أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كايد أبوالطيف - النقب مبتسماً















المزيد.....

النقب مبتسماً


كايد أبوالطيف

الحوار المتمدن-العدد: 3595 - 2012 / 1 / 2 - 23:49
المحور: المجتمع المدني
    


كل شيء في الحياة يُنظر إليه من نوافذ متعددة، حدثاً كان ذلك أم نصاً أم رأياً، موقفي وموقفك مرهون بالنافذة التي منها كانت إطلالتنا، وهذه النافذة هي تجاربك وأفكارك، إنها كل شيء حزته في رحلتك، لا أستطيع أنا، ولا تستطيع أنت أن تنفك عن خبراتك، إنها نافذتك إلى الحياة، ويخطئ على الناس خطأ عظيما ذلك المرء الذي يجذبهم لينظروا إلى العالم من خلال نافذته، إنه كمن يُعيرك عينيه لتنظر بهما إلى ما حولك، إنه يرغمك أن تعيش تجربته! فهل في مقدورك ذلك؟ من الخير لي ولك أن نكون كما نحن، فلا نستعير من الناس نوافذهم؛ لكننا لا نستطيع أن نكون أحراراً دائماً، ففي أحيان كثيرة يضطرنا المحيط والتوجهات العامة أن نرمي نوافذنا، ونستعير نافذة فرد أوجماعة، من خلالها نُلقي نظرة على رأي أو فكرة، إننا حين نفعل ذلك نفقد أنفسنا، فما قيمتي وقيمتك حين نطلي وجوهنا بألوان الآخرين وأصباغهم؟ إننا حينئذ نعيش في عالم تنكري كبير. (من المهزوم نفسياً: د. إبراهيم المطرودي)

قررت الأخذ بنصيحة الطبيب النفساني وابتلاع حبة المهدأ في ساعة نومي الإعتياديه تمام الثالثة صباحاً. أطفأت آخر سيجارة وتوجهت إلى المطبخ، فتحت الثلاجة وإذ بها على الجانب الأيمن تحملق بي تللك العلبة اللعينة. الصفراء اللون تنظر إلي بكبرياء غير إعتيادي، لقد خسرت الرهان يا حبيبي، قم بالسملة وابتلع واحدة من حباتي قبل خلودك المؤقت. فعلاً قمت بابتلاع حبة من علبتها. أغمضت عيني قرأت آية الكرسي وسار بي النوم إلى مدارات طويلة ومديدة حتى تمام السابعة صباحاً. قالت لي زوجتي عند إستيقاظي، لم أعرف إجابة محمدنا العصفور حول تساؤله عن خوف النار من الماء. يا صباح يا فتاح، يا رزاق يا عليم. الله يسامحك يا هدى. فعلاً سؤال العصفور مركب. لكنه طفل عنيد، عنادته مستمدة من الجد عاشور، هناك حيث يرقد لجانب زوجته الجدة خضرة في مقبرة القرية التي تعترف بموتاها على الأقل حيث خط 17 وما أدراك ماهي مداراته والتخطيطات المستميته على هذا الخط الـ 17 تحديداً.

محمد في كل لحظة سيستيقظ واذا أخدته حبال النوم فمرجان كفيله بايقاظه ليشاهدوا معاً مسلسل دورا، وحالما يستيقظ سيأتيني قبل دورا أو بعدها ليعرف الجواب،وبعد تأكده من معرفة الجواب، سيسألني نفس السؤال ليتأكد من مطابقة جوابي الأول لسؤاله الأول وفي حين غفلة سيسألني نفس السؤال الأول بنفس الصيغة ليتأكد من صحة الجواب ليسأل أمه بعدها ماذا تظن في صحة جوابي في صيغه الثلاث. ربي يحفظ لنا سلمى لا تعتمد في أي سؤال من أسألتها على أي أحد وتبقى منشغله بينها وبينها لتحصيلها الإجابة المناسبة لها مهما كانت خيالية أو بعيدة المنال دون الإستعانة لا مني ولا من بنبروار قريني، ولا من أمها هي وحدها دون غيرها والسؤال والجواب، وتأتي فيما بعد لتقنعني بسلاسة حديثها وصحة جوابها عن تساؤلاتها.

