أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاطع جواد - صفحات رمادية من الذاكرة..(مصير)..9















المزيد.....

صفحات رمادية من الذاكرة..(مصير)..9


كاطع جواد

الحوار المتمدن-العدد: 3598 - 2012 / 1 / 5 - 12:03
المحور: سيرة ذاتية
    


بعد مغادرتي لمدينة السليمانيه ووصولي عصراً الى بغدادتوجهت مباشرةً الى بيت عمي في مدينة الحرية.. كنتُ مشتاقاً جدا لرؤية بغداد بعد التغرب عنها مدةً طويلة والذي دام أكثر من سنة ونصف ..كان العراقيون في بداية السبعينات القرن الماضي لم يعتادوا الهجرةعن مدنهم والتغرب كما هو الحال في الوقت الحاضر ,أضافةً الى صغر سني وقلة تجربتي وكذلك تربيتي الريفية مما جعلني أشعرُ بالآم الغربة رغم أني اخترتُ هذا الغربة بنفسي ورحلة العذاب تلك هذه ,كوني كنت أحسُ بنوع من الفخر والزهو بالرغم من ألمها ومرارتها ذلك بسبب حبي و ممارستي للعمل (الثوري ),وكأني سأفتح أبواب الجنة للعراقين , هكذا كانت أحاسيسي وقتها..وكأني أنا المسؤول عن مستقبل وسعادة العراقين وذلك عندما اقوم بتحقيق السعادة لهم بواسطة نضالي السياسي (الكفاح المسلح) لأنها كانت الأنشودة الجميلة التي نتغنا بها ..هكذا كان يبدوا لي العمل السياسي في القيادة المركزية في ذلك الوقت ..أضافةً الا( الديْن) الذي في عنقي بأكمال المسيرة التي أستشهدوا في سبيلها الرفاق الذين سبقونا في طريق النضال والكفاح المسلح,فقد كان التراجع عن القضية التي آمنا بها هي الخيانة بعينها لدم أولئك الرفاق..كانت مهمتي تلك التي أخترتها وحضرت الى بغداد من أجلها ,هي البحث عن العناصر النظيفة (التي لم يتم أعتقالها من قبل الأمن)وربطهم بالعمل السياسي مرةً أخرى ,كنت قدأخترت مع نفسي الشخص المناسب والذي قد يساعدني في هذا المجال ...كان ذلك الرفيق هو(صبري طعمه) , كان صبري هذا يعمل مدرساَ لمادة التربية الفنية في الناصرية وكان من المنظمين في تشكيلتنا الحزبية قبل مغادرته الى بغداد قبل عام من الضربة التي وجهت لتنظيمنا في الناصريه ,فقد نجى من الأعتقال بسبب كون الآخرين قدأعتبروه منقطعاً عن العمل الحزبي وربما يكونوا قد نسوه ولم يذكره أحد خلال التحقيق مع من الذين أنهاروا للاسف تحت التعذيب...أستعطتُ الوصول الى صبري عن طريق أحد أقاربه, وعندما عرضتُ عليه الأمروقتها لم يجبني بالرفضاو القبول في بادئ الأمر اذ قال :دعني افكر ,ثم أخذنا نتحدث عن الرفاق المعتقلين في قصر النهاية وعن التعذيب الذي يمارس ضدهم النظام هناك وأن هناك أحتمال بأن يفرج عن قسم منهم ,وأموراً أُخرى لا أتذكرها تخص الأساليب الأجرامية الأمنية بحق المناضلين من رفاقنا وغيرهم من قبل المجرم ناظم كزار وزبانيته في قصر النهاية و التي كان يدير عمليات التعذيب المجرم ناظم كزاربنفسه كما تتسرب الأخبار..