أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير خروب - الفكر الاسلامي والنظام الاقتصادي في صدر الدولة الاسلامية















المزيد.....

الفكر الاسلامي والنظام الاقتصادي في صدر الدولة الاسلامية


تيسير خروب
كاتب وباحث

(Taiseer Khroob)


الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:42
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


000بات من الثابت الآن ان الاسلام لم يكن فكره دينيه محضه وان ظهوره وتغلبه على مجتمع الجاهليه العربيه وانتشاره السريع بين الامم عن طريق الفتوحات الاسلاميه ايام الخلفاء الراشدين ودولة بني اميه ترجع الى الحماسه الدينيه او التعصب الديني عند المسلمين الاوائل0
000نحن نقر ونعترف بقدسية الدين الاسلامي كأعترافنا بقدسية الديانات السماويه السابقه للاسلام وبكل الانبياء والرسل والكتب السماويه لكن جوهر الحركه الاسلاميه كان اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا وان الرسول صلى الله عليه وسلم ادرك حقيقة الوضع الاقتصادي والاجتماعي في مكه عاصمة بلاد الحجاز في الجزيره العربيه وانطلق في دعوته من هذا الاساس بأعتماده على الله والقرآن000صحيح ان ظهور الحركه الاسلاميه كان دينيا الا ان الافراد والجماعات والقبائل العربيه وسكان مكه والمدينه والطائف اقبلوا عليه ودخلوا فيه لأسباب غير دينيه0 فالحركه الاسلاميه كانت وليدة وسط اجتماعي واقتصادي تكون في مكه بعد حوالي 500سنه من ميلاد عيسى المسيح عليه السلام حيث كانت مكه بلدة صغيره تعتبر محطة للقوافل التي كانت تمر بها قادمة من جنوب الجزيره العربيه تحمل بضائع الهند والصين الى سوريا وفلسطين ومصر وبالعكس فأصبحت بذلك مدينة تجاريه غنيه مزدحمه بالبضائع والتجار من اطراف الجزيره ومن مختلف المناطق في الشرق الادنى00بالاضافة الى اهمية موقع مكه الجغرافي الذي ميزها تجاريا فقد كانت مكه مركزا دينيا مهما التي اليه كل سنة الالوف من جميع اطراف العالم العربي لزيارة الكعبه المكرمه واقامة شعائر الحج لمدة 3 اشهر او للمتاجره في سوق عكاظ المشهور . فكان اذن موسم الحج الديني مرتبطا ارتباطا وثيقا بالحج التجاري . فكان اسياد مكة الاثرياء يستغلون ايام الحج وشعائره وسوق عكاظ ويستثمرونها لمنفعتهم الشخصيه ويستمدون من ثروتهم سلطانا بين العرب ونفوذا لزيادة قوتهم السياسيه والمعنويه المرتكزه على قوتهم الحاليه 00فكانت حياة اهل مكه متوقفه على التجاره فقط كون بلادهم غير ذي زرع كما وصفها القران الكريم وليس عرب الحجاز بالناس الذين يشتغلون بالصناعة والحرف فكان لا بد لهم من زيادة ثروتهم التجاريه بالمضاربه بالاموال والاشتغال بالربا الفاحش الذي حرمه الدين الجديد تحريما قطعيا لما فيه من الظلم والفساد والحاق الضرر والفقر المدقع بطبقه واسعه من المجتمع المكي مما ولد السخط واشعال نار الثوره والنهوض برفع الظلم والقهر عنهم ويخبرنا القران الكريم الكثير عن الربا والمرابين ولعنهم وترهيبهم بما سيلاقونه من العذاب عند يوم الحساب فولد هذا النظام الربوي الاسترقاق واستعبادهم واستثمار اتعابهم واجبار نسائهم على بيع اجسادهم لتسديد ديون رجالهن0
00هذه صوره واضحه ومصغره لحالة المجتمع المكي00صوره ملؤها الياس والسخط دفعت اشخاصها الى التذمر والاحتجاج واحيانا الى الثوره 0 فكان لا بد من وجود شخص في هذا الظرف تتوفر فيه القوه واللطف وبعد النظر وطيبة القلب وحسن الاخلاق ومعرفة طبيعة الناس وحسن السياسه ولديه الاستعداد التام للتضحيه بمصالحه الشخصيه بل روحه العزيزه في سبيل المصلحه العامه من اجل تحقيق العداله الاجتماعيه والمساواه التي توصل اليها اخيرا متسلحا بالكتاب السماوي( القران) فولدت دولة الاسلام التي اوجدت القوانين والشرائع التي تنظم حياة المجتمع الجديد وتضع القوانين الاقتصاديه التي تكفل العيش الكريم لمعظم سكان الجزيره العربيه اولا والبلدان التي فتحت بحد السيف00 لكننا نلاحظ ان تجار مكه واثرياؤها وقفوا بوجه النبي صلى الله عليه وسلم بقوه ليس خوفا وحرصا على دين آبائهم واجدادهم القديم بل لان الدعوه الاسلاميه باتت تهدد تجارتهم ومصالحهم وساوت بينهم وبين عبيدهم00فاصبح السيد والعبد في صف واحد دون تمييز وهذا امر لم يالفه العرب من قبل فأسلموا صاغرين غير مقتنعين00!!
