أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - توقفوا عن التأجيج الطائفي يا أصحاب المشروع -الوطني-















المزيد.....

توقفوا عن التأجيج الطائفي يا أصحاب المشروع -الوطني-


محمد ضياء عيسى العقابي

الحوار المتمدن-العدد: 3587 - 2011 / 12 / 25 - 10:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



إذا أراد أحدنا أن يجسد وصمَ أي نظام بالدكتاتورية وإنفراد شخص في التحكم بشؤونه ومصيره، يبرز أمام ناظريه مباشرة نظام "القائد الضرورة". والإشارة هنا إلى نظام البعث الطغموي(1) الذي مارسَ، تحت قيادة صدام، أبشع جرائم العصر بصورة ممنهجة ومبرمجة شملت التطهير العرقي والطائفي والإبادة الجماعية والتهجير الجماعي وإستخدام أسلحة الكيميائية ضد الشعب وجرائم الإبادة وجرائم ضد الإنسانية.
فمن أين أتى لنا النائب السيد حيدر الملا، المتحدث الرسمي بإسم ما تبقى من إئتلاف العراقية، بتعبير "القائد الأوحد"، وذلك في تصريحه لفضائية الحرة يوم 24/12/2011 منتقداً رئيس الوزراء السيد نوري المالكي؟
هذا أمر لا يعرف أصله التأريخي ومغزاه الحالي شبيبةُ العراق الذين لم يعاصروا ثورة 14 تموز عام 1958، ما يتوجب تسليط الضوء عليه.
ولكون السيد الملا نفسه شاباً، فهو الآخر لم يدرك أيام تموز أيضاً، ولم يكن إختيار ذلك التعبير من عندياته، ولم يكن عفوياً بل جرى إختياره بعناية من قبل "القيادة الجماعية" لإئتلاف العراقية لإيصال رسالة معينة للجماهيرعن طريق تصريحات المتحدث الرسمي بإسم الإئتلاف. فما هي الرسالة؟
صفة "القائد الأوحد" هي مزيج من صفتين هما:
- "الزعيم الأوحد" وهي كنية الزعيم عبد الكريم قاسم قائد ثورة الرابع عشر من تموز، وهي واحدة من عدة صفات أطلقتها الجماهير عليه ومنها "إبن الشعب البار". لقد طرحتها الجماهير في وجه كيد الطغمويين آنذاك حين أرادوا إحداث الوقيعة بين القيادتين العراقية بقيادة عبد الكريم قاسم والمصرية بقيادة جمال عبد الناصر فأثاروا حساسية الجماهير الوطنية فأطلقت تلك الكنية مؤكدة بأن عبد الكريم قاسم هو قائد العراق وذلك لقطع الطريق أمام الطغمويين الذين أرادوا الإختباء في عباءة الزعيم المصري والعربي للتسلق إلى الحكم خلسة. وقد كشفهم الرئيس الراحل عبد الناصر وأظهر لهم الإحتقار.
- "القائد الضرورة" وهي كنية صدام حسين أطلقتها وسائل إعلامه الرسمية عليه.
أرادوا من مزج الكنيتين ما يلي، كما أرى:
- إستنهاض الروح الطائفية الموجودة على طول الخط في صلب الطغمويين منذ تأسيس النظام الملكي الطغموي، لكنها ترتفع وتنخفظ حسب الحاجة التكتيكية إليها. لقد إرتفعت أيام تموز 1958 لأن الثورة قرّبت الحكام من الشعب ولاحت بوادر الديمقراطية في الأفق فإرتعب الطغمويون ورفعوا علم الطائفية عالياً، وهو سلاح مجرَّب لشق وحدة الشعوب وتخريب الثورات، ورفعوا بجانبه أعلاماُ أصغر منها "الشعوبيون" و "أعداء العروبة" و "عملاء الصهيونية" وغيرها. وبالفعل نجحوا في إسقاط الثورة بإنقلاب دموي في 8 شباط عام 1963 قال عنه علي صالح السعدي، أمين عام القيادة القطرية لحزب البعث العربي الإشتراكي: "أتينا بقطار أمريكي"، إذ لم يعد خافياً أن وكالة الإستخبارات المركزية هي التي دبرت الإنقلاب الدموي.
الآن، وقد خرجت القوات الأمريكية من العراق وأصبح ذا سيادة كاملة وعلى رأسه حكومة عراقية مائة بالمائة منتخبة إنتخاباً ديمقراطياُ، وهو أمر لايطيقه الطغمويون، إستحق موعد رفع علم الطائفية الذي سبق رفعُه عالياً منذ 2003 ولكنه تهاوى رويداً رويداً بقدر ما سحنت الجماهير من عظام العمود الفقري للطائفية المتمثل بالإرهاب.
إستحق اليوم رفع علم الطائفية لحشد الهمم كي يضمنوا رحيل الديمقراطية مع رحيل الأمريكيين مثلما تكهن السيد صالح المطلك قبل أسابيع إذ قال لفضائية الحرة: "عند مغادرة الأمريكيين، ستسقط الديمقراطية لأن الذي صممها وحماها هم الأمريكيون"؛ وذلك لكي يستلم السلطة "من له خبرة في حكم العراق. أعطوا الخبز لخبازه" على حد قول السيد صالح المطلك نفسه عام 2005.

