أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - لطيف الحبيب - عام جديد لاطفال المحار















المزيد.....

عام جديد لاطفال المحار


لطيف الحبيب

الحوار المتمدن-العدد: 3595 - 2012 / 1 / 2 - 21:42
المحور: حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة
    


قبل العودة الى مدارس اعادة تاهيل المعوقين وخاصة التوحدين ومعاناتهم من شروط العيش اليومي رغم توفر كل وسائل الراحة والسكن وعناية الدولة والمجتمع ,ومؤسساته المدنية السياسية والاجتماعية والدنية , حتى شركات عملاقة كمرسيدس وسيمنس وغيرها في المجتمعات الاوربية ,اولت المعاقين اهتماما , وتبرعت بحفنة من دراهم ـ تبلغ الملايين طبعاـ لغرض ضرائبي بحت لاقامت منتجعات شتوية وصيفة لراحة هكذا شرائح اجتماعية , يبقى التوحدي يعيش دفء محارته وظلال كهفه وصلابة صدفته , يحتمى من رعب عالم افتراضى كونه حسب روياه , يتجنب النظر اليك انعزاله وابتعاده عنك , يخاف ان تمسه وحركاته المملة التكرارية وسلوكه المقزز والمريب المرفوض من قبل مجتمعه اضافت الى عدائية اتجاه الاخر ان لم يجده يعادي نفسه , لا يستطيع اي عمل دون مساعة الاخر , لبعض التوحدين قدرات ذكاء هائلة في الفن التشكيلي والحساب والموسيقى , اضافة الى تمتعهم بذكرة فتوغرافية , لكنه غير قادر على ربط حذائه , او غسل اسنانه او ارتداء قميص .رغم ذلك فالمتعة الاجمل ان تعلمه كيف يربط حذائه , يذهب الى الحمام دون يبتل سرواله , تعتريك فرحة كبرى حين يتعلم كتابة الحرف الاول والرقم الاول , حين ينظر اليك ,حين يعطيك يده لمصافحته , هذا يحتاج زمن طويل , انشات في احدى مدارس برلين صفوف مدرسية لاطفال التوحد ,هي مرافق خاصة للأطفال المصابين بالتوحد., يتم فيها تعليم الفتيان والفتيات "التوحدين " ، الذين يصعب عليهم الاندماج بسبب أعراضهم التوحدية في الصفوف العادية , الاأخرى , يوجد حاليا في هذه المدرسة 28 طالبا تشملهم أربعة فصول من خارج مدرسة كومينيوس. وبسسب الزام المدارس بقوانين التعليم الالزامي, استثمر هولاء التلاميذ المعوقين باضطرابات التوحد, فرص التعليم الإلزامي بأكملها في هذه المؤسسة .ان التواصل اليومي بين المدارس وعوائل الأطفال المصابين بالتوحد الشرط الأساسي لنجاح مثل هذا المشروع واستمراره , كما ان الترويج والاعلان والدعم والرعاية من قبل مؤسسات الدولة والمجتمع المدني والمستثمرين لهذا المشروع , يشكل ضمانة اكيدة في رعايته وتاهيله وتربيته المستمرة لهذه الشريحة الاجتماعية , ولاننسى ايضا
وجود علاقة وطيدة بين المدرسة والكادر التعليمي والتربوي والعلاجي القادر على اعداد تفاصيل الخطط التربوية وتنفيذها بطرق منهجية علمية , تعتمد الانفتاح على كل المناهج التربوية , والحد من الطرق التربوية ذو النظرة الاحادية للتربية والتعليم . لقد وضعت هذه الصفوف اشتراطاتها وقواعدها التوحدية الخاصة بها, فمنها
■ تعليم الأطفال المصابين بالتوحد ـ ليس تخمينا وتوقعات ـ بل بتشخيص من الاطباء والكادر التربوي معا في غرفة صف لا يزيد عن ثمانية تلاميذ وثلاثة من الكادر التعليمي , فلديهم القدرة على التواصل مع بعضهم البعض , حتى لو كانوا لا يتكلمون ,انهم ينشطون بين فئات المجتمع القادرة على منحهم الأمن والثقة
■ توفر المعرفة العلمية بخصائص التوحد عند الكادر التعليمي والتربوي والعلاجي فمن الصعب جدا التعامل مع التلاميذ التوحدين دون معرفة اضطراباتهم والسيطرة عليها والسير بالدرس الى نهاياته دون اضطربات جانبية.
