أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تآكل التحديثيين ونتائجه














المزيد.....

تآكل التحديثيين ونتائجه


عبدالله خليفة

الحوار المتمدن-العدد: 3596 - 2012 / 1 / 3 - 21:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما الذي جعل دعاة النضال والنور ينطفئون؟ لماذا خرست ألسنتُهم وانطفأت مصابيحُهم وشحبت كلماتُهم أو غرقت في الظلام؟
وإذا نظروا نظروا إلى جهة واحدة كأن عيونهم ازورت وبصائرهم احولت؟
ما الذي جعل أصحاب الفولاذ سقيناه والحرس الفتي ورجل في أمة والشرارات و5 مارس وأمة تُبعث مجدداً ينطفئون وكأن الزحف العظيم الهادر بالقضاء على الفقر والظلم والاستغلال تبخر في الهواء وكأنه لم يكن بل تحول إلى كوابيس؟
لماذا جعلوا لوحاتهم ملأى بالألوان الرخيصة تندلق عليها براميل من المطر المعتم وقصصهم لا أبطال فيها ثم تموت في الأدراج التاريخية المقطوعة الألسنة؟ أين الهتاف بشعب واحد، وأمة واحدة من المحيط الهادر إلى الخليج الثائر؟
ليس هو عمى الألوان بل هو غياب الفهم، والمراهنة على البيروقراطية كي تحل كل مشكلات العاملين والحالمين، البيروقراطية الحمراء أو السوداء أو الخضراء، ورؤية أن من هو قرب البيروقراطية سيكون من الفائزين الغانمين، لكنه في الخلايا الفقيرة في الحارات والقرى سيتعرض للمعاناة والتجارب المريرة وسيظل يحلم بانتصار البيروقراطية، وأن من الساحات الحمراء والخضراء والسوداء سوف يأتي النصر.
لكن البيروقراطية في كل مكان تتخلى عن العاملين والتجار الصناعيين، والبيروقراطية تعرف لوائحها وموظفيها وغنائمها وغنهما، ولكنها لا تعرف سكان الحارات البسطاء الذين يكدحون من أجل لقمة العيش، وتنظيف الطرق من القمامات الكثيفة والدخان والأمراض وضحايا التعطل.
يقولون علينا بالتغلغل في البيروقراطية وتغيير الأنظمة من فوق، لكنهم مع السنين هم الذين تغيروا والبيروقراطية لم تتغير، بل اتسعت أملاكها، وهم الذين اندثرت أحلامُهم وتقلصت رؤاهم وصدأت سيوفُهم وتبخرت كلماتُهم (وتشخبت) لوحاتهم وبارت مسرحياتُهم، واختفت أشعارهم ونسخت بياناتُهم حتى غدت معروفة قبل أن تُذكر وتطبع ثم تلقى في سلال المهملات التاريخية.
ويفاجأون ويصدمون عبر هذه الذاكرات التي لا تحفظ شيئاً ولا تحفر في شيء، ويذهلون كيف أن الموظف الثائر تحول إلى لص؟! وكيف أن الساحة الخضراء حيث الجماهير موعودة بالجنان والسلطة الأبدية الحرة تغدو مكان اعدام المناضلين، ومركز شواء البشر والمدن والقرى؟
ومنذ زمن بعيد والموظف يسرق حبات القمح ويبيعها في السوق السوداء، ويبني الفلل ويبيعها ويحول الجزر إلى مدن لهو ويؤجر الغابات على الشركات، حتى إذا أعلن انتماءه للبيروقراطية المالية صعقوا وأصيبوا بالسكتات اللسانية الدماغية، وهم الذين أخذوا حبيبات من الذهب وخيوطا من الدم الشعبي في جيوبهم السرية.
عاشوا على المعلبات الفاسدة، من هذه الدكاكين التي تتاجر بالجمل الثورية، ولا تهمهم طبيعة هذه المعلبات ومن أين تأتي طالما أنها معلبات فاسدة، ومنتهية الصلاحية النضالية، وتسمم الحارات الشعبية، بل تحولها إلى حرائق وحروب ودمار.
المطالعات لجهة واحدة، ورؤية ابليس الملعون فيها دائماً، كأن رؤوسهم شُدت بجنازير، وكأن العين الثانية زجاجية أو موقوفة عن الرؤية، ووراءها شحنة من العاطفة الهائجة، والأقدام مُسمَّرة على الكراسي البيروقراطية، سواء أكانت حمراء أم سوداء أم خضراء، والدفع عبر العلاقات والتداخلات والمسامرات والحفلات وتحت الطاولات، فإذا موظف البيروقرطية هو مالك المتجر الجديد ورئيس تحرير جريدة الإعلانات المثقلة، وصاحب الشركة ومالك أرض في قرية المعدمين، وعضو البرلمان الراقد سياسياً وحزبياً، فيُصرخُ في وجهه: أين النضال والجمل النارية؟ فيقول يا عم دعنا نأكل عيشاً!
موظفُ البيروقراطية الحمراء والسوداء والخضراء وكل الألوان وكل المستويات والجهات التي تتجدد على ظهور العاملين متاجرة بعضلاتهم وحناجرهم وأدمغتهم، تتركهم في التاريخ وفي السجون وفي مراحل الجزر وفي الانعطافات المذهلة في الأحداث معلقين على حبال أو متساقطين في قعر المستنقعات الاجتماعية والسياسية، وفي العوز الروحي الثقافي العميق والعوز المادي.
وفي كل حين لابد أن يظهر مغفلو العمال والفلاحين هذه المادة الأزلية في التجارة الثورية، حيث لم يسهر عليهم آباء وأمهات متعلمون، وتركوهم في دجى الصراع الطبقي بلا مصابيح وبلا كتب، تركوهم لاستغلال أولاد الذوات وأصحاب العيارة النضالية من سيكونون موظفين في البيروقراطية الحمراء والسوداء والخضراء، ومن سيتعاركون على مقاعدها ويتبادلون أدوار سحل الشعوب فيها، وخدمة بيروقراطيات الدفع السريع أو المؤجل حسب الميزان التجاري لكل مرحلة.



