أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بغداد تئن من وجع الجميع !!















المزيد.....

بغداد تئن من وجع الجميع !!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من يتابع معركة التصريحات الصحفية واللقاءات التلفزيونية عبر قنوات التلفزة العراقية والعربية يدرك شيئاً واحداً ومهماً قد حصل في العراق: إن عقول جمهرة كبيرة من السياسيين العراقيين المشاركين في العملية السياسية وفي الحكومة الحالية قد منحت نفسها إجازة طويلة الأمد, وركبت هؤلاء الناس النرجسية المرضية وروح الإقصاء وتصفية الحسابات والرغبة الجامحة والقاتلة في السيطرة الكاملة على السلطة باعتبارها الطريق للوصول إلى النفوذ على الدولة والمجتمع والمال في آن وبغض النظر عن العواقب الوخيمة التي تصيب المجتمع وخاصة الفئات الكادحة والفقيرة التي تعيش المأساة منذ عقود غير قليلة. وفي مقابل هذا تراجع في ذات الوقت صوت العقلاء من السياسيين العراقيين والمطالبين بإيجاد حلول جدية وفعلية للأزمة الطاحنة ولمجمل الوضع الطائفي المقيت السائد في البلاد, إضافة إلى غياب فعلي مقصود لصوت المرأة العراقية العاقلة في هذا المعمعان الملطخ بدم بنات وأبناء بغداد, فهن مهمشات من قبل ذكور وصقور السياسة العراقية الحالية.
في الوقت الذي تئن فيه الأوساط الشعبية من وجع الإرهاب والفساد والفقر والبطالة ونقص الخدمات وانعدام التنمية الاقتصادية وارتفاع الأسعار ونقص المدارس وتحول البنايات المتبقية على أربع وجبات تعليمية في اليوم الواحد ونقص المستشفيات وقلة الخدمات فيها...الخ, في هذا الوقت بالذات يضحك هؤلاء الساسة على ذقون الناس ويسخرون من أوجاعهم ويتحدى بعضهم البعض الآخر في إثبات من هو الأكثر قدرة على لوي الآخر ولي الدستور العراقي والقوانين والقضاء .. إنها لمجزرة بشرية حقيقية حين تتناثر أوصال العراقيات والعراقيين في كل مكان وتسيل دماؤهم الطاهرة بالمفخخات والانتحاريين والقتلة المحترفين من حثالة البشر وبتوجيه من قوى جبانة أعماها الحقد والكراهية والتعصب الديني والمذهبي.
الموت اختطف 57 عراقياً وعراقية و176 جريحاً في يوم 22/12/2011 من خلال استخدام 12 عملية إرهابية في فترات متقاربة ومواقع حساسة من العراق, كما اختطف في يوم 26/12/2011 عدداً آخر من بنات وأبناء العراق على مقربة من وزارة الداخلية. ويبدو أن سلسلة التفجيرات والعمليات الإرهابية بأنواعها المختلفة لن تتوقف ما دامت أطراف الحكومة متصارعة, وهم المسؤولون عن حماية أمن بغداد والعراق كله, وما دام الإرهابيون وجدوا الثغرة المناسبة للتسرب والتسلل منها إلى مواقع مفيدة لهم للحصول على ما يبغون من معلومات لإنزال الضربات في مواقع حساسة ومحروسة من جانب أجهزة الأمن الحكومية.
بالأمس الريب وجه رئيس الوزراء اتهامات خطيرة إلى نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي مؤكداً تورطه بتوجيه أعضاء في حمايته لممارسة عمليات الاغتيال والتفجيرات على اثر اعتقال واعتراف أعضاء في حماية طارق الهاشمي .. الخ, وأن رئيس الوزراء كان على علم أكيد بالكثير من أفعال نائب رئيس الجمهورية المخالفة للدستور وللعملية السياسية ولكنه سكت عنها حفاظاً على سير العملية السياسية.
