أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - سيبقى العراق وطنا بلا عيد وطني















المزيد.....

سيبقى العراق وطنا بلا عيد وطني


ضياء الشكرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 20:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


معنا بأن هناك توجها نحو تغيير اسم ما سمي بـ(يوم الوفاء)، والذي هو يوم انتهاء الوجود العسكري الأمريكي، إلى تسميته بـ(العيد الوطني العراقي)، كما ذهب فريق إلى تسميته بـ(يوم الجلاء). وفي تقديري إنه لا أكثر ولا أقل من كونه (يوم انتهاء الوجود العسكري الأمريكي). سأبين لماذا لا يصلح هذا اليوم لاعتباره (العيد الوطني العراقي)، ثم ما هي مواصفات اليوم الذي يصلح بها يوم ما أن يكون عيدا وطنيا، ثم كيف أن العراق ليس له عيد وطني حتى الآن.
يوم جلاء قوات احتلال أجنبية من أي بلد يصلح أن يكون عيدا وطنيا، عندما تكون هذه القوات موجودة رغما عن الإرادة الوطنية الجامعة، وتصر على بقاءها حتى تُجبَر على الجلاء وتُطرَد عبر النضال والقتال والمقاومة، عندها يستحق أن يكون ذلك اليوم العيد الوطني لذلك البلد. وعندما يكون خروج القوات الأمريكية طردا لها عبر المقاومة، لا بد أن يكون هناك إجماع وطني على اعتبارها قوات احتلال. بينما الاحتلال كان قد انتهى في العراق بتوقيع اتفاقية الإطار الاستراتيجي في 17/11/2008، ثم حتى لو اعتُبِر التواجد الأمريكي احتلالا من ناحية القانون الدولي، فإنه من الناحية السياسية قد اختُلِف فيه، فمن القوى السياسية الرئيسة في العراق من عدّ القوات الأمريكية قوات تحرير، ومنها من عدّها قوات صديقة، ومنها من عدّها قوات احتلال، بل ربما قوات معتدية وغاشمة وبالتالي عدوة، وذلك حسب المدارس الإيديولوجية المختلفة، أي من يسمي أمريكا والغرب بقوى الاستعمار والإمپريالية، أو من يسميها بقوى بقوى الكفر والاستكبار.
ثم إنهاء وجود هذه القوات في هذا الموعد كان وما زال مُختلَفا عليه، فمن القوى السياسية الرئيسة من كان يرى وجوب بقاء القوات الأمريكية لمدة إضافية يُقرَّر أمدها بالتفاوض بين الطرفين، وبتقدير المدة التي يحتاجها العراق لبقائها. وهنا لا بد من التأكيد أن وجود قوات أجنبية على أرض الوطن بإرادة وطنية، وليس رغما عن الإرادة الوطنية، ولحاجة ومصلحة وطنيتين، لا يُعَدّ خدشا بالسيادة الوطنية، وبالتالي لا تُعَدّ تلك القوات قوات احتلال، هذا على فرض لو أن العراق كان قد طلب بقرار وطني الإبقاء على هذه القوات لمدة إضافية.
بهذا وبقطع النظر عن موقف هذا الطرف أو ذاك، لا يصلح أي يوم أن يُعَدّ عيدا وطنيا، ما لم يحظ ذلك بإجماع أو بما يقارب الإجماع الوطني. وهذا غير حاصل بالنسبة لهذا اليوم، دون أن يعني أنه لا يمكن عده يوما من الأيام الوطنية المهمة، ولكن هناك فرق بين أن يكون يوم ما يوما من الأيام الوطنية المهمة، أو أن يكون «(أَلـ)ـيوم (أَلـ)ـوطني»، أو «العيد الوطني» لبلد ما، بمعنى أنه أهم تلك الأيام الوطنية.
ثم إن العيد الوطني، علاوة على أن يحظى بشبه إجماع وطني على عدّه عيدا وطنيا، فمن لوازم عده كذلك، أن يحس أكثر المواطنين بشكل عفوي وتلقائي بأنه عيدهم الوطني، بقطع النظر عن طريقة التعبير عن ذلك الإحساس، سواء بالاحتفالات، أو المسيرات، أو المهرجانات، أو أي تعبير بالابتهاج، أو بمجرد حضوره في ذاكرتهم وفي وعيهم كيوم تاريخي مهم، ويكون مدعاة للفرح، وجديرا بتخليد ذكراه.
وإذا كان يوم انتهاء الوجود العسكري الأمريكي غير مؤهل لعده عيدا وطنيا للعراق، وإن كان يوما وطنيا مهما، فلنطرح السؤال عن أي يوم من أيام العراق يا تُرى جدير بأن يكون العيد الوطني العراقي. هنا أقول إن العراق ليس لديه حتى الآن عيد وطني، ولن يكون له عيد وطني في المستقبل القريب، حتى لو أعلن رسميا يوم ما عيدا وطنيا، وعطلت فيه دوائر الدولة.
إذا نظرنا إلى الأيام المهمة في تاريخ العراق السياسي الحديث، لن نجد يوما مناسبا ليكون بمثابة العيد الوطني، ربما باستثناء يوم واحد كما سيأتي، لكنه يوم مَنسيّ أو يكاد يكون. فلدينا الثالث والعشرون من آب، والثالث من تشرين الأول، والرابع عشر من تموز، والتاسع من نيسان، والخامس عشر من تشرين الأول.