#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وحدة المسلمين تحل قضايا كبرى
- نهضةٌ والثقافةُ الديمقراطيةُ المطلوبة
- أزمةُ الوعي والحراكُ الفاشل
- أزماتُ الرأسمالياتِ الحكومية والأيديولوجيات المأزومة
- المذهبيون السياسيون ومرحلةُ هدم الدول العربية
- المصائرُ الحقيقيةُ الممكنةُ داخليةٌ
- الفتنة والثورة
- برجوازية قروية تحكم مصر
- شخصياتٌ لا مبادئ
- الانفصالُ بين الأجهزةِ ورأس المال
- الثورةُ السورية وغيابُ المدينتين الكبيرتين
- الثورةُ الدائمةُ في الإسلام
- استراتيجية ما قبل الضربة لإيران
- الاغتيالُ السياسي للقصةِ القصيرة
- تفريقُ دينِ التوحيد
- مظاهراتُ روسيا
- اليمن: أصراعٌ قبلي أم تحديثي؟
- لماذا لم يتطور التنظيم؟
- السلانةُ بين الانفتاحِ والجمود
- العودة للجذور بشكل حديث


المزيد.....




- السعودية.. أحدث صور -الأمير النائم- بعد غيبوبة 20 عاما
- الإمارات.. فيديو أسلوب استماع محمد بن زايد لفتاة تونسية خلال ...
- السعودية.. فيديو لشخصين يعتديان على سائق سيارة.. والداخلية ت ...
- سليل عائلة نابليون يحذر من خطر الانزلاق إلى نزاع مع روسيا
- عملية احتيال أوروبية
- الولايات المتحدة تنفي شن ضربات على قاعدة عسكرية في العراق
- -بلومبرغ-: إسرائيل طلبت من الولايات المتحدة المزيد من القذائ ...
- مسؤولون أمريكيون: الولايات المتحدة وافقت على سحب قواتها من ا ...
- عدد من الضحايا بقصف على قاعدة عسكرية في العراق
- إسرائيل- إيران.. المواجهة المباشرة علقت، فهل تستعر حرب الوكا ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله خليفة - تآكل التحديثيين ونتائجه