أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - وليد ياسين - نقطة الصفر.. بين عامين!














المزيد.....

نقطة الصفر.. بين عامين!


وليد ياسين

الحوار المتمدن-العدد: 3593 - 2011 / 12 / 31 - 16:36
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    


لست نادماً على انتهاء العام المنصرم.. ولست أستبشر الغيب الذي سيحمله إلينا العام المقبل.. فلكل حادث حديث.. وما سيحدث في العام المقبل سنوازن تأثيره علينا بعد مواجهة أيامه كاملة.
صحيح أن العام المنصرم حمل إلينا الكثير من الفرح الذي تمثل أساساً بالنسبة لنا هنا كفلسطينيين وكعرب في حوض المتوسط، بخروج المارد من القمقم، في ثورات الربيع التي اجتاحت العديد من البلدان العربية ذات الأنظمة المتعفنة والموالية للامبريالية وللشيطان الأميركي، والمعادية لشعوبها بل والكابتة لحقوق شعوبها وكرامتها.. فرحت لسقوط نظام اللص بن عابدين، ونظام الفاسد مبارك، ونظام المجنون المهووس بالنساء القذافي، وكنت سأفرح أكثر لو اكتملت الدائرة بسقوط أنظمة الراعي في اليمن، وأنظمة القهر والاستبداد في الجزيرة العربية، بل وأنظمة التسلط العائلي تحت شعار الملكية والعائلية والقبلية في كل الوطن العربي، لأن الوقت حان كي تحقق شعوبنا العربية نهضتها بعد عقود من القهر والاستبداد ونهب الثروات لصالح فئات قليلة على حساب تجويع الملايين.
وصحيح أن العام المنصرم شهد خروج المارد على المحتل الإسرائيلي الغاشم في مسيرات يوم النكبة التي شهدت اجتياحا غير مسبوق لبعض نقاط الحدود التي نصبها الاحتلال في الجولان المحتل، وملاطمة الكف الفلسطينية – اللبنانية لمخرز الاحتلال في مارون الراس، جنوب لبنان، ولعل مشهد ذلك الفلسطيني الذي تمكن من الوصول إلى مسقط رأس أجداده، يافا، من أكثر اللحظات المؤثرة لذلك الحدث الكبير الذي هز أركان الكيان الذي يعتبر أقوى دولة عسكريا في الشرق الأوسط.
وكان مثلجاً للصدر على الصعيد الفلسطيني الداخلي، حدوث تقدم في قضية إعادة اللحمة ووقف تشرذم الفصائل الفلسطينية، هذا الحدث الذي ننتظر بفارغ الصبر اكتماله بسقوط كل مخلفات الاتفاقيات المهينة التي لم تحقق لشعبنا حتى الاستقلال الكامل، حيث لا يزال الاحتلال وقطاعات مستوطنيه الفاشية يعيثون القتل والدمار حتى في الأراضي التي يفترض خضوعها للسيطرة الفلسطينية الكاملة.
إلا أن العام المنصرم كان عام هدر دماء الشعوب العربية على أيدي أنظمة القمع، سواء كانت الفاسدة والسفاحة، أو تلك التي اعتبرناها ذات مرة، ثورية، ووحيدة في مواجهة المطامع الامبريالية في المنطقة. فحتى تلك الأنظمة الثورية، كسوريا، فشلت في تحقيق مطالب شعوبها بالحرية والكرامة، وأعملت فيها يد القتل، تحت ستار محاربة جهات عقائدية وإرهابية متسللة، دون تفريق بين تلك الجهات وبين الشعب الذي خرج بمئات الألوف مطالبا بالتغيير فتم التعامل معه بالقتل دون أي تمييز. لقد أعلن النظام السوري أكثر من مرة، وعلى لسان رئيسه، نيته إحداث التغيير، لكن تلك التصريحات لم تكن إلا مجرد ضريبة كلامية في واقع مرير اختلط فيه الحابل بالنابل ولم يعد حتى السوريون أنفسهم يميزون بين الصديق وابن الوطن المطالب بالحرية، وبين المخرب أو الدخيل المطالب بتدمير الوطن.
أما في ليبيا، وان كان النظام قد انتهى بمقتل معمر القذافي، فقد كان الثمن هدر دماء غزيرة سفكها "الثوري" الساقط بنهج لا يقل فاشية عن فاشية الطليان أيام ثورة الاستقلال التي قادها البطل الثوري عمر المختار.
والأمر نفسه ينسحب على اليمن ودول الخليج التي قمعت المتظاهرين بالحديد والنار..
تلك الدماء التي سفكت على طريق التحرر، وان لم يكتمل في بعض المواقع، يعتبرها المؤرخون، عادة، ضرورية وحتمية في النضال من أجل التحرر، لكنه كان يمكن منعها أو تقليصها حتى قرابة الصفر، لو تصرفت الأنظمة الطاغية كما فعل زين العابدين في تونس، بأن استسلمت للواقع وتركت بلادها لشعوبها.
إن العين لتحزن والقلب يتمزق على ما يحدث في سوريا، وعلى اضطرار ليبيا إلى تحمل غزو أجنبي في سبيل التخلص من السفاح معمر القذافي.. وما يخشى منه أن يتكرر مسلسل الدم والاحتلال في سوريا إذا ما عملت الامبريالية على اجتياح سوريا تحت ستار التخلص من النظام، كما فعلت في العراق، فتحرق الأخضر واليابس وتواصل نهب ثروات وحضارة الشرق.
سنبكي كل الذين سقطوا على طريق التحرر.. لكننا لن نبكي انصراف العام 2011 لما خلفه من مآس ودماء في عالمنا العربي ككل.
أما العام المقبل، فلن نتجرأ على استقراء صورته.. لأن ما سيحمله لا يزال في علم الغيب.. لكننا وكما يتمنى الجميع في قلوبهم، نتمنى أن يحمل في طياته بارقة أمل، ويحمل التغيير المتوخى في العالم بأسره.
وكل عام وأنتم بخير



