أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - تأجيل الصدام














المزيد.....

تأجيل الصدام


نصارعبدالله

الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 19:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الكتاب والمفكرون الذين كانوا، ولا يزالون يعبرون عن أسفهم لأن مصر(أو بالأحرى المجلس العسكرى ) لم تسلك نفس المسلك الذى سلكته تونس بعد الثورة ، ولم تبدأ بالبداية الصحيحة التى كان يتوجب عليها أن تبدأ بها وهى فى رأيهم: الدستور أولا، ولو أنها بدأت بها لكان هذا كفيلا فى رأيهم بأن يجنبها الكثير من المنزلقات التى ازلقت إليها بالفعل ، أولئك الكتاب والمفكرون الذين يقولون بهذا الرأى (الذى أثبت نجاحه بالفعل فى التجربة التونسية) يغفلون فى واقع الأمر عن حقيقة هامة تتمثل فى واحد من أهم الفوارق الجوهرية بين التجربة المصرية والتونسية إن لم يكن أهمها على الإطلاق، هذا الفارق يتمثل فى أن الروح الفئوية والطائفية ليست مخيمة على المجتمع التونسى بنفس القدر الذى تخيم به على المجتمع المصرى وأن هناك قدرا من التوافق على الثوابت المشركة التى يراد لها أن تحكم المجتمع التونسى بجميع أطيافه السياسية على نحو لا يتوافر مثيله فى مصر، بحيث تكون صياغة الدستور مناسبة للتعبير عن ذلك الوفاق وليس مناسبة للصدام بين أغلبية ترى أنها ـ بحكم أنها أغلبية ـ فمن حقها أن تصوغ حاضر الوطن ومستقبله بالكامل، دون أى نظر أو اعتبار لمطالب الأقلية، وبين أقلية ترى أن من حكم الأغلبية أن تدير الحاضر ، لكنها ليس من حقها أن تصادر على المستقبل وأن تجعله رهينا باللحظة الحاضرة ...الكتاب والمفكرون الذين يرون بأنه كان يتوجب علينا أن نبدأ بطريقة: "الدستور أولا" يغفلون عن أن صياغة الدستور فى مصر هو على الأرجح مناسبة للشقاق أكثر مما هو مناسبة للوفاق، وعندما لجأ المجلس العسكرى إلى الصيغة التى اعتمدها وهى تعديلات دستورية محدودة يستفتى المواطنين عليها ثم انتخابات لمجلس الشعب والشورى ثم اختيار أعضاء المجلسين للجنة تأسيسية تقوم بإعداد مشروع الدستور، عندما لجأ المجلس العسكرى إلى هذه الصيغة فإنه ( غالبا دون أن يقصد)، قد قام بتأجيل الصدام، ذلك أننا إذا افترضنا جدلا أن المجلس قد لجأ إلى أسلوب: "الدستورأولا" ( وهو ما أستبعد أنه قد خطر بباله )، لو افترضنا هذا فإنه لا سبيل له إلى ذلك إلا عن طريق هيئة تأسيسية: إما أن يعين أعضاءها بنفسه أو أن يدعو المواطنين إلى انتخابهم ، فإذا لجأ إلى أسلوب التعيين فإن من المؤكد فيما أتصور أنه كان سيواجه بمظاهرات عارمة من أنصار الذين لم يتم اختيارهم فى تلك الهيئة، وهذا هو الصدام الأول الذى كانت ستشهده مصر على الأرجح، وأعنى به الصدام بين المجلس العسكرى وبين الذين لم يتم تمثيلهم فى الهيئة التأسيسة ، أما إذا وجه الدعوة لانتخاب الهيئة التأسيسة فإن نتيجة الإنتخابات كانت سوف تسفر غالبا عن فوز التيارات الإسلامية بأغلبية كبيرة تغرى أصحابها بمحاولة الإنفراد بوضع الدستور مما يدفع بالأقلية للخروج إلى الشارع مرة أخرى مطالبة بعدم مصادرة حقها فى صنع المستقبل خاصة أنها هى القوى التى مثلت بادىء ذى بدء طلائع الثورة ، فإذا لم تلتفت الأغلبية إلى هذا المطلب العادل والمشروع فإن الصدام بين الأقلية والأغلبية واقع لا محالة، وهنا فإن القوات المسلحة سوف تجد أن من واجبها أن تتدخل لإنقاذ الوطن من الكارثة المحدقة، ...ومع هذا يبقى أن نقول إن المؤسسة العسكرية عندما اختارت الأسلوب الذى اختارته فعلا وهو ترميم دستور 1971 والعمل بإعلان دستورى مؤقت لحين وضع الدستور الدائم..فإن هذا ـ فيما أتصور ـ لم يكن منطلقا من رغبتها فى تأجيل الصدام بين الأغلبية والأقلية الذى سوف يصاحب على الأرجح عملية صياغة الدستور، ولكنه كان على الأرجح راجعا إلى تأجيل صدام آخر هو ذلك الصدام المتعلق بوضعها هى ودورها فى مجتمع ما بعد الثورة، وهل سوف تكون مؤسسة خاضعة تماما لرئيس أعلى يختاره الشعب، أم أنها سوف تكون مؤسسة ذات وضع متميز بما يتناسب مع جسامة مهامها.
[email protected]



#نصارعبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو دهم الموت مبارك
- حول نتيجة الإنتخابات
- محمد محمود
- الإستفتاء هو الحل
- عن رؤساء الجامعات المصرية
- إنها تنتج المشمش !!
- مبارك السجين يرشح نفسه
- مصر على حافة الهاوية
- الخجول والصفيق !
- على هامش محاكمة مبارك
- لماذا لم يقدم مبارك إلى المحاكمة
- الثغرة القانونية المفزعة
- أفلاطون والديموقراطية
- المضروبون الأربعة
- تلك الرغبة الخبيثة
- الذين هنأوا مبارك!!
- حساب الرئيس لنفسه
- عن المخلوع والمقتول
- حدث فى عام 1997
- تساؤلات دستورية


المزيد.....




- فيديو غريب يظهر جنوح 160 حوتا على شواطىء أستراليا.. شاهد رد ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1000 عسكري أوكراني خلال 24 سا ...
- أطعمة تجعلك أكثر ذكاء!
- مصر.. ذعر كبير وغموض بعد عثور المارّة على جثة
- المصريون يوجهون ضربة قوية للتجار بعد حملة مقاطعة
- زاخاروفا: اتهام روسيا بـ-اختطاف أطفال أوكرانيين- هدفه تشويه ...
- تحذيرات من أمراض -مهددة للحياة- قد تطال نصف سكان العالم بحلو ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن سلمت كييف سرّا أكثر من 100 صاروخ ATA ...
- مواد في متناول اليد تهدد حياتنا بسموم قاتلة!
- الجيش الأمريكي لا يستطيع مواجهة الطائرات دون طيار


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - نصارعبدالله - تأجيل الصدام