مكاننا الطبيعي أن نسير على درب الشهيد وأن نجلب الربيع لحديقة الشهيد

بشير الحامدي

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 15:15
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

مكاننا الطبيعي أن نسير على درب الشهيد وأن نجلب الربيع لحديقة الشهيد
كم رددوا وقالوا.
كم كذبوا وكذبوا.
كم رددوا يا شهيد يا شهيد على دربك لن نحيد.
كم رددوا يا شهيد لا تهتم الحرية تفدى بالدم.
كم كذبوا وكم كذبوا وحادوا.
الصادقون وحدهم من ظلوا على الدرب يسيرون ولم يكذبوا ولم يخونوا.
قلة من الذين حملوا على أكفهم الجمر ومازالوا بقوا مخلصين.
أحزاب ومنظمات وجمعيات وشخصيات وعرافو الدولة المدنية.
كلهم كذبوا وخانوا الشهيد وأمنيته.
خانوا درب الشهيد . دم الشهيد .حديقة الشهيد. قبر الشهيد. صرخة الشهيد. أم الشهيد. حلم الشهيد.
كانوا قلة . كانوا يعرفون في بوزيان والرقاب وتالة والقصرين وسوسة والكاف وفي كل شبر من إقليم الفقر والتهميش إقليم الثورة أنهم جنود لا سلاح لهم غير إرادة لا تقهر وشموخ الثوار.
كانوا يعلمون أن الحرية ليس لها إلا ثمن واحد وردي أحمر بلون الدم وزهر الشهداء. ولم يبخلوا في إراقة دمائهم.
واجهوا وواجهو وسقطوا. كانوا يعلمون أن للحرية ثمن واحد هو الموت فلم يترددوا في الإقدام على دفع هذا الثمن.
لم يكن باهضا عليهم أن يموتوا ليحيوا.
شهادة ميلادهم كانت تخبئها رصاصة طائشة أو موجهة من سلاح كلب حراسة ملتفح بالسواد والجريمة.
شهادة ميلادهم كانت رقما مكتوبا على رصاصة جاءت من تل أبيب ومن باريس ومن واشنطن جاءت من معامل صهر الرصاص لقنص أصحاب الرايات الشامخة والرؤوس التي لا تنحني.
شهادة ميلادهم كتبوا حروفها كلها في حفلة عرس الدم ذات ليلة وذات يوم ولم يكونوا يملكون غير حناجرهم وراياتهم.
كان حلمهم بحجم الحياة .
كان الحلم بحجم الموت.
وكانوا هناك يطلبون الحياة ويعلمون أن ثمنها ليس أقل من الشهادة.
كانوا يطلون على الموت.
واستشهدوا.
ذهبوا وما ذهبوا.
وبقينا وكأننا لسنا هنا.
هل نحن هنا
نحن هنا.
فهل يكفي أن نكون هنا.
وهل يكفي أن نردد.
"شهداء شهداء نحنا ليكم أوفياء"
لنكون هنا.
هنا والآن تسحثاننا أن نسير على نفس الدرب
أن نطلب الحياة وأن ندفع ثمنها وهو ليس أقل من الشهادة.
وأن نسير على درب الشهيد وأن نجلب الربيع لحديقة الشهيد.
ـــــــــــــ
مهداة للرفيق ضمير الشهداء الثائر
صلاح الداودي
ولرفاق كثر دمهم من دم الشهيد و أحلامهم بلون الثورة في تونس وفي فلسطين وفي مصر وسوريا واليمن وليبيا والمغرب والبحرين ... وفي كل أرض بها ثائر.
ـــــــــــــــــــ
بشير الحامدي تونس
في 27 ديسمبر 2011

#بشير_الحامدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات