أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - زعماء «العراقيّة» في «نيويورك تايمز»: دعوة لاحتلال جديد؟















المزيد.....

زعماء «العراقيّة» في «نيويورك تايمز»: دعوة لاحتلال جديد؟


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3597 - 2012 / 1 / 4 - 10:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شدد المقال على تحذير الأميركيين من «تسلط طائفة واحدة» (أ ف ب)
تعدّدت القراءات للمقال الذي نشر أخيراً في صحيفة «نيويورك تايمز» الأميركية، والذي بدا كإعلان مدفوع الثمن مثلما يحدث عادة في مقالات مشابهة، وجاء هذه المرة موقعاً بأسماء ثلاثة من زعماء قائمة «العراقية» هم رئيس البرلمان أسامة النجيفي وزعيم الكتلة اياد علاوي ووزير المال رافع العيساوي. يتوجه كاتبو المقال إلى قراء «نيويورك تايمز» وعبرهم إلى الجمهور العام والمؤسسات التنفيذية والتشريعية الأميركية وخصوصاً الكونغرس، عارضين شكاواهم ووجهات نظرهم بطريقة لا تخلو، بحسب بعض القراءات، من تحريض واستعداء الجانب الأميركي على الشريك في العملية السياسية. يتخذ هذا التحريض، وفق تلك القراءات، مستوَيين: الأول سياسي مباشر يستهدف رئيس الوزراء نوري المالكي بالاسم والصفة، والثاني طائفي مضمر تشي به بعض التحذيرات من قبيل «سقوط الحكم والأسلحة الأميركية الحديثة بيد طائفة واحدة». الكلمات الست الأولى من المقال تعطينا صورة عن رؤية كاتبي المقال لواقع الحال العراقي، وهي رؤية « قياموية» شديدة التشاؤم، تنذر صراحة بمآل الحرب الأهلية، فتقول «يقف العراق اليوم على حافة كارثة». يبرئ المقال الرئيس الأميركي باراك أوباما من أي إدانة، فهو «وفى بعهده بإنهاء الحرب، لكن الحرب لم تنته بالطريقة التي قاتل جنودكم من أجلها لإيجاد دولة ديموقراطية بل أوجدت دولة طائفية استبدادية».