بتُ تلك الليلة في بيت (صبري) وقبل مغادرتي صبحاَ أخبرني أنه لا يستطيع العمل في الوقت الحاضر كما أن اغلب الرفاق المتواجدين بالناصرية لم يسلم منهم أحد من الأعتقال وأن العمل الحزبي محفوفاَ بالمخاطر لأن الأمن كان يراقبهم جميعا ويخشى على نفسه أذا أقدم على الأتصال بأي شخص منهم ...غادرته بعد ان شكرته على ضيافتي وعدتُ الى بيت عمي في الحرية وهناك قفلت عائداً الى السليمانيه ومنها الى ناوكليكان...عند عودتي الى ناوجليكان لم أجد أبو سميرة في المكان الذي كان يشغله هو ومجموعته وأن المكان قد تحول الى غرفة صغيره في سفح الجبل أعلى القرية ,كما وجدت الرفيق حسين والرفيق غفور وشخصاً آخر رأيته لأول مره وقد جلب أنتباهي بحلاقة شعر رأسه وتصرفه الطفولي والغريبه وكان حدسي واحساسي في محله (تبين في وقت لاحق انه عنصر امني اذ اشترك في التحقيق معي عند اعتقالي في الشعبه الثانية للأمن العامه)...لم يكن حسين يرغب بالتحدث معي احسست به عندما كان يتكلم معي بجفاء شديد لا أعلم السبب وقتها..بعدها توجهت الى المقر العام في قرية كاني سبندار لم يتركني حسين اذهب وحدي كالعادة وقت استغربت وقتها, بل أرسل معي (غفور )كان هذا الأخير يتصرف معي وكأني موقوف لديه حيث كان يسير خلفي ويحمل بندقيته وفوهتا مصوبه بأتجاهي دون أن يتكلم..أحسست أنه كان ينفذ أوامر حسين ,كنت مستغرباً من هذا التصرف لكن لم يخطر في ذهني بأن أمرأَ خطيراَ ومعقداً سوف ارآه بعد وصولي الى المقر وعند وصولي الى كاني سبندار(المقر العام للحزب) لم أشاهد أغلب الرفاق الذين كنتُ أرتبط معهم بعلاقة ودية وخاصة كما أسلفت, اذلم أرى" أبو سميرة ومصير وحسن وبيتر" لم أشاهد الا مصطفى لكني لم أستطع أن أسأله عن الامر حيث أستدعاني الرفيق (أبو ليلى) على عجل ,كان وجه أبو ليلى لم يكن يبدو علية الرضا ولم يرحب بي ويهنئني على سلامة الوصول كالعادة كشخص عائد من وكر الذئاب(بغداد) ,اذ فاجئني بسؤال( لماذا أخبرت حسن بوجهتك ومهمتك؟)..أخبرته أن الامر بدى لي طبيعي ولم يشكل خطراً على المهمة فكل الرفاق الذين يغادروا المقر كنا نعلم بوجهتم أليس كذلك الم نكن كلنا رفاق نناضل سويةً.. أجابني لا هذا مخالف للتعاليم والأنضباط الحزبي وهو أنتهاك للأ سرار الحزبيه وكلام آخر لا أتذكره لكنه ينم عن أمرِ آخرخطير غير ما يقوله,ثم أخبرني بأن( مصير ) و(أبو جعفر) خونة ويعملون لصالح البعث وانهم عملاء !!!. صدمتُ في البداية رغم أني كنت أتوقع حدوث هذا الشئ لكن سيناريو الاحداث لم تكن واضحه لدي ...لم أعترض على رأيه لأن التهديد في كلامه ضدي كان واضحاً و يبدو من خلال نبرات صوته وانفعاله,رغم ذلك سألته: كيف عرفتوا أنهم عملاء؟؟!, أجابني أن هناك معلومات حصل عليها الحزب تثبت تورطهم بالتجسس ضد الحزب ,عندها علمتُ أن ما كنت أخشاه قد وقع وحانت ساعة الأنتقام خرجتُ من عنده وأنا غير مصدق والألم يعتصرني لما آلت اليه الأمور. بعدها جلستُ مع مصطفى الشخص الوحيد المتبقي من الأشخاص الذين كنتُ أرتاح معهم وأتحدث لهم بكل حرية , قلتُ بالله عليك مصطفى اخبرني بالذي حدث أرجوك لأن النار تشتعلُ بكل جوانحي ما الذي حدث بالضبط قال :مصطفى بعد أن غادرتنا أُستدعي (مصير ) الى غرفة أبو ليلى ثم أُقتيد الى (زنزانة) وهو مقيد بالحديد واختير(الحمام) كمكان للتحقيق معه بعد ان قيدوه بالحبال من رجلية ويديه !!..