23/08/1921 يمكن عده يوم تأسيس الدولة العراقية الحديثة بتتويج فيصل الأول ملكا على العراق، لكنه قد لا يحظى بإجماع لسببين، الأول لأن العراق كان تحت الانتداب البريطاني، ولم يكن دولة مستقلة كاملة السيادة، والثاني لكونه يوم تأسيس المملكة العراقية، وقد تحول العراق إلى نظام جمهوري منذ تموز 1958.
03/10/1932 هو يوم دخول العراق كدولة مستقلة معترف بها دوليا في عصبة الأمم، وسأعود إلى هذا اليوم.
14/07/1958 هو يوم تأسيس الجمهورية العراقية، وبالرغم من أنه يوم وطني مهم، إلا أنه لا يحظى بإجماع العراقيين بعدّه (العيد الوطني) أي اليوم العراقي الأهم، خاصة بعدما انبعثت ثقافة جديدة لا ترى من المسلمات الوطنية صحة إسقاط العهد الملكي عن طريق الانقلاب العسكري، لاسيما إن هذا اليوم قد اقترن بممارسات دموية، وهناك من يرى اليوم أن النظام الملكي مع الإقرار بسلبياته ربما كان الأجدر العمل على إجراء إصلاحات سياسية له، بدلا من الانقضاض عليه بالانقلاب وإسقاطه، والذي فتح باب الانقلابات التالية له، وأسوأها الانقلابان البعثيان عام 1963 وعام 1968، وإن كنت لا أنسجم مع النظم الملكية، لعدم وجود مبرر عقلاني مقبول يجعل منصبا ما دائما لشخص واحد مدى الحياة، ثم جعله متوارَثا في أسرة محددة.
09/04/2003 هو يوم تحرير العراق من أعتى وأقسى وأبشع الديكتاتوريات في تاريخ العراق الحديث، لكنه لم يجر بفعل عراقي عن طريق ثورة شعبية مثلا أو تمرد عسكري مدعوم بتأييد شعبي، بل بواسطة حرب شنتها قوات أجنبية، انتهت بإسقاط النظام البعثي الصدامي، وأعقبها احتلال للعراق. ولذا فهو يوم تحرير عند البعض، لكنه يوم احتلال عند البعض الآخر، وهو يوم تغيير عند فريق ثالث، لا يريد أن يسميه لا احتلالا ولا تحريرا، وهذا ما أميل إليه.
15/10/2005 هو يوم التصويت على أول دستور للعراق يُشرَّع من هيئة منتخبة، ويُقَرّ عن طريق التصويت الشعبي، لكنه لم يتحول لا في الوعي الشعبي العام، ولا عند القوى السياسية بما يشبه الإجماع، إلى اليوم العراقي الأهم، بسبب العجلة التي كتب بها الدستور، وللكثير من الملاحظات التي سُجِّلت عليه، ولمقاطعة أغلبية أحد المكونات الأساسية للتصويت.
بالنسبة لي - ولا أمثل إجماعا - فإن العيد الوطني الحقيقي للعراق هو يوم لم يأتِ بعد، إذ هو يوم إعلان العراق (دولة علمانية)، ذلك بإجراء استفتاء شعبي على دستور علماني جديد، يؤكد الأساسين الديمقراطي والعلماني للدولة، فيكون الاستفتاء مزدوجا، تارة على الدستور المعدل عموما، وأخرى على علمانية الدولة العراقية بشكل خاص.
ولكن حتى تحقق ذلك الحلم الذي ما زال بعيد المنال، لعلنا نستطيع عدّ الثالث من تشرين الأول، يوم دخول العراق في عصبة الأمم، هو (العيد الوطني العراقي)، إذا كان لا بد من أن يكون هناك عيد وطني، لكون الاحتفال بتأسيس الدولة العراقية في 23 آب، وإن كان مهما، إلا أنه في نفس الوقت احتفال بتأسيس المملكة العراقية بتتويج الملك فيصل الأول، فيكون احتفالا بتأسيس النظام الملكي، ولكون الاحتفال بالرابع عشر من تموز وتأسيس الجمهورية العراقية بقيادة الزعيم الوطني الخالد عبد الكريم قاسم، وإن كان مهما، إلا أنه في نفس الوقت احتفال بقتل العائلة المالكة، وسحل رئيس الوزراء الراحل نوري السعيد، ولكون التجربة لم تؤسس لنظام ديمقراطي، ولكون يوم تحرير العراق من ديكتاتورية صدام في 9 نيسان، وإن كان مهما ومهما جدا، إلا أنه في نفس الوقت بداية يوم الاحتلال الأمريكي - خاصة بالنسبة للراديكالية الإسلامية، والراديكالية العروبية، والراديكالية اليسارية - الذي انتهى الآن بعد ما يقارب التسع سنوات.
فهل نعلن الثالث من تشرين الأول عيدا وطنيا، لحين انبعاث اليوم الوطني الذي سيبقى لعقود من الزمن حلما وطنيا جميلا، بتأسيس دولة الإنسان، الدولة الديمقراطية العلمانية، دولة المواطنة، دولة الحريات، دولة الكرامة الإنسانية، دولة العيش الكريم والمرفه، دولة مساواة المرأة بالرجل، ومساواة غير المسلم بالمسلم، بل حتى مساواة الضيف الأجنبي بالمواطن على أساس الأخوة الإنسانية.
كتبت في 26/12/2011 ونشرت في 30-31/12/2011



