أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير عبد الرحيم أغا - الغجرية














المزيد.....

الغجرية


سمير عبد الرحيم أغا

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 22:07
المحور: الادب والفن
    


على سطح الدار في دفء العصر، صاح سالم عدة مرات بقوة طائر يختال بريشه
جاءت سامية ...
ضجت القرية .. من كان يصدق أنها ستعود ، أحساس غمرني وجعلني أحس أني مراقب ، ويا له من شعور أفزعني ، نهضت في نفس اللحظة إلى الخارج ، وجمح خيالي دونا عن كل الأولاد فتصورت سامية تفتح لي ذراعيها تنادي من بعيد باسمي ، ولم يفق قلبي إلا وانأ على الجسر أنتظرها ، جرى الأطفال يستقبلون الموكب.. كانت سامية في الوسط ، ولم يمضي وقت طويل حتى كان قد تجمع عند الجسر عدد كبير من الناس ، كأننا في فرح ،مع بداية كل صيف ، يأتي الغجر إلى القرية ، يفرشون خيامهم على الأرض الخضراء ،وأول ما يصعد إلى ذهني اسم سامية ، فأذكرها أول ما اذكر منهم ... صورة الجمال وصورة الغجرية المتوردة ، سيرتها معروفة لا تفارق أي مجلس ناطق أو مغرد بالحب كحال شجرة التوت العملاقة إمام بيت سبع ، وهي ليست سيرة جامدة أو ملوثة ، كل ما في الأمر ، أنها حلوة متمردة ، تروح وتغدو على سجيتها ، والحكاية ليست جديدة ، فالقرية صغيرة ، والناس فيها عائلة واحدة يعرفون بعضهم البعض معرفة دقيقة جدا ، اعرف سرها وتعرفني ، حين رأتني.. ابتسمت لي ابتسامة ود وقالت
: لا استطيع أن أفارقكم
قلت بحرارة:
أحلم بكم طول الوقت
قالت بهمسة متألقة
لا أحب قرية كقريتكم
أنظر إلى عينيها فأجد نظرة خفية فأتساءل
أهي حقيقة ؟؟؟
تتوقف قليلا ثم تهمس
نعم .. أنا لا استطيع أن أفارقكم،
تمد لي يدها بحركة ذات مغزى، ثم تركض نحو خيمتها، لتتطاير تساؤلات محرجة حيث الكل يترقب طلتها. على الجسر أو عند النهر تملأ ( القلة ) ، .. وأنا لا أطيق إن اسمع أية همسة أو حتى نظرة بريئة ، وافهم جيدا ما يقولون... وما كان يخطر لي على قلب أن فتى مثلي يفعل ما يفعل ، فسكون الريف يجسم حتى خفقة القلب ، تتسابق الشائعات عنها ، منهم يقول ، انه رآها تسبح عارية في النهر ومنهم قال ... أنها ضبطت في الحقل وراء الأشجار مع عشيق لها، ومنهم قال أنها تحب..... قالت لي كل شيء ، ولكن لماذا لا تحترم حيرتي في كل هذه الشائعات ،لكن سامية لم تتزوج فخطابها قليلون بل تكاد تكون بلا خطاب ، وهناك ابن عمها الذي يريدها زوجة ثانية ، وجابر يريدها للتسلية ، هي تضيق بهم كما أمها التي لا تقبل أفعالها ، تتلبسها صورة تعاسة ،استولى القلق على قلبها.. رمقها نفر من دائمي الجلوس على الجسر ، وهي تملأ الجرة من النهر ، مع بعض زميلاتها ، رمقها ذلك النفر بنظرة لا بد كان فيها رغبة خفية حتى حلت في القرية حيرة أو مشكلة اسمها سامية ، كأنها مشكلة غير مألوفة في قريتنا .. وهي أن سامية يركض وراءها الشباب والشيب، بالرغم أنهم لا يستطيعون أن يفعلوا شيئا .
أحسست أن حادثا ما على وشك أن يقع ، مجرد إحساس تأكد لدي ، شيء لا بد أن يحدث وتقف أمها على السر ، نعم السر ليس في حاجة إلى كلام وجو القرية قد تعكر فجأة . أهل القرية يناقشون أعز خصوصياتها، وبعد مشاورات أشترك فيها أهلها، استقر الرأي: إن ترحل سامية مع أهلها.
يدهش كل من يعلم بالخبر .. معلقا عليه بشتى التعليقات أولها أن سامية عروس تسر كل حبيب ، ولذلك ظلت كالفاكهة المحرمة ، و كان من الطبيعي جدا أن تقرن الشائعات حولها ، ترقبت خروج سامية من القرية مئات العيون.. الموكب الحزين يمضي ويثير سحب غبار ويشتت قوافل الإوز، هكذا وببساطة كأن ما فكر به أهلها هو الصحيح.. أطفئت الأنوار وأغلقت الأبواب ، وراح الناس يحدقون في دخان المواقد ، وخلفت سامية الحسرات والمواقد المطفأة . في تلك الليلة ودعتها وقلبي يقول أشياء كثيرة رجعت إلى البيت مستاء، ولم تعد سامية تثير أي اهتمام عند من يتذكرونها، وإذا بالدنيا تعود كما كانت. وما أن عاد الصيف حتى صاح سالم عدة مرات بصوته المعروف
جاءت سامية ..
ويتوجه كل منا إلى استقبالها من تلقاء نفسه.



#سمير_عبد_الرحيم_أغا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يعود غدا أبو مائدة
- كنت مع الشيخ غازي
- المعلم يشوع
- نهر يعد الى السماء
- يوميات مدينة في منتهى الأحتلال
- الثورة التعليمية في الانترنيت مدارس مفتوحة وجامعات بلا ابواب
- عتبات النص الروائي


المزيد.....




- سامسونج تقدّم معرض -التوازن المستحدث- ضمن فعاليات أسبوع ميلا ...
- جعجع يتحدث عن اللاجئين السوريين و-مسرحية وحدة الساحات-
- “العيال هتطير من الفرحة” .. تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- مسابقة جديدة للسينما التجريبية بمهرجان كان في دورته الـ77
- المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي: إسرائيل تعامل الفنانين كإرهاب ...
- نيويورك: الممثل الأمريكي أليك بالدوين يضرب الهاتف من يد ناشط ...
- تواصل فعاليات مهرجان بريكس للأفلام
- السعودية تتصدر جوائز مهرجان هوليوود للفيلم العربي
- فنانون أيرلنديون يطالبون مواطنتهم بمقاطعة -يوروفيجن- والوقوف ...
- بلدية باريس تطلق اسم أيقونة الأغنية الأمازيغية الفنان الجزائ ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سمير عبد الرحيم أغا - الغجرية