أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسام غملوش - رسالة الى السماء















المزيد.....

رسالة الى السماء


وسام غملوش

الحوار المتمدن-العدد: 3591 - 2011 / 12 / 29 - 15:53
المحور: الادب والفن
    





حين أردت معرفة ذاتي
رأيتك أنت من انتحل صفاتي
فلا أريدك إلهاً على شاكلتي
لأن شاكلتي صفة
من صفاتك الأخريات

أريدك إلهاً لسمائي
يمطر صحرائي جمال البعث
لا إلهاً يروي أوهامي بآمالٍ خاوية
ضللتني عذاباتها

أريدك إلهاً يصلي لمعاناتي
لا إلهاً يريدني حقيراً,ذليلاً
خانعاً,خاضعاً قسراً له
أريدك إلهاً حنوناً,عاشقاً
يحب السمر
و يرشف الخمر من شفاهي
لا إلهاً,يغضب,و يهدم
إذا انتفض أضعف العالمين في قبره
يشكو ظلم القدر

أريدك إلهاً يبكي لدمعتي
لا يجعلها مدراراً
فأشكره إذا أعادها دمعة

أريدك إلهاً يلعن جحيمه في اللحظة ألف مرة
..كي ينطفئ
لا إلهاً يجعل من أحبائه
حطباً لهذا الجحيم الذي
إن لم يكن في السماء كفكرة
كان على الأرض ..كان ...
لا أريدك إلهاً يمجّد الحياة ليبارك فعلته
و لا إلهاً لمرضى..جعل من دائه شكراً لدوائه
و أثبت وجوده
حين اعتل معبوده

أريدك إلهاً لدور عبادة
تكون صالة للأفراح
لا معقلاً للاستغفار و الرجاء
و لا ملاذاً للفقراء و الضعفاء
و أي قيمة للإطراء من المعوذين؟!
فالمحبة رقصة
و الرحمة شفقة يُذلُّ بها المعبود
عند الحضور وعند كل أفول

أريدك إلهاً لا يصاب إنسانه بالأذى
..عند كل رمية نرد
و لا يكون جسده البالي
..ساحة
تلهو عليها خيول العبثية

أريدك إلهاً يأخذ من البشر فقط صفة العدل
لا عدلاً تشيطن في توزيعه
بين أمة و أخرى
لنرى حكمة العدل في شيطنته
و إذا أردنا معرفتها
أصبحنا نحلل أحجية في متاهة الفئران

أريدك إلهاً ينقد ذاته
ويتحسس الحكم في نفسه
قبل صدوره على الآخرين
و يشعر بسلبيات الألم
فلا يقف فقط على إيجابياتها
ليمنحنا خلودا عقيما
في جنة ملذاتها فارغة
و ليس في جعبتنا
إلاّ أكليل المسيح

أريدك إلهاً يخجل من مكره
لا إلهاً يبرر المكر بالمكر

أريدك إلهاً لا يرتدي الأقنعة
لا إلهاً بت أجهل عدد أقنعته

أريدك إلهاً يتكلم عن معاناته
لا إلهاً يخلق من يتحمل عنه
أو يشاركه المعاناة
ثم يصمت في غيهبه

أريدك إلهاً يتسم بالمحبة
لا إلهاً يتباه بالعبودية

أريدك إلهاً يستغفرني حين يبارك المأساة على بيادري
لا إلهاً أستغفره فيلبس ثوب الفضيلة
..زهواً
ليسامحني ويغفر خطيئة منه
و لا يكن مواسياً لمأساتي

أريدك إلهاً لكل نجوى
لا إلهاً يبارك الشكوى
ويجعل على كل صفحة من صفحات العمر
ندوبا تحاكي ريشة المعبود

أريدك إلهاً يقلّم أظافر الصغار
و يروي حديقته من دموع محبته
لا إلهاً يروي حياته بدموع ساكنيها

أريدك إلهاً شاعراً سُرق منه حبيبه
لا جلاّداً فر منه عبيده

أريدك إلهاً لا يبرر الخطأ بالخطأ
أو يصحح الخطأ بالخطأ
فيقتل غلاماً
لأن في خلقه بضع من شوائبه

أريدك إلهاً إذا أخطأ اعترف
و صحح بشفافية لا تعلوها حكمة المكر

أريدك إلهاً إذا انتفض غاضباً
..قتلته رحمته

أريدك إلهاً
لا تتفوق رحمة مخلوقه على رحمته
... ... ...
لا أريدك إلهاً يشبع الروح الكئيبة بكآبتها
..فترضى
لا أريدك إلهاً واعظاً في ميدان المعركة
بل أريدك إلهاً يستل حبه سيفاً لوقف المعاناة
لا إلهاً يلهو في فن النصيحة
و يترك الدماء تعبر عن خفايا يائسة,أليمة

أريدك إلهاً لا ير في الشفقة إلا تأنيبا للضمير
أريدك أن تكون إلهاً لعيدٍ,بلا ضحية
لا إلهاً نكون في عيده الضحية
ولكن.. أي معنى لعيدٍ بلا ضحية!!!؟؟؟...

