أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - الديمقراطية والنفاق الاميركي.. و-اليورانيوم المنضب-














المزيد.....

الديمقراطية والنفاق الاميركي.. و-اليورانيوم المنضب-


رشيد قويدر

الحوار المتمدن-العدد: 3591 - 2011 / 12 / 29 - 12:06
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


استخدم حلف الأطلسي "اليورانيوم المنضب" في ضرباته على ليبيا؛ هذا ما كشفته بأبحاثها على الأرض؛ مجموعة دولية متخصصة مستقلة، مؤكدةً أن ذخائر تنتمي لهذه الحظيرة الاشعاعية المحرمة قد استخدمت بشكلٍ كبير، وبحسب تقريرها: يشمل التلوث الأجواء والتراب والوقائع تشير إلى هذا، لأن الانتشار والتلوث الاشعاعي يشمل كامل الساحة الليبية الكبيرة، وأبدت بروز مخاوف من التلوث ومظاهره على الانسان والحيوان والنبات والمياه الجوفية مستقبلاً، ومخاوف من تشوهات المواليد بأمراض الأورام والخلل الوظيفي الغامضة، نظراً لنسب الإشعاع، والذي يمكن أن ينتشر مع الهواء ممتداً إلى البلدان المجاورة.
تعيد هذه الجريمة الإنسانية إلى الأذهان؛ ما فعلت الولايات المتحدة وبريطانيا في الجنوب والوسط العراقي عام 1991، وسبق وفعلتها الولايات المتحدة في صربيا وافغانستان، حيث يصبح العدوان والحروب من أجل ما يسمى بـ "الديمقراطية"، ميداناً لتجارب الأسلحة الجديدة.
وبحسب التقرير فإن المأساة "الاشعاعية" الليبية تضاهي حجم مأساة هيروشيما اليابانية، لكنها هنا أيضاً على كاهل ضمير "النظام العربي الرسمي" ممثلاً بالجامعة العربية، خاصةً اولئك الذين استدعوا الأطلسي، خدمةً لـ "الشرق الأوسط الجديد الاميركي – الصهيوني"، باعادة تفكيك للجغرافيا السياسية نحو المزيد من الصهينة، ويبرز هنا الاسلام السياسي المذهبي في نموذج القرضاوي وعباءته الفضائية المنسوجة في واشنطن، لصالح أَمركة المنطقة، ونحو تحويلها ومعها فلسطين إلى دولة يهودية على كامل رقعتها التاريخية.
ونحن نشاهد اليوم كيف يتسابقون على كسب ود "اسرائيل"، من ليبيا إلى جنوب السودان، كما نشاهد بازار خَطبِ ودّها من مرشحي الرئاسة للحزبيين الاميركيين الديمقراطي والجمهوري، وقد بدأ مبكراً؛ وستواصل حتى تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، لكسب دعم اللوبي الصهيوني. أليس هذا ما عبر عنه مزاد الجمهوري نيوت عنغريتش، وعديد من أمثاله على ضفتيّ الحزبين، وقد وصف الفلسطينيين "بشعب تمّ اختراعه"؛ معبراً بذلك عن انتمائه للايديولوجيا النازية، ومعبراً عن زيف "الديمقراطية" وعن نفاق القيّم الاميركية، بدلاً من أن يجيب ناخبيه عن الفقاعات التي أَغرقت الولايات المتحدة في أسوأ انهيار اقتصادي منذ ثلاثينيات القرن الماضي، عن الحروب التي تحقق فيها الفشل، عن الأنانية في رؤية هذا العالم، وعن عدم الرحمة والجشع والروح القبيحة، والسجون الطائرة وكيف يقوِّم ذلك، وقد اثبتت واشنطن مرة إثر مرة اليأس من قيّم الإصلاح في وضعها الداخلي، فقيّمها المؤسسة عصيّة على هذه المفاهيم.
لقد سوًّغت القوة المادية للسيناتور غنغريتش املاء احكامه "الاخلاقية"، ودون أن يرى أن المغامرات العسكرية لها كلفتها الباهظة، فلم يرى الإرهاب الصهيوني، بل لا يعرف أن فلسطين تحت الاحتلال، وليس لديها سجون طائرة، أو سجون في جزر متناثرة بالمحيطات، أو مراكز تعذيب في اوروبا الشرقية، حقاً إنه الجنون النازي ممزوجاً بالعمى والأوهام(!).
كما نسأل هنا بعض الناطقين بالعربية من أتباع ومنظري غنغريتش من العرب، وبعض مَنْ يلبسون الجبّة والعمامة الدينية المذهبية؛ "من اصحاب فتاوي للإيجار"، عن الأحكام "الفقيهية والأخلاقية"، على ضفاف "الشرق الاوسط الجديد"، "هل افتيتم للاطلسي، بأن لا يقتلوا طفلاً أو امرأةً أو شيخاً، وان لا يقطعوا زرعاً أو يهلكوا ضرعاً"، وقد دمروا مدناً وقرى وسمموا الارحام والأثداء وحلمات الأطفال، حتى غريزة وفطرة الطفولة لم يتركوها؛ ومعها "الماء الدافق"، بإشعاعات اليورانيوم المنضب: "فما ذبحناهم ولكن كانوا أنفسهم يذبحون"، وسماء ليبيا قانية متشققة بهذه السموم.
إذا كان من الصعب على سياسيي واشنطن تفهم الحقائق، بسبب من خليط قيّمها ومكاييلها، فأزمتها تشير إلى مستقبلها؛ في مقارنة أرقامها التي تقول: "قبل ثلاثين عاماً كانت 10 بالمئة من الايرادات العامة لكاليفورنيا تذهب للتعليم العالي، و 3 بالمئة إلى السجون، أما اليوم فحوالي 11 بالمئة تذهب إلى السجون، و 8 بالمئة إلى التعليم العالي و 10 بالمئة من الاميركان يستحوذون على ما يقارب ربع الداخل الكلي لاميركا كل عام.. ويسيطر 1 بالمئة اليوم على 40 بالمئة من المجموع الكلي، وقبل خمسين عاماً كانت الارقام 12 و 33 بالمئة"، في هذا الإحباط فإن مركز السياسة الاميركية يعجز عن الإصلاح في الرعاية الصحية والاستثمار في التعليم والبنية التحتية فضلاً فقدان قوة النموذج، والتي يستعاض عنها بالحروب و "خليط القيّم" بدلاً من وتفهم واقعي.
خليط ونفاق القيّم حين يؤمن الأطلسي بمشاريع الدولة الدينية، ولكن بثلاث حراب "الإسلام، الجزّية، السيف"، بما تحتاج بـ "متفيقهي" فضائيات ناطقة باللسان العربي، أساسها عدم المساواة المرير بين المواطنين، ونحو التفرقة في الدين الواحد، والذي ينسحب على عدم المساواة على أساس الدين والمذهب، والعدد والجنس، حي لا يكون احترام منصف للمرأة وحقوقها كاملة في المساواة مع الرجل، هؤلاء لا يؤمنون بالناس بل يخافونهم كما تخاف واشنطن من الشعوب.
إن جريمة "اليورانيو المنضب" تطال كل المجتمعين على خراب ليبيا، فسحل "اليورانيوم المنضب" مع هدير طائرات الاطلسي مصحوباً بعويل الارواح التي طالها الموت، ثم وسيسحلها سم الاشعاع، جريمة اصحاب الفكر المتصحر وأدوات طقوس التنويم والسحر، ومعهم ما يرتكبه الارهاب الاسود الأعمى من مجازر وجرائم ضد الانسانية، مثلما اشاعة فوضى الدم والآثام في حق الأبرياء.. في حق الشعوب..



