أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار الكعبي - الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا/ 4. اسباب التوافقية















المزيد.....

الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا/ 4. اسباب التوافقية


عبد الستار الكعبي

الحوار المتمدن-العدد: 3590 - 2011 / 12 / 28 - 00:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    




لقد تم تطبيق التوافقية في العراق حسب اهداف ومصالح ولاسباب متعددة داخلية وخارجية ترتبط بمراحل ومسيرة تطبيقها ومستجدات العملية السياسية بشكل كبير. فاذا كان مؤتمر لندن لـ (المعارضة العراقية) قد اقر اليات التوافقية من دون الاشارة اليها صراحة وكذلك الامر بالنسبة للدستور العراقي فان تصريحات المسؤولين الحكوميين والسياسيين كانت تصرح علنا بضرورتها وحاجة العراق اليها لسنوات طويلة تحقيقا لمصالهم الحزبية والمكوناتية الستراتيجية على الرغم من ان تصريحاتهم تلمع الدعوة الى التوافقية باعتبارها افضل الحلول للواقع العراقي كما في تصريحات الكثير من قادة الكرد والسنة والشيعة في حين كانت تصريحات اخرى ترتبط بمدى فائدة التوافقية او ضررها على وضعهم السياسي فهم يرفضونها اذا لم ينفعهم تطبيقها والعمل بها ويريدونها ويدعون اليها اذا كان رفضها من الواقع السياسي العراقي يضرهم .
وبهذا تكون التوافقية موضع اختلاف بين العراقيين في مدى الحاجة اليها وكذلك في اعتبارها خيارا واختيارا ام انها فرض تحتمه ظروف العراق السياسية والسكانية.
ويمكن تحديد العوامل الرئيسية التي قادت الى التوافقية مجتمعة او منفردة كالاتي :
1- الاعداد المسبق من قبل المحتل، كما هو واضح من نتائج مؤتمر لندن للمعارضة العراقية حيث كانت امريكا هي الراعي والمسير له،
من اجل تحقيق الاهداف التالية :
أ- كسب مواقف وموافقة جميع مكونات الشعب العراقي وتنظيماته السياسية والشخصيات المؤثرة اجتماعيا واسكاتها عن تمرير المشروع الامريكي في العراق ويتم ذلك باشراكها جميعا في السلطة وتحقيق مصالحها بالاستفادة من منافع الشراكة الحكومية وهذا ما تعتبره امريكا مقدمة لمشروعها المفترض في منطقة الشرق الاوسط باعتباره الهدف الستراتيجي الذي يبدأ بفرض التوافقية في العراق.
ب- حيث ان اغلب النماذج التوافقية في العالم الثالث وخاصة في لبنان قد فشلت وادت الى صراعات كبيرة وعديدة وطويلة بين المكونات المختلفة فان فرض التوافقية من قبل امريكا على السياسيين العراقيين يهدف الى خلق الخلافات بين المكونات المختلفة واشعال نار الفتنة المذهبية والقومية والدينية بينها على طريقة الشعار الاستعماري القديم (فرق تسد) وتطبيقا لنظرية (الفوضى الخلاقة) لاضعافها واشغالها بالصراعات الجانبية الداخلية لغرض فرض المزيد من الضغوط على الاطراف العراقية للاذعان لمطالب الاحتلال الامريكي والاعتراف بحاجة العراق الى وجود واستمرار القوات الامريكية في العراق تحقيقها لهدفها المشار اليه.
ج- ان جعل الساحة العراقية مفتوحة امام جميع المكونات للمطالبة بحقوقها السياسية والقومية والدينية والمذهبية ومنحها فسحة مشاركة في السلطة يساعد امريكا في تقديم نموذج تعتقد بانه ملائم لمنطقة الشرق الاوسط حيث تمنح فيه الحقوق لجميع المكونات وتلغى حالة تهميش مكونات معينة التي استمرت لعشرات السنين في العراق والذي تعيشه بعض المكونات في الدول العربية والاسلامية المجاورة له ليكون حافزا لها للمطالبة بحقوقها وطلب المساعدة الامريكية لتحقيق ذلك.
ولم تتحقق هذه الاهداف كاملة اذ ان الكثير من القوى الوطنية الرئيسية رفضت المشروع والوجود الامريكي في العراق وقاومته ميدانيا وسياسيا وفضحت اهدافه مما دفع الحزبين الرئيسيين في الولايات المتحدة الامريكية ان يستخدما مسالة وجود القوات الامريكية في العراق ورقة في السباق التنافسي بينهما لخوض الانتخابات الرئاسية في عام / 2008 فكان من ضمن خطة المرشح الديمقراطي اوباما المعلنة في برنامجه الانتخابي ان يسحب قوات بلاده من العراق بعد ان تكبدت خسائر بشرية ومالية كبيرة.
