أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سربست مصطفى رشيد اميدي - التعايش واعياد الميلاد














المزيد.....

التعايش واعياد الميلاد


سربست مصطفى رشيد اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 3589 - 2011 / 12 / 27 - 11:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


نمر في هذه الأيام بمناسبات مهمة بالنسبة للمسيحيين في العالم تتمثل بعيد ميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية. هذه الأعياد اكتسبت طابعا اجتماعيا وأصبحت مناسبة لتبادل التهاني والهدايا والزيارات وإقامة الحفلات. وقد تعدت الاحتفال بها في كثير من الدول معتنقي الديانة المسيحية لتشمل أديانا أخرى، خاصة وأن رأس السنة الميلادية تعتبر عطلة رسمية في أغلب دول العالم.هذه المناسبة تعتبر بمثابة تجديد سنوي لعقد التعايش بين الطوائف والأديان في الدول المتعددة الأعراق والطوائف والأديان، وضمان لاستمرار علاقات المحبة المبنية على التسامح والسلام بين مواطني الدولة الواحدة من أبناء الأديان المختلفة.
المكون المسيحي في العراق جزء لا يتجزأ من هذا الأرض الذي عاش عليه أقواما وشعوبا وقبائل وأديانا عديدة ، ويعود تاريخ اعتناقهم للمسيحية إلى القرن الأول الميلادي . وهنالك الأرمن الذين يعتنقون أيضا الديانة المسيحية.
إن التعايش الموجود بين كافة القوميات والأديان والطوائف في العراق أصبح تحت تأثير وتهديد السلطات الحاكمة في العراق منذ زمن بعيد ، بدأت بالفرمانات السلطانية ضد الأيزيديين في عهد الدولة العثمانية ، مرورا بمذبحة سيميل سنة 1933 ، وحملة فرهود اليهود في بغداد سنة 1941 ، وصولا إلى حملات ترحيل وتعريب الكرد من المسلمين والايزيديين وكذلك التركمان على يد النظام السابق .
بعد إسقاط النظام السابق ووصول أحزاب الإسلام السياسي للسلطة في العراق،وشن الإرهاب حملة شرسة بحق أبناء الشعب العراقي، فان التعايش السلمي قد نسف مرة أخرى، وذلك بعد عمليات الإرهاب ضد المسيحيين والايزيديين وتفجير الكنائس بين فترة وأخرى، وشملت جميع الطوائف والقوميات الأخرى .
إن العراق كان ولا زال ( إلى حد ما ) عبارة عن لوحة موزاييك جميلة بتكونه من ألوان عديدة هي قوميات وأديان وطوائف العراق من العرب والكرد والتركمان واالكلدان السريان الآشوريين والأرمن ، من المسلمين بمذاهبهم المختلفة والمسيحيين بكنائسهم المتعددة ، ومن الصابئة المندائيين ، الايزيديون ، الكاكائيون ، الشبك ، الشركس ، والى حد قريب اليهود أيضا . لوحة الموزاييك الجميلة هذه تحتاج إلى صيانة مستمرة .
فالحفاظ على علاقات المحبة والتسامح بين أطياف المجتمع العراقي واستمرار التعايش بينهم ، يحتاج إلى إعادة دراسة العديد من القوانين والقرارات والمناهج الدراسية ودور وسائل الإعلام ، ومهام وزارة الأوقاف وغيرها ، وليس فقط إلى بيانات بلاغية إعلامية من قبل مسؤولي الحكومة والأحزاب السياسية . على سبيل المثال فيما يخص المناهج الدراسية ، فانه على الرغم من كل الأطياف الدينية الأخرى التي تعيش في العراق منذ قديم الزمان فإننا نلاحظ انه توجد مادة ( التربية الإسلامية ) للمرحلة الابتدائية والثانوية ، أي يقتصر التدريس على ديانة واحدة لاعتبارها دين الأكثرية الغالبة للمجتمع العراقي ، ويقتصر التدريس فيها على الطلاب المسلمين فقط . ويفترض أن تكون المادة ( التربية الدينية) وتدرس فيها تاريخ الأديان كافة خاصة التي لا يزال يعتنقها شرائح من المجتمع العراقي كالمسيحية والايزيدية والمندائية وحتى اليهودية ، ولا يقتصر التدريس فيها على الطلاب المسلمين فقط ، وتدرس فيها أيضا مبادئ عن التسامح الديني والتعايش السلمي ونبذ الأفكار التكفيرية والمتطرفة . وإذا كان هذا مفهوما في بقية محافظات العراق خلال فترة النظام السابق ، وسيطرة أحزاب الإسلام السياسي على مقاليد الأمور بعد تغيير النظام ، فان عدم تغيير مناهج التعليم جذريا في إقليم كوردستان يثير الكثير من التساؤلات .
إن تفريغ العراق من بعض الطوائف الأصيلة خاصة المسيحيين والايزيديين والصابئة المندائيين ، سيجعل وجه العراق يتحول إلى لوحة قاتمة وداكنة الألوان ، بحيث لاستطيع كل من يبغي الجمال النظر إليه . وإذا بقيت الأمور على ما هو عليه الآن من الهجرة المستمرة للخارج لأبناء الطوائف تلك، فانه سيأتي يوم لن يبقى فيه أحد من هؤلاء كما حدث بالنسبة لليهود. وان ذلك سيؤدي إلى أن يطغي لون واحد على بقية الألوان، مما ستكون سببا في انتشار الأفكار والمذاهب التكفيرية والمتطرفة بين المسلمين ، مما سيجعل العراق يعيش في ظل أفكار حركة طالبان عمليا ، حتى وان كان هذا بالضد من توجهات ورغبة السلطات القائمة حينها .
آن الأوان لإعادة النظر في جميع الأسس المنظمة للمجتمع ، القانونية والثقافية والاجتماعية ، بدء من بعض القوانين مرورا بالمناهج التدريسية وصولا إلى خطب أئمة الجوامع ، والذي كان أحدهم يخطب في الجموع الغاضبة يوم 2/12/2011 في زاخو ويقول ( بأن الحكومة والقوى الأمنية تقف معهم في موقفهم من إزالة مراكز المساج ) ، ولا نعرف كيف أن الحكومة قد منحتهم إجازة العمل وهي في نفس الوقت تقف مع الملا والجموع الغاضبة في إزالتها ؟
في الختام نهنئ أبناء الديانة المسيحية بأعياد ميلاد السيد المسيح ونتمنى أن يعيش الجميع في عراق يملأه السلام والمحبة والوئام ، وألا يتحقق ما تنبأت به أعلاه .



#سربست_مصطفى_رشيد_اميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خير خلف لاحسن سلف
- النخبة السياسية الحاكمة في العراق الى اين؟
- موقف الحكومة العراقية من الانتفاضة السورية والدم العراقي الم ...
- ثقافة الديموقراطية والتسامح ...أم ثقافة البلطجة
- على هامش حملة مناهضة العنف ضد المرأة
- مشروع قانون مام جلال ... الهدف والتوقيت
- الحلم
- قصر موسى في لبنان
- مشروع قانون الاحزاب ...


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سربست مصطفى رشيد اميدي - التعايش واعياد الميلاد