■الاعتراف بشخصيته التلاميذ الشاملة ومن المهم جد الانتباه لما يرغيون واخذ رغباتهم واحتياجاتهم على محمل الجد
■ تشجيع الطلاب المصابين بالتوحد ،و محاولة إقامة علاقات سوية معهم , وبذل الجهد لخلق توازن بسيط بينهم وبعض من سلوك المجتمع المحيط بهم ,(لمعرفتنا بصعوبة تغير مألوفه ورفض الجديد جملة وتفصيلا ) .
■ اعتبار التوحدي شريك في العملية التربوي ليس كالمتلقي فحسب ,وانما المشارك في صياغة خطة تعليمه تربوية وتاهلية , فالتوحدي لايتقبل الخطط التربوية التعلمية لتلاميذالمراحل الابتدائية او الثانوية, لذلك توضع له الخطط التربوية حسب قدرته وكفائاتهم وعمره وما تشترطه تلك المرحلة العمرية من كم المعلومات التي يجب ضخها الى التلميذ والمعارف التي يكتسبها حسب تلك المرحلة.
■ شراكة التلاميذ التوحدين في وضع الخطط التاهلية والتعلمية والتربوية , تأتي خلال مرحلة المراقبة والملاحظة لسلوكه وتصرفتها وتوظيف قدراته العقلية , نستنبط اهم الطرق التربوية من الذي تراكم لدينا عبرسنوات العمل , ونختار الاكثر ملائمة لقدراته , فالطفل التوحدي هو الذي يحدد مسار الخطة التربوية ومراحل انجازها ( لا تكون الخطة التربوية اليومية لتنفيذ درس القراة والكتابة او الحساب وبقية فروع المعرفة اعلى من قدراته ولا اقل فكلا التقدرين يوصلنا الى جدار العنت التوحدي الذي يصعب تذليله ), وعبرها ايضا يتم اختيار البرامج المناسبة للتعليمه .
■ يتطلب انجاز هذه المهام التربوية والتعليمية والتاهلية للتلميذ التوحدي قبل كل شيء الارتقاء بقدرة مدارس اعادة تاهيل المعوقين,وتغير هيكلتها الادارية وطرقها التربوية والتعليمية طبقا لمواصفات اضطربات الطيف التوحدي , اضافة الى اقامة الدورات التاهلية والعلمية المختصة بالتوحد لكادرها التربوي و التعلمي للاطلاع على اخر مستجدات طيف التوحد لتوظيفها في تطوير شخصية التلاميذ التوحدين.
■ يلجأ الكادر التربوي والعلاجي الى خفض نوبات الهياج والعنت عند التلميذ التوحدي والوصول به الى سلوك هادي اجتماعي لا يهبط إلى الذاتية والانا والهجوم الشخصي لتحقيق لحظة العمل معه واستغلال حالة الصفاء والتركيز والانتباه لضخ المعلومةالبصرية الايضاحية المناسبة اليه , فهو قادر على استيعابها فورا او الاحتفاظ بها في ذاكرته الفوتوغرافية اكثر من قدرته على استعاب المعلومة السمعية الشفاهية .
من الصعوبة بمكان تحقق نصف هذه الاهداف النبيلة دون منح التلاميذ التوحدين الثقة المطلقة في قدراتهم وتثمين اصغرالاعمال الايجابية المنجزة , وتوضيح الاخفاقات بتفائل يحفزهم على انجازها غدا ويعلمهم على الثقة بالنفس التي تفضي الى الاستقرار النفسي , منحهم الثقة في القدرة على الاستقلال في جميع مجالات الحياة العملية وتاهيل مهاراتهم الاجتماعية التي تتطور عبرها مهارات التواصل اللفظي وغير اللفظي , فتطور العلاقات الاجتماعية هي الاسس الداعمة والساندة للتواصل وتطوير مهارات الاتصال اللغوي التي تودي بدورها الى
اولا - تخفيف الاضطرابات الإدراكية يودي الى تتطور في جميع المجالات منها الاجتماعية والمعرفية ثانيا- تتكون قدرة على استعاب المهارات المعرفية ,فتتوسع مدارك الثقافية العامة مما يودي الى الاهتمام بالاعراف والتقاليد الاجتماعية ,عندها فقط يصل الى بعض التوازن الاجتماعي , ويبدا بالخروج من محارته
ثالثا - تقبل التعاون والعمل مع المؤسسات الأخرى مثل ورشات التاهيل والمصانع والمعامل بعد انها مرحلة الدراسة , فيتحقق جزء من الاندماج في الحياة الاجتماعية.

