أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - متى تعترف فرنسا عن مسؤوليتها بجينوسيد الهوياتي



متى تعترف فرنسا عن مسؤوليتها بجينوسيد الهوياتي


كوسلا ابشن

الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 20:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تبنى البرلمان الفرنسي قانون يجريم انكار الابادةالارمينية على يد الجيش العثماني (1915 ), كما سبق ان صدرت فرنسا قرار مماثل يجرم انكار المحرقة اليهودية التي ارتكبتها النازية, ومما لاشك فيه ففي السياسة هناك اقتصاد , فوراء القرارات السياسية هناك المصالح الاقتصادية التي تلعب الدور الاهم في المجتمعات الطبقية , الموقف الفرنسي من الحالتين من دون البحث عن اسباب وراء اصدار القرارين , يظهران البرلمان الفرنسي اكثر عقلانية وتقدمية من مواقف بعض دعاة التقدمية واليسارية , الا ان القوى الامبريالية لا تتحرك الا حسب مصالحها الطبقية , اقتصاد كانت او سياسية .
فرنسا التي اعترفت بما ارتكبه الغير من مذابح , تجنبت الاعتراف بمذابحها وتنكرت لمبادئ الثورة الفرنسية , فالغزوات الفرنسية, ابادت قبائل امازيغية برمتها في الجزائرواحرقت القرى وقايض الجنود الفرنسيون النساء والاطفال بالاحصنة وقطعوا اذان الاسرى ومارسوا ابشع اساليب التنكيل والترهيب وراح ضحية العدوان الاستعماري الفرنسي بين 1930-1962 ملايين الابرياء بين قتلى وجرحى ومعطوبين. وفي الجارة ماروك ارتكبت القوة المتحدة المشكلة من الجيش الفرنسي -الاسباني-المخزني (1925-1927 ) ابشع جريمة واول مجزرة في تاريخ البشرية تستعمل فيه اسلحة كيماوية , رحى ضحيتها عشرات الاف من امازيغي منطقة الريف وتمت في صمت الاعلام الدولي المتأمرعلى اقدس مقدسات الشعوب , الارض والحرية , ولم تكتفي الامبريالية الفرنسية بما ارتكبته من ابادة في الريف بل استمرت في ممارسة هوايتها في ابادة الامازيغ في الاطلس المتوسط والصغير وفي وادي درعة و .... , وبما انها لم تفلح في حربها الابادية , الفناء البيولوجي , على احفاد تاكفاريناس وديهيا ولم تستطيع اخضاعهم لسياستها الاستعمارية باسلوب القوة العسكرية العنيفة , التجأت الى البديل العربي او ممارسة التنويم المغنطيسي واغتراب الذات عن ذاتها وباسلوب مدني متحضر, اصطناع هوية مزيفة ّ للاهالي ّ , وكانت البداية بفتح مدارس اللغة العربية في منطقة القبايل والشاوية في الجزائر ( وفيها تعلم عثمان السعدي قبل ان يلتحق بالجامعة الناصرية في القاهرة وبعدها الجامعة البعثية في بغداد ) , وفي الماروك حافظت الامبريالية الفرنسية على المواقع التقليدية المهتمة بالاستلاب الفكري وفبركة الهوية والقضاء على الاصل لانتاج الارتزاق . تعلمت الامبرالية الفرنسية من تجربتها في المنطقة في حربها العدوانية ضد الشعب الاصلي المتشبث بالارض والاستقلالية , كما خبرت ولاء فاقد الهوية , المغترب عن ذاته , القابل للخيانة والعمالة للقوى الخارجية .
انتهت مهمة الامبريالية الفرنسية في الماروك بتحطيم البنية السوسيو-سياسية للمجتمع الامازيغي واخضاعه للهيمنة الامبريالية مستفيدة من المروضين ومن المرتزقة المرتبطين عضويا بالقوى الخارجية والذين ستمدهم فرنسا الاستعمارية بما هو ليس ملكا لها وليس ملكا لهم , مدتهم بالسلطة السياسية والاقتصادية والثقافية بعد اتفاقيات العار بايفيان واكس ليفان .
اكبر جريمة ارتكبتها فرنسا في المنطقة تفوق استعمالها للسلاح الكيماوي والجريمة البيولوجية وهي الجريمة الهوياتية , جريمة اصطناع الهوية العربية المزيفة لشمال افريقيا واخضاع الشعب الاصلي لاستعمار من نوع جديد, وذلك بغية محو غريزة التشبث بالارض والاستقلالية عن الاخر عند ّ الاهالي ّ كما سماهم المستعمر, ان اصطناع العروبة الايديولوجية في مختبر باريس وبعقول انجلو-فرنسية لم يأتي من عبث بقدر ما هي استراتيجية طويلة المدى جوهرها ابقاء منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا تابعتان للنظام الامبريالي اقتصاديا وسياسيا ولن يتسن لهم ذلك الا بالقضاء على الذات الاصلية المتشبثة بالارض والاستقلالية وخلق هويات زائفة ورقية في خدمة الامبريالية .
بلاد الامازيغ ضحية مؤامرة استعمارية , امبريالية-عروبية بالوكالة , لازلنا ندفع ثمنها غاليا ومازالت الجريمة سائرة المفعول فوق كل المراسيم القانونية والاخلاقية .
اذا كان قرار تجريم انكار جينوسيد الارمن , والذي طرح قبل الان بفترة من الزمن , خاضع لحسابات انتخابية, خاضع للصوت الارميني الفرنسي , اذا كان هذا الصوت استطاع ان يأثرفي قرار الاغلبية الحكومية ويصدر قرار من هذا الحجم . فمن حقنا ان نستغرب ونتسأل اين الصوت الامازيغي , صوت 2 مليون امازيغي في فرنسا , اذا كان الصوت الارمني مؤطر وفاعل ,اين اختفى الصوت الامازيغي المؤطر, ما دور ممثل امازيغ فرنسا, اين من يدعي تمثيلية الامازيغ في المحافل الدولية .
اعتراف فرنسا بجرائمها الابادية البيولوجية والهوياتية في حق الشعوب الامازيغية في شمال افريقيا لايأتي عبر رسالة موجهة لساركوزي اوندوة ثقافية , بل يجب البحث عن اليات جديد في التعامل مع القوى الامبريالية تتخطى الخطاب الحقوقي , يجب التفكير في خلق لوبيات اقتصادية وسياسية , الحث على الانخراط في العمل السياسي والفعالية داخل التنظيمات السياسية الفرنسية والاستفادة من الصوت الامازيغي للضغط على اصحاب القرارات .
الامبريالية لا تهمها الا لغة المصالح ولا تبالي لا بالقوانين ولا بالاخلاق , لا بالاعراف الانسانية ولا بالايديوجيات الدينية .