#رشيد_قويدر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عار التدخل الخارجي ... والإملاءات الأمريكية
- نايف حواتمة وجدلية الإنسان ... الوطن والحرية
- احتفاءً بفرح الطفولة وتكريس الربيع
- من أجل -جبهة ثقافية ديمقراطية ...-
- في -مدنيّة الدولة ... علمانية الدولة-
- -السنونو- في حفلها السنوي الأول
- -السنونو- تختم عامها الدراسي الأول
- المفاهيم الحرّة ... و -المستبد المهزوم-
- فقه اللامعقول ... الاستبداد والصنمية
- وهم البنى التقليدية ... وهم المثقف النخبوي
- ثقافة السلام ... وميديا - السلام مهنتنا -
- الثقافة وجرعاتها الوقائية العالية
- قيمة الزمن .. قيمة الشعور بالمسؤولية ..
- يا إلهي ... ما -أقدس- الحاكميات العربية ... !
- في الثقافة الوطنية والعالمية ...
- الثقافة .. والوعي التاريخي
- إشعاعات ثورة أكتوبر البلشفية
- -لليسار دُرْ...- في نقد العقل العربي
- سيدة النجاة..
- -الديمقراطية- ... تحديات الخيار الوطني التحرري والديمقراطي


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - رشيد قويدر - الديمقراطية والنفاق الاميركي.. و-اليورانيوم المنضب-