليورانيوم المنضب ..والكيمياوي والبايولوجي ,,, الى الانتحارين ..والسيارات المفخخة والعبوات الناسفة ..والمسدسات الكاتمة ...حتى الشنق بالحبال وقطع الرؤوس بالسكاكين ..ولم يكتفوا بذلك ..استخدموا التسميم بكل انواع السموم وابسطها الكلور المستخدم في تعقيم المياه مثلا او الطعام الفاسد والمسرطن..او المياه الملوثة .. او القتل عن طريق التعذيب ورمي الجثث بالانهار والمبازل والمجاري وفي المزابل و القمامة ...
اليس قطع الكهرباء يعتبر من اسلحة الدمار الشامل ؟؟..و الان لامجال لشرح ذلك لانه يطول .. رمي مخلفات المجاري (وبدون معالجة ) بالانهار ..اليس هذا سلاح قاتل ..المخدرات وحبوب الهلوسة ..انتشار الايدز ...الفقر ..واكرر..الفقر اذا صاحبه الجهل والمرض والذل والفساد المالي والاداري وانعدام الخدمات الطبية كما قتلوا الاطباء والعلماء والقضاة لاجبارهم على ترك العراق...اليس كل هذا من اسلحة الدمار الشامل والتي تؤدي الى عشرات الالوف من القتلى والمعوقين .تعطيل الزراعة والصناعة على بساطتها ..افساد القيم والاخلاق ..كل هذا يحدث للعراقيين ...ونجد الرئيس اوباما مع البريطاني وقزم فرنسا يتباكون ..وسلطانهم العثماني الجديد وعميلهم القطري وفقيههم السعودي وامامهم الايراني يزعقون ..وعلى حرية المواطن السوري يتأمرون.. بان كيمون الاممي .. ونبيل العربي ..يتفرجون على أبادة الشعب العراقي ولا يحركون ساكنا ؟؟؟ ن لم يضحكون ...
من وراء عملية القتل والابادة ؟؟؟
الكل مشاركة في التحالف الشرير على ابادة هذا الشعب المسكين .. انا اتساءل لم هذا الحقد او الكراهية ؟؟؟ ومن الجميع .. شعبنا طيب وبسيط ولم يؤذي احدا ..فلم التكالب والاجماع على قتله ؟؟؟ كلنا نعلم اول المجرمين هي ادارة الولايات المتحدة وقيادتها الراسمالية الطامعة بثروات الشعوب وهي رأس البلاء ويليها الافعى الصهيوني .. وبريطانيا عجوز الاستعمار الشمطاء والعاهرة فرنسا
ومن دول الاسلام (الحنيف ) ولاول مرة في التاريخ يتفق الاتراك والايرانين على ضرورة ابادة العراقيين .. اما قتلة العرب العوائل الحاكمة في السعودية والكويت وقطر والاردن .. فجرائمهم بحق العراق غنية عن التعريف ... حاصروه ...سرقوه .. دمروا خربوا ..اباحوا كل محرم ..واستحلوا كل محرم ..مادام اسمه عراقيا ..الله اكبر عليهم ..
كل ما عددت اعلاه من القتلة والمجرمين الذين شاركوا في قتل شعبنا ومثل ما يكول العراقيون (امرهم سهل وهين ومكدور عليهم ) ولكن المصيبة تتركز في القاتل العراقي (واللي يحمل الجنسية العراقية) ومن اهل البيت ..هنا تسكب العبرات وتتصاعد الاهات وتكمن الكارثة والمصيبات وتنزف الجراحات ...بالامس سال الدم بغزارة في مدينة الثورة والكاظمية وذي قار ولم تكن هذه اول المجازر ولن تكون الاخيرة...يضاف اليها .. صغائر الجرائم من قتل مفرد هنا وهناك و(أحسبوها على مستوى القطر) والتي تعتبر مقبلات وزلاطة عند القتلة والعصابات المجرمة .. الا تتفقون معي ؟؟؟...ان مايجري في العراق من جرائم يتحمل مسؤوليته ...القادة والساسة الكبار ورؤساء الكتل والاحزاب ( ولا ابرأ او استثني احدا منهم ) ؟؟؟.. من الطالباني والبرزاني والمالكي والنجيفي والهاشمي والمطلك والحكيم والصدر ومن يتبعهم ومن والاهم .. فهم اما .. يعرفون القتلة ويسكتون عنهم .. واما هم متواطئون ومحرضون ... واما ضعفاء جبناء مترددون يخافون على كراسيهم وامتيازاتهم ولا يلاحقون القتلة.. ولكن الجميع يشاركون ادبيا واخلاقيا بذبح شعبنا .. بصيغة او باخرى ...
اما الفعلة والقتلة المنفذون فهؤلاء عبارة عن أدوات وجهلة اغبياء وأجراء حقراء يقتلون مقابل ثمن مدفوع نقدا بالدولاروالدينار او الريال و التومان ويستلمونها من كبار الساسة والقادة المعروفين وغير المعروفين والذين يقودون العملية السياسية حاليا... فكلهم وللاسف عملاء ووكلاء لدول الجوار او للاجنبي .. فهم من يقبض وهم من يسخر ويستأجر ويدفع للقتلة .. والشعب البريء يدفع الثمن دما ودموع ..
