أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - سناء المصرى : ضميرحى وعقل حر















المزيد.....

سناء المصرى : ضميرحى وعقل حر


طلعت رضوان

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 22:07
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تعرّفتُ عليها فى أواخرالسبعينات. أراها فى جنينة أتيليه القاهرة وحيدة غالبًا. توهّم خيالى حاجزًا أتهيّب اقتحامه. عندما تجرّأتُ وألقيتُ عليها تحية المساء ، كانت فرحتى ودهشتى بدعوتها لى بالجلوس معها. بعد تعدد اللقاءات اكتشفتُ مثقفة من طرازنادر. جمعتْ بين لغة العلم والعقل الناقد . زاد احترامى لها بعد أنْ وجدتُ أنّ ماباحتْ به فى جلساتنا هوماكتبته.
فى كتابها (الإخوان المسلمون والطبقة العاملة المصرية) الصادرعن شركة الأمل للنشرعام 92 أصّلتْ موقف الإخوان المعادى للعمال. لم تلجأ سناء إلى الكتابة الإنشائية، وإنما إلى وثائق الإخوان أنفسهم ، فتنقل حديث حسن البنا عندما دعاه البارون (دى بنوا) مديرشركة القنال الذى عرض التبرع المالى لبناء مسجد بمبلغ 500جنيه. وأنّ البنا اعترض على قلة المبلغ وليس على المبدأ. ورغم ذلك قبل التبرع . وكان تعليق سناء عن آلية (المساومة) من جانب البنا وآلية الدفع (النقدى) من جانب البارون ، ولماذا التبرع من شركة أجنبية ((ليستْ جمعية خيرية)) وربطتْ ذلك بتأييد الإخوان للملك فؤاد إذْ ألقى البنا خطبة لأتباعه أمرهم فيها بالتوجه لحضورالاحتفال الذى سيحضره الملك ((ليعرف الأجانب أننا نحترم ملكنا ونحبه)) وكما أيّدوا الملك فؤاد فعلوا نفس الشىء مع ابنه فاروق فخرجوا يهتفون له ((نهبك ولاءنا على كتاب الله وسنة رسوله)) وسموه (الفاروق) تشبهًا بعمربن الخطاب. ورغم أنّ إسماعيل صدقى كان يُعادى كل القوى الوطنية ، فإنه منح الاخوان كل الدعم ولم يكن يطمئن إلاّ لهم ، لدرجة أنْ ثارتْ التساؤلات داخل الجماعة عن الأموال التى حصل عليها البنا من حكومة إسماعيل صدقى ، وكان تبريرالبنا أنّ ماحصلت عليه الجماعة ((هومساهمة حكومية لأنشطة الجماعة الخيرية)) ولذلك لم تكن مفاجأة أنْ يربط الاخوان صدقى بآية من القرآن ((واذكرفى الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد))
فى مارس 38تم إنشاء حزب العمال برئاسة النبيل عباس حليم وانتخاب المناضل يوسف المدرك وكيلا. ولأنّ الإخوان ضد تكوين الأحزاب ، طالبوا بضرورة حل ((هذه الهيئات الحزبية لإقامة الشريعة الإسلامية حكمًا على مصر)) وفى أغسطس38 قرّرالعمال مناقشة أوضاعهم السيئة مع أصحاب العمل وأنّ سلاحهم الوحيد هوالإضراب. وفى اليوم الثالث للإضراب أرسل صالح العشماوى برقية باسم الإخون نصح فيها العمال بالعدول عن الإضراب لأنه يتنافى مع تعاليم الإسلام. وعندما شعرالإخوان بأهمية النقابات خططوا لإختراقها فى عام 44وذلك لمقاومة اليسار. ونقلت سناء عن المؤرخ العمالى طه سعد عثمان أنّ الإخوان طعنوا الحركة العمالية بل إنّ بعضهم عمل كمرشد للبوليس السياسى ومساعدته فى القبض على العمال الهاربين . وفى إضراب العمال فى يونيو46 الذى اشترك فيه خمسة عشرألف عامل ، إتصل إسماعيل صدقى بوكيل مصلحة العمل (رئيس المصلحة رجل أمن بريطانى) فتم الإتصال بمسئول قسم العمال بجماعة الإخوان لتخريب الإضراب . فنشرالإخوان تقريرًا قالوا فيه أنّ العمال قرّروا العودة للعمل ، رغم أنّ هذا لم يحدث. وشنّتْ صحف الإخوان حملة ضد العمال (المخربين) محترفى (الشغب من العناصرالهدامة) وضرب بعض الإخوان العمال. وذكرطه عثمان سعد أنّ إسماعيل صدقى عدوالشعب لجأ للإخوان لضرب اللجنة الوطنية. فأسّس الإخوان لجنة موازية باسم (اللجنة القومية العامة) كما أنّ الإخوان رفضوا المشاركة فى مظاهرة 4مارس46لإحياء ذكرى شهداء فبراير. ومع تصاعد الإضرابات العمالية كثفتْ صحف الإخوان هجومها على العمال بساتردينى فكتبتْ أنّ (اَلإضراب عن العمل والإضراب عن الطعام والاعتصام وتظاهرالعمال ضد أصحاب العمل حرام ، وعقد العمل مكروه وطاعة أولى الأمرواجبة) وفى إضرابات المحلة الكبرى عام 47ردّد الإخوان فى صحفهم حجج الجانب المعادى للعمال والإشادة بموقف مديرالأمن الذى قتل ثلاثة من العمال واعتقل 27و نصيحة الإخوان هى أنّ على العمال أنْ (ينتبهوا للعناصرالمندسة) أى استخدام لغة أى حاكم مستبد يلجأ للتوهمات هروبًا من الوقائع.
ولجأ الإخوان إلى سلاح آخرهوقتل العمال معنويًا فهم (يهتكون الأخلاق وينشرون الرذيلة والفساد) ويكتب أحدهم تحت اسم (ش) قائلا ((تلك كلمة موجزة نهمس بها فى أذن أصحاب مصانع نيومان وكليبروناشان وداود عدس ، ونرفعها إلى أولى الأمر، فى تلك المؤسسات استهتارفاضح بالأخلاق والشرف وهناك إتصال يفرضه العمال بين الفتيات والعمال . الشيطان يبيض ويفرخ فى تلك الأوكار) وبعد أنْ نقلتْ سناء المصرى النص الكامل كتبتْ عن لغة الإخوان العدوانية ضد العمال والعاملات اللائى اشتركن مع العمال فى الإضراب عندما رفضن محاولات أصحاب المصانع لتعيينهن بدلا من العمال الرجال . كما أنّ عدد العاملات قليل جدًا وأحيانًا يكون بالمصنع عاملة واحدة وأنّ الرقابة الشديدة فى المصانع بالكاد تسمح بأى شأن شخصى) ويكتب إخوانى آخر(إنّ خطبًا يلم بطبقة العمال هوإنحلال الأخلاق هوالفوضى والإباحية)