الطيف التوحدي مازال غريبا متلاطم الامواج غير مكتشف, برغم تواصل البحوث الطبية والتربوية والاجتماعية في كل بقاع العالم ,الا في عالمنا العربي ,عالم الانهاروالنخل والنفط , فللمعوق في وطننا من البحر الى البحر , شظف العيش وانعدام مدراس المعوقين واهمالهم ,وعدم حتي التفكير في رعايتهم جديا , وضعف امكانيات وقدرات التشخيص الطبي والتربوي ومراكز الرعاية وان وجدت فهي حسنة من عباد الله وتبرع من الدولة وكان الدولة ليس من واجباتها رعاية مواطنيها .لتطأطا هذه الحكومات راسها خجلا ! الم نغادر عصر الجاهلية بعد؟

(( ان قضية الاعاقة هي من أولى القضايا ذات البعد الإنساني وهي تستوجب اهتماما وعناية خاصة وصبراً وأسلوباً حديثا مغايراً للمفاهيم السابقة التي كانت سائدة في مجتمعاتنا، وذلك بتحويل التعاطي مع الإعاقة من كونه عملاً خيرياً وحسنة مرتكزاً على البر والإحسان والعطف، إلى مبدأ الحق والواجب المرتكز على العمل المنظم والتخطيط العلمي. وهذا يستتبع لانتقال بالأشخاص المعوقين من حالة التهميش إلى حالة الاندماج الكامل في المجتمع، من حالة الإعاقة إلى حالة الطاقة، من حالة الاتكالية إلى حالة الفعالية). عن بيان اسكو الصحفي الصادر في 7 /أيار /2003
لطيف الحبيب



#لطيف_الحبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعاقون في الاديان السماوية
- اطفال الظلال خلف اسوار- تورغاو-
- باصابع محترقة اكتب عن طبيعة النار رحيل كرستا فولف سيدة الروا ...
- السكن والعيش الجماعي للتوحدي اليافع
- العشاء الاخير
- حفنة من تراب فصول من الكوميديا السوداء -حرائق نادي الرافدين ...
- المؤتمر التاسع للحزب الشيوعي العراقي و- مكنسة غريغور غيزي-
- خمسون عاما على جدار برلين
- حتى لا ننسى .... كاظم الخالدي 29 عاما على تغيبه
- في ذكرى رحيله الثانية حوار مع أنور الغساني
- بغداد المغول على الابواب
- أحايث مع مظفر النواب
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع
- فاشية احزاب الاسلام السياسي نموذجا حزب الدعوة الاسلامي
- نصب الحرية فوق كل الرؤوس
- صعود وسقوط حزب الدعوة الاسلامي
- التيار الديمقراطي في المانيا وغصة الديمقراطية
- قرأءة التيه والاغتراب في قصص فرات المحسن
- علاج الطفل المعوق والفنون التشكيلية
- في اربعينية الراحل الفنان منذر حلمي


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- الإعاقة والاتحاد السوفياتي: التقدم والتراجع / كيث روزينثال
- اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة / الأمم المتحدة
- المعوقون في العراق -1- / لطيف الحبيب
- التوافق النفسي الاجتماعي لدى التلاميذ الماعقين جسمياً / مصطفى ساهي
- ثمتلات الجسد عند الفتاة المعاقة جسديا:دراسة استطلاعية للمنتم ... / شكري عبدالديم
- كتاب - تاملاتي الفكرية كانسان معاق / المهدي مالك
- فرص العمل وطاقات التوحدي اليافع / لطيف الحبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق ذوي الاحتياجات الخاصة - لطيف الحبيب - عام جديد لاطفال المحار