وضد كل الأعراف والتقاليد السياسية والقضائية العقلانية بادر رئيس الوزراء إلى إعلان هذا الاتهام في مؤتمر صحفي بدلاً من أن يأخذ القضاء على عاتقه مسؤولية الإعلان عن هذه القضية الكبيرة وفق القواعد القضائية, وأشار رئيس الوزراء إلى أنه شكل لجنة من خمسة قضاة مارسوا التحقيق وتوصلوا إلى تسجيل محضر يؤكد اعتراف الضباط الثلاثة من حماية طارق الهاشمي بارتكابهم جرائم بعلم وتوجيه ودعم مالي من نائب رئيس الجمهورية. ماذا تبين بعد ذلك؟
تبين من خلال بيان أصدره مجلس القضاء العالي في العراق أن قاضياً واحداً فقط هو الذي قام بالتحقيق مع أعضاء الحماية وسجل اعترافاتهم, وأن القضاة الأربعة الآخرين وقعوا على محضر التحقيق الفردي دون أن يشاركوا في التحقيق. وأكد البيان ضرورة إعادة التحقيق كله.
وهنا نتلمس الخلل في مجمل العملية بدءاً من السكوت على التجاوزات والجرائم وتأجيلها ثم إثارتها سياسياً بدلاً من القضاء, ثم تبين إن القضاة قد ارتكبوا أخطاءً بتوقيعهم على محضر لم يشاركوا في التحقيق, وإن مجلس القضاء العالي يريد الآن تصحيح هذا الخطأ بإعادة التحقيق ومن خلال القضاة الخمسية, في حين يفترض تغيير القضاة, إذ من غير المعقول أن يساهم نفس القضاة الذين ارتكبوا الخطأ, ولا يعرف إن كان الموقف خطأ أم موجهاً ومسيَّساً. هذا ما لجأ إليه رئيس وزراء العراق ورئيس قائمة دولة القانون في الصراع الدائر بين قائمة دولة القانون والقائمة العراقية. وما نقوله هنا لا يمس قبول أو نفي التهم الموجهة لطارق الهاشمي, فهي مهمة القضاء وحده, شريطة أن يكون نزيهاً.
ولكن ماذا جرى في الطرف الثاني من الصراع السياسي المتفاقم في العراق. لجأ رئيس القائمة العراقية إلى نفي كل التهم الموجهة إلى طارق الهاشمي بالمطلق واعتبرها قضية سياسية وتهم باطلة حيث "أشار إلى إن هناك إخفاقات واضحة في العملية السياسية والقانون، وان الاتهامات الموجهة لنائب رئيس الجمهورية السيد طارق الهاشمي هي تهم كيدية كما إن توجيه الاتهامات إلى قياديين في كتل سياسية مختلفة هو إسقاط للحكومة ". (http://wifaq.com/videofiles_arb.asp?TitleID=116). ولكنه عاد ليقول بأنهم يعملون على التحقيق في التهم الموجهة لنائب رئيس الجمهورية, ويسعون ليكون القضاء نزيهاً وعادلاً.
وقبل ذاك كان رد فعل طارق الهاشمي هو النفي المطلق للتهم الموجهة له معتبراً إنها تهم سياسية لا تصمد أمام القضاء النزيه والعادل. كما طالب بالتحقيق العادل غير المسيس وفي مدينة أربيل وليس في بغداد. واليوم أطلع القراء والقارئات على تصريحات الناطقة الرسمية باسم القائمة العراقية في عمان التي نفت فيها التصريحات التي نسبت إليها بتوجيه الاتهام المباشر للمالكي بمقتل المثقف العراقي والمناضل هادي المهدي ولكنها قالت, على وفق ما نشر الإعلام العراقي والعربي, ما يلي:
" .. قالت الدملوجي إنها صرحت في المؤتمر الصحفي بتاريخ 25 كانون الأول 2011 إن محاضر التحقيق الرسمية تبين إدلاء بعض الشهود بتلقي الشهيد المهدي رسائل تهديد من أحد المقربين من السيد المالكي، ولم يتم التحقيق مع هذه الشخصية المعروفة بممارسات التهديد ضد عدد من السياسيين والمنتقدين للحكومة، ولم يتم إدراج اسمه في تقرير وزارة الداخلية". وأكدت أيضاً: "إنها أطلعت عدداً من قياديي التحالف الوطني في مجلس النواب على الثغرات في عملية التحقيق، ومنها التجاهل التام لرسائل التهديد التي أدلى بها الشهود، بالإضافة إلى تجاهل المحققين للجانب السياسي بشكل كامل والتركيز على الجانب الشخصي من حياة الشهيد المغدور." (راجع: موقع العراق نت, 26/12/2011)
