أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد مقصيدي - الإسلاميون إرهابيون , وعلمانية المغرب قادمة














المزيد.....

الإسلاميون إرهابيون , وعلمانية المغرب قادمة


محمد مقصيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 21:00
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


علمانية المغرب مسألة وقت ليس إلا . رغم أنه من العار علينا أن نترك لأبناءنا في القرن الواحد والعشرين دولة مغربية لا تزال ترتكز على الغيبيات في السياسة . دولة تغدق من أموالها العامة على فقهاء نكاح الموتى , وتناقش مؤسساتها شعر النساء وسراويلهن بدل الخوض في المعاناة البشرية من جوع وفقر وأمراض .. ألتمس العذر لأشخاص ينتظرون الحلول والخلاص من السماء عبر السحر الأسود أو أدعية منتصف الليل أو حتى بتعليق سورة الفلق في العنق , لكن أن تنغمس الدولة ومؤسساتها في هذا المجرى , فهذا أمر يتعدى القناعات الشخصية وحرية الإعتقاد , لأنها دولة , وينبغي لها أن تتصرف على هذا الأساس
هنا , أستحضر بعض أفكار الدينيين والمدافعين عن ضرورة وجود دولة الله في المغرب , حيث يروجون لفكرة رئيسة مفادها أن الشعوب في هذه الجغرافيا التي ترزح تحت مطرقة الدين لقرون طويلة قد لفظت العلمانيين عبر ثوراتها الراهنة , والحقيقي , أنه لم يكن هنالك يوم لوجود علمانية أصلا في المغرب أو في الجوار المحسوب على الموروث الإسلامي , وأننا نناضل منذ أزيد من قرن من أجل مغرب علماني , وها نحن نحقق انتصارات وقفزات نوعية كبيرة لأن التاريخ والحقيقة في صفنا , الشيء نفسه في كل المناطق المجاورة . لذلك , لا جدوى من تزوير الحقائق ومحاولة تغطية الشمس بالغربال , هل إمارة المؤمنين في المغرب منذ تأسيس الدولة يعتبرونها علمانية ؟ أم أنه تدجيل آخر وشعوذة ؟ إذن , فلا داعي لمزايدات رخيصة لا علاقة لها بالمنطق أو العقل
كما أن ربما , وهذه نقطة مهمة , لا يفهمها الإسلاميون , هو أن العالم لا ينقسم فقط إلى مسلمين صالحين يدافعون عن ثيوقراطية الدولة وسيذهبون إلى الجنة , في مقابل وضد , علمانين كفار يريدون محو الدين وسيذهبون إلى النار . ولو أنهم أطالوا أنظارهم إلى أبعد من لحيهم قليلا , لرأوا أن العالم لا يخضع كله إلى هذا التقسيم الساذج . إذ , أن داخل الدينيين هناك أديان كثيرة , وداخل دين الإسلام هناك ملل ونحل كثيرة . لكن , هم بطبيعة الحال , يعتقدون أن كل من هو خارج تيارهم وحزبهم فهو كافر . الأساسي , حتى يفهمه الإخوان المسلمون , هو أن العلمانيين ليست جلدتهم واحدة , وأنهم تيارات تتناقض أحيانا لدرجة التناحر , ومثال بسيط على ذلك , أن تناقض العلمانيين الشيوعيين والعلمانيين الليبراليين هو تناقض كبين السماء والأرض . لكن , للأسف , فالإسلاميون كما اعتدنا يملكون عينا واحدة , وهذه العين أيضا , تعفنت أيضا بالحبة السوداء . إن هنالك العشرات من مشاريع العلمانيين داخل المغرب والتي لا علاقة لأحدها بالأخرى , لذلك فإن فشل أو ديكتاتورية خط من هذه الخطوط لا يعني بالضرورة فشل الخطوط الأخرى . لذلك توقفوا أيها الإخوان المسلمون عن تقسيم البرامج والأشياء والإنسان إلى شيئين لا ثالث لهم , فهذا خطأ فظيع , ويؤكد فقط مدى جهلكم
أما , بالنسبة إلى تصويت المغاربة على حزب العدالة والتنمية الإسلامي , أو تصويت شعوب المنطقة على بعض الأحزاب الإسلامية , فهذا أمر ليس بالشيء المفاجئ , لأنه طيلة قرون طويلة تم تدجين الشعوب وحشو رؤوسهم بالخرافات في المساجد والمدارس والتلفزيونات , إلخ . إننا نعرف أن الشعوب تمت محاصرتها من طرف الفكر الظلامي , وكل محاولات التنوير تمت تصفيتها بالعنف والقوة , بل بالقتل أحيانا , كما حدث مع مفكرين وأدباء . ولا داعي لأذكر آلاف الجرائم التي ارتكبت من طرف النظام الاسلامي وحركاته ... لكن المستقبل سيأتي بالأنوار وامتلاك أدوات المعرفة والنقد , بمعنى ان العلمانية قادمة لا محالة
مسألة أخرى , يغنيها الإسلاميون كثيرا , رغم أنهم يحرمون الغناء , هي ضرورة التزام قواعد الديموقراطية , حيث برأيهم يجب أسلمة المجتمع لأنه رأي الأغلبية التي استعملت صناديق الإقتراع . هل هذه هي الديموقراطية ؟؟ إنه الغباء الفكري والسياسي مرة أخرى . إن الديموقراطية ثقافة شاملة , لا يمكن أن نمارس انتهاكات حقوق الإنسان باسم الأغلبية , لا وجود لديموقراطية لا تحترم الأقليات وحقوق الإنسان , ولو تم التصويت عليها بتسعة وتسعين بالمئة , إن نظام هتلر هو نظام نازي رغم انه فاز بالأغلبية في الإنتخابات , وحزب العدالة والتنمية سيبقى حزبا ديكتاتوريا وإرهابيا حتى ولوفاز بثلث مقاعد البرلمان . لأنه ببساطة لا يحترم الأدبيات الاولى للديموقراطية . يضحكني من يقول أن التصويت هو معيار الديموقراطية , هل إذا الشعب الفرنسي صوت بأسره على قتل المسلمين أو ترحيلهم " رغم وجود فرنسيين أصليين مسلمين بينهم " تعتبر هذه ديموقراطية ؟؟ لم أر غباء بهذا الحد
إننا لا نحارب الله ورسوله كما يعتقد بنكيران والثيوقراطيين , لأننا لا نعرف هل الله موجود أصلا أم لا , ولا يهمنا أن نعرف . كما أننا لا يمكننا محاربة الموتى فالنبي محمد مات منذ قرون طويلة , ولا أحقاد شخصية بيننا وبينه , فنحن في الحياة وهو في الموت ... كل ما في الأمر هو أننا نريد العيش بسلام , وأن نعيش كلنا في هذا الوطن رغم اختلاف معتقداتنا ,أليست هذه حرية الإعتقاد والتعبير , نريد أن نسمع الموسيقى , ونمارس السينما والمسرح دون فتاوى تدعو إلى القتل والتحريم . إننا لا نجبر أحدا أن يؤدي دورا سينمائيا على السرير , ولا نجبره أيضا على حضور العرض السينمائي , لذلك فدعونا في سلام , واذهبوا , بسلام إلى مساجدكم . ثم ما ضركم أيها الإخوان المسلمون المغاربة إن قال لكم أحدا : إنني أريد في الاخرة أن أذهب إلى النار , على الأقل حتى لا أضطر إلى رؤية وجوهكم ...
فلنشترك هذا الوطن جميعا دونما احقاد , وحروب صغيرة . فلتذهبوا إلى مساجدكم مع سبحاتكم , ولنذهب نحن إلى البارات مع قنينات البيرة وموسيقى فيروز , أليست هذه هي الديموقراطية ؟ طبعا , إنها كذلك , إنها العلمانية



