أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضرار خويرة - روما ونبي العرب














المزيد.....

روما ونبي العرب


ضرار خويرة

الحوار المتمدن-العدد: 3592 - 2011 / 12 / 30 - 15:55
المحور: الادب والفن
    


ولا تعلمين كيف وصلت !!
البيد كلها
لم تتسع لحجم نبوتي ... فرحلت
لملمت نبوتي من شعاب مكة
وبعثت للوحي برقية أقول فيها:
بأني سافرت ....
لملمت نبوتي ... عبأتها أكياسا
حزمتها على ظهور النوق وانتظرت
فلا عنترة صديقي كي يردني
لا ولا عروة أبي !!!
حتى أمية بن أبي الصلت
تخلّف عن الوداع .. حتى الوداع
أنت ....لا تعلمين كيف رحلت
....
وفي الطريق
خرج عليّ تأبط شرا
والشنفرى بيده النصل :
"أفْلِتْ زمام الإبل"
فأفلّت
سرقوا كل أمتعتي
إلا ناقة عروض
فهل يأكل الفقراء نبوة !!
لله درّكم من صعاليك
ما كنت جعت !!
....
وأكملت على ظهرها رحلتي
وعلى أقدامي تارة سرت
وكنت أظنها لن تخون
سليلة الأوفياء من بني العرب
أمها النعامة ووالدها المشهّر
لم تطأ أرجلها الاسفلت ....
ومع ظني مضيت
إلى أبواب فارس
فردني كسرى
وكأني من الحيرة أرسلت !!
وبذل الأنبياء أمام جلال الوحي :
يا ذا التاج والسلطان
أنا لا صلة لي بالنعمان ...
لا قربى ... هكذا قلت
لكنه - ونصل السيف على عنقي -:
"ارحل لوسمحت"
فرجعت عن فارس
رجعت .
أبحث عن ملوك أطعمهم نبوتي
ونسيت أني سُلِبْت
....
على أبواب مدينة الروم
وقفت ناقتي ونزلت
البوابة الكبرى لا حراس عليها
مفتوحة على شارع من الرخام ...
وجنود طيبون من الرخام
رصفوا طريقي للبلاط
وحرابهم في أيديهم مصابيح الطريق
وفي البلاط على العرش
قيصر الذي ماتوقعت ...
أين الكبرياء والانفة
والصلافة التي عرفت
قيصر بقلب راهبة مؤمنة !!!!
وقف خالعا كل مسماه
وطوى البساط إلي وانحنى :
"حللت أهلا ،
وسهلا على روما نزلت" !!
ماهذا قيصر الذي خبرت
وما همني ...
فثمة ملك يأكل نبوتي
وثمة ما تبقى منها في إزار ثوبي
خبأتها للوقت
لقيصر الذي أكرمني
عرفني حين أنكرتني البدو جميعها
قيصر يستحق أن ياكل من زادي
بمثل ما أكلت
وغضضت الطرف عن كل القادة
الذين يناقشون خططهم
ويعرضون عليه الخرائط وأوعية الزيت
مدجيين بكل الخبث والحنكة
متشحين أردية الموت
....
قيصر الذي جئته بحلق جاف
ومعدة خاوية !!
فوجدت سمنا وعسلا
وخمرا
أكلت فشبعت
شربت فسكرت
طربت فنمت
وعلى الأريكة بجوار العرش غفوت
.....
لأن الأنبياء يرغبون فيتعبون
ولهم في الدنيا مارب
غفوت ...
والكوابيس اطمأنت
فهل صحوت ... صحوت
لأرى معاوية يسرق عن كاهلي العبء
ويلف حوله القبائل
وابن ربيعة يقتنص النساء عن الغدران
وقيس ألهته العامرية عن شعائري
وصارت قبلته إلى مالا أقبلت !!!
ومضيت يا دولاب العُرْبِ تدور
تارة تطمئن لبني أمية
وتارة تؤول للأعاجم في الثغور
ألا يا هارون الرشيد .
يا بن بيتي
ألاك لا رشدت
من طعنني في الظهر
أسيف برمكي هذا أم سيفك أنت
ولا زلت يا دولاب العُرْبِ تدور
الدولة الععظمى تشظت ثغورا
وهذا النبي الجديد ... !!!
وحيه درهم وربه دينار
مابين الحمداني في دمشق
والإخشيدي في مصر يسير
وتسألينني : أين صرت !!
في قصرك روما على الجدران
صور لعنترة مشنوق
والحربة التي أنارت طريقي
مغروسة في جمجمة عروة بن الورد
ومن سقف القصر بخيط
تدلى لسان ابن ابي الصلت
وتسألينني أين صرت
أنا لا أعرف أين كنت .....
أنا نسيت هناك نبوتي والوحي
وهنا لا القيصر يطعمني
لا ولا جنود الرخام يرصفون عودتي
لا شيء من ءاثارهم
سوى بقعة من الزيت على ثوبي
فخرجت أبحث عن ناقتي
ياالله أنا نبيك
عقلت وما توكلت
أين ناقتي أين رمل الصحراء
كل المساحات اسفلت
والطرق متشعبة
يا الله ... أنا نبيك وكيف لم أعرف
" ليس كابوسا ما رأيت"
قيصر باع نبوتي بالنفط
وانا بعت أمتي عندما جعت
يا الله نبيك لا زلت
مهما الوحي تأخر يا روما
ومهما ضللت !!!



#ضرار_خويرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها الدوري
- ردّة
- سياط
- كل من عليها فان


المزيد.....




- تونس خامس دولة في العالم معرضة لمخاطر التغير المناخي
- تحويل مسلسل -الحشاشين- إلى فيلم سينمائي عالمي
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ضرار خويرة - روما ونبي العرب