لقد تساءل الكثير من الناس في العراق وخارجه عن القوى أو الأشخاص الذين اغتالوا هادي المهدي وطالبوا بالتحقيق وتعهدت الحكومة بذلك وليس هناك من لديه نتائج التحقيق. وكان لدى القائمة العراقية معلومات عن هذا الموضوع ولم تتحدث به ولم تساهم في الإجابة على الكثير من التساؤلات أو وضع الخلل في التحقيق أمام الإعلام العراقي لممارسة الضغط من أجل الكشف عن قتلة هادي المهدي. ولم تنشر تلك المعلومات بدعوى الحفاظ على مسيرة العملية السياسية! كم هو غريب أمر العراق في هذه الفترة الحرجة من تاريخه حيث يمكن أن تستمر "العملية السياسية" المشوهة فقط حين يتم سكوت الأطراف المتصارعة عن الجرائم التي ترتكب وعن المتهمين بالقتل ومن يقف وراء هؤلاء من قوى أو شخصيات سياسية. إنها لمصيبة كبيرة حين يئن سكان العراق من هذه الأوجاع في حين يمارس السياسيون السكوت المتبادل عن الجرائم التي ترتكب في البلاد.
27/12/2012 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفاقم الصراعات المحلية والإقليمية والدولية المستقطبة في العر ...
- الصراعات السياسية ونجاح قوى الإرهاب في قتل المزيد من الأبريا ...
- العراق وموقعه ضمن اللائحة الدولية لحقوق الإنسان والشفافية ال ...
- -صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ-, بل ولا يفقهون! ...
- العلاقة الجدلية بين الأمن والحريات العامة وحقوق المواطن
- حيدر الشيخ علي إنسان ومناضل كردي-عراقي ثابت
- العبثية القاتلة في سلوك المالكي وحزب الدعوة الإسلامية في الع ...
- أول الغيث قطر ثم ينهمر المطر: سياسة علي الأديب إزاء المرأة ن ...
- رسالة مفتوحة إلى سماحة السيد عمار الحكيم
- الشعب السوري يخوض معركته ضد الدولة البوليسية
- المهمات التي تواجه قوى اليسار في الدول العربية في المرحلة ال ...
- صواب رأي خالد القشطيني 100%
- هل اكتشاف مؤامرة بعثية ينهي التآمر في العراق؟
- هل نموذج أردوغان للدولة الإسلامية يمشي على قدم واحدة؟
- تحية إلى مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في العراق
- ألا تغذي مصادرة الإرادة والحريات العامة الحقد والكراهية والر ...
- تحية حب وابتهاج للشعب الليبي, هل سيكون مصير بشار الأسد مثل م ...
- مهمات كبيرة تواجه مؤتمر قوى وشخصيات التيار الديمقراطي في الع ...
- ثورة مصر الحرة تتعرض لمحاولة اغتيال جديدة!
- الأفضل قيام الدولة الوطنية المستقلة على أساس المواطنة الحرة ...


المزيد.....




- رئيس الوزراء الأسترالي يصف إيلون ماسك بـ -الملياردير المتغطر ...
- إسبانيا تستأنف التحقيق في التجسس على ساستها ببرنامج إسرائيلي ...
- مصر ترد على تقرير أمريكي عن مناقشتها مع إسرائيل خططا عن اجتي ...
- بعد 200 يوم من الحرب على غزة.. كيف كسرت حماس هيبة الجيش الإس ...
- مقتل 4 أشخاص في هجوم أوكراني على مقاطعة زابوروجيه الروسية
- السفارة الروسية لدى لندن: المساعدات العسكرية البريطانية الجد ...
- الرئيس التونسي يستضيف نظيره الجزائري ورئيس المجلس الرئاسي ال ...
- إطلاق صافرات الإنذار في 5 مقاطعات أوكرانية
- ليبرمان منتقدا المسؤولين الإسرائيليين: إنه ليس عيد الحرية إن ...
- أمير قطر يصل إلى نيبال


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - بغداد تئن من وجع الجميع !!