لنعترف وبصراحة ...من منا يستطيع الوصول الى وزارة الداخلية كمثل ليفجرها او البرلمان ليفجره او توزيع 20 مفخخة في ان واحد وفي انحاء متفرقة في العاصمة بغداد ... فان لم يكن الارهابي والمجرم محمي ومحصن وتحت حماية ورعاية الاجهزة الرسمية وربما مندس في الاجهزة الامنية ... اما ان الاوان للحكومة ان تتحمل مسؤليتها لحماية المواطن الاعزل ؟؟؟.. ان طريقة قتل الابرياء للضغط على الخصوم السياسين طريقة حقيرة وجبانة ولا يتبعها الاحقير وجبان ... فمن يمتلك الشجاعة والقدرة ...ليذهب ويهاجم خصمه من الساسة والقادة مباشرة ..فما ذنب المواطن الفقير والعامل البسيط في المسطراو الطفل البريء لكي يقتل ؟؟؟
ولنأخذ مثلا هذا الاسبوع قتل اكثر من 150 عراقي بريء ..وهذا يعني انهم خلفوا اكثر من 150 ارملة وثكلى .. والمئات وربما الالاف من الايتام وتدمير المئات من مصادر عيش الفقراء ...ما ذنب كل هؤلاء ...؟؟؟ كل هذه الخسائر لكي تثبت الولايات المتحدة او تركيا او ايران او اسرائيل او السعودية او الكويت وغيرها من الدول انها موجودة على الساحة العراقية وباستطاعتها توجيه الضربات والقتل متى شاءت واينما شاءت...او لكي يبقى الطالباني او المالكي او النجيفي او الهاشمي او المطلك او مقتدى او الحكيم متسلطين على رقاب العراقيين بحجة انهم حرروا العراق بحراب الامريكان ( طز بالتحرير وبالحرامية وبالامريكان فالعراقي يريد الكرامة والامان )...اما ان الاوان ان يخجلوا من انفسهم ويخافون من ربهم ويستحوا من الناس ويضعوا حد لهذه الجرائم والانتهاكات التي تقع وتتكرر يوميا ؟؟؟
ما الحل وماهو العلاج ؟؟؟
الحل والعلاج لهذه المصيبة والمأساة هو ان ينتفض الشعب وطليعته المثقفة وطبقته الكادحة من العمال والفلاحين والفقراء وتتظافر جهود الخيرين والمخلصين (وبدون مزايدات ) على كنس كل من اتى به الاحتلال وسلم رقابنا اليهم رغما عن ارادتنا. ان لعنة الله والتاريخ وغضب الشعب لابد ان تحل بكل من لايراعي مصالح شعبه ..شبعنا وعود من السيد المالكي التي لم يحقق شيء منها .. وشبعنا منه كلام منمق ومصفط ... واناشد السيد نوري المالكي واقول له ان دواء العراقيين الحزم والشدة بشرط ضمان العدل والانصاف وبدون تمييز ان كان المجرم من حزب الدعوة او الاسلامي او الكردي او الصدري...ويجب عليه ان يضرب بيد من حديد كل مصادر ومنابع الارهاب ... بنفس عراقي خالص لاطائفي ولا عنصري وغير متحيزلاحد او جهة ..واقولها بصراحة ان بقي ضعيفا مترددا خائفا على منصبه وامتيازاته ..فمصير العراق التمزق والتقسيم والانهيار .. والذل والهوان ..فليتركها لغيره فليس من حقه تدمير الشعب لقد حاول وفشل كغيره... على شرط ان يختارالبديل قويا وامينا ..بغض النظر عن قوميته ..كردي او عربي ..او دينه ...مسلم او مسيحي .. او طائفته .. سني او شيعي .. المهم عراقي وطني مخلص ..فلانريد مؤتمرات واجتماعات ولقاءات وتنتهي بتفاهمات وتهدأات وتصريحات ..على حساب دماء الابرياء ..فبالامس اتفق المالكي والنجيفي ..على التهدأة ...هذا يعني انكم تعرفون من يفجر او يقتل .. تهدأون متى اعجبكم ..وتشعللوها متى تشاؤون ... ودم الابرياء يذهب هدر...واعلموا ان اية قطرة دم تسمح هي في ذمتكم واعناقكم ..شئتم او ابيتم ..اعترفتم او انكرتم ..
انا اوجه سؤال لكل من عنده ذرة من ضمير .. ما ذنبنا نحن واحبتنا لكي نقتل بلا مبرر ؟؟ وكيف ينام المسؤول رغدا وتغمض عيناه والابرياء والزوار يقتلون بلا ذنب ارتكبوه ؟؟؟ ما ذنب ابن عمي الشاب مثنى ان يفقد احد عينيه في تفجير الداخلية ؟؟
قبل الاحتلال و في زمن ماضي كان العراق مغلقا ..فلم لاتغلقوه بدلا من فتح الحدود على مصاريعها لكل من هب ودب وكل مجرم قاتل يدخل ويخرج على مزاجة ؟؟؟ في زمن ماضي لايمكن للمسافر ان يخرج العملة الصعبة او يدخلها كما يشاء و مسموح له 300 دولار فقط مثلا اما اليوم تدخل مليارات لقتل الناس وتخرج مليارات لشراء العقارات في الخارج... عشتم في بريطانيا وامريكا ..وانتم اعرف من غيركم ...هل يستطيع كائن من كان ان يدخل بدون علم وموافقات السلطات المسؤولة .. لم لا تفعلوا مثلهم ؟؟؟
العراقي اليوم يريد الكرامة والامان ولايريد حريتكم وديمقراطيتكم المصبوغة بالدم والدموع ...وتحت شعاراتكم الطائفية اللعينة .. ان سلوكيتكم هذه ومواقفكم تسيء للاسلام وطوائفكم لو كنتم تعلمون ..
ارحلوا جميعا وبسلام يرحمكم الله ...
اللهم احفظ العراق واهله ..اينما حلوا او ارتحلوا ...

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات