أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد سعيد الريحاني - حوار حول الترجمة مع الباحث والقاص والمترجم المغربي محمد سعيد الريحاني















المزيد.....

حوار حول الترجمة مع الباحث والقاص والمترجم المغربي محمد سعيد الريحاني


محمد سعيد الريحاني
أديب وباحث في دراسات الترجمة

(Mohamed Said Raihani)


الحوار المتمدن-العدد: 3588 - 2011 / 12 / 26 - 09:45
المحور: مقابلات و حوارات
    


أجرت الحوار الأمريكيات ريبكا ثيبو وشانيال رايت وتيفني سانت دجون

Rebekah Thibadeau, Shaniel Wright & Tiffany St. John

سؤال: عند ترجمة النصوص، ألا يخامرك أحيانا إحساس بإفلات الكلمات من بين يديك؟



جواب: أعتقد بأنه من الضروري التمييز بين المترجم الموسوعي المستعد دائما لترجمة أي شيء في أي حقل في أي وقت وبين المترجم الأدبي الذي هو في الغالب الأعم إما كاتب أو ناقد أو قارئ جيد للأعمال الأدبية والذي يتخصص في ترجمة الحقل الأدبي الذي يشعر فيه بقدرة أكبر على العطاء…

وما دمت معنيا بسؤالك، فأنا كاتب في مجال الإبداع السردي. أكتب في مجال الرواية والقصة القصيرة والقصة القصيرة جدا… وحين يتعلق الأمر بالترجمة، فطبيعي أن ألجأ إلى اختيار النصوص المنتمية لهذه الأنواع السردية بطويلها وقصيرها دون أدنى شعور بالتردد وأن أباشر نقل النصوص دون أدنى حس بالإبحار بعيدا نحو الضياع…



سؤال: هل يساورك أحيانا الشعور بابتعاد النص عن أصوله الثقافية بُعَيد ترجمته؟



جواب: عند نقل نص إلى لغة أخرى، يتم بموازاة مع العملية نقل العديد من السياقات على مستويات عدة: اجتماعية وسياسية وثقافية ودينية… مُشَكَلَةً ما أسميه ب “قوة النص” أو “روح النص” والتي، إذا ما أحسن تشغيلها، تحفظ النص من الاجتتات من ثقافتها الأصلية وتربتها الأدبية…



سؤال: هل تتغير رسائل نصوصك بعد ترجمتها؟



جواب: بالنسبة لنصوصي، أنا من يترجمها إلى لغات أخرى. وهذا قد يبدو طريفا لكن الأسباب التي احتفظت بها لنفسي لمدة طويلة يمكن بعد سماعها أن تجعل الأمر مقبولا.

عند ترجمة نصوص “غيري” من الكتاب، ألتزم الصرامة المنهجية في الترجمة في نقل قوة النص ومعجمه إلى اللغة الأخرى في الثقافة الأخرى. عند ترجمة نصوص “غيري” من الكتاب، الوفاء للنص المترجم يصبح أكثر من أولي وأكثر من مقدس…

أما عند ترجمة نصوصي الإبداعية، فإنني أكون أكثر حرية ولدلك ألجأ إلى مقاربة مختلفة تماما ما دامت الترجمة توفر فرصة دهبية لإضافة ما لم يعد مسموحا بإضافته للنص الإبداعي المنشور ورقيا، كما يمكن اللجوء لآليات اخرى كالحذف والتعديل وإعادة كتابة ما لا يوافق السياق الثقافي الجديد للغة المترجم إليها…



سؤال: لماذا الإصرار على إخراج النصوص من اللغة العربية إلى لغات أخرى؟ ما محفزك على ترجمتها؟



جواب: للترجمة عدة وظائف حيوية التي، إذا ما استثمرت بشكل مناسب، يمكنها أن تعطي نتائج جيدة. وتوضيحا للأمر، سأسوق بعض الأمثلة…

فالترجمة تساهم في التقريب بين الثقافات وإقامة حوار بين الحضارات وهزم الشوفينية. إنها إحدى القيم الرئيسة في فلسفة التعايش والتقارب ما دام عدوها الأول هو “التمركز حول الذات“. فبتقارب اللغات، تتقارب الثقافات وتتقارب معها الشعوب…

غاية الترجمة الثانية هي مد الجسور وإعطاء صورة إيجابية عن الدات في مراحل الازدهار كما تفعل اليوم اليابان والولايات المتحدة وأوروبا عبر تصدير ثقافاتها أو صورها إلى العالم بمختلف لغات شعوبه…

على المستوى الفردي، تلعب الترجمة وظيفة المرآة بعكسها لصورة الذات على لغات الآخرين وهو ما حدث للشاعر والفيلسوف الألماني فولفغانغ غوته، مؤلف “فاوست“، الذي تفاجأ كثيرا عند قراءته للنسخة الإنجليزية من كتابه وتعرفه على الرؤى الجديدة التي أغفلها هو نفسه في اللغة الأصل من النسخة الأصلية…

الترجمة أيضا تسهل وصول العمل الأدبي إلى لغات حية أخرى كشكل من أشكال “الإنقاد الثقافي” و”الإغاثة الثقافية” عن طريق إيداع المنتوج الثقافي في بنوك التاريخ في أزمنة الظلام الحضاري والتدهور العام كما حدث مع الفيلسوف العربي ابن رشد في القرون الوسطى بحيث احرقت كتبه بالكامل ولم ينج من الحرق غير كتبه المترجمة إلى اللغة العبرية التي لولاها لضاع ابن الرشد إلى غير رجعة ولضاعت الرشدية إلى الأبد…



سؤال: نص “حب على الشاطئ” لهشام حراك يبدأ بعبارة “درجة الحرارة الكامنة بداخل صدرها تتجاوز، بكثير، درجة الحرارة عند منتصف أغسطس” (كتاب “صوت الأجيال: أنطولوجيا القصة الإفريقية الجديدة ،”ترينتن: أفريكا وورلد بريس، عام 2010، الصفحة 159). إذا كان الأمر يتعلق ب “اشتعال” حب أحد الشخصيتين في النص للآخر، لماذا لجأت لهدا الخيار اللغوي والأسلوبي بالذات؟



جواب: أحيانا، ينتصر الوفاء للنص على كل ما عداه من خيارات متاحة.



