أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي إبراهيم صافي - قصة جديدة للكاتب البرازيلي باولو كويهلو














المزيد.....

قصة جديدة للكاتب البرازيلي باولو كويهلو


علي إبراهيم صافي

الحوار المتمدن-العدد: 1064 - 2004 / 12 / 31 - 09:26
المحور: الادب والفن
    


لم يكن متوقعاً ان ينال الكاتب البرازيلى باولو كويهلو كلّ هذه الشهرة العالمية بعدما قضى وقتا ككاتب مسرحي مغمور ومؤلف أغان شعبية لأشهر نجوم الغناء في البرازيل ومدير مسرح، قبل ان يصبح كاتباً معروفاً. وربما كان كويهلو من طراز كتاب يتمتعون بخصوصية فريدة،فذلك الشاب ابن السابعة عشر قضى ثلاث سنوات في مصح نفسي،وعاش هيبيا ضمن تلك الموجة.
منتصف عقد الثمانينيات سلك باولو طريق "مار يعقوب" المزار الأسباني القديم, ليضع تجربته تلك في كتابه "حاج كوميوستيلا" الذي نشره سنة 1987 وفي السنة الثانية صدرت روايته الثانية "الخيميائي" ليصبح من اشهر الكتاب العالميين وليحقق كتابه أفضل الكتب مبيعا حيث بيع منه 40 مليون نسخة.
باولو كويهلو انتخب مؤخرا كعضو فى الأكاديمية البرازيلية للآداب، ويعمل كمستشار خاص في اليونسكو ضمن برنامج " تقاربات الفكر وحوار الحضارات"
قبل الحرب على العراق ذاع صيت رسالة كتبها الى الرئيس الأميركي قال فيها:‏ ‏
شكراً لأنك أظهرت للعالم هذه الهوة العملاقة الموجودة بين قرارات الحكومات ورغبات الشعوب... ولأنك نجحت في الذي لم تنجح فيه إلا قلة في العالم: تجتمع ملايين الأشخاص في القارات بأسرها. ليناضلوا من أجل فكرة واحدة، على الرغم من أنها فكرة مناقضة لفكرتك..‏ ‏ شكراً لأنك جعلتنا نشعر مجدداً بأن كلماتنا – وإن كانت غير مسموعة – قد لفظت على الأقل فذلك سيعطينا قوة أكبر في المستقبل.
في كل عام يكتب باولو كويهلو حكاية عيد ميلاد ليقدمها كهدية الى احد صحف العالم. هذا العام خصّ صحيفة "بلادنا"(vårtland) النرويجية بهذه الحكاية..

بدوري اهدي ترجمة هذه الحكاية الى أصدقاء الطفولة وأيام الصبا قرب فيء كنائس منطقة الجمهورية في مدينة البصرة.. جورج دانيال كوركيس.. خابس هرمس..سالم يوسف..نعيم صليوة.. هرمز يوحنا..


