أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيدي المولودي - -دعاء الاستوزار-














المزيد.....

-دعاء الاستوزار-


سعيدي المولودي

الحوار المتمدن-العدد: 3591 - 2011 / 12 / 29 - 23:42
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


...وإذا ما انتابتك حمى الاستوزار، فتوضأ وضوءك الهائج، وتقدم لصلاتك الغائبة وارفع يديك متضرعا ومتدبرا بالدعاء:
اللهم إني أشكو إليك ضيقي، وجدب الحياة والممات، اللهم إني بهيمتك التي ترعى كلأ الديموقراطيات الحائضة المطروحة على الطرقات، والانتخابات البائتة، النزيهة حد النخاع الشوكي،وتستظل بشجر الملائكة الأطهار، الأطيار الذين تطير خيرات البلاد باسمهم وترحل الغنائم إلى حيث يستحمون وينامون في علب من كبرياء..
اللهم إني أسألك مؤجلات رحمتك، فأنا محمل بتاريخ من نضالات شريدة تغنيني عن الهشيم، أكتب تاريخ الوصول، وأرسم عناقيده القادمة،وإيقاعات المحو وحرق المراحل، والقفز على الحبال والترحال بين شرفات الأحزاب والقبائل الكسيرة، أتوكأ على رميمها لأقضي حاجتي موزعا بين اليمين واليسار والشمال والجنوب والسلف الصالح المدجج بالحقائب الموقوتة..
اللهم إني ابن هذا الصفيح المترف، أدركت متأخرا أن السياسة لعب ولهو، وأن ظاهرها بر وباطنها بحر، وأن شراراتها تغريني كي أضع خطاي في طريق السلالات التي تتسع لوهجها أرصفة وبورصات وودائع البلاد، وتمضي إلى حيث تضيء المواقع وتشتعل الأنقاض تباعا..
اللهم إني أهفو لضباب السلطة، فألقني في غيها، ولا تمهلني، إني الرماد المناسب للنار المناسبة، أبني تاريخي على نبض الشهوة وأطرق خيلاء الشهرة، فأيقظ أشلائي في اتجاه الطوق لأسجد في محراب الوصول وأكون الشجر و تراب الرجلين.
اللهم إنك المجيب، المستجيب، أستوزرك بعلمك، فهبني من لدنك أجنحة لجهاتها، اللهم إني أستوزرك بقدرتك فافتح خرائط التعيينات في وجهي، وألق بفيضك في روحي كي يؤذن لها بالأمان. اللهم إني أسألك فضلك العظيم الذي لا ينفد، أمسكني من دمي وضع يدي على حقيبة برج الصحو: وزيرا بدون حقيبة، أو منتدبا على الأقل يهبط العالم الأسفل ليرى سماء الآلهة والمخزن العريق.
اللهم إني أسألك أنت علام العيوب والجيوب، فلا تتركني في خلوتي أحدق في مصيري لتعبث به فأس الأحزاب التي تخطيء دائما الطريق إلى الشجرة.
اللهم إني أضرب الكف بالكف، يتنهد الخوف على صدري، أستند كالغريق إلى مرآة حزبٍِ لا يبالي، ويصرفني لاحتمالات الإبعاد، اللهم إني أحس بالرجفة تمتد لنشيجي، المطر قريب مني، فاجعل مياه الوزارات أقرب، ودعها تغرق جدران القلب وتغلق باب الهواء.
اللهم لا حزب الآن أوليه ظهري، أو يدرأ عني الويلات، أريد أن أحطم حجر هذه العزلة وأغسل قلبي وأمشي وحيدا إلى ضوء الوزارة، كل طرق الأحزاب لا تؤدي، نمضي فيها ولا نصل، وأنا أسلمت أمري إليك، تقلبت سنين في لياليهم وجعلت الأيمن منهم على الأيسر والأيسر على الأيمن ولا راية تفي بوعودها. اللهم إني بك أستنزل حاجتي، وليس لي غير هذا الجنوح، وأنت تعلم، فافتنني بمقابضها، فلا أحد سواك يصد في قلبي شراسة الصعود.
اللهم إني جعلت الحزب مطية، والنضال العاج بالعابرين والانتخابات المأهولة بالأساطير وسيلة، وتيقنت أن لا خير في حزب لا يصنع مني وزيرا، أو يلقيني للأعالي حيث المخزن العريق يسرج أحضانه ليلقاني، أو يقلدني منصبا أقرب إلى رأس العين.
اللهم إنك تعلم طويتي، لم أعد أشبه هذه الأمة، تتملكني الرغبة للوزارة، فاجعل حظي حليفها، قد تكون هذه الرغبة متأخرة، ولكنك تعلم وأنت علام الغيوب أن هذه الوزارة هي باب ركضي ، وخير لي في ديني ودنياي وآخرتي، وفي معاشي وهي عاقبة أمري، ومن أجلها تنازعت الطرقات والزبد المتساقط في الفلوات وتذرعت بكل تخوم الولاء والتزلف لكل سدنة الحزب كي أنال رضاهم، اللهم إني اعتبرت رضاهم من رضاك، فاقدر لي هذه الوزارة ويسر أمرها لي، وبارك خطواتي لعشبها ولا تصرفني عن بريقها أو تصرفها عني، إني في انتظار أن تسقط في حضرتي ويغشاني هواؤها.



#سعيدي_المولودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحملة والشعارات الانتخابية
- - تنزيل الدستور وما يليه-
- - إن ينصركم الناتو فلا غالب لكم-
- في نقد حصيلة الحوار الاجتماعي: الأساتذة الباحثون والقبض على ...
- -الرافد العبري-
- انتخابات برج القوس
- الانتماء المغاربي لسعدي يوسف ( قراءة في نصوص الشمال الإفريقي ...
- -الضحالة المغربية-
- أحقاد -هيلاري-
- السقوط المغربي
- يوم فاتح يوليوز 2011: أنا غائب..
- قراءة في دستور مغرب 2011.( 2) .باب الأحكام العامة
- قراءة في دستور مغرب 2011 : المغرب والهويات السبع
- -البقاء على قيد المخزن-
- تنظيم -القاعدة-وتنظيم -الاستثناء- في بلاد المغرب
- ابتهالات للدستور الجديد
- زلات رئيس جامعة مولاي إسماعيل بمكناس
- -قل ولا تقل... دون احتساب الرسوم-
- الغربة في الشعر الأمازيغي بالأطلس المتوسط
- في نقد استراتيجية التهييج


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - سعيدي المولودي - -دعاء الاستوزار-