أيّد الإخوان استيلاء الضباط على الحكم فى يوليو52، ولم يكتفوا بذلك وإنما وقفوا ضد العمال فى أول اختبارلهم لدرجة أنه عندما حدث إضراب عمال شركة صباغى البيضا يوم 9/8/52 اقترح الإخوان تطبيق حد الحرابة على العمال المضربين ، أى تقطيع أياديهم وأرجلهم من خلاف. وكتب الإخوانى (محمد بكير) مقالايوم 5أغسطس بدأه بتملق الضباط والهجوم على (الشيوعية الهدامة. وإذا كان البوليس تولى التحقيق مع الخونة للمحاكمة. كنتُ أريد من العمال أنْ ينصبوا من أنفسهم قضاة ويحكموا على هؤلاء بالإعدام) وبعد إضراب عمال كفرالدواريوم 13 أغسطس كتب إخوانى مقالا بعنوان (ابحثوا عن المجرمين الحقيقيين) إتهم فيه العمال بالتخريب ونشرالفساد فى الأرض ليُشوّهوا العهد الجديد . يارجال التطهيرلاتأخذكم بأعداء الله والوطن رحمة ولاشفقة) هكذا يكون توظيف الدين ضد العمال إذْ أنّ إضرابهم = العداء لله. وبعد إعدام خميس والبقرى وسجن آخرين كما فى مذبحة دنشواى ، إتخذ الضباط من سيد قطب مستشارًا لهم كما كان مستشاررئيس المحكمة التى حكمت على العمال. وقال إنّ النقابات فى حاجة إلى أنْ تتطهروأشارإلى أحمد طه سكرتيرنقابة عمال ماركونى. كما تعثرإنعقاد المؤتمرالتأسيسى للإتحاد العام للعمال (بسبب العوائق التى وضعها البكباشى عبدالنعم أمين رجل المخابرات الأمريكية وسيد قطب رجل الإخوان) وفى يوم 28يوليو(أى بعد جلوس الضباط على كراسى الحكم بخمسة أيام) ورد بصحيفة الأهرام (بيان للمرشد إلى الإخوان بوادى النيل) جاء به ((الإخوان المسلمون خيرسند لحركة الجيش. يُظاهرونها ويشدون أزرها.. إلخ))
فى يوم 1يناير75حدثت مظاهرات عمال حلوان فى ميدان باب اللوق ضد ارتفاع الأسعار. تعاملت قوات الأمن مع العمال بكل وحشية ومعها صحف الحكومة. ولم تتخلف صحف الإخوان عن المشاركة فى ذبح العمال معنويًا فتكتب الاعتصام أنّ ((حوادث الهدم والتخريب الأخيرة وراءها تنظيمات ماركسية يجب القضاء عليها)) وفى عدد آخرمن الاعتصام ((إنّ على ولاة الأمورأنْ يضربوا بيد من حديد على رؤوس هذه الفئة الهدامة حتى لاتقوم لهم فى دولة العلم والإيمان قائمة)) وكان تعليق سناء البليغ أنّ الدكتاتورية العسكرية ، إذْ تلتقى مع الفاشية الدينية ، فإن الأولى لاتنتظرالنصيحة وإنْ كانت تُرحب بها. ولتأكيد الولاء يكتب حسن عاشورمخاطبًا السادات ((سيدى الرئيس.. تبارك جهادك الكريم فى بناء صرح الدين. لبنة للعلم ولبنة للإيمان. الأمل فيكم كبيرياصاحب القلب الكبير)) وبعد الانتفاضة الشعبية فى يناير77فإنّ مفخرة الإخوان أنهم لم يُشاركوا فيها. مع المطالبة بعقاب الشعب على جريمة التظاهرضد الحاكم. وكتب محمد عبدالقدوس ((أحداث 18، 19ينايرأثبتت أصالة الجماعات الإسلامية)) واستشهد برأى حافظ سلامة- الذى يصفه ببطل المقاومة الشعبية- مع أنه كان يُهاجم الجماهرالشعبية وطالب بإنزال العقاب على الشعب وعلى قياداته. وأنّ ((العناصرالإسلامية لم تنخدع بهذه الأحداث مما أفسد مخططها)) وكان تعليق سناء التى جمعت بين لغة الواقع والضمير((يبدوأنّ حافظ سلامة حامل لواء الدعوة الإسلامية وطربوش الخلافة العثمانية لم ينتبه إلى أنّ الانتفاضة أخمدت ليس بسبب عدم اشتراك الجماعات الإسلامية فيها ، بل بفعل قوات الجيش التى زحفت على المدن وتراجع الحكومة عن قراررفع الأسعار)) ونقلت سناء افتتاحية مجلة الاعتصام ((رفضتها الأمة ثورة حمراء فكانت ليلة سوداء)) وهكذا وضع كاتب الافتتاحية نفسه فى سلة واحدة مع نظام السادات القمعى. وأرسلت جماعة (شباب محمد) برقية إلى السادات قالوا فيها إنهم يدعون ((لك بالخير ويُشجبون حوادث 18، 19ينايرالإجرامية التخريبية ويطلبون حل وإلغاء حزب اليسارلإحتضانه لمبادىء مستوردة هدامة إلخ)) وكان تعليق سناء أنّ هذه البرقية كما لوأنها كتبت بلسان وزير الداخلية. وانتهزالإخوان أحداث يناير77للمطالبة بإقامة الحدود ((فى إقامة حد الله أمن للمجتمع وتطهيرللجانى)) وفى إضراب الحديد والصلب (أغسطس 89) شاركت صحف الإخوان فى الحملة ضد العمال مع نفى أية صلة لهم بالأحداث وتحذيرالأمة من أية تحركات عمالية قبل (انتقال ماحدث فى حلوان إلى غيرحلوان)
هذا عرض مختصرلكتاب سناء المصرى ، بنت مصرالمنحازة للغة العلم والمُصغية لنداء الضميركما فعلت فى كتابها (هوامش الفتح العربى لمصر) الذى أزاحتْ فيه الستارعن كل ما تُصرالثقافة السائدة البائسة فى مصرعلى أنْ يظل أسيرمقابرالتاريخ.
****