شجرة سانت مارتن


مساء عيد الميلاد في هذه القرية الصغيرة"سانت مارتن" في بيرييه الفرنسية، بينما كان القس يعد التحضيرات،مجهزا نفسه للقداس،تشمم رائحة ذكية.
كان شتاءً..
الزهور اختفت منذ أمد طويل. لكن عبقاً لازال عالقاً في الهواء،هكذا وكأنما الربيع قد عاد مبكراً. وبدافع من فضول،ذهب خارج الكنيسة باحثاً عن مصدر هذا العبق،فيصادف صبياً جالساً على درجات السلم المدرسي. بجانبه كان ثمة شجرة عيد ميلاد ذهبية.
آه.. انها لشجرة رائعة،قال القس.
كان القس فرحاً وكأنه عانق السماء..
- من أين حصلت على هذه الشجرة؟.
لم يكن الصبي فرحاً بكلمات القس تلك.
حقيقة،هذه الشجرة تكون أثقل وأثقل وانا احملها،لكن لا أعتقد إنها من ذهب.والآن أنا خائف ماذا عسى أمي وأبي ان يقولا عندما يريا هذه الشجرة.
الصبي اخبر قصته:-
اليوم صباحا غادرت من مكان الى المدينة الكبيرة"Tarbes" ومعي النقود التي أعطتني إياها أمي بغية شراء شجرة عيد ميلاد جميلة. لكن ،في الطريق وصلت الى مكان صغير،هناك التقيت عجوزا وحيدة دونما أي فرد من عائلتها،ليحتفل معها هنا في هذا العيد الرباني. أعطيتها بعض المال لعشاء العيد،لأني ،متأكدا، كنت، من حصولي على تخفيضات في سعر الشجرة التي سأشتريها.
عندما وصلت الى "Tarbes" مررت بسجنها الكبير،كان جمهرة من الناس خارج السجن ينتظرون الزيارة،الجميع حزانى،لأنهم سيحتفلون بعيداً عن أعزاء لهم.سمعت من بعضهم أنه لا يقوى على قطعة حلوى!.
هناك كان وقع الحزن ثقيلاً على صبي بعمري. لذا قررت توزيع ما تبقى من نقود على المحتشدين بباب السجن الكبير،لأنهم ،قطعا، سيحتاجون المال أكثر مني. احتفظت بالقليل منه لغرض شراء الطعام.
بائع الزهور الذي سأشتري منه شجرة عيد الميلاد كان صديقا للعائلة،لذلك من المؤكد انه سيعطيني الشجرة. مقابل عملي لديه طوال أسبوع.
عندما وصلت السوق علمت ان بائع الزهور لم يفتح أبوابه لهذا اليوم،عملت جاهدا لاقتراض بعض المال قصد شراء شجرة عيد الميلاد تلك من مكان آخر،لكني فشلت. أقنعت نفسي؛ سيكون من الأفضل لو اكلتُ بعض الطعام،كي يتسنى لي التفكير بما سأعمله. عندما جئت الى حانة صغيرة،التقيت بطفل صغير يبدو انه غريب،بادرني بالسؤال لأنه لم يأكل ليومين.فكرت: أن الطفل/ المسيح،مؤكدا قد عانى من الجوع ذاته،لذلك أعطيته كل ما عندي وأقفلت راجعاً.
في الطريق اقتطعت غصن شجرة " "Pinje، وحاولت تزينه قليلاً،كان أقسى من ان ألويه،كما لو انه من الفولاذ.
هذا قطعا ليس بشجرة عيد الميلاد التي كانت أمي تنتظر ان أعود بها الى البيت.
عزيزي، أيها القس.
ان عبق هذه الشجرة،دونما شك،كانت السماء قد أعجبت به ايضا.
دعني أكمل قصتي بالكامل:-
في نفس اللحظة التي غادرت انت بها،المرأة العجوز ابتهلت،الى العذراء مريم-كأم شخصية-أن يكافئ هذا العمل الغير مُنتظر،أقارب السجناء وعوائلهم هناك،كانوا على يقين إنهم التقوا ملاكاً،لذلك صلّوا،مبتهلين، شكرا للملائكة عن الحلوى التي اشتروها.
ايها الصبي انت تلقيت شكر الرب،لأنك فكرت بجوعه. العذراء والملائكة والإله سمعوا أولئك الناس المصلين والمبتهلين لمساعدتك إياهم.
عندما قطعت شجرة "Pinje" ملأته العذراء برائحة الطفولة وعبق القلوب البريئة،عندما كنتَ ماشياً،حولتْ الملائكة أشواك الغصن الى ذهب.
في النهاية عندما انتهوا الى رأى المسيح العمل ليباركه.. ومن الآن فصاعدا،من يمسس هذا الغصن..يكون قد برأ من ذنوبه وتحققت أحلامه،وهكذا يكون.
على حذّ قول العارفين.. يوجد غصن الصاج المقدس ولما يزل في سانت مارتن،وقوته الكبيرة؛انه يعطي البركة لكلّ من يساعد الآخرين مهما كان بعيدا عن هذه القرية الصغيره في بيرييه.



#علي_إبراهيم_صافي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي إبراهيم صافي - قصة جديدة للكاتب البرازيلي باولو كويهلو