أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - التعددية المفترى عليها














المزيد.....

التعددية المفترى عليها


جمال الهنداوي

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 20:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


لا يمكننا ان نعد الاختلاف السياسي اجتهادا..ولا بدعة..بل هو في صميم اي عملية سياسية تتخذ من التعددية والتنوع اسلوبا للتداولية السلمية للسلطة..ان لم يكن من ضرورات ترصين الحراك السياسي وادارة التنوع الفكري والعقائدي للمنظومات المجتمعية الانسانية..
ولا جدال في وجود حالة من الاختلاف المنهجي والتقاطع السياسي الحاد بين القوى السياسية العراقية ..ولا خلاف في مفصلية هذه الفترة الحرجة الممهدة لمرحلة ينظر اليها ,وعلى نطاق واسع,كنقطة تحول حتمية في تاريخ العراق والمنطقة..ولا ضير ولا غضاضة في ذلك..لا سيما مع التباين الكبير في توجهات تلك القوى ومنطلقاتها الفكرية..وكون الاختلاف من اشتراطات وطبيعة الممارسات التي تتعلق بالشأن الوطني العام..
والعراق كبلد يتلمس خطاه نحو تأسيس النظام الديمقراطي الحر التعددي الذي يحرص فيه على تطبيق الحريات العامة..ولا سيما الحريات السياسية فكرا واعتناقا ودعوة وترويجا لما لا يعد الاختلاف فيه استثناءً.. ولا يحسب الخوض فيه من المحرم من امور..يكون التناقض هنا نوع من القوةالداعمة لمبدأ فصل السلطات ضمن مناخ تعاضدي شفاف محكوم بآليات دستورية مقننة بوضوح ومعبرة عن اولويات الشعب ونابعة من سياقات المنظومة الفكرية والاجتماعية للامة..
وبالرغم من كون الديمقراطية تتيح لجميع المتصدين للشأن السياسي حق الاختلاف والمراقبة والاعتراض والمسائلة..ولكننا نجرؤ على القول ان كل هذا التصعيد في المواقف الذي نشهده ىفي الراهن المعاش من ايام العملية السياسية لا يعد من التقاليد المرعية في الانظمة الديمقراطية بشئ..ولا يرتقي الى ادنى مستوى من القيم الاخلاقية والروحية التي تدعو لها الديانات السماوية السمحة والتي تتكئ على تجذرها في الذات العراقية الكثير من الرموز والقوى السياسية المتصدية للشأن الانتخابي..
ان الخلاف في المنطلقات الفكرية والعقائدية وفي وجهات النظر تجاه القضايا السياسية ..حتى ما يمكن ان يصل لمستوى الازمات يجب ان لا يصل الى حد الدفع باتجاه الخلاف المؤدي الى التقاطع مع انجازات العملية السياسية التي تحققت بسواعد ابناء العراق البررة الشرفاء المخلصين الذين حموا الوطن بدمائهم وارواحهم من الانزلاق في اتون التشرذم الطائفي والاثني المقيت من خلال التصدي للارهاب المتوحش القادم من خلف اسوار الوطن ليعيث في الارض فسادا..ويجب ان لا تكون الرغبة في التموضع على قمة الخارطة السياسية العراقية في مدياتها العليا مبررا لنكأ جراح الشعب ووأد نضالاته وتضحياته الكبرى على مذبح الحرية والتقدم والنماء ..
ان محاولة استدراج الدعم الشعبي يكون من خلال طرح المبادرات الواقعية والمتماسكة والمدعومة بسجل من الاداء السياسي المطمئن والمتمتع بالمصداقية والواعد بالمزيد من الشفافية والادارة الحكيمة لموارد الشعب وثرواته..وليس من خلال النيل المتشفي القادح بالمنجز الحضاري والامني والذي دفع الشعب ثمنه فادحا من ارواحه ودمائه ومقدراته وثرواته الوطنية..
ان الشعب العراقي العظيم..والذي اثبت تمسكه بثوابت ومقدسات الامة ..والمصر على ترسيخ العملية السياسية وآلياتها الدستورية ..والذي تجاوز (وعيا وايمانا) القوى والاحزاب الناشطة على المشهد السياسي العراقي ..اختار الى غير رجعة طريق التحرر والتعددية والشرعية والالتفاف حول الدستور والقانون والوحدة الوطنية.. وهو مصمم على هزيمة الإرهاب مهما عاث في الارض فسادا ودمارا، ولن ترهبه ولن تثنيه الهجمات الوحشية، ولن يلدغ من جحر الديكتاتورية مرة اخرى..والشعب العراقي سيذهب إلى في الديمقراطية الى منتهاها دون ان ينظر للخلف غير آبه بقوى التخلف التي تنشد اعادة عقارب الساعة الى الوراء.ولكن هذا الشعب لن ينسى او يغفر لمن يرقص على آلامه ودمائه وشظايا عظامه المتناثرة على ارصفة الشوارع المحترقة..



#جمال_الهنداوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفجيرات دمشق..ونظرية المؤامرة الكاملة
- فوضى الخطاب الاعلامي وتحديات المرحلة
- ما لنا وزبيبة..
- شرعنة الاستبداد ..وفقه السلطة..
- الراسخون في التملق
- لنرى كيف سيحكم الاخوان
- مع شيخ الازهر في الطابور..
- المشير يمر الى العرش على جثة الجنزوري
- البحرين بعد تقرير البسيوني..كالبحرين قبله
- الثورة المصرية تصحح مسارها
- الربيع السلفي في الكويت..توجه جديد وهدف ثابت
- مثقفو الدرك الاسفل
- قرار الجامعة العربية..غطاء ثوري لخطاب زائف
- ربيع الاخوان..خريف السلفية
- الاقليم الضرار
- أرغفة خبز طازجة لبثينة شعبان
- الامن الاستباقي..وحقوق المواطن
- تعدد سياسي..ام تعدد زوجات
- مسدس ذهبي.. وشعر مستعار.. وشعب جاحد ملول
- الاعلام المسيس والوحدة الوطنية


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - جمال الهنداوي - التعددية المفترى عليها