سؤال: نصك “إغراء أزرق“، هل كتب في الأصل باللغة الإنجليزية أم باللغة العربية؟ ثم لماذا انتصرت لكلمة “وكر” على الصفحة 30 بدل استعمالات لغوية أخرى لمستويات دلالية أخرى ك “عش” أو “مسكن“؟



جواب: عناوين النصوص السردية هي المفاتيح الرئيسية لفهم النصوص ذاتها ورصد بنياتها وتحديد أدواتها. لذلك، عند ترجمة النص، يُنْصَحُ بالحذر الشديد لأن أي تحريف ترجمي للعنوان قد يغير اتجاه النص برمته ويحوله إلى آفاق جديدة من التلقي…

“إغراء أزرق” هو عنوان النسخة الإنجليزية من نصي القصصي القصير “وطن العصافير المحبطة” المكتوبة باللغة العربية والمنشور ورقيا في طبعة عربية. وهذا هو التعديل الوحيد في النص ما دام النص في نسختيه العربية والإنجليزية، كتابة وترجمة هو نصي. أما نصوص غيري، فيحرم علي أي إخلال بالمعنى او المبنى…

“وطن العصافير المحبطة” نص يتمحور حول التوق للحرية من خلال ثلاث قفزات سردية على درب الطيران: قفزة الاستسلام للأمر الواقع ونموذجها الأب الكسيح، وقفزة التهور ونموذجها الطفل أخ السارد، وقفزة إرادة الطيران والحرية التي أجلت لختام النص ككلمة أخيرة ب”خطاب مباشر“:

- “سأطير، يا أبي، وسأنجح في ذلك“.

إغراء أزرق“، في النسخة الإنجليزية، أو “وطن العصافير المحبطة“، في النسخة العربية، يمكن اعتباره نصا رمزيا Allegory كما يمكن اعتبار معجمه اللغوي مختارا بعناية. وعليه، فكلمة “مسكن” تحيل على الإنسان، وكلمة “عش” تحيل على الطير بينما كلمة “وكر” تحيل عليهما معا وتصل هذا بذاك…


(أجري هذا الحوار بمناسبة إدراج كتاب “صوت الأجيال: أنطولوجيا القصة الإفريقية الجديدة “ضمن دراسة المؤلفات في جامعة هارتفورد Hartford بولاية كونكتكت Connecticut الأمريكية لموسم 2011، وهي الأنطولوجيا التي احتفت بالقصة المغربية من خلال ثمانية نصوص أشرف على اختيارها وترجمتها من العربية إلى الإنجليزية محمد سعيد الريحاني)



#محمد_سعيد_الريحاني (هاشتاغ)       Mohamed_Said_Raihani#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المغرب لم يفشل فيه التعليم. المغرب يُرَادُ له أن يفشل فيه ا ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 17 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن ثورة 27 فبراير الليبية: “عدو الشمس، البهلوان ال ...
- أول رواية عن الثورة الليبية: “عدو الشمس، البهلوان الذي صار و ...
- عن الشطط الإداري الذي لا ينتهي في نيابة وزارة التعليم بإقليم ...
- -عَبْزْفْ-، اَلْقِرْدُ الهَجَّاءُ (قصة قصيرة)
- حوار صحفي: *2011، عام الثورة* هي آخر مجاميعي القصصية لداكنة ...
- صدور كتاب *رسائل إلى وزير التعليم المغربي* (الجز الثاني من ك ...
- فين ْ غَادي بي َ خُويَا؟ قصة قصيرة جدا مهداة إلَى زَكَريَاء ...
- شعرية الضياع: صدور أضمومة -حوار الجيلين-، مجموعة قصصية مشترك ...
- رسالة أخيرة مفتوحة إلى وزير التعليم المغربي: ثورة قطاعية في ...
- الديمقراطيات الجديدة في العالم العربي


المزيد.....




- مصور بريطاني يوثق كيف -يغرق- سكان هذه الجزيرة بالظلام لأشهر ...
- لحظة تدمير فيضانات جارفة لجسر وسط الطقس المتقلب بالشرق الأوس ...
- عمرها آلاف السنين..فرنسية تستكشف أعجوبة جيولوجية في السعودية ...
- تسبب في تحركات برلمانية.. أول صورة للفستان المثير للجدل في م ...
- -المقاومة فكرة-.. نيويورك تايمز: آلاف المقاتلين من حماس لا ي ...
- بعد 200 يوم.. غزة تحصي عدد ضحايا الحرب الإسرائيلية
- وثائق: أحد مساعدي ترامب نصحه بإعادة المستندات قبل عام من تفت ...
- الخارجية الروسية تدعو الغرب إلى احترام مصالح الدول النامية
- خبير استراتيجي لـRT: إيران حققت مكاسب هائلة من ضرباتها على إ ...
- -حزب الله- يعلن استهداف مقر قيادة إسرائيلي بـ -الكاتيوشا-


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - محمد سعيد الريحاني - حوار حول الترجمة مع الباحث والقاص والمترجم المغربي محمد سعيد الريحاني