نعم إن الطغمويين يريدون اليوم تأجيج الطائفية فيريدون الناس أن يستذكروا أكوام الأكاذيب التي نسجوها حول الثورة وزعيمها عبد الكريم قاسم والأحزاب الوطنية وفي مقدمتها الحزب الشيوعي "العميل" بدعوى القتل الجماعي والسحل في الشوارع وأنهار الدماء.
فلسان حالهم يقول: الآن وقد غادر الأمريكيون وبقي العراقيون فستعود أيام "الزعيم الأوحد" وأنهار الدماء ثانية تحت قيادة "القائد الأوحد" المالكي هذه المرة، فإنهضوا، لقد تراخيتم.
تقنية إطلاق كنية "القائد الأوحد" لم تكن الأسلوب الوحيد لتأجيج الطائفية. فجميع غلاة قادة إئتلاف العراقية صاروا هذه الأيام يلهجون بعبارات متخمة بالطائفية متناسين إدعائهم بكونهم يمثلون مشروعاً وطنياً مناهضاً للطائفية. فذاك المتورط بإدارة شبكة إغتيالات إرهابية الدكتور طارق الهاشمي، نائب رئيس الجمهورية، يصيح بأعلى صوته بأن (طائفتي السنية مستهدفة لأنني مستهدف)؛ ثم يكشف علمه بالغيب فيقول للصحفيين الأجانب: "بالتأكيد سوف يضرب المالكي السنة". وذاك النائب عن إئتلاف العراقية السيد أحمد المساري يقول لفضائية الحرة (24/12/2011): رغم أن إئتلاف العراقية هو وطني لكنه ممثل للسنة فمن يستهدفه فهو يستهدف السنة"، وغيرهم وغيرهم.
- من الناحية الأخرى، فخلط نصف كنية صدام "القائد" بنصف كنية الزعيم عبد الكريم قاسم "الأوحد" فيه تشريف إيحائي لصدام وذلك لتهيئة الأذهان لعودة أيام ذلك "القائد الضرورة" بعد مغادرة الأمريكيين.
تناقلت بعض وسائل الإعلام نبأً مفاده أن تفجيرات يوم 22/12/2011 هي جزء من مؤامرة واسعة إشتركت فيها السعودية والأردن تقضي بالهجوم على المنطقة الخضراء وتصفية رجال الدولة وإلتحاق السيد أياد علاوي من الأردن إلى المنطقة الخضراء بالهليكوبتر والسيطرة على الحكم؛ غير أن المخابرات السورية قد كشفت المؤامرة (واحسرتاه...!!!).
الأمران المؤكدان هما ما صرح بهما رئيس الوزراء السيد المالكي في بيانه يوم 22/12/2011 من أن التفجيرات ذات طابع سياسي ؛ وأمام حشد من وجهاء ورؤساء قبائل صلاح الدين حيث أعلن أنه تم إلقاء القبض على (4) ضباط في الأمن متورطين بقيادة عمليات التفجير وأن العراق مستهدف من قبل دول خارجية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1): الطغمويون والنظم الطغموية: هم أتباع الطغم التي حكمت العراق وبدأت مفروضة من قبل الإحتلال البريطاني في عشرينات القرن الماضي، ومرت النظم الطغموية بمراحل ثلاث هي: الملكية السعيدية والقومية العارفية والبعثية البكرية-الصدامية. والطغمويون لا يمثلون أيا من مكونات الشعب العراقي القومية والدينية والمذهبية بل هم لملوم من الجميع ، رغم إدعائهم بغير ذلك لتشريف أنفسهم بالطائفة السنية العربية وللإيحاء بوسع قاعدتهم الشعبية. مارستْ النظمُ الطغمويةُ الطائفيةَ والعنصريةَ والدكتاتوريةَ والديماغوجيةَ كوسائل لسلب السلطة من الشعب وإحكام القبضة عليها وعليه. بلغ الإجرام البعثي الطغموي حد ممارسة التطهير العرقي والطائفي والإبادة الجماعية والمقابر الجماعية والتهجير الداخلي والخارجي والجرائم ضد الإنسانية كإستخدام الأسلحة الكيمياوية في حلبجة الكردستانية والأهوار. والطغمويون هم الذين أثاروا الطائفية العلنية، بعد أن كانت مُبَرْقعَةً، ومار سوا الإرهاب بعد سقوط النظام البعثي الطغموي في 2003 وإستفاد الإحتلال من كلا الأمرين، فأطالوا أمد بقاءه في العراق بعد ثبات عدم وجود أسلحة الدمار الشامل. كان ومازال الطغمويون يتناحرون فيما بينهم غير أنهم موحدون قي مواجهة الشعب والمسألة الديمقراطية؛ كماإنهم تحالفوا مع التكفيريين من أتباع القاعدة والوهابيين لقتل الشعب العراقي بهدف إستعادة السلطة المفقودة.