إستحسان الدعاة ليس المهم في تلقي "من النقب الى قلب الجحيم"، بالقدر الذي نناشاده بتحريك الجمود والخمول المهيب لمنابر النقب المستكينة منذ عقود وخطب الجمعة الحزينة كل إجتماع إيماني في بركة الجمعة التي لا تعزي نفسها الا بخطبة منبرية هنا أو هناك من الغيورين على سلامة الإنسان وأهله في نقبنا العزيز على كل حجر، ودمس، وطوبة، وزلطه، وكتره، وصوان صلبه. عنادها كعناد الصحراء القاحلة عند كل مخططات الدسائس المؤسساتيه التي توصلنا إلى "النقب مبتسماً". فاسحين المجال للدكتورة عايدة النجار في مؤلفها الهام جداً "صحافة فلسطين والحركة الوطنية في نصف قرن 1900-1948". لتسرد لنا التالي:

"في الواقع يعد عام 1908 أي بعد صدور الدستور العثماني نقطة الانطلاق للصحافة الفلسطينية. وقد انخرطت منذ صدورها كما يبدو لفضح الحركة الصهيونية وأهدافها، وتمكنت من تسجيل دور وطني. ففي هذه السنة وحدها صدر في فلسطين 15 جريدة ومجلة كانت القدس موطناً لاثنتي عشرة منها، وثلاث في حيفا. وكان هذا العدد من بين 36 جريدة صدرت بين (1908-1914). توزعت بين السياسية والأدبية والهزلية والمدرسية والدينية. ولم تكن في تللك الفترة صحف عبرية لعدم ‘لمام اليهود باللغة العبرية المكتوبة، ولقلة نسبة اليهود في فلسطين الذين لم يبلغوا أكثر من 7% من السكان بينما كانت نسبة السكان العرب الأكثرية من مسلمين ومسيحين."

وسؤال محمدنا العصفور لا يزال على المحك، لماذا يخاف الماء والنار بعضهما البعض، لماذا ولماذا اليوم تحديداً في هذا الصباح، وما هو الأصل الماء أم النار، من الذي سبق الآخر. فلولا الماء لما كان الشجر الذي يسقي ويثمر ويعطي ويهب الحياة لنصل للحطب والنار فيما بعد، هو صباح عصفوري جديد ومثمر وأسئلة محمد اللامنتهية كفيلة بإفتتاحية صباح النشاط الذي يدفعني للبحث أكثر في فكر الصغار المتألق. وفي المقابل تخرج رهط النقب بكل ما اوتت من قوة الحبر وصرامة الكلمات على الورق المبتل حبرا اسودا وازرقاً على نصاعة المنشور والجريدة الواحدة تلو أختها بين مؤيد ومعارض وغضبان وسعيد على امتداد طيف المزاجيات من الأقصى حتى الأقصى، التي تؤكد شيء واحد لا ثان له وهو أن النقب بخير، وبصحة وعافية كبيرة منذ الأزل والى الأزل كذلك كإمتداده الطبيعي على أرض الرباط المتصلة بالحرم الإبراهيمي والأقصى من آخر حفرية في باب المغاربة صعوداً للجهتين الأولى حيث المنبر المحروق القديم والمنبر الجديد بشيوخه ودعاته وأولاً وقبل كل شيء، رواده من كل بقاع الدنيا في تعرفهم على الهولي يا هولي لاند وما أدراك ما الهوليلي لاند. تكتنزه إرث الدنيا من قاعها حتى سمائها، ولا يرحم القلوب الضعيفة لتكشفها خباياها له الا فيما بعد،عن الحرب اليومية الضروس الذي تتكبدها على مدار الساعة. والنقب سيد الموقف، متربعاً دون منازع على آخر حلبات النضال تحت سماء الهوليلاند وهي الأرض.

استطاعت المؤسسه الاسرائيلية وبكل ما تمتلكه من جيوب ظاهرة، ومبطنة من سحب الأرض عن أهلها في المثلث والجليل لتلقي بأهلها بعيداً عنها مشردين ولاجئين جدد في الوطن الأم الهوليبلاد، بلد اللبنة والزعتر والفلافل والى ما للحمص والفول بطعمياته واسمائه ومشاربه المختلفة من الكرمل وحتى آخر خيمة بدوية لمسثمر صهيوني في أم رشرش بوابة سيناء الى الصحراء المخملية في مصر المصرين إصراراً تاماً قول كلمة الحق وتكبد الآلآم والمآسي وشرب الكأس الصبار وكل ما للعلقم من مرارة لا يعرف طعمها الا المرابط على أرضه هنا حيث هي وانت وهن وهم في الشام وعدن وطرابلس والمنامة في مشرقنا العربي الذي لا يريد لنفسه الهوان في عقده وعقدنا هذا من القرن الى القرن الحادي، لكي لا تعطي الجبناء راحة في النوم الهنيء غير متكلين على نجد في هذه المرحلة لتجد ركبها في وقت معلوم. والنقب سيد الهامات المرتفعة مبتسماً.