#طلعت_رضوان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التنوير المصرى والجامعة الأهلية
- بورتريه لابن عمى المليونير م . م
- تونا الجبل : ميلاد مُتجدد للحضارة المصرية
- ميس إيجيبت وجدل العلاقة بين الثقافتين المصرية والعربية
- سليمان فياض : الواحد المتعدد
- النص الدينى والتفسيرات المتعددة
- العالمانية والاستقرارالاجتماعى
- هل يؤمن الأصوليون الإسلاميون بالديموقراطية
- مأزق السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل
- الأدب واتعبيرعن التغيرات الاجتماعية
- لاتُصالح ودوائرالثأرالجهنمية
- كفيل مصرى لأى خليجى فى مصر
- رد بأن مقالى عن اللغة القبطية
- المشروع الفكرى للراحل الجليل بيومى قنديل
- سيناريو مُتخيّل عن استقالة شيخ الأزهر والمفتى
- قوى التقدم وقانون التغير الكيفى
- اذا كان المسيحيون مواطنين فلماذا الكتابة عن الجزية
- إرهاصات العالمانية فى مصر
- الحب والظلال للمبدعة إيزابيل اللندى
- الحرام بين النظرة الأحادية وتعدد المنظور


المزيد.....




- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...
- -تصريح الدخول إلى الجنة-.. سائق التاكسي السابق والقتل المغلف ...
- سيون أسيدون.. يهودي مغربي حلم بالانضمام للمقاومة ووهب حياته ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طلعت رضوان - سناء المصرى : ضميرحى وعقل حر