أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رافد الطاهري - حرب أهلية ..















المزيد.....

حرب أهلية ..


رافد الطاهري

الحوار المتمدن-العدد: 3586 - 2011 / 12 / 24 - 15:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حرب أهلية ؟!!!..
أول ما يتبادر إلى الأذهان من هذه الكلمتين، هو شعب يقتل نفسه بنفسه، ولكن هناك جانب آخر لهذه الجملة ؟... وهو حرب بين السلطة والشعب الذي يرغب بإرادة مرة أن يغير الوضع أو السلوك الذي اعتاد عليه ، وهذا يدعونا إلى التساؤل من المفترض نصرته ، هويتنا أم أفكارنا أم الوضع الاجتماعي الذي يعيشه أصحاب الثورة ، لقد نسيت أن اذكر انه قبل كل حرب أهلية هناك مظاهرة تسبق الثورة وهناك تمرد يلحق الثورة وهناك جمهور مع أو ضد هذا التمرد ، لربما يتفقون على المظاهرة الجميع لتحسين أو تعديل أو تغيير أمر سيئ في النظام القائم لذلك البلد ، ولكن نجدهم يفتقرون للإجماع حول الثورة حيث إنها ، تملك أهداف ومصالح تدفع بها للتحول من شكل لأخر في النظام السياسي الكلي لا الجزئي كالمظاهرة التي تعتبر صورة مصغرة من ثورة لها هدف معين في الغالب مقبول لدى الجميع حتى عند الأنظمة السياسية القائمة في ذلك البلد ، ولكن نرجع ونعود لفكرة الثورة في شيء خطير ولا يمكن القيام به دون أن تملك مقومات الثورة أو النية بالتحول ، وهنا يأتي الاختلاف في الاتفاق عليها من الناحية السلوكية لمبدأ الثورة ، حيث كما نعلم أن اليسار كفكر هو من يملك المقومات الكاملة لبناء ثورة أو يدعم التحول بشكل أساسي ولكننا نجد اليوم الأحزاب والتكتلات التي ينتجها المجتمع الذي سام من الوضع القابع عل أنفاس الحريات الدينية ، هو من يبادر بالوقوف ودعم وتنظيم الثورات من بعيد كما استغلته الأحزاب السلفية والدينية المتشددة في مصر وتونس ، وهو في الحقيقة نتاج الفكر الدكتاتوري القائم على سياسة ذلك البلد ، وهذا بالطبع ما ولد لنا هذا الامتداد العميق للفكر الإسلامي لدى شعوب غلبت على طابعها الرجعية في الفكر بعد أن تخلت عن آمالها وتطلعاتها التنظيمات والساسة الليبراليين بعد أن ترفعوا عن المجتمعات وتعلقوا بمقارعة الأنظمة القائمة وهذا ما جعل الفكر الإسلامي بحصوله على تعاطف الشعوب خصوصا ، وأنهم أي التيار الإسلامي يمتلكون قاعدة فكرية جميلة في أذهان الشعوب العربية وهو تاريخ الرسول والعدالة التي تحققت على يديه أيام الإسلام ، واعتبر هذا كمرجع وأساس في التعامل والارتباط بهذه التنظيمات ، فهي لم تحتاج إلى قنوات فضائية أو شاشات عملاقة لتخاطب الجمهور فقط بكلمتين الشريعة والدين ، وهي كافية لشل تفكير حتى المثقفين ممن هم لديهم ميول ديني ، حيث العاطفة هنا هي التي تلعب الدور الأخير في الإخراج الأخير للحدث ، وهو فوز وتفوق التيار الذي يحمل هذا الفكر وهو طبعا يكون مبطن بهذه الهالة ، حيث من خلاله يصل القائمون عليه إلى مراكز السلطة والحكم ، وسنرى مدى تخبطهم وعشوائية حكمهم ، ولي تجربة في بلدي العراق ، بعد صعود أحزاب التيار الإسلامي بكافة أشكاله إلى سدة الحكم ، وما آل إليه البلد بعد هذا الصعود من تغير خطير في المفاهيم والسلوكيات للمجتمع ككل ، وبات من الواضح قصور الفكر الديني على إدارة البلاد