#وليد_ياسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سالم جبران.. وداعاً
- توفيق طوبي الإنسان كما عرفته...
- بوعزيزي شعلة الانتفاضة التونسية
- مشاعر مختلطة في -أسبوع الآلام-
- مجزرة أسطول الحرية ومسألة الارهاب!
- على هامش مئوية شفاعمرو برعاية بيرس: بحر الدم الهادر من كفر ق ...
- في واحة -شاباك لاند-
- ناجي فرح يروي حكاية وطن ضاع يوم -قامت لِقْيامِة-
- شفاعمريون - من يخلد هذه الأسماء؟
- وداعا أخي احمد سعد، أيها الراسخ كحجارة البروة في وجه العاصفة
- حكاية يوم الأرض 1976
- كلينتون، صمتت دهرا ونطقت عهرا
- المواطنة مقابل الولاء لاسرائيل ورموز الصهيوينة، مشروع قانون ...
- عيد العشاق... الأحمر في فلسطين لون الحب... والحقد
- أجنّة لم ترَ النور في العدوان الأخير على غزّة... أنابيب موال ...
- لماذا يجب أن نصوت في انتخابات الكنيست ولمن؟
- عندما ينتفض أطفال 1948... أمام حقيقة أنهم فلسطينيون!
- التفجيرات الانتحارية والعمالة ...وجهان لعملة البطالة الفلسطي ...
- لماذا هذا الاستغلال؟ رسالة مفتوحة الى بيت الشعر الفلسطيني
- الفلسطينيون ضحايا 11 سبتمبر أيضاً... أي كارثة ونكبتنا مستمرة ...


المزيد.....




- لماذا تهدد الضربة الإسرائيلية داخل إيران بدفع الشرق الأوسط إ ...
- تحديث مباشر.. إسرائيل تنفذ ضربة ضد إيران
- السعودية.. مدير الهيئة السابق في مكة يذكّر بحديث -لا يصح مرف ...
- توقيت الضربة الإسرائيلية ضد إيران بعد ساعات على تصريحات وزير ...
- بلدات شمال شرق نيجيريا تشكل وحدات حماية من الأهالي ضد العصاب ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود- على أهداف في العمق الإيراني و ...
- قنوات تلفزيونية تتحدث عن طبيعة دور الولايات المتحدة بالهجوم ...
- مقطع فيديو يوثق حال القاعدة الجوية والمنشأة النووية في أصفها ...
- الدفاع الروسية: تدمير 3 صواريخ ATACMS وعدد من القذائف والمسي ...
- ممثل البيت الأبيض يناقش مع شميغال ضرورة الإصلاحات في أوكراني ...


المزيد.....

- روايات ما بعد الاستعمار وشتات جزر الكاريبي/ جزر الهند الغربي ... / أشرف إبراهيم زيدان
- روايات المهاجرين من جنوب آسيا إلي انجلترا في زمن ما بعد الاس ... / أشرف إبراهيم زيدان
- انتفاضة أفريل 1938 في تونس ضدّ الاحتلال الفرنسي / فاروق الصيّاحي
- بين التحرر من الاستعمار والتحرر من الاستبداد. بحث في المصطلح / محمد علي مقلد
- حرب التحرير في البانيا / محمد شيخو
- التدخل الأوربي بإفريقيا جنوب الصحراء / خالد الكزولي
- عن حدتو واليسار والحركة الوطنية بمصر / أحمد القصير
- الأممية الثانية و المستعمرات .هنري لوزراي ترجمة معز الراجحي / معز الراجحي
- البلشفية وقضايا الثورة الصينية / ستالين
- السودان - الاقتصاد والجغرافيا والتاريخ - / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني - وليد ياسين - نقطة الصفر.. بين عامين!