وبعدها أجتمع بنا أبو ليلى واخبرنا بان مصير هو جاسوس يعمل لصالح الأمن وقد تم كشفه بالوقت المناسب وعلينا أن نثق بالحزب لأنه يملك معلومات ثابتة ومؤكدة لأدعائه هذا ,أرسل بتر للتوقيف و لجعله شاهد ضد مصير لأنه كان معه بنفس التنظيم ..أما (حسن )فقد أستنكر الأمر وتحدث مع أبو ليلى بصوت عالي وخشن وأتهمه بانه هو من يتآمر على الحزب وأن أدعائه لا أساس له من الصحه مما حدى بجماعة أبو ليلى بالهجوم على حسن وتقيده وتفتيشه حيث عُثرَ على مفكرة بداخل جيبه يذكر فيها بعض ملاحظات عن الحزب وعن الأخطاء التي يمارسها أبو ليلى و كانت هناك أشارة الى مهمتي في بغداد ولم يذكر فيها الا كوني قدغادرتُ المقر ليس الا(كما اخبرني حسن لاحقاً) وهذه المعلومة هي التي وبخني بسببها أبو ليلى, لأني لم أخفي أسرار الحزب وغير منظبط!!, بعد ها سألتُ مصطفى عن أبو سميرة وأبو جعفر أين هم الىن وما ذا جرى لهما أجابني :أن أبو سميرة قدم أستقالته وغادر المقر وأما ابو جعفر فقد ذهب للمقر الرئيسي للبارت ليخبرهم بالذي جرى وأن هناك شخصاً في خطر وقد يعدم في أي لحظه وهو (مصير) وعلى البارت ان يتصرف كون مناطق كودرستان تحت سيطرتهم الأمنية والعسكرية,لكن البارت لم يقم بواجبه كما يجب بل بالعكس قام بتوقيف أبو جعفر والتحقيق معه بتأثير من ابراهيم علاوي وربما من فاروق لم أعلم بالضبط من كان له التأثير الأقوى على مجرى الاحداث,حاول أبراهيم علاوي وفاروق الحصول على أبو جعفر وأستلامه من البارت ليتم أعدامه بتهمة الخيانة مع مصير لكن البارت رفض تسليمه وأحتفظ به ..قدمنا أنا والرفيق مصطفى أستقالاتنا الى أبو ليلى لكنه رفض قبولها وقال بالحرف الواحد سوف تبقون عندنا محجوزين لحين أنجلاء الأمر وأننا نخشى على الحزب وبعدها أنتم احرار ماذا تفعلون ..وهكذاوضعونا في السجن مع بيتر وحسن حيث ولم أشاهد مصير بينهم لأنه كان موقوفاً ويمارسه معه التحقيق في (الحمام )وعليه حراسة مشددة ...



#كاطع_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات رمادية من الذاكره..(كاني سبندار)..8
- صصفحات رمادية من الذاكرة..(ابو ليلى وفاروق)..7
- صفحات رمادية من الذاكرة..(ابو جعفر وابو سميرة)..6
- صفحات رمادية من الذاكرة..(ناوكليكان)..5
- صفحاترمادية من الذاكرة..(كوردستان)..4
- صفحات رمادية من الذاكرة..(سعيد بجاي)..3
- صفحات رمادية من الذاكرة..(أرهيف خزيعل)..(2)
- صفحات رمادية من الذاكره ...(1)


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاطع جواد - صفحات رمادية من الذاكرة..(مصير)..9