2- اتفاق المكونات المتعددة وخاصة الرئيسية في المجتمع العراقي (الشيعة والسنة والكرد) ممثلة باحزابها وتنظيماتها ورجال الدين والشخصات الاكاديمية على اشتراكها جميعا في الحكومة تجنبا لما قد يحصل في العراق من معاناة وماسي مثلما حصل في المرحلة السابقة ، خلال سنوات الدولة العراقية منذ عشرينيات القرن الماضي الى عام 2003 ، التي تميزت بالخلل الاجتماعي والحكومي والسياسي بسبب احتكار السلطة من قبل جهة معينة (ممثلة للمكون السني) وسيطرتها على المناصب الحكومية العليا في البلد وبنسبة كبيرة جدا لم تترك للمكونات الاخرى (الشيعة والكرد) الا هامشا بسيطا من هذه المناصب ولفترات محددة،.
3- الاضطرار الى التوافقية من اجل استمرار العملية السياسية والخروج من الركود السياسي الناتج من تعثرها بسبب معارضة بعض المكونات المؤثرة لبعض مفاصل الوضع السياسي الجديد لاسباب عديدة وتهديداتها بشل العملية السياسية والحكومية بتحريك مكوناتها المتضررة او الرافضة ميدانيا او باستخدام السلاح للوقوف بوجه الحكومة لتحقيق مطالبها المكوناتية او مصالحها الفئوية. فالشيعة يعتمدون على القوة العددية التي تنفعهم في الانتخابات وهم بهذا يضمنون وجودا برلمانيا وحكوميا مؤثرا والسنة فقدوا امتيازات السلطة التي دامت ثمانين عاما والكرد يخشون على فدراليتهم و المكاسب التي حصلوا عليها خلال مدة انفصالهم عن حكومة بغداد المركزية ولذلك فان الجميع يتمسك بالاشتراك في السلطة لان ذلك هو السبيل الوحيد لتحقيق مصالحه.
4- ان اختيار التوافقية يعني في احدى ملامحه عدم تهميش المكونات العراقية المماثلة للمكونات والحكومات الموجودة في الدول المجاورة مما يساعد النظام العراقي الجديد على التخلص من تاثيرات وتدخلات دول الجوار في الشان العراقي الداخلي بسبب الوضع الجديد الناشيء فيه المتمثل بصعود الشيعة والكرد الى قمة الهرم الحكومي والسياسي والذي يعد تغيرا تاريخيا كبيرا وهو ما لاترضاه الدول المجاورة حيث ان الدول العربية وتركيا تختلف مذهبيا عن الشيعة الى حد التناقض والتصارع الفكري وتكفير عقائد كل طرف من قبل الطرف الاخر مع وجود مكونات شيعية فيها يمكن ان تكون مؤثرة في مجتمعاتها وكذلك خلاف ايران وتركيا وسوريا سياسيا مع طموح الكرد والامتيازات التي يمكن ان يحصلوا عليها من الاوضاع الجديدة في العراق لان ذلك يهدد اوضاعهما الداخلية بسبب وجود اقليات كردية فيهما تمتلك نوعا من القوة الجغرافية والبشرية ولكنها لم تحصل على ماحصل عليه كرد العراق من امتيازات مما قد يدفعها ان تتحرك ضد حكوماتها للمطالبة بالحقوق القومية.
5- وقد ظهر سبب اخر دفع باتجاه تثبيت التوافقية والاستمرار بها نهجا سياسيا وحكوميا وهو رغبة الاحزاب الكبيرة والمؤثرة في العملية السياسية باسكات الاحزاب الصغيرة باشراكها في الحكومة من اجل حصولها جميعا على منافع وامتيازات السلطة الشرعية وغير الشرعية والتي تمثلت بالفساد الاداري والمالي وسكوت الجميع عنه الا في حالات محددة حصلت بسبب الخلافات والمساومات والضغوط المتبادلة بين الاطرتف المختلفة في الحكومة والبرلمان .


هذه المقالة ضمن سلسلة مقالات تتناول العناوين المهمة من كتابي (الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا) الذي صدر مؤخرا في بغداد وستكون المقالة المقبلة تحت عنوان (نماذج من السلوك الحكومي والسياسي التوافقي)



#عبد_الستار_الكعبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا/ شروط التوافقية
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا /2. التوافقية في لبنان ...
- الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا /1. مفهوم ونشوء الديمقر ...
- من أجل إسلام معتدل...الإصلاح الإسلامي ضرورة شرعية وتاريخية


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الستار الكعبي - الديمقراطية التوافقية العراق انموذجا/ 4. اسباب التوافقية