#ضياء_الشكرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الربيع العربي ومدى قدرته على إنتاج عملية ديمقراطية 2/2
- الربيع العربي ومدى قدرته على إنتاج عملية ديمقراطية 1/2
- الديمقراطية والإسلام .. متنافيان – إجابة على تعليقات القراء
- إجاباتي على أسئلة الحوار المتمدن
- الديمقراطية والإسلام .. متعايشان أم متنافيان 2/2
- الديمقراطية والإسلام .. متعايشان أم متنافيان 1/2
- لماذا تضامن العراق (الديمقراطي) مع ديكتاتوريات المنطقة
- دعوة تشكيل الأقاليم ما لها وما عليها
- هادي المهدي القتيل المنتصر
- الشرقية تسيء إليّ مرة أخرى بإظهاري محاضرا دينيا في تسجيل قدي ...
- حول التيار الديمقراطي العراقي مع رزكار عقراوي والمحاورين
- ليكن التنافس حصرا بين العلمانية والإسلام السياسي
- علاوي - المالكي - جزار التاجي - الخزاعي - ساحة التحرير
- عملية التحول الديكتاتوري والشباب الأربعة وهناء أدورد وساحة ا ...
- حكومتنا تتقن فن تصعيد غضبنا إلى السقف الأعلى
- ضياء الشكرجي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الإسلامي ...
- مصانع الإرهاب: الفقر، الجهل، الدين
- سنبقى خارج الإنسانية طالما لم نتفاعل إلا سنيا أو شيعيا
- سنبقى خارج الزمن طالما سنّنّا وشيّعنا قضايا الوطن
- المالكي والبعث و25 شباط ومطالب الشعب


المزيد.....




- مجلس الشعب السوري يرفع الحصانة القانونية عن أحد نوابه تمهيدا ...
- تحذير عسكري إسرائيلي: إذا لم ينضم الحريديم للجيش فإن إسرائيل ...
- السفير الروسي ردا على بايدن: بوتين لم يطلق أي تصريحات مهينة ...
- بالفيديو.. صواريخ -حزب الله- اللبناني تضرب قوة عسكرية إسرائي ...
- وزير الدفاع الكندي يشكو من نفاد مخزون بلاده من الذخيرة بسبب ...
- مصر.. خطاب هام للرئيس السيسي بخصوص الفترة المقبلة يوم الثلاث ...
- -أضاف ابناً وهميا سعوديا-.. القضاء الكويتي يحكم بحبس مواطن 3 ...
- -تلغراف- تكشف وجود متطرفين يقاتلون إلى جانب قوات كييف وتفاصي ...
- إعلام سوري: سماع دوي انفجارات في سماء مدينة حلب
- البنتاغون: لم نقدم لإسرائيل جميع الأسلحة التي طلبتها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ضياء الشكرجي - سيبقى العراق وطنا بلا عيد وطني