سياسيا ، وهنا لابد من ذكر الدور المحوري للدول الغربية ، والتي تعاني من تهشم عظامها وهي تمر بخريف أجوائها الاقتصادية ، حيث انعكاساته تحولت إلى سقوط أنظمة بأكملها ، ومن دون مساندة لهم من حلفائهم الغربيين حيث تولد وتبادر إلى أذهان الفكر الغربي استغلال هذه المرحلة وتسيرها نحو معطياتها الجديدة للمرحلة القادمة ومنها تحويل الرأي العام تجاه التجربة الجديدة التي يعيشها العالم العربي ، وأخرى تصب في لملمة جراحها الاقتصادية .
أذن نجد هنا تركيا ودورها الشبه استراتيجي في اللعبة الدولية القادمة ، حيث العالم بات مهدد بسبب فشل القوى العظمة في تحويل شكل المجتمعات والأمم نحو الرفاه والتحرر الذي وعدوا به ، ومن هنا تولدت أولا الحروب ، ثم جاءت المجاعات ، وتولدت حروب من مجاعات فرقت وقسمت وجزأت الشعوب إلى مصغرات يسهل التعامل معها بالنسبة للقطب الأوحد خاصة بعد زوال القطب الأخر وهو المعسكر السوفيتي ، الذي مر بتجربة مريرة من حكم ساسته الانتهازيين ، وبالتالي أعطى هذا التنافس الدائم على النفوذ في مناطق العالم ، فجوة تتخللها رياح تغيير خجولة في بعض مناطق أمريكا اللاتينية مؤسسيها كانوا أقطاب في الفكر المتحرر كجيفارا ، ثم اتسعت الفجوة لتشغل العالم بقضايا تحرير العالم الثالث من طواغيت عصره ، وهنا جاء لعب القوى المحتلة في رسم خارطة طريق لكل دولة منفصلة غير متصلة ببعض أبدا ، والغرض معروف والكل يدركه ، ولكن هذا أدى إلى خلق طواغيت من نوع آخر غير الذين يحكمون بقبضة حديدية ، هناك رؤوس للأموال ومالكيها بدأ بالظهور ، وهنا هو اللعب الأمريكي المميز فما دام العالم والسياسة ترضخ تحت تأثير المال ، فهي مسيرة بالاتجاه الذي ترتضيه الأموال السير فيه ، وكما نلاحظ الآن الاتحاد الأوربي وهو مشلول الحراك في حل أزمة الديون المتعثرة لدول دخلت غنية وباتت الآن فقيرة ومهددة بالانقراض تحت طائلة المسودة المالية لدول تستثمر فيها وأخرى تغرف من خيراتها ، وبات القطاع العام الذي هو محصلة كفاح الأمة والأنظمة المتعاقبة للحكم الدولة في تحقيقه ، مهدد باجتياحه راس المال ، الذي أصبح كقرش جائع يلتهم كل ما يجده أمامه ، وهذا التبدل الخطير بالأدوار ، جعل من الصعب السيطرة على الأسواق وبالتالي عدم السيطرة على القرار السياسي ، ومن هنا يفكر اقتصاديو الدول المتقدمة بالاستعانة بشيء من الأنظمة الشيوعية والاشتراكية ، لحل هذا التزاوج الغير مرخص بين المال والسياسة ، فبينما كانت الشعوب تحاول بالتخلص من الدين والسياسة في الثورة الصناعية الفرنسية والانكليزية ، نجدهم الآن أمام تحد جديد وهو المال والسياسي ، بينما كان السياسي هو من يصنع المال بات الآن السياسي يصنع بالمال ، وهذا تداعي خطير حيث الطبقات الوسطى والعاملة والفلاحة ستكون تحت رحمة استغلال المال وجني الثروات ، والحقيقة هذه الانعكاسات جعلت من التيار الإسلامي والديني بشكل عام كالمسيحية وغيرها شيء يستعان به ظنا من الجمهور انه سيحقق التوازن والحصول على المكتسبات اللازمة لديمومة حيوا تهم المعتادة ، ولكن نسوا إن التيار الإسلامي والديني فرح بهذه المغالطة المقصودة لتفكير المجتمعات ، حيث أن هذه التيارات تأسست على ضوء راس المال كما حدث لدينا في العراق ، وبالنسبة للغرب فهو عودة حكم الكنيسة بصورة غير مباشرة للقرار السياسي ، وأنا احذر من العودة إلى صراع الأديان بعد الخلاص من صراع الحضارات والعولمة ، وهي باتت وشيكة وقريبة ، حيث مازالت اليهودية تدير وتلعب الدور الأكبر في العالم من خلال رؤوس الأموال ، التي تتحكم بها .
