أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - تطبيع العلاقات مع المجلس العسكرى!














المزيد.....

تطبيع العلاقات مع المجلس العسكرى!


سعد هجرس

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مناطحة المجلس الأعلى للقوات المسلحة بالرأس ليس هواية مبهجة، بل أنها بالعكس مسألة خطرة تكاد أن تكون نوعاً من أنواع "إلقاء النفس فى التهلكة" .. فمن ذا الذى يحب أن يضع نفسه أمام الدبابات والمدرعات.. وليس القطار فقط؟!
وأظن أن الغالبية العظمى من زملائنا الصحفيين والإعلاميين الذين وجهوا انتقادات حادة للمجلس العسكرى مؤخرا فعلوا ذلك على مضض ولم يكونوا سعداء بأن يشهروا أقلامهم فى وجهه إرضاء لضمائرهم ودفاعا عن الحقيقة.
وإذا كان هناك مسئول عن توتر العلاقة بين المجلس العسكرى وبين قطاعات واسعة من الصحفيين والإعلاميين، فان أفعال المجلس هى المسئول الأول.
ولذلك فان "تطبيع" العلاقات مع هذه المؤسسة البالغة الأهمية واجب وطنى عاجل قبل ان يتسع الخرق على الراقع.
لكن النوايا الحسنة لا تكفى، والكلمات المعسولة لا تحل ولا تربط، وإنما يحتاج بناء جسور الثقة إلى "أفعال" ملموسة ومحددة.
والأفعال المطلوبة موجودة فى عهدة المجلس العسكرى الذى يمتلك سلطة رئيس الجمهورية وسلطة البرلمان فى آن واحد, فضلاً عن أنه هو الجهة الرئيسية المسئولة عن التجاوزات والانتهاكات الكثيرة التى أدمت قلوب الغالبية الساحقة من المصريين.
وحسنا فعل المجلس العسكرى مؤخرا عندما أصدر أوامره للقوات الموجودة فى منطقة مقر رئاسة الحكومة، أو على مشارفها، بالتوقف عن استخدام العنف ضد المعتصمين والمتظاهرين، ونرجو أن يكون هذا الأمر دائماً وليس مؤقتاً.
وحسنا فعل أيضا عندما أبدى "أسفه" عن "موقعة ذات النقاب" .
ولعل كثيرين قد فوجئوا برد الفعل الغاضب من المصريين عموماً ومن نساء مصر خصوصاً ضد هذه الفعلة الحقيرة، حيث خرجت الآلاف المؤلفة من المصريات الغاضبات فى مظاهرات احتجاجية حاشدة كانت بمثابة "قبلة الحياة" للثورة والثوار.
لكن من فوجئوا من هذه "الانتفاضة" الثورية لا يدركون أن المصرى – والمصرية – يثور من أجل "الكرامة" الإنسانية وكرامة الوطن قبل أن يثور من أجل رغيف الخبز، فهو قد يتحمل الجوع لكنه لا يتحمل الإهانة.
لكن هل "أسف" المجلس العسكرى يكفى لمسح هذه الإهانة التى شعر كل مصرى، ومصرية، أنها لحقت به هو شخصيا؟
الاجابة بالقطع: لا.
الأسف لا يكفى.. بل يجب أن يكون هناك "اعتذار" واضح وصريح.
والاعتذار الذى يشفى غليل المصريين يعنى الكشف عن أسماء هؤلاء الذئاب، والقائد الذى أعطاهم هذه الأوامر الشاذة، أو الذى ترك لهم الحبل على الغارب ليعيثوا فى الأرض فساداً.
يجب أن نقرأ أسماء هؤلاء.. وأن نعرف رتبهم.. وأن نرى وجوههم .. وأن نسمعهم وهم يحصلون على حقوقهم فى الدفاع عن أنفسهم أمام قاضى مستقل خلال محاكمة علنية عاجلة.
بدون ذلك لا معنى للأسف أو الاعتذار الكلامى.
***
ثم إن "موقعة ذات النقاب" ليست هى التجاوز الوحيد أو الانتهاك الأوحد، بل إن هناك قائمة طويلة.
فلماذا لم تظهر حتى الآن نتائج التحقيقات فى أحداث البالون، ثم التحقيقات فى مجزرة ماسبيرو، ثم التحقيقات فى جريمة شارع محمد محمود، وأخيرا – أو ما نتمنى أن يكون أخيراً- التحقيقات فى جرائم شارع القصر العينى ومجلس الوزراء.
علماً بأننا نتحدث فى كل "موقعة" من تلك المشار إليها عن شهداء من أبنائنا وبناتنا تم قتلهم بدم بارد أو التصويب على عيونهم من أجل إلحاق أكبر قدر من الأذى بهم.
كل هذه الدماء التى سفكت لم يتم كشف النقاب عن متهم واحد بإراقتها؟
ناهيك عن أن قتلة الثوار فى الفترة من 25 يناير حتى 11 فبراير مازالوا مطلقى السراح، وتسير محاكمة المتهمين فى هذه القضية بسرعة السلحفاة، ومن كان محبوساً على ذمة التحقيق – من رجال اللواء حبيب العادلى – تم الإفراج عنه، بل ان بعضهم قد عاد إلى عمله فى استفزاز واضح للثوار واسر الشهداء والمصابين.
أضف إلى ذلك أن محاكمة الرئيس المخلوع حسنى مبارك أصبحت مثل النكتة البايخة وهى كلها أمور تثير الشكوك وتبعث على الارتياب.
***
فإذا كان المجلس العسكرى يريد استعادة العلاقات الودية مع الشعب المصرى، الذى رفع منذ اليوم الأول للثورة شعار "الشعب والجيش ايد واحدة"، فان عليه ان يقدم مبادرات محددة مشفوعة بأفعال ملموسة تبدد هذه الشكوك.. علماً بأن هذه جبهة واحدة من جبهات متعددة تتطلب كل واحدة منها أسلوبا جديداً فى التعامل من أجل إعادة بناء الثقة وإنقاذ مصر.. ووضعها على مسار تحقيق أهداف الثورة.



#سعد_هجرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مفيش فايده !
- إمسحى دموعك يا حكومة!
- مرحلة -سيريالية-.. فى تاريخ الوطن
- الجماعة السرية التى تحكم مصر
- تحرير .. العباسية !
- مجلس الشعب .. وبرلمان -التحرير-
- مخاطر كثيرة .. وبوليصة تأمين واحدة
- شروع فى قتل أقدم دولة فى التاريخ
- الانتخابات .. وثقافة الاستهانة
- استفزاز مزدوج !
- تبرعوا لبناء.. -تليفزيون مستقل-
- لا أحد ينام فى مصر!
- إشعاع ميدان التحرير يصل إلي «وول ستريت» (1)
- ابحث مع الشعب: جهاز أمن خرج ..ولم يعد!
- سجن أبوغريب علي أرض مطار القاهرة!
- إشعاع ميدان التحرير يصل إلي «وول ستريت»(2)
- ليالي -الثورة- في فيينا
- من المسئول عن مذبحة ماسبيرو؟
- -بدلة- المشير!
- مستقبل مجتمع -البيزنس-... بعد الثورة


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد هجرس - تطبيع العلاقات مع المجلس العسكرى!