كاتبو المقال يعرفون أنفسهم بـ«نحن قادة العراقية، التحالف الذي فاز بأغلب المقاعد في انتخابات 2010 ونمثل أكثر من ربع العراقيين، لا نظن أنفسنا سنة أو شيعة، بل عراقيين، ونتمتع بجمهور انتخابي يمتد في البلد كله. ونحن الآن مطاردون ومهددون من جانب السيد المالكي، الذي يسعى إلى طردنا من الحياة السياسية العراقية وإقامة دولة الحزب الواحد الاستبدادية». يمكن الملاحظة أن عبارة «فاز بأغلب المقاعد» الواردة، غير صحيحة، لأن أصحاب المقال فازوا بأكبر عدد من المقاعد التي تفوز به قائمة انتخابية، ولم يفوزوا بأغلبية المقاعد عموماً، فذلك كان يقتضي الفوز بـ163 مقعداً من مجموع 325، وليس بـ 91 مقعداً نالتها «العراقية». غير أن هذا يبقى تفصيلاً قد لا يقدم أو يؤخر.
يضيف كاتبو المقال أن «بيوتنا ومكاتبنا أُحيطت في المنطقة الخضراء بقوات المالكي الأمنية. وضرب الحصار على حزبنا، وقد فعل السيد المالكي ذلك بمباركة القضاء المسيَّس ونظام انفاذ القانون الذي أصبح امتداداً فعلياً لمكتبه الشخصي. فقد اتهم نائب رئيس الجمهورية، طارق الهاشمي، بالإرهاب، وتحرك لطرد نائب رئيس الوزراء صالح المطلك، وسعى إلى إجراء تحقيق مع واحد منا، رافع العيساوي، بحجة ارتباطات له مع مسلحين». هنا أيضاً، وفق ما لاحظ محللون، فإن المعاناة ظلت حزبية وفئوية صريحة، إنما لا يمكن نكران حدوث الكثير منها، ولكن، يتساءل بعض المدافعين عن فريق عمل رئيس الحكومة، هل من واجب المالكي أو أي شخص يحكم ويقود السلطة التنفيذية في مكانه أنْ يكتب تبريراته الأمنية والجنائية والسياسية إلى صحيفة «نيويورك تايمز» أو إلى مكتب أوباما حين يريد أن يعتقل شخصاً بطلب من القضاء؟ ينتقل القياديون الثلاثة إلى ما سماه بعض المحلّلين التحريض المباشر ضد المالكي. في هذا الصدد يعتقد البعض أن التحريض السياسي ضد الخصم يبقى مشروعاً ومشروطاً بظروفه، لكنَّ مادة التحريض في مقال قادة «العراقية» تبعث على القلق في نظر البعض، إذ إنهم يأخذون على المالكي، وأمام الرأي العام الأميركي، أنه يرحب بالتعامل مع «إرهابيين في ميليشيات عصائب أهل الحق الشيعية مدعومين من إيران». وبما أنّ لكلمتي إرهاب وإيران وقعاً خاصاً في الأذن الأميركية، فإن الفائدة من التحريض في نظر أصحاب المقال ستكون مضاعفة، لكنها، وفق آخرين، مشكوك بها أخلاقياً.
معلومة «ثمينة» أخرى يقدمها المقال إلى الجمهور والمؤسسات الأميركية: «في هذه الأثناء، يرحب المالكي بدخول ميليشيا عصائب الحق الشيعية المدعومة من إيران، إلى العملية السياسية، وهم الذين اختطف قادتها وقتلوا خمسة جنود أميركيين واغتالوا أربع رهائن بريطانيين عام 2007». هنا يتساءل معلقون ومراقبون كثر عن التبرير والحجة التي يمكن أن يسوقها أهل المقال لاستعمال وسيلة وتفاصيل كهذه، وهل يمكن أن تتساوق مع توجه وطني لمن يكرر أنه وطني وغير طائفي ومناهض للاحتلال؟
سؤال آخر يُطرَح: لنفترض جدلاً أن فصيل «العصائب» مدعوم من إيران، فهل تكمن المشكلة في الدعم الإيراني بحد ذاته، أم لأنه أدى إلى قتل وأسر بعض جنود الاحتلال؟ أسئلة كثيرة قد لا توجد إجابات مقنعة عنها قريباً، لكنها تبقى أسئلة حقيقية، ومن غير الصحيح والأخلاقي كما يرى مراقبون كُثر تحريض الأميركيين وتذكيرهم بأن «هذه الميليشيات الشيعية» قتلت خمسة من جنودهم «الشجعان» واختطفت أربعة من جنود حلفائهم البريطانيين، وها هو المالكي يرحب بانخراطهم في العملية السياسية.
من الطبيعي، استناداً إلى بعض القراءات، أن يبادر أصحاب المقال، بعدما قاموا بمهمة «شَيْطَنَةِ الخصم»، إلى امتداح السيد الأميركي وجنوده «الشجعان»، على حد وصفهم، وأعربوا عن سعادتهم وسوروهم لأن هؤلاء «الشجعان» سيقضون «أعيادهم في موطنهم ونتمنى لهم السلام والسعادة».
قضية أخرى توقف عندها المراقبون، وهي دعوة أصحاب المقال إلى «تقييد» تسليح الجيش والشرطة العراقيين بالأسلحة الحديثة، وربطه بتحقيق الشراكة في الحكم كي لا تسقط تلك الأسلحة «بحوزة طائفة واحدة». هذه الدعوة اعتبرها أحد قادة «التحالف الوطني» الحاكم دعوة إلى تجريد العراق من السلاح، مذكراً بدعوات مماثلة أطلقها الزعماء الأكراد بعد أزمة سياسية حدثت بينهم وبين السلطة المركزية عام 2008، ودعوة كويتية أطلقها النائب ناصر الدويلة لمنع العراق من حيازة طائرات مقاتلة حديثة.
ردود الأفعال الرسمية على هذا المقال لم تكن واسعة بسبب الهدنة الإعلامية بين الأطراف العراقية التي توصل إليها النجيفي في لقائه بالرئيس جلال الطالباني، ومع ذلك، فقد اعتبر النائب قاسم الأعرجي عن «التحالف الوطني» أن هذه «الرسالة غير ايجابية واستقواء بالأجنبي واستعانة باحتلال جديد».
يبقى التطور الأكثر إثارة للاهتمام في صدد هذا المقال هو تبرؤ النجيفي منها علناً؛ فقد أعلن مستشاره آيدن حلمي أن «النجيفي ليس لديه أي علم بمن حشر اسمه مع المطالبين بتدخل الولايات المتحدة لإسقاط حكومة المالكي، وهو الذي يمثل السلطة العليا في البلاد، ومن غير المعقول أن يشتكى إلى دولة أجنبية على الوضع في العراق». ثم صدر بيان ثانٍ مشابه في اليوم التالي كرّر فيه النجيفي براءته من المقال، وكان أكثر وضوحاً في ذلك. حتى أن بعض مصادر «العراقية» سرّبت أنباء عن خلافات حادّة ثارت في قيادة القائمة على خلفية المقال، مع الاشارة إلى معلومات تقول إن العيساوي لم يكن على علم هو الآخر بالمقال، ليبدو وكأن كاتبه وناشره الحقيقي هو علاوي وحده.
الجملة الختامية من مقال زعماء «العراقية» كانت أكثر سوداوية من سواها، لكنها أثارت بعض التعليقات التي لا تخلو من الطرافة، فهي تقول: «إن لم تتصرف أميركا بسرعة للمساعدة في تشكيل حكومة وحدة ناجحة، فالعراق مقضي عليه». أحد المعلقين العراقيين الظرفاء كتب في أحد مواقع التواصل الاجتماعي تعليقاً على هذا التحذير: «يجب على كتّاب المقال أن يستغفروا ربهم، لأنهم جعلوا قدرة أميركا شبيهة بقدرة الله جلَّ شأنه!».