وهذا نذير شؤم فربما تتكرر قصة ( بسانيو وشايلوك ) في روائع المؤلف العالمي شكسبير ، حيث سيأتي يوم على الأمم دفع الجزية والإتاوة إلى دول تملك مفاتيح البنوك ومن دون حروب حتى حيث سيدفع والشعب معه في هذه الخطوة خوفا من الموت جوعا ، وأنا اكره هذا السيناريو حيث لابد من ظهور فكر جديد وتيار سياسي يعالج المسألة وبالتالي سنخوض تحول اجتماعي جديد من تاريخنا وحضاراتنا .
المهم نعود إلى بداية كلامنا وهو الحرب الأهلية ، حيث لابد من دافع وان كان صغيرا ولكنه مضمون للعب عليه في خلق هذه الحروب ، والخير يقال أننا لا نملك اقل من ذلك حيث كل الشعوب العربية مهيأة بشكل أو بآخر لخوض التجربة ، وهذا ما أخشاه ، فهل تستطيعون الإجابة عن تساؤل بسيط حول تونس مثلا ، عندما يحكم بالشريعة الإسلامية والغالبية يعرفها كم هي متشددة في أصول وفقه الدين وتطبيقه سيكون أما بالطلب أو بالسيف ، وبالتالي سيكون من المحزن أن نجد تونس ممزقة إلى ولايات كل فئة تحكم بهواها ، أو مصر الجارة الحنونة لا إسرائيل التي لم تطقها السموات والأرض حتى استقرت في فلسطين ، كيف ؟؟ ستقبل بنظام إسلامي شبه دكتاتوري يشيع تعاليم القتال في سبيل الله ضد إسرائيل وهي على بعد كيلومترات من حدودها ، من سينجح بزعزعة واستقرار من ، المحنكين كاليهود أصحاب الحيلة والمكر والخداع السياسي ، آم الإخوان والسلفيين اللذان أسسهما أنور السادات الرئيس المصري السابق ن وما دور التيار السلفي في السعودية التي تخشى من إيران لذا هي تبقي على قاعدة جوية أمريكية في ارض الحرمين ، عندما نحاول أن نستبين الأمور نجد الكثير من الشك يدعونا إلى التساؤل حول إمكانية خلق الثورة من لا شيء ضد أنظمة عاشت وتعايشت معها أجيال من الشعب ، من قلب الموازيين ، السياسة آم راس المال ، ومتى ستكون الحرب الأهلية القادمة وأين ؟؟!!... قد تكون في اليمن وربما سيبتدئها الأقباط في مصر ، أو الشعب السعودي والعائلة الحاكمة ، وربما إيران حيث أنها مهيئا والأكثر ثقافتا تجاه قيام الثورات من سابقاتها من الدول .



#رافد_الطاهري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ادوات الكاتبة
- السياسة الرجعية للاحزاب الاسلامية في العراق


المزيد.....




- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...
- الرئاسة الفلسطينية تحمل الإدارة الأمريكية مسؤولية أي اقتحام ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: وعود كييف بعدم استخدام صواريخ ATAC ...
- بعد جولة على الكورنيش.. ملك مصر السابق فؤاد الثاني يزور مقهى ...
- كوريا الشمالية: العقوبات الأمريكية تحولت إلى حبل المشنقة حول ...
- واشنطن تطالب إسرائيل بـ-إجابات- بشأن -المقابر الجماعية- في غ ...
- البيت الأبيض: يجب على الصين السماح ببيع تطبيق تيك توك


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رافد الطاهري - حرب أهلية ..