لم يفتأ النقاش البوهيمي والأكاديمي والاعلامي والمؤوسساتي الإسرائيلي الأوروبي والأمريكي عن القنبلة الموقوتة الكامنة في عرب النقب الذين لا يعيون مدى خشونتهم، لخشونة مناخهم النقباوي القاسي، على أصحاب البشرة الناعمة التي سرعان ما تلفحهم ليفروا هاربين نحو يافا وعكا وحيفا الفتاة. وطقسها الخلاب تاركين وعرة النقب لاهله وناسه. والقنبلة الموقوتة في تفجير إنتفاضة النقب على مرمى أول قرار للمحكمة العليا لبتها في قضية الأرض، وتعامل المؤسسة في القضاء على مسألة الأرض بإجراء قانون أساس يحرم المواطنين من حقهم في العيش الكرم على أرضهم وأرض أجدادهم من قبلهم هو الكفيل الأول والأخير في اشعال فتيل إنتفاضة أرض النقب، ليعي المندس من أبناء جلدتنا هذا الكلام أولاً ليقوله لمسؤوليه، ففي حالة حصول حدث كهذا انت يا جبان أول من سيزج به إلى دائرة البطالة لتحلم على الغنى الورقي الذي تهنئه كثيرا هذا اليوم.

الإعتراف بالقرى أمر جيد وجميل جداً، وإنشاء مجلس إقليمي "أبو بسمة"، ممتاز. لكن تعامل الدولة مع مواطني القرى المعترف بها في نطاق أبو البسمة هو ما نسائله أهل "أبو بسمه"، وتعامل الدولة معكم وكأنهم أقل بكثير من الصورة النمطية لكل عربي مهما كان وفي أي مكان كائن يكون. وتأمير يهودي لرعاية شؤونكم هو ما نسائلكم إياه، لندع الأيام اجابتنا. أسبوعنا القادم بإذن الله مع الإطار الثالث في مثلث النقب متخذين من أجيك حالة دراسة، إلى هنا والسلام.



#كايد_أبوالطيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مستودع الذكريات
- من النقب إلى قلب الجحيم
- في حضرة الآنسة أرض
- 1112
- إبني ولا تهتم، هذه أرضك يا عم!
- صفيرمياهو لذيذ
- النقب: جمعة مباركة
- أريد إخفاء (إن أمكن) أي نزاع!!
- لدي حلم وسأحققه، جونيور!!
- غزة بين قنبلتين وقبلة
- 6 أكتوبر
- مخطط برافر: مؤسسات المجتمع المدني العربية ودورها في التصدي!
- أكتب باللحمة
- القهوة، خميس وهي
- فتحة
- رهط على صفيح ساخن!!


المزيد.....




- قطر تؤكد اهتمامها بمبادرة استخدام حق الفيتو لأهميتها في تجسي ...
- الكويت ترحب بنتائج تقرير أداء الأونروا في دعم جهود الإغاثة ل ...
- كيان الاحتلال يستعد لسيناريو صدور مذكرات اعتقال بحق قادته
- سويسرا تؤجّل اتّخاذ قرار حول تمويل الأونروا
- السودان: خلاف ضريبي يُبقي مواد إغاثة أممية ضرورية عالقة في م ...
- احتجاجات أمام سجن محلي في تكساس للإفراج عن طلبة تظاهروا دعما ...
- بالصور..اعتقال عشرات الطلاب في تكساس بسبب مشاركتهم في مظاهرا ...
- تأييدًا لغزة.. طلاب وأساتذة يتظاهرون في جامعة سيدني
- شبح المجاعة لا يغيب.. غزيون يشتكون شح السلع وغلاءها
- الحكم على مغنٍ إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - كايد أبوالطيف - النقب مبتسماً