أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد الفهد - من اين ستخرج الدوله المدنيه في العراق؟














المزيد.....

من اين ستخرج الدوله المدنيه في العراق؟


محمد الفهد

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 23:33
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عبثا تحاول القوى السياسيه العراقيه ان تجد مخرجا واحدا لها من كل الازمات التي تحيط بها ولن تفلح مهما حاولت للوصول الى اتفاقات ستراتيجيه مع بعضها البعض.
وبنظرة معمقه لكل مايجري داخل العراق نرى بكل وضوح ان العمليه السياسيه تطرح مشروع الديمقراطيه والانتخابات الحره وفصل للسلطات وكل هذه الامور هي عبار عن نتاج شعوب اتفقت على هذه الصيغ لحل مشاكلها والاستمرار ببناء دولها والتي نجحت بشكل باهر للاستمرار في ديمومة حياتها وتعتبر حلول ناجعه لها.
والذي ينظر للخليط المجتمعي العراقي وله ادنى معرفه بتجارب الشعوب متوخيا العلم في تلمسه للحقيقه المره التي يكون الكلام فيها كله خطوط حمراء والغام حين يحاول اي شخص المساس بها يعرف حقيقة لماذا فشلت الولايات المتحده الامريكيه في العراق وسبب انحسار القوى الليبراليه ان وجدت وتعثر كل عملية تطور سريعه او ممنهجه في الحصول على حكومه غير دكتاتوريه او لنقل حكومه قادره على ترسيخ قيم جديده للمجتمع لغرض بداية عجلة التطور الى الامام.
بغض النظر عن قفز الاسلاميين لسدة الحكم ووضعهم عراقيل بوجه باقي الاحزاب التي تخالفهم قليلا في الرؤيه لكنهم استطاعوا وبجداره التغلغل اكثر عمقا داخل بنية الشعب العراقي وقطفوا ثمار الانتخابات بشكل كاسح بالرغم من وجود احزاب قديمه ولها تاريخ نضالي مهم ولهم اسماء محترمه داخل المجتمع ومعروفه كالحزب الشيوعي العراقي.
اذن تركيبة المجتمع وقاعدته التي يستند لها الاحزاب في كسب الاصوات لغرض انتخاب قيادات تقوم بمهام العمليه السياسيه هي منشأ كل الفساد التي ابتلى بها المجتمع والبلد بصوره عامه. بشكل مبسط لننظر الى اسماء الطبقه السياسيه نجدها اصلا معده لمحاكاة الجانب العشائري تمهيدا لنصرة المتقدم للانتخاب مثلا-المالكي,الساعدي,الجعفري, الحكيم, الصدر-هذه الاسماء هي اصلا محاكاة الى الجذور العشائريه التي تضمن لهم الانقياد الاعمى لمن ينتخبوه.
في المحافظات الجنوبيه والتي تحكمها العشائر منذ امد بعيد تم افساد المزاج المدني فيها الى حد يصل بشكل مشابه لما فعله الطالبان بافغانستان والجذور هي واحده العشيره حاضنة الدين والدين حاضنة العشيره. وعن العشائر العراقيه حديث يطول اقل مايمكن وصفه انه يتعارض مع تاسيس حكومة مدنيه تعدديه فيها حريات فرديه هي اصلا شكل من اشكال الدكتاتوريه المصغره فكيف لها ان تدعم حكومات تؤمن بالفيدراليه والليبراليه او باي نظام اداري اوسياسي يختفي فيه التعسف او التسلط .
اضافه اخرى مهمه وهي القوى الامنيه والجيش العراقي بايجاز سريع نظام الجيش العراقي الذي تاسس بقيام الدوله العراقيه الاولى عام 1921 وبوجود القوات البريطانيه وضع له نظام مستعمرات شبيه بالجيش البريطاني الذي كان يفتح المدن بعد الحرب العالميه الاولى فالضباط كانوا اشبه بالملائكه من الترف واشبه بعزرائيل بالعقاب لان نظام المستعمرات كان يستخدم الضباط الانكليز كقياده والجنود من شعوب اخرى كالسيخ في الهند فكانت النظره الى الجندي نظره دونيه وانتقل هذا المرض الى النظام الداخلي للجيش العراقي ومع استمرار هذا الوضع صارت هناك طبقه للظباط وعوائلهم بحيث اترفوا على حساب وظائفهم ووجدوا انفسهم اقرب لان يحكموا الناس ضمن عمل سياسي اضافة الى مراكزهم العسكريه وهذه احدى كوارث العراق التي ادت ايضا لتغيير مكتسبات تاسيس الدوله المدنيه ولقلة خبرتهم بالسياسه انهم كانوا يؤيدون النازيه وهتلر ضد بريطانيا وشخصيات العراق المهمه في تلك المرحله بل ازيد على ذلك كانت ميولهم حتى للدوله العثمانيه التي استعبدتهم اكثر من 400عام .
نعم هناك ضباط وطنيين لكنهم ليسوا بسياسيين تغلب عليهم صفة المغامره وابرز مثال على ذلك الزعيم الراحل عبد الكريم قاسم وان من اكبر اخطاءه هي السماح بالهجره من الريف الى المدينه وتاسيس التجمعات السكنيه الضخمه التي الان بغداد تدفع ضريبتها بغياب المزاج واللون البغدادي واكتساح قيم الفصول والعشائر والتي ادت بالعنف الطائفي الدموي للبروز الى واجهة الاحداث مع كل عاصفه سياسيه تمر بها . تصارع قيم وثقافات حين يتاح للتخلف فرصه للهجوم على اي منجز مدني فانه يكيل له ضربات ربما مميته او على الاقل تبعده كثيرا عن واجهة الاحداث. فمن غير المقبول ان تتباكى الناس على ذهاب الجيش بصفته القديمه التي دمرت العراق وابتعد عن مهنيته واذكر الاخوه القارئين في السبعينيات حين يتسرح المكلف من الجيش كان يذبح كبشا لسلامته من هذا العسر والضيق والظلم .فلماذا اذن التباكي عليه.
ربما هناك من يدافع عن الجيش باعتباره حاضنة للجميع وانه حارب وجاهد ودافع عن الحدود في حين نرى ان الحدود تناقصت مع وجود هذا الجيش العرمرم ولكن ابناء طبقة الضباط كما اسلفت والمنتفعين والسياسيين الذين تحالفوا مع الجيش لهم مصلحة في الدفاع عنه حتى يعيد استخدامه كما كان يفعل صدام والغابرون.
اما الاجهزه الامنيه فهي اجهزة قمعيه صرفه وليس هناك في تاريخها مهمه واحده وطنيه سوى الايغال بالتنكيل بالمجتمع مع تزايد الصلاحيات لديها مع كل حاكم جديد وذلك لارغام الاخرين للخنوع لسلطته الجباره فلايمكن القول ان هذه القوى بكل تشكيلاتها تحترم الحقوق المدنيه للشعب ولايمكن اعادة انتاجها الا بطريقة خسارتها بالتدريج واحلال دماء جديده محلها . ولكن السؤال الكبير من اين ناتي بهذه الدماء فالمعمل الاجتماعي الذي ينتج الاجيال هو المجتمع العشائري ومستنقع الدين ولهذا يفضل المالكي بقاء هذه الاجهزه في السلطه
-- يتبع--