لا أريدك إلهاً ماكراً
و لا عاجزاً
و لا كاملاً,و إن كان ..لا يتباه بكماله
و لا يحبّذ النقص
و لا أريد منك حكمة تخلو من الشوائب
و لكن ..لا أريد منك شوائب
تخبّر عن حكمة مجهولة,واهنة

أريدك ,إلهاً يحترم مبغضيه-
حين يأنّون تحت جنح الظلام

أريدك إلهاً يحب لعبته الحمراء
لا إلهاً بحبه يهشمها, و يأتي بأخرى

أريدك إلهاً يكره ذاته
حين تتلى صفاته-
على السامعين ا لعاجزين أمام ذواتهم

أريدك إلهاً يخرُّ ساجداً
أمام من تحمّل أثقال الأمانة

أريدك إلهاً خلاّقاً ..لا يخلو من الهدم-
كي لا أغالي بالمثاليات
و لا أريدك إلهاً ينضح منه عالم المثل
بل أريدك إلهاً إن نضح بها
فلتكن في ملكوت الشعر
و إن مات شعره
فلتبقى سجينة في كوة التأمل

أريدك إلهاً يجهل فلسفة المبادئ
ليدنو منه أبسط ساذجٍ أودعه الحياة

أريدك إلهاً يبتسم أمام فضولي و تساؤلاتي
..وحتى كفري
و لا يجتزئ مني عود ثقاب .
أريدك إلهاً يراني غاية لا وسيلة

أريدك إلهاً لا يبحث عن ذاته فينا
بل إلهاً يرى ذاته الحرة فينا

أريدك ألهاً يكره عابديه لتملقهم في عباداتهم له
و يكره ذاته على هذه العبادة

أريدك إلهاً لأغنية حب
لا إلهاً لرغبات مكبوتة
أريدك إلهاً لا يحمل شعار المحنة المباركة
..ليمتدح آلامي
و لا أريدك إلهاً يهب في النور
و إذا حل الظلام
سرق و أعلن براءته

أريدك إلهاً إذا متُّ في عينيه مرة
كان في كل ميتة
ألف قيامة أحيا بها معه ..و ليس به
أريدك إلهاً خطّاء
أستلهم من خطيئته أغنية جديدة
لميناء عذريته
لأكون بحاراً يبتلعه موجه و لا يغرقني
و لا يرمني عارياً كيونس
لأكون علقة
خصوبتها أعباءه
لأستنفذ كل ما يكمن في صدري
من كفر و محبة
وهمجية الولادة ..و أطوف بها معه

لا أريدك إلهاً ينشطر في اللحظة ألف مرة
حتى لا تدركه الأبصار
أريدك إلهاً يمنح الكل
لا إلهاً يهب الجزء
و إذا سُأل قال:
(احمدوني فلم آخذ الكل)

أريدك إلهاً راعٍ لجنته
لا إلهاً حارساً على بوابات الجحيم

أريدك إلهاً يلهو مع طيبة السكارى
لا إلهاً يشارك خبث المتعلمين

أريدك وردة بيضاء تقلّمت أشواكها
لكن لا تخلو من سر غواية-
طرحتها وردة حمراء

أريدك إلهاً ينشرح صدره لرفضي
و لا يعاقب تمرد عقلي
و لا يبقى خامداً في عمق أعماق الوجود

أريدك إلهاً خلاقاً لا يمده شعوره بالزهو
..و نرجسية الفنان

أريدك إلهاً لا يُتلا كتابه مرثية -
للأحزان و الترهيب
أريدك إلهاً يلهو بين أحضاني
لا إلهاً أتعثر على عتبات هياكله
و لا أريدك إلهاً يصنع الشعر من آلامي
بل إلهاً يشعر من مرحي
و لو كان (تافهاً)مرحي
لأن المهم أنا الإنسان
ليس هذا الأنا العابد فقط

أريدك إلهاً يكره مدحي و تزلفي
و يحترم رفضي و نقدي

أريدك إلهاً يشرب الخمر معي
لا إلهاً يشرب دمي و دمعي خمراً

أريدك إلهاً راعياً لخرافي الضالة
لا ذئبا ينتظر المغيب

أريدك و جل ما أريدك
إلهاً إذا تشيطن ,كان في شيطنته
براءة الأطفال
وشغف الصبا
و رحمة العجائز لا يأسهن



#وسام_غملوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليست المشكلة في المحرّم (الخمر حلال عند الاعتدال)
- النور الاسود (الجزء الخامس و الاخير)
- النور الاسود (الجزء الرابع)
- النور الاسود (الجزء الثالث)
- النور الاسود (الجزء الثاني)
- النور ألأسوَد (الجزء الاول)
- الهبوط من الجنة بمركبة البراق ام فرضية رمزية؟
- تشيطن و انشاد
- اليسار شمعة تنطفئ في العالم الاسلامي
- رجال الدين على حافة الانقراض
- العالم،والعالم الاسلامي بعد زوال اسرائيل
- هل اله المسلمين زعيم مافيا؟
- اين تذهب النساء بعد الموت
- الله وسياسة الاديان (البقاء للاقوى)
- الانسان بين رذيلته والاستهزاء به
- البشرية مشروع فاشل
- هل يلتقي حزب الله الامريكي على (المخلّص)؟
- ليست السياسة لعق على الالسن
- امركة الفوضى الخلاقة
- إرم واسلام ومجاعة


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وسام غملوش - رسالة الى السماء