#محمد_مقصيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الجنسية من أجل حرية الإنسان
- العلمانية , الفيزازي , ونهد صديقتي
- وزارة الثقافة والإخوان المسلمون المغاربة
- العلمانية الإسلامية بالبطاطس والفراولة
- أيهما الأمي : محمد أم المسلمون ؟
- بين ديكتاتورية محمد السادس وديكتاتورية الإسلاميين
- لنحتفل بالحياة أيها الموتى
- حذاء 20 فبراير ولحية عبد السلام ياسين
- لماذا أضرم النار في إسمي
- إفطار رمضان وإصلاح ما أفسده الله
- أيها المغاربة أفطروا علانية في رمضان
- عبد الإله بنكيران والبورنوغرافيا الحلال
- السيد ابليس في المخيلة الاسلامية
- المرأة عقدة الإسلاميين الأبدية
- جدور الإرهاب في الإسلام
- تأملات في جمع القرآن وتحريفه
- مقاطعة الإنتخابات المغربية واجب وطني
- البخاري بابا والأربعون إرهابي
- نداء للشباب المغربي لدعم منظمتهم العتيدة منظمة الشبيبة المغر ...
- التراجعات الخطيرة لحقوق الإنسان في المغرب


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - محمد مقصيدي - الإسلاميون إرهابيون , وعلمانية المغرب قادمة