#محمد_الفهد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كان عليك ان لاتنسى ...ياسيد مالكي
- اشلاءهم فوق السطوح
- من يبيع الهوى...ومن يشتريه
- وصايا لايفهمها الاخرون
- ابعد هذا الاحتلال... احتلال
- عتب الحمام على الغصون
- اصطفاف
- اعياد الميلاد
- يامن كان صديقي
- المحطة
- الموتى لايلتفتون الى الوراء
- حيره
- المصير
- قريب من القلب
- موت أنيق
- ظل الحمام
- عيد سعيد
- عصفور اللوز
- خط الشروع
- افواه ...ومطرقه


المزيد.....




- مراهق اعتقلته الشرطة بعد مطاردة خطيرة.. كاميرا من الجو توثق ...
- فيكتوريا بيكهام في الخمسين من عمرها.. لحظات الموضة الأكثر تم ...
- مسؤول أمريكي: فيديو رهينة حماس وصل لبايدن قبل يومين من نشره ...
- السعودية.. محتوى -مسيء للذات الإلهية- يثير تفاعلا والداخلية ...
- جريح في غارة إسرائيلية استهدفت شاحنة في بعلبك شرق لبنان
- الجيش الأمريكي: إسقاط صاروخ مضاد للسفن وأربع مسيرات للحوثيين ...
- الوحدة الشعبية ينعي الرفيق المؤسس المناضل “محمد شكري عبد الر ...
- كاميرات المراقبة ترصد انهيار المباني أثناء زلازل تايوان
- الصين تعرض على مصر إنشاء مدينة ضخمة
- الأهلي المصري يرد على الهجوم عليه بسبب فلسطين


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد الفهد - من اين ستخرج الدوله المدنيه في العراق؟