(2): الطائفية: للطائفية معنيان: أحدهما عقائدي وهي طائفية مشروعة إذ تبيح لائحة حقوق الإنسان الصادرة عن الأمم المتحدة حق إعتناق أية ديانة وأي مذهب ومعتقد ديني أو سياسي أو إيديولوجي شريطة ألا يدعو إلى الكراهية والعنف والحرب. إن محاولة توحيد أصحاب المذاهب من الديانة الواحدة هو ضرب من الخيال. فالطريق الأسلم والحل الصحيح هو أن يحترم كلُ شخصٍ قوميةَ ودينَ ومذهبَ وفكرَ الآخر على ما هو عليه دون قمع أو إقصاء أو تهميش أو إكراه على التغيير القسري؛ ويتم كل ذلك في إطار الدولة المدنية الديمقراطية التي يتساوى فيها الجميع في الحقوق والواجبات.

أما الطائفية المقيتة والمدانة فهي الطائفية السياسية، بمعنى إضطهاد وإقصاء وتهميش طائفة على يد طائفة أخرى أو على يد سلطة طغموية لا تمت بصلة لأية طائفة. لو تعمقنا في موضوع الطائفية السياسية لوجدناها ترتبط بمصالح طبقية. والطائفي هو من يمارس الطائفية بهذا المعنى أو يؤيدها أو يدعو لها. طائفية السلطة الطغموية ضد الشيعة وغيرهم هي التي حصلت في العراق إبان العهد الملكي السعيدي والقومي العارفي والبعثي البكري- الصدامي؛ ولم يحصل إضطهاد طائفة لطائفة أخرى. وعلى يد تلك النظم الطغموية مورست العنصرية، أيضا، ضد الأكراد والتركمان والقوميات الأخرى، كما مورس إضطهاد الأحزاب الديمقراطية واليسارية وخاصة الحزب الشيوعي العراقي والحزب الوطني الديمقراطي بسبب أفكارها الديمقراطية والوطنية والتقدمية. وقد حوربت الأحزاب الدينية الديمقراطية بوحشية خاصة أثناء الحكم البعثي الطغموي. الحل الصحيح للقضاء على الطائفية السياسية يكمن بإعتماد الديمقراطية بكامل مواصفاتها اساساً لنظام الدولة وعدم حشر الدين في الشئون السياسية. لا نجد اليوم في الدستور العراقي والقوانين ما ينحو بإتجاه الطائفية. وحتى برامج الأحزاب الدينية لا تحتوي على هكذا إتجاهات. وهو أمر يدعو إلى التفاؤل والتشجيع، آخذين بنظر الإعتبار ضرورة التمييز بين ما هو شأن سياسي وما هو شأن ثقافي تراثي شعبي قابل للتطوير في أشكاله الطقوسي.



#محمد_ضياء_عيسى_العقابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حافظوا على سلامة السيد طارق الهاشمي من الإغتيال الكيدي
- هل الدكتور أياد علاوي يتستر على الإرهاب أم متورط فيه؟
- أفيقي من أحلام اليقظة يا سيدة ميسون
- متى يستقيم وضعنا يا مثقفون؟
- الديمقراطية ليست هامبركر يا سيد صالح المطلك!!
- الثورة السورية والعراق والربيع العربي والجامعة
- ما لم يقله وكيل الداخلية للإستخبارات حول التخطيط البعثي
- lموقف الجادرجي من قيادة ثورة 14 تموز
- ماذا وراء تصريحات وزير الدفاع الأمريكي؟
- لو حرصوا حقاً على مصالح الشعب
- القرار الإتهامي ليس إختباراً لهيبة الدولة اللبنانية
- الإنتخابات المبكرة ليست مخرجاً للأزمة
- تباً لهكذا منظمات مجتمع مدني!!
- إئتلاف العراقية يعلن الحداد
- المقاصد الضيقة تغلبت على المصلحة الوطنية
- خاطرة حول العراق ومصر والسعودية
- تعقيب على تعليقين حول مقال -إسقاط الحكومة بين الجد والهزل ال ...
- إسقاط الحكومة بين الجد والهزل القاتل
- حرية التفكير وشجاعة التعبير عن الراي
- لماذا إجتمع القذافي بالبعثيين العراقيين في هذا الوقت بالذات؟


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد ضياء عيسى العقابي - توقفوا عن التأجيج الطائفي يا أصحاب المشروع -الوطني-