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة عراقية في نظرية إرنست رينان حول الأمة والقومية
- قضية الهاشمي: ضرب عرب العراق ببعضهم !
- الأمة العراقية: جذور المصطلح وانبعاثه اللاعلمي
- العراق يدخل جهنَّم سياسيّة باكراً: هل من رائحة أميركيّة؟
- المالكي في واشنطن : ل-ترقيع السماء العراقية-!
- أشباح جورج بوش تختفي من -عين الأسد-!
- إعادة الاعتبار العلمي لمصطلح -الثورة-
- قانون جديد لاجتثاث البعث وتقليص المحكمة التي أعدمت صدام
- أوان الورد في كركوك.. نصرت مردان يوثق للصحافة والقصة العراقي ...
- مؤتمر يساريّي أميركا في العراق: ممنوع ذكر الاحتلال
- كركوك وخيارات المستقبل: مقترحات للحوار/ج4 والأخير
- صراعات الحكم من الشمال إلى الجنوب : بين آل البارزاني وبين ال ...
- بانتظار زيارة جوزف بايدن ..خرائط تقسيم العراق جاهزة
- الانقلاب البعثي في العراق: شيء لا يشبه شيئا !
- الاستفتاء على كركوك بين الشرعية الدستورية والاستحالة العملية ...
- الاتفاقية الأمنية : حساب السلب والإيجاب
- العراق: ساسة العرب السُنة يقيمون للشيعة إقليمهم!
- الدستور في قضية كركوك: هل كان عوناً أم فرعونا؟ /ج2
- مع قتل القذافي ..العراقيّون يستعيدون إعدام صدّام
- لتكن كركوك أنموذجا لعراق المستقبل والمواطنة الحقة !/ج1


المزيد.....




- وسائل إعلام إيرانية: سماع دوي انفجار شمال غرب أصفهان
- صافرات الإنذار تدوي في شمال إسرائيل وأنباء عن هجوم بالمسيرات ...
- انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول أمر ...
- وسائل إعلام: الدفاعات الجوية الإيرانية تتصدى لهجوم صاروخي وا ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع هجوم ...
- فرنسي يروي تجربة 3 سنوات في السجون الإيرانية
- اقتراب بدء أول محاكمة جنائية في التاريخ لرئيس أميركي سابق
- أنباء عن غارات إسرائيلية في إيران وسوريا والعراق
- ??مباشر: سماع دوي انفجارات في إيران وتعليق الرحلات الجوية فو ...
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية الرسمية نقلا عن تقارير: إسرائيل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - زعماء «العراقيّة» في «نيويورك تايمز»: دعوة لاحتلال جديد؟