أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - الحداثة زندقة فكرية














المزيد.....

الحداثة زندقة فكرية


فوزي بن يونس بن حديد

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 11:27
المحور: كتابات ساخرة
    


الحداثة زندقة فكرية
فوزي بن يونس بن حديد
قرأت للحداثة فكرا وشعرا ونثرا، تمعنت في الكلمات التي تقال هنا وهناك، حاولت أن أفهم المقصود من الكلمات المتقطعة والمتناثرة، أن أربط بينها، أن أكوّن جملة مفيدة، توصلت في النهاية إلى قناعة ذاتية أن هذا الكلام وهم وخيال وثرثرة لا فائدة مرجوة منه، وسألت نفسي تكرارا ومرارا لماذا أنا عدوّ الحداثة؟ ولماذا أكرهها جملة وتفصيلا ولا أريد أن أسمع شعرا لا ينبض من القلب ولا يخرج كالسحر من اللسان؟ قلت، تساءلت، ترى لماذا الحداثة في الفكر والشعر نطق الآن ولم يحدث أن تحدّث بالأمس؟ ولماذا انجرف الناس وراء هذا التيار ولم يعد هناك طعم وذوق للشعر الموزون المعروف وقد أبدع الأُول في تركيبه ونظمه كلمات ونحوا وصرفا وبلاغة وتذوقا؟
إن الشعر العربي لا يحتاج إلى مثل هذا الإبداع الخرافي وهذا الزندقة الفكرية التي دخلت إلينا من باب أدونيس وسعدي يوسف وغيرهما اللذين لا يبدعان إلا عندما يلوثان نفسيهما بمادة روحية كما يسمونها وقد حدث أن حضرت لأمسية واحدة لسعدي يوسف ولم أعد تكرار الحضور لأنني أبصمت بالعشر أن كلامه ضرب من الخرف والزهايمر ولا أدري لماذا هذا البهرج الإعلامي الذي واكبه والتصفيق من قبل الحاضرين فهو بالكاد كان ينطق حرفا أو حروفا مبعثرة لا تجمعها صورة بلاغية ولا تنم عن معنى.
أين هؤلاء من أولئك الذين ينظمون شعرا ويتكلمون بيانا يسحر قارئه ويتلذذ سامعه ويبدع صاحبه؟ لماذا هذا الشعر وهذا النظم الخالي من أي لمسة إبداعية بلاغية؟ فعندما أقول مثلا:
أنام تحت شجرة
أحلم ، أطير في السماء
لعلي أجد ريح يوسف
لعلي أكتب في ورقة
لعلي أمسح جبين طفل تصبب عرقا
أمرّ بأحلامي على كتاتيب
يلوحون لي بألواح خشبية
مكتوب عليها اسمي
فكرت قرأت تلوت
لم أجد إلا سرابا
هل هذا إبداع وأين تتجلى صورة الإبداع في هذا الكلام؟
لقد أيقنت في النهاية وبعد تفكير طويل وأحيانا مرير - وهذه وجهة نظر خاصة قد يشاركني فيها البعض – أن الكلام الحداثي برمّته لم يكن يوما إبداعا بل هو زندقة فكرية وخروج عن المألوف وإفساد اللغة العربية الجميلة وتفكيكها وتمييعها لأن اللغة العربية لا تحتاج إلى مثل هؤلاء ليدخلوا فيها كلمات تصبح من صميمها، إنها غنية بنفسها، وثرية ببلاغتها، وبهية بصورتها، لا تسمح لأي أحد مهما بلغت شهرته في العالم بأن يفسد جمالها ويعريها من مضمونها العميق والمتوارث أبا عن جد.
فالحداثيون هم من أفسد لغتنا الجميلة، هم من ارتكب حماقة التدخل في تراكيبها اللغوية وإظهار الاعوجاج والخلل في بيانها وسمحوا للآخرين بأن يتكلموا لغة لا يفهمها العربي الذي يعتز بأن اللغة العربية الأصيلة هي لغته الحقيقية لأنها لغة القرآن ولغة أهل الجنة واللغة الخالدة، وسيظل هؤلاء يمزقون أوصالها ويقطعون أطرافها ويبددون أنوارها ويأتون للناس بكلمات مذبذبة لا تنتمي إلى أي قاموس.
والغريب في الأمر أن هؤلاء الذين أتحدث عنهم يفوزون بجوائز عالمية وتقام ندوات فكرية وتحليلية لأشعارهم الهزيلة التي لا تقوى ولا ترقى إلى السمو الفكري المطلوب، والأغرب من ذلك أن الطور الفكري الحداثي مازال حيا ويحاول أن يؤصّل لمثل هذا النمط الغريب عن أمتنا التي انجرف بعض أتباعها وراء هذا التيار ظنا منهم أنه إبداع واستطاع خداعهم وإيهامهم بأن ما يقوله هو عين البيان والسحر. ألا فليعلم الناس أن مثل هؤلاء الشعراء يهيمون في كل واد ويكسبون الأموال بكلام ليس له أصل ولا فصل ولا إبداع ولا نظم.



#فوزي_بن_يونس_بن_حديد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فوزي بن يونس بن حديد - الحداثة زندقة فكرية