أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - طاسة في بطن طاسة وبالبحر...














المزيد.....

طاسة في بطن طاسة وبالبحر...


محمد الرديني

الحوار المتمدن-العدد: 3591 - 2011 / 12 / 29 - 08:48
المحور: كتابات ساخرة
    


الطاسة ايها السادة كلمة شعبية عراقية تطلق على الاناء الذي يستعمل لشرب الماء او اللبن وقد تستعمل لوضع الطعام المتواضع فيها.
ولم تعد هذه الطاسة تستعمل في العراق الا فيما ندر فقد اندثرت وحلت محلها الاقداح الملونة والاباريق المزركشة التي تحوي الماء القراح الذي لم يسمع به العراقيون الا من خلال كتب التراث.
ظل لهذه الطاسة التي اندثرت كقطعة اثرية مثلها الذي يضرب في سرعة الغرق فيقال في المثل "طاسة ابطن طاسة وبالبحر ركاسة" اي حتى لو وضعت طاستين مع بعضهما ورميتهما في البحر فانهما يغطسان لامحالة وهي دلالة على هشاشة بعض الناس حتى ولو اتحدوا مع بعضهم.
وباعتباري مغفل اعلاميا كنت احسب ان اعضاء البرلمان العراقي الذين يظهرون كل 15 ثانية على القنوات الفضائية ويتراشقون اما بالوطنية العرجاء او يتنابزوا بما لديهم من حقد دفين على بعضهم ، اقول كنت احسب ان هؤلاء يملكون قوة التعبير مهما كانت ضعيفة وباستطاعتهم ارتجال الخطب التي يصل عنانها الى السماء.
ولكني كنت مخطئا كعادتي!
فقد اكتشفت مؤخرا ان كل نائب له مكتب اعلامي يوزع له بيانات الاستنكار او التأييد التي يريدها.
لا اريد ان اتحدث عن الكرسي المرصع الذي يريح النائب مؤخرته عليه فالكل يعرف ان مثل هذه الكراسي اندثرت منذ ايام الخلافة العباسية، ايام ما كان الخليفة مولعا بالكرسي المذهب اعتقادا منه انه يضيف له هيبة امام الناس والضيوف. ولكني اتحدث الان ونحن في بداية القرن الواحد والعشرين عن نواب يجلسون على كراسي مذهبة وكانهم خفافيش الليل ولديهم مكاتب اعلامية تتحدث باسمهم.
لنرى ماذا يضم هذا المكتب:
1- مديرالمكتب وهو كالعادة موظف اداري له سلطة على العاملين معه يدير شؤونهم كيفما يريد وراتبه لايقل عن 4 ملايين دينار اضافة الى مخصصات السهر والايفاد والاكل المجاني في مطعم قاعة البرلمان و.. ومصروفات لامجال لذكرها الان خوفا من الفضيحة.
2- ثلاث صحفيين على الاقل وهم كالعادة من سقط المتاع ويتم اختيارهم بشرط ان يكونوا "ببغاء" لاتردد الا مايقوله السيد النائب او المدير اعلاه وكل واحد فيهم يتقاضى مالايقل عن مليون دينار عدا المخصصات الاخرى (...).
3- ومن باب "الكشخة" لابد ان يكون لكل واحد منهم سكرتيرة ترد على المكالمات الهاتفية"وما اكثرها" وفي وقت الراحة تنسخ البيانات الصادرة من مكتب السيد النائب مقابل مليون دينار راتبها الاساسي.
4- ولأن هذا "الاستاف" يحتاج الى شرب الشاي بين وآخر لرأب الصداع وازالة التعب الجسدي والنفسي لابد من وجود فراش ماهر في صنع الشاي والقهوة وفي بعض الاحيان الشاي الصيني المقوي للاعصاب وله مقابل ذلك نصف مليون دينار تصرف له نهاية كل شهر تعويضا عن عمل يومين في الاسبوع.
5- للنائب سائق خاص وآخر عام، فالخاص يعرف الاماكن التي يذهب اليها السيد النائب بين حين وآخر والعام هو من يأتي به من البيت الى المنطقة الخضراء وبالعكس وكل واحد يتقاضى مليون دينار من خزينة الدولة طبعا.
6- لاننسى ان للنائب رجال حماية لايقل عددهم عن ثلاثة مزودين باسلحة اوتوماتيكية وسيارة مصفحة (غير معروف رواتبهم) بسبب ان السيد النائب لايريد الافصاح عن ذلك حتى لذوي العلاقة ولكن ثبت قطعيا ان سعر السيارة المصفحة لايقل عن 140 ألف دولار امريكي.
7- يمكن لكم بعد ذلك ان تحسبوا كم يكلف السيد النائب خزينة الدولة هذا اذا كان موجودا داخل العراق والا فتحسب له مخصصات ايفاد سفر مادام خارج "القطر".
فاصل: لو حسبتم عدد القوانين التي ناقشها ووافق على بعضها اعضاء البرلمان لظهر ببساطة ان الموافقة على اي بند من بنود هذا القانون او ذاك يكلف الدولة نصف مليون دينار.
هل عرفتم لماذا تغرق الطاسات في البحر حتى ولو كانت كل 10 منها مع بعض؟.



#محمد_الرديني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- انا عندي مشكلة ياناس
- هنيئا لكم ايها العراقيون، حرب الجواسيس مقبلة
- ايها البنات الجميلات لاتجلسن مع آبائكن وحيدات
- حظ العراقي بكل شي اسود بس بالرگي أبيض
- في بغداد رجل كثير الغموض قليل القوة
- ابني المقبل اسمه -تواطؤ-
- 325- 214= 101 + 10 احتياط
- الكساح المزمن في حياة الملا المعفن
- هوشيار .. ترى انت اكبر بطران بالدنيا
- بقت عليك يانجيفي
- هلهولة للتعليم العالي
- خارطة عراق جديدة يحد ملامحها العراقيون فقط
- افتتاح فرع جديد لهيئة- الايدز- السعودية في تونس
- خسئتم ورب الكعبة يابعض التونسيين
- عن الحزب االشيوعي العراقي مرة اخرى
- استحداث وزارة للطم في الحكومة العراقية
- ياويلكم يا أهالي الناصرية..جاءكم المنتظر
- اللهم اني اعترض بدلا عنك
- عساكم بالضغط العالي يارب
- دبلوماسية الصراخ بين الحبايب


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري الكبير صلاح السعدني
- -نظرة إلى المستقبل-.. مشاركة روسية لافتة في مهرجان -بكين- ال ...
- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - محمد الرديني - طاسة في بطن طاسة وبالبحر...