#كوسلا_ابشن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القضية الأمازيغية : اكذوبة الظهير البربري بداية الخطاب العرق ...
- المشروع الكولونيالي والتاريخ المفترى عليه (2 )
- المشروع الكولونيالي والتاريخ المفترى عليه (1 )
- انتخابات ام بيعة الكولونيالية
- الوحدة والانفصال وحلم الدولة المستقلة 2
- الوحدة والانفصال وحلم الدولة المستقلة
- زغردي ايتها الام من ارضعتي ابنائك حليب الحرية
- اصلاح ام ثورة
- التسيير الذاتي لامازيغن
- انتفاضات شمال افريقيا ضد الاستبداد المشرقي
- اكذوبة الاصل العربي لامازيغن
- نفوسا الصامدة في وجه الة التغريب
- اهمية العامل الايديولوجي في النضال التحرري
- القوانين الكولونيالية لا تخدم الا مصالح السلطة الكولونيالية
- حراس الهيكل المقدس
- صبية الجامعة والعماء الشوفيني
- الاسلام من التوحيد الى التوسع
- دلالات الدعوة للانضمام للمجلس التعاون الخليجي
- تلاميذة خشيم في الموقع النقيض
- انهاء النظام الكولونيالي وليس اصلاحه


المزيد.....




- -صدق-.. تداول فيديو تنبؤات ميشال حايك عن إيران وإسرائيل
- تحذيرات في الأردن من موجة غبار قادمة من مصر
- الدنمارك تكرم كاتبتها الشهيرة بنصب برونزي في يوم ميلادها
- عام على الحرب في السودان.. -20 ألف سوداني ينزحون من بيوتهم ك ...
- خشية حدوث تسونامي.. السلطات الإندونيسية تجلي آلاف السكان وتغ ...
- متحدث باسم الخارجية الأمريكية يتهرب من الرد على سؤال حول -أك ...
- تركيا توجه تحذيرا إلى رعاياها في لبنان
- الشرق الأوسط وبرميل البارود (3).. القواعد الأمريكية
- إيلون ماسك يعلق على الهجوم على مؤسس -تليغرام- في سان فرانسيس ...
- بوتين يوبخ مسؤولا وصف الرافضين للإجلاء من مناطق الفيضانات بـ ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كوسلا ابشن - متى تعترف فرنسا عن مسؤوليتها بجينوسيد الهوياتي