لكننا نلاحظ ان الدعوه الاسلاميه لم تضع القوانين العامه لحل مشكلة الفقر في المجتمع الاسلامي من جذورها وان تحقق العداله الاجتماعيه لجميع المسلمين00او تضع القوانين الصارمه لمحاسبة مرتكبي الاخطاء والجرائم بحق الخليفة او الوالي المسلم المستبد00فقد ابقت على الرق واستعباد الانسان لاخيه الانسان وبيعه وشراءه كأنه سلعة في السوق وفرضت الزكاه كفريضة عباده لكنها لم تكن حلا لمشكله اقتصاديه عامه لانها تركت لتقدير الفرد نفسه عند افصاحه عن حجم المال الذي لديه وبالتالي بدفعه ضريبه عنه باسم الزكاه فوجد من يملك المال ولا يدفع ما عليه من زكاه0
وما حروب الرده المشهوره في التاريخ الاسلامي ايام خلافة ابي بكر الصديق الا دليلا على امتناع طائفة كبيره من المسلمين عن دفع الزكاه لانهم كانوا غير مقتنعين بها كفرض اساسي لاعتناقهم الاسلام00!!!
كما ان مشكلة الاراضي التي استولى عليها المسملين في حروبهم وفتوحاتهم لم تضع لها الدوله القوانين التي تحفظ بها حقوق العامه بل نراها اصبحت ملكا خاصا لاشخاص يتصرفون بها كيفما شاؤا واصبح هناك افرادا يملكون مزارع واراضي في قرى كامله حتى ان جباية الضرائب على الاراضي والحرف والصناعات كانت تجبى بطريقه استغلاليه مجحفه00وكان اول ضحيه لهذا الجور في الضريبه على الحرفيين الخليفه الراشدي الثاني عمر بن الخطاب على يد ابي لؤلؤه الفارسي والذي كان يعمل حدادا وسمع بين المسلمين انه كان يتوعد الخليفه بالقتل بسبب الضريبه على حرفته والتي كان يعتقد انها جائرة بحقه0
وفي الدوله الامويه كان الخليفة يصدر الى الوالي من ولاته في أي بلد ان يرسل قدرا معلوما محددا من الاموال الى خزينة الدوله بغض النظر عن سير الاحوال في هذا البلد حيث كان الوالي يضطهد الرعيه في جمع الضريبه مع الزياده حتى تتبقى له هذه الزياده لتزداد ثروته ويزيد بالمقابل عدد الجياع 00!
ومن ممارسات الدوله الاسلاميه ما حدث ايام دولة بني اميه في معاملة الذين اسلموا حديثا حيث كانت تأخذ منهم ضريبة الجزيه بحجة انهم اسلموا لتسقط عنهم هذه الضريبه مثلما حدث في المغرب العربي حيث كلفت الدوله الاسلاميه ما يعادل مجموع ما خسرته في فتوحاتها الخارجيه عامة نتيجة سياسة بني اميه القاسيه في فتحها للمغرب العربي وفرض الضرائب عليهم حيث كانوا يثورو على الدوله الاسلاميه حين تواتيهم الفرصه
وهذا منافي لتعاليم الدين الاسلامي فينقل الينا التاريخ الاسلامي عن قيام الثورات والخروج على الدوله لانها اهملت احوال العامه واعتبرتهم استثمارا يجب تحقيق الربح من المتاجرة بهم0



#تيسير_خروب (هاشتاغ)       Taiseer_Khroob#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطغيان والشرق العربي
- قرآءه في فكر طه حسين
- الهويه اللبنانيه عبر التاريخ
- فلسطين في الاعلام العربي
- تركيا العلمانيه المسلمه والاتحاد الاوروبي
- الولايات المتحده الامريكيه وقانون مناهظة الشيوعيه
- عروبة المقاومه الفلسطينيه والتصدي لاسرائيل
- فلسطين والدوله الثمانيه
- امريكا دركي النظام العالمي الجديد
- القياده الفلسطينيه.. ومسؤولية اسرائيل لحل مشكلة السلام بين ا ...
- وحدة الشعب الفلسطيني
- الاتحاد السوفييتي .....والعالم العربي
- مشكلة العرب
- حواء...والتفاحه


المزيد.....




- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - تيسير خروب - الفكر الاسلامي والنظام